صنعاء تفرض معادلتها وتضع كيان الاحتلال وداعميه في معضلة معقدة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
استطاعت صنعاء الهيمنة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وفرض معادلات جديدة في المنطقة خارج قواعد الاشتباك المعهودة، وذلك من خلال العمليات التي قام بها الجيش اليمني من صنعاء والاستيلاء على السفن التابعة للكيان الصهيوني أو المتعاملة معه، والتحكم في مضيق باب المندب الاستراتيجي، الأمر الذي كبد كيان الاحتلال الصهيوني خسائر اقتصادية فادحة وجعلها عاجزة عن المواجهة وحطم جميع التصريحات المتغطرسة لقادة الكيان.
وفي هذا السياق شكلت سيطرة القوات المسلحة اليمنية على سفن الكيان الصهيوني في البحر الأحمر دعماً قويا لأشقائهم في فلسطين في معركتهم، الأمر الذي مثل عامل ضغط قوي على أمريكا وأربكها في المقام الأول ومن بعدها كيان الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف عدوانه الهمجي على الشعب الفلسطيني والإبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها تجاه قطاع غزة.
عجز عن المواجهة
فيما تعهدت صنعاء، باستهداف كل سفينة شحن متجهة لكيان الاحتلال الصهيوني بغض النظر عن جنسيتها والجهة التي تديرها، تضامنا مع غزة وحتى يتم إدخال الغذاء والدواء للقطاع. كشف مُحلِّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، يوسي ميلمان النقاب عن أنّ مجلس الأمن القوميّ الصهيوني وكابينيت الحرب أجروا سلسلة جلساتٍ لدراسة تهديدات صنعاء، لفحص كيفية وآلية الردّ الصهيوني ، ولكنّ المصادر أقرّت للصحيفة العبريّة أكّدت أنّ “إسرائيل” لا يُمكنها فعل أيّ شيءٍ في هذا الصدد، وأنّ الحلّ الوحيد هو دوليّ.
وحسب الصحيفة “رغم التهديد والوعيد الصهيوني فإن خبراء يرون أن خيارات “إسرائيل” في التعامل مع اليمن بشكل مباشر معدومة، وهي سوف تعتمد على خيارات الولايات المتحدة ودول غربية بشكل كامل، تماما كما تعتمد على منظومات الدفاع الأمريكية المنتشرة سواء في البحر أو في الدول العربية لاعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية المتجهة إلى إيلات جنوب فلسطين المحتلة”.
وصرّح المسؤول في الهيئة الإعلامية، نصر الدين عامر، بأن “العمليات العسكرية البحرية التي ستقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن تريد أن تورطهم معها في البحر الأحمر أو البحر العربي، ليست بجديدة، إذ تقوم واشنطن منذ فترة طويلة بعمليات مشابهة ولن تؤثر على العمليات النضالية التي تنفذها الجماعة ضد كيان الاحتلال الصهيوني .
وأكد عامر أن “القوات الأمريكية لا تحقق أي إنجاز في المنطقة، فكل ما تقوم به هو اعتراض بعض الصواريخ والمسيّرات، إلا أن “أنصار الله” نجحت في منع جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من العبور”.
ارتفاع أسعار البضائع المستوردة
يؤدّي الحصار البحري المفروض على كيان الاحتلال الصهيوني بالبحر الأحمر، نتيجة تهديد صنعاء، إلى أضرار جسيمة بالاقتصاد الصهيوني ، وفي هذا السياق حذر كبير الاقتصاديين، في شركة الاستشارات “BDO” ، حن هرتسوغ من عواقب التصعيد في البحر الأحمر في حديث مع صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، موضحًا: “أولًا، يتعلق الأمر بارتفاع أسعار النقل البحري إلى “إسرائيل” نتيجة جعل مسار السفر طويلًا حوالي 30 يومًا للسفن لتصل إلى “إسرائيل” من الشرق، بمسار طويل يلف أفريقيا، بدل المرور عبر مضيق باب المندب وقناة السويس”.
وأضاف: “ثانيًا، خطوط الشحن ستقرّر التخلّي تمامًا عن العبور عبر الموانئ الصهيونية ، ما سيؤدي إلى الإضرار بمواعيد التسليم وتوافر المنتج وزيادة الأسعار بسبب النقص في سلسلة التوريد، حيث تجري معظم حركة السفن في العالم بواسطة السفن التي تبحر في خطوط منتظمة وتزور عددًا كبيرًا من الموانئ طوال الطريق، ومن المحتمل أنّه بسبب المخاطر العالية، ستفضل بعض الشركات التخلّي عن المحطة في الموانئ الصهيونية “.
وأكّد أن: “مدلول ذلك هو أن البضائع المتجهة إلى “إسرائيل” من الشرق يجب أن تُرسل إلى ميناء بديل في أوروبا، ومن هناك يجري تحميلها على سفينة أصغر ستأخذها إلى “إسرائيل”، وبعبارة أخرى، نحن نتحدّث عن تكلفة التحميل المزدوج وتمديد وقت الوصول وتكلفته”.
ولفت إلى أنّ: “الأثر الثالث هو الأضرار التي لحقت بالواردات إلى ميناء إيلات، إلى حد إغلاقه”، مضيفًا: “ميناء إيلات يخضع في الواقع لحصار بحري، ما قد يمنع السفن من الوصول إليه”، وتابع: “على الرغم من أنّ إجمالي حركة المرور في ميناء إيلات صغير نسبيًا، إلا أنها مهمة للغاية بالنسبة إلى استيراد المركبات وتصدير البوتاس من البحر الميت، حيث نحو 50% من واردات السيارات إلى “إسرائيل” تجري عبر ميناء إيلات”.
فيما يقدر هرتسوغ أنه: “سيكون هناك حصار بحري على الواردات إلى “إسرائيل” بحجم 80 مليار شيكل سنويًا، وخطر الإغلاق الكامل لميناء إيلات، هذا بالإضافة إلى الإضرار بالصادرات الصهيونية إلى أسواق الشرق، بمبلغ يقارب 15 مليار شيكل سنويًا”.
في السياق عينه، واعتمادًا على مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ وُصِفَت بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، أشارت صحيفة (إسرائيل هيوم) العبريّة إلى أنّ إعلان عدة شركات ملاحية تعليق أنشطتها، في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس، سيؤدي إلى تأخير كبير في الشحنات، وتاليًا سترتفع الأسعار، وذلك بعد الهجمات التي شنتها القوات المسلحة اليمنية على السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” أو المتوجهة إلى الموانئ الصهيونية .
وفي نهاية المطاف إن ارتفاع الأسعار الحالي في النقل البحري سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة بنسبة لا تقل عن 3.5 بالمئة، حيث يتعلق الأمر بمجموعة واسعة من المنتجات التي جُلبت إلى دولة الاحتلال عبر الطريق البحري من الشرق، بدءًا من المنتجات الغذائية وحتى الملابس والإلكترونيات وغيرها، ومن المتوقع أن تكون الزيادة في أسعار السيارات أكثر حدّةً بشكلٍ ملحوظٍ.
فيما توجّه نائب رئيس مكتب التجارة في تل أبيب أمير شاني إلى إدارة الضرائب بطلب عدم إدراج التكاليف الإضافية الناتجة عن تمديد رحلة السفن في قائمة البضائع للأغراض الجمركية، وإلّا فإنّ أسعار المنتجات المستوردة التي تخضع للضريبة سوف تكون أعلى من ذلك.
ونتيجة هذه التغييرات، فإنّ التأثير الكبير للاستيراد عن طريق البحر سيتجلى، بشكلٍ رئيسيٍّ، في عيد الفصح لدى اليهود عندما تعكس أسعار المنتجات المستوردة من الشرق ارتفاعًا متوسطًا بنحو 5 بالمئة، وذلك نتيجة لارتفاع تكلفة مكوّن النقل، ويؤثر هذا بشكلٍ أساسيٍّ على المنتجات البيضاء الكبيرة وأيضًا على الشركات الكبيرة.
هجمات مرغت أنوف قادة الاحتلال
أكّد كيان الاحتلال رسميًا عجزه ووهنه في مُواجهة القوات المسلحة اليمنية ورأى مُحلِّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، يوسي ميلمان، أنّ استفزازات صنعاء، والتي تتصاعد يومًا بعد يومٍ في البحر الأحمر، تؤكِّد بصورةٍ أكبر من الحرب ضدّ غزّة وحزب الله، مدى تعلّق دولة الاحتلال الصهيوني بالولايات المُتحدّة الأمريكيّة، مُشدّدًا على أنّ هذا الاتكال الصهيوني على واشنطن بات مطلقًا.
وتابع قائلاً: إنّ تصريحات الغطرسة والاستكبار التي صدرت على المُستوييْن الأمنيّ والسياسيّ في الكيان، هي تصريحات لا تستند إلى الواقع على الأرض، مُشيرًا إلى أنّ سلاح البحريّة الصهيوني ، وما يملك من سفنٍ حربيّةٍ وغواصّاتٍ، لا يستطيع التعامل مع تهديدات صنعاء، وأنّه في المحصلة العامّة سيكون ردّه ضئيلاً للغاية.
تغيير في توازن القوى
الموقع الجغرافي الخاص لليمن، وامتلاك المقاومة الشعبية اليمنية أسلحة استراتيجية وصواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة، والقدرات العملياتية للقوات المسلحة اليمنية، فضلاً عن التحكم بممرات بحرية مهمة، وخاصة باب المندب، تلعب دوراً فعالاً في “خلق التوازن” لمصلحة فلسطين في معركة طوفان الأقصى وتثبت أن زمن الاستفراد بفلسطين ولى، وأن العدو الصهيوني ومن خلفه أمريكا يجب أن يعلما ذلك.
في ظلّ تصاعد العنف الصهيوني في غزة، تعهّدت صنعاء بمواصلة استهداف الأراضي والسفن الصهيونية حتى يتوقّف العدوان على غزة، وعلى الرغم من ذلك، لم تردّ قوات الاحتلال الصهيوني بعد، واعتمدت على أنظمة الدفاع وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليس إلّا وهذه إشارة واضحة لتغيير في توازنات القوى حيث تحول كيان الاحتلال ليكون في موقع الشكوى.
ومع تزايد الوجود العسكري للولايات المتحدة في المنطقة، تنخرط صنعاء في عملية توازن يمكن أن تغيّر مسار الحرب، ومع ذلك، يبدو اليمن في وضع مثالي – سياسياً وجغرافياً على حدّ سواء – لاستهداف كيان الاحتلال دون إضفاء الطابع الإقليمي على الحرب على غزة أو تصعيدها، ما يمكّن أنصار الله من إعادة تنشيط الدعم الشعبي بين قاعدتهم من دون مواجهة كبيرة.
ختام القول
في ظل صمت مطبق من العالم ومدعي الإنسانية وحقوق الإنسان عمّا يعيشه أهالي غزة من إبادة جماعية وتهجير، كان لأنصار الله في اليمن كلمتهم وأثبتوا للعالم أن ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية من اعتراض لسفن كيان الاحتلال الصهيوني والسفن المتجهة إلى فلسطين المحتلة هو واجب إنساني وأخلاقي يهدف إلى فك الحصار الخانق المفروض على غزة، في حين يعتبر فك الحصار عن غزة هو الدور الذي كان ينبغي أن تقوم به الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان.
* المصدر: الوقت التحليلي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: کیان الاحتلال الصهیونی القوات المسلحة الیمنیة فی البحر الأحمر میناء إیلات المتجهة إلى باب المندب العبری ة من الشرق
إقرأ أيضاً:
فيولا ديفيس.. ممثلة الفقراء التي يكرّمها مهرجان البحر الأحمر
تشهد الدورة المقبلة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لعام 2024 تكريما نسائيا بامتياز، حيث اختيرت كل من الممثلتين الأميركية فيولا ديفيس، والمصرية منى زكي لتكريمهما في حفلي الافتتاح والختام.
وتعقد الدورة في المنطقة التاريخية بمدينة جدة خلال الفترة من 6 إلى 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، تحت شعار "بيت جديد للسينما".
وتستعرض ديفيس مشوارها الفني في "ماستر كلاس" الذي يعقد ضمن فعاليات المهرجان، وحصلت خلاله على "التاج الثلاثي" للجوائز السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، وهي الأوسكار، وتوني، وغرامي، لكن المدهش في مشوار ديفيس هو بدايتها التي جاءت أقل من متواضعة، وواجهت خلالها الفقر بصمود انعكس على أدائها وتمثيلها للضعفاء والمهمشين والضحايا.
طفولة قاسيةوُلدت فيولا ديفيس في 11 أغسطس/آب عام 1965 في سانت ماثيوز بولاية ساوث كارولينا في الولايات المتحدة، وكانت ثاني أصغر طفلة في عائلتها، التي تتكون من 4 شقيقات وشقيق واحد، لأبوين هما ماري أليس لوغان ودان ديفيس.
قضت طفولتها في شقة من غرفة واحدة في سنترال فولز بولاية رود آيلاند، بعد أن انتقلت مع أسرتها إلى هناك عندما كانت تبلغ من العمر شهرين فقط، وكانت عائلتها تعيش في ظروف صعبة، وكانت تعاني الفقر والجوع، وكان الأب يكسب رزقه من العناية بالخيول، في حين تعمل الأم مدبرة منزل وعاملة في مصنع.
لدى ديفيس 3 شقيقات أكبر سنا هن: ديلوريس ديفيس غرانت، وديان ديفيس رايت، وأنيتا ديفيس، بالإضافة إلى أخت أصغر وهي دانييل ديفيس.
حازت الممثلة الأميركية فيولا ديفيس جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم "الشك" سنة 2008 (غيتي إيميجز)حين بلغ عمرها عامين فقط، أُودعت فيولا مع والدتها في السجن بسبب مشاركة الأم في مظاهرة ضد التمييز العنصري، وتصف فيولا حياتها المبكرة بأنها كانت عبارة عن صراع مستمر من أجل البقاء، حيث كانت الأسرة تفتقر إلى الضروريات الأساسية، وقد صرحت ديفيس أنها كانت تذهب إلى الفراش جائعة.
تعرضت للتنمر بسبب فقرها الظاهر في المدرسة، لكن رواية القصص هي العزاء الوحيد للطفلة التي أصابتها شاشة التلفزيون بالهوس، وأصبحت تتخيل أنها الشخصيات التي رأتها على الشاشة، وهنا وُلِد الحلم المبكر بالتمثيل، لكنه كان أشبه بحلم مستحيل.
ميلاد فنانةرغم المعاناة والعزلة والتحيز العنصري، بدأت فيولا مسيرتها المهنية فور تخرجها من قسم المسرح في جامعة غوليارد بولاية رود آيلاند، حيث ظهرت في أعمال مسرحية صغيرة، قبل أن تظهر على الشاشة بأدوار ثانوية في السينما والتلفزيون خلال أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة.
وكتبت شهادة ميلاد جديدة لها كممثلة بأدائها في مسرحية "الملك هيدلي الثاني" (King Hedley II)، وتحولت إلى نجمة صاعدة في عالم المسرح، وأثبتت الممثلة ذات الأصل الأفريقي أنها تمتلك موهبة فريدة من نوعها تمكّنها من تجسيد جوهر شخصياتها.
انتقلت ديفيس من المسرح إلى الشاشة بأدوار صغيرة في السينما، وجاءت انطلاقتها في عام 2008 مع فيلم "الشك" (Doubt)، حيث لعبت دور السيدة ميلر، والدة صبي صغير يشتبه في تعرضه للاعتداء من قبل قس.
ورغم ظهورها في مشهد واحد فقط، فإن أداء ديفيس القوي أسر الجماهير وأكسبها ترشيحا لجائزة الأوسكار في 8 دقائق فقط من الوقت الذي استغرقته على الشاشة، حيث نقلت ديفيس حياة مليئة بالألم والمرونة والحب الأمومي، فتركت بصمة لا تُمحى في هوليود.
وانتبه المخرجون لذلك العمق وتلك القدرة المدهشة لدى فيولا ديفيس، وحصلت على أدوار تُظهر قدراتها، لتجسد شخصية أبيلين كلارك في فيلم" المساعدة" (The Help) سنة 2011، الذي منحها ترشيحا آخر لجائزة الأوسكار.
التاج الثلاثيفي عام 2014، أدت ديفيس دور آناليس كيتنغ في مسلسل "كيف تفلت من جريمة قتل" (How to Get Away with Murder)، وهو مسلسل تلفزيوني رائد تحدى الصور النمطية عن النساء السود في الأدوار الرئيسية، وقد جسدت ديفيس دور محامية عبقرية، مما أكسبها جائزة إيمي، وكان فوزها بالجائزة تاريخيا، فقد أصبحت أول امرأة سوداء تحصل عليها، لكن دور "روز" في فيلم "الأسوار" 2016 (Fences) دفع بها إلى خشبة مسرح "دولبي" في لوس أنجلوس، لتتسلم جائزة الأوسكار، وقدمت دور زوجة وأم عانت طويلا.
وفي كلمتها على المسرح، بكت فيولا كما لم يبكِ فائز بالأوسكار من قبل، بكت لدرجة دفعت أغلب الحاضرين للبكاء معها ومشاركتها شريط الذكريات الصعبة البائسة، لكنها دعت إلى المقاومة بشكل إيجابي عبر رواية قصص البشر العاديين في الأفلام.
ولعل ذلك البؤس هو الذي شكّل شخصيتها وميولها، فأصبحت واحدة من أبرز المدافعات عن التنوع والاندماج في هوليود، وقد اشتهرت بصراحتها حين يتعلّق الأمر بالممثلين السود، فهي تؤكد دائما أن هناك نقصا في الفرص المتاحة للممثلين الملونين، وهناك حواجز منهجية تعيق نجاحهم.
ولم تكتفِ فيولا بالتصريحات، لكنها أسست شركة مع زوجها، لتنتج أعمالا للسود والملونين في هوليود.
وعلى التوازي تواصل فيولا مشوارا فنيا مميزا بأدوار يعد كل منها علامة مستقلة في تاريخها، فقد قدمت في عام 2020 شخصية "ماريني" في فيلم " قاع ماريني الأسود" (Ma Rainey’s Black Bottom)، الذي نالت عنه ترشيحا جديدا للأوسكار، وعززت مكانتها كواحدة من أعظم الممثلات في جيلها بدور الجنرال "نانيسكا" في فيلم "المرأة الملك" (The Woman King) سنة 2022.
واصلت ديفيس رحلتها إلى القمة، انطلاقا من قاع البؤس والفقر بموهبة واضحة وقدرة مدهشة على التجسيد وإيمان عميق بما تقدمه على الشاشة، فكان نجاحها تكريما للأصوات التي تم إسكاتها لسنوات طويلة باسم العرق واللون.
ورغم جرعات الغضب والبؤس في أدوار ديفيس، فإنها تعيش في حالة رضا ورجاء، كما أكدت في حوارها مع المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري، وهي مسيحية متدينة، وقد دعت ربها أن يرزقها زوجا بمواصفات الممثل جوليوس تينون (69 عاما)، فكان أن التقت به بعد أسبوعين فقط من الدعاء عام 1999 في موقع تصوير فيلم "مدينة الملائكة" (City of Angles).
تزوجت ديفيس وتينون، وبحلول عام 2011، تبنيا ابنة سميت نيسيس، بالإضافة إلى ذلك، ديفيس هي أيضا زوجة أب لاثنين من أطفال تينون من زيجات سابقة.