الثورة نت:
2025-03-04@07:03:09 GMT

فلسطين والقائد السيّد اليماني

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

 

 

نقرأ في كتاب الله العزيز عن نبي الله داود (عليه السلام) قوله تعالى: { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}ص:20 وأرى في اليمن مصداقاً لهذه الآية، وكأنّها تتحدّث عن هذا السيد الذي جاء عليه يوم وكان ذلك قبل قرابة العشرين سنة لا يجد مأوى له ولأهله ولأصحابه، وكانوا كما جاء في القرآن العظيم وهو ينطبق عليهم في حينه: { وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ.

.}الأنفال:26، وبعد عشرين سنة ها هم يحق فيهم قوله تعالى تكملة لذات الآية: {.. فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}الأنفال:26.
ومن مظاهر هذا الشكر الذي يؤدّيه أنصار الله وقائدهم السيد العلم هو هذا الشكر العملي من خلال موقفهم من «فلسطين» أعدل قضية على وجه الأرض، وأوضح معركة في تاريخ الأمّة منذ قرون، حيث لا لبس فيها، ولا شك، ولا ضبابية، ولا خفاء، وكأنّها بالفعل حقيقة الحقائق، وبديهة البديهيات..
واليمن اليوم وقد شدّد الله ملكه ونصره على حلف الشيطان، وأحزاب العدوان، فقد أولاه المولى عزّ وجل الإيمان والحكمة، منذ أن قلّده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الوسام الذي لا يبلى على مرّ الدهور «الإيمان يمان والحكمة يمانية» ولا شك ولا ريب أنّ نصيب السيد القائد العلم من هذا الإيمان نصيب وافر لدرجة أنّه بات مجمع بحري الإيمان والحكمة في اليمن والأمة.
ومن هذه الحكمة جاء «فصل الخطاب» الذي تميّز به «سيّد القول والفعل»، وتبيّن للقاصي والداني أنّه ليس من نوع الرجال الذين يرفعون الشعارات في غير زمانها ومكانها، ليلفتوا إليهم الآخرين، أو ليسجّلوا موقفاً، أو ليحققوا مجداً ذاتياً ولو كان ذلك على حساب الحقيقة والأولويات، وليس من أولئك الذين قيل فيهم في الكتاب العزيز {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ..}البقرة:44، أو من أولئك الذين يقولون ما لا يفعلون وهم كثر في الأمة زعامات ومشايخ ومثقفين وساسة، بل هو رجل من طراز آخر، ومن معدن آخر ومن مشرب آخر، ومن منهاج آخر، ومن قناة أخرى تمتد في التاريخ إلى عين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنها يستقي، ومنها يملأ دلوه، ومنها يفرغ في شعبه وأمته..
ومن هنا دخل السيد القائد العلم إلى ميدان فلسطين مدركاً أنه المدخل إلى جميع الميادين، حيث في ساحته تتكثّف جميع أسباب آلامنا وتخلفنا، وفرقتنا وضعفنا وتشتّتنا، كما أنّ فيه تنمو وتترعرع جميع عوامل خلاصنا ووحدتنا ونهوضنا الحضاري الإنساني، وأنّ من لا يعي هذه الحقيقة فهو لا يعي شيئاً على الإطلاق، إنّها الحقيقة التي أدركتها الثورة الإسلامية في إيران وأدركتها المقاومة الإسلامية في لبنان، والمقاومة الإسلامية في فلسطين، وجاء هذا الإدراك اليمني متوّجاً لكل هذه الإدراكات وزاد عليها أن جعله شعاراً يردّده في حركته ومشروعه كما يردّد الأذان للصلاة..
وهذا الإدراك وهذا الموقف التاريخي العظيم هو ما غفل عنه الكثيرون، وهو ما عاداه أولئك الذين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم، ورضوا بأن يكونوا في يد المشروع الاستكباري يضعهم حيث شاء، ويوظفهم كما يشاء، ويلزمهم بأن يكونوا كما يريد هو لا كما تريد شعوبهم، ولقد جاءت معركة طوفان الأقصى وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني أعقاب جولات السقوط المريع للنظام الرسمي العربي وللبنى الفوقية لهذا النظام لنرى ونسمع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، لدرجة أن اجتمعت سبعة وخمسين دولة عربية وإسلامية في قمّة كان سقف مواقفها التوسّل إلى أمريكا وإسرائيل لوقف الحرب في بيان وصفه السيد القائد العلم بأنّه يمكن إصداره من مدرسة ابتدائية وليس من قمّة تضم كل هذه الزعامات ووراءها كل هذه الشعوب التي تمثّل قرابة ثلث العالم، وبدا هؤلاء إلّا من رحم ربّي مثل قصة الأطفال الشهيرة «أليس في بلاد العجائب» التي خلاصتها أنّ على «أليس» أن تصغر وتصغر، إلى حجم الأرنب أو أقل، كي تدخل في جحور القوارض وتتخاطب وتتعامل معهم!!
وبالفعل وكأن هؤلاء (وهو ما حدث مع الكثيرين منهم) تضاءلوا حتى باتوا أصغر من حجم «إسرائيل»، ولذا تقاطروا عليها وعقدوا معها المعاهدات والاتفاقات وهم يرونها أكبر منهم جسماً وعقلاً وقدرة!!
وهؤلاء أنفسهم هم من شنّ على اليمن العدوان كرامةً لعيون أمريكا وإسرائيل، وليس لليمن من ذنب سوى أنّه رفض أن يكون صغيراً أمام (أمريكا وإسرائيل)، وأبى إلّا أن يكون كبيراً بهويته الإيمانية، وبمسيرته ومشروعه القرآني، وبالتفافه حول قائد المشروع وقائد المسيرة..
هذا الخطاب يأتي في سياق تصحيح مسار التاريخ ليأخذ كل فريق حجمه الحقيقي وقدره الحقيقي والكرامة كل الكرامة لمن لحق بهذا المشروع، والندامة كل الندامة لمن تخلّف عنه أو وقف في طريقه..
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)

*كاتب وباحث -رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"أبشر".. عندما ينطق بها السيِّد ذي يزن

 

 

 

أحمد السلماني

 

وصلتني دعوة كريمة لحضور ملتقى "معًا نتقدم"، للمُشاركة في لقاءٍ يهدف إلى تعزيز الحوار في قطاع الثقافة والرياضة والشباب، بحضور أمير الشباب، صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، وبمعيته وكلاء الوزارة، سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل الوزارة للثقافة، وسعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل الوزارة للرياضة والشباب.

عُقد هذا الملتقى في إطار الحرص السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على تعزيز جسور التواصل بين الحكومة والمجتمع، والاستماع إلى آراء المواطنين ومقترحاتهم وتطلعاتهم في مختلف المجالات. وقد تبنّت الأمانة العامة لمجلس الوزراء تنظيم هذا الملتقى بشكلٍ سنوي، ليكون منصةً تفاعليةً تُسهم في تحقيق مبدأ الشفافية والمشاركة بين الحكومة والمجتمع، وترسّخ الثقة المتبادلة من خلال فتح المجال أمام مختلف الشرائح للتعبير عن آرائها ومشاركة اهتماماتها.

وقد شهد الملتقى حضورًا غفيرًا، غالبيته من الشباب، الذين كانوا على موعد مع حوارٍ مفتوحٍ مع الوزير، بأسلوبٍ عفويٍّ وبسيط. استعرض سُّموه، بإيجازٍ، ما أنجزته الوزارة خلال الفترة الماضية، وبشّر بالمزيد في المستقبل القريب، مؤكّدًا أن العمل مستمرٌّ لتحقيق طموحات الشباب.

تميز اللقاء بأسلوب إدارته، حيث كان سُّموه حاضر الذهن، رحب الصدر، متفاعلًا مع الجميع دون حواجز أو حدود، معتمدًا على لغةٍ قريبةٍ من القلب، لا تخلو من الطرفة والدعابة، وممزوجة باللهجة العمانية، الأمر الذي جعل التفاعل بينه وبين الحضور عميقًا وصادقًا.

كان هناك قاسمٌ مشتركٌ في ردود سموه على مداخلات الشباب، فقد جاءت الإجابة على كل استفسارٍ أو مطلبٍ بعبارةٍ واحدة: "أبشر". لم يكن ذلك مجرد تعبيرٍ بروتوكولي؛ بل وعدًا يعكس التزامًا جادًا بتحقيق ما يمكن تحقيقه من تطلعات الشباب.

المثير للإعجاب أنَّ الجلسة تجاوزت وقتها المحدد، إلا أن سُّموه وجّه بمواصلتها، نظرًا لكثافة التفاعل وروح الحوار الإيجابية التي غلبت عليها. كلمات الوزير لم تكن مجرد عباراتٍ عابرة، بل حفرت مكانًا عميقًا في قلوب الشباب، حيث تحدث من القلب إلى القلب، فأصغى له الجميع بشغفٍ، وشعروا بصدق التزامه بقضاياهم.

ومن منطلق هذا التفاعل الكبير، وجّه سموه طلبًا إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء بجعل هذا الملتقى نصف سنويٍّ بدلا من سنويّ، حتى تكون هناك فرصةٌ أكبر لمتابعة المستجدات والاستجابة لتطلعات الشباب بصورةٍ أسرع وأكثر فاعلية.

ما لفت انتباهي خلال الملتقى هو الإلمام العميق لسموه بأدق تفاصيل وزارته، رغم مسؤولياته الأخرى. لم يكن يكتفي بالاستماع، بل قدّم حلولًا وتوجيهاتٍ فورية، حتى للقضايا التي لم تكن ضمن اختصاص وزارته، ووعد بالسعي لحلّها أو تسهيل الأمور المتعلقة بها، كما كان يُعطي أركانه المساحة الكاملة للرد كونهما قريبين جدا من القطاعات وما تحتاجه.

النقطة الجوهرية التي ظهرت في النقاش أن الوزارة لا تزال بانتظار إقرار التحديثات المقترحة في استراتيجية تطوير قطاعات الثقافة والرياضة والشباب، وخاصةً الرياضية منها؛ فبمجرد اعتمادها، ستبدأ مرحلة التنفيذ بالتعاون مع مختلف المؤسسات الرياضية، من اتحاداتٍ ولجانٍ وأنديةٍ، مما سيمنح القطاع الرياضي دفعًا قويًا نحو آفاقٍ جديدة.

الملفت في الحوار أن كثيرًا من المشاريع والمبادرات التي طرحها الشباب كانت قد أُنجزت بالفعل أو في مراحلها الأخيرة، لكن ضعف التغطية الإعلامية حال دون وصولها إلى الجمهور. وهنا يظهر بعض القصور في إعلام الوزارة والإعلام الرياضي بشكلٍ عام، الذي لا يزال يعتمد على نمطية النشر التقليدية.

رغم الأجواء الإيجابية، فإنَّ التحديات المالية لا تزال تُلقي بظلالها على الأندية، التي تواجه صعوباتٍ كبيرةً في تأمين مواردها؛ فالتكلفة تضاعفت، وما كان يُنجز بالأمس بريال، يحتاج اليوم إلى عشرة، بينما الدعم المقدم للأندية لا يعكس هذه المتغيرات، مما يجعل كثيرًا منها يئن ويتداعى تحت وطأة الأعباء المالية.

الأندية باتت في معظمها فرق كرة قدم فقط، بينما جُمدت العديد من الرياضات الأخرى، وحتى بعض فرق كرة القدم اختفت تمامًا، مما يطرح تساؤلًا حول سبب منح جميع الأندية دعمًا سنويًا موحّدًا، في حين أن بعض الأندية تفعل 11 رياضةً مختلفة، إضافةً إلى الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية، بينما أندية أخرى لا تقدم سوى الحد الأدنى من الأنشطة.

الحوكمة كانت كذلك ضمن النقاشات، حيث تُعدّ خطوةً إيجابيةً في ضبط المسار الإداري، لكنها تصبح بلا جدوى ما لم تتوافر للأندية الموارد المالية الكافية التي تساعدها على تنفيذ خططها وتحقيق أهدافها، خاصةً في ظل الدعم الحالي الذي لا يغطي سوى جزءٍ بسيطٍ مما تحتاجه الأندية سنويًا.

ما خرجتُ به من هذا الملتقى أن هناك إرادةً حقيقيةً لإحداث تغييرٍ إيجابي؛ سواء من خلال الحوار المفتوح، أو القرارات التي بدأ العمل بها، أو الاستعداد لمواجهة التحديات. سمو السيد ذي يزن لم يكن مجرد مُستمع، بل كان حاضرًا بكل وعيه، متفاعلًا مع كل صغيرةٍ وكبيرة، مما أعطى انطباعًا قويًا بأننا قد نكون بالفعل على أعتاب مرحلةٍ جديدة في قطاع الثقافة والرياضة والشباب، مرحلةٍ يُبنى فيها القرار على الحوار والتفاعل المباشر، لا على التقارير والاجتماعات المغلقة.

إن كان لكل لقاءٍ عنوانٌ، فإن عنوان هذا اللقاء كان بلا شك: "أبشر"، ونحن نقول "الله يبشرك بالسعد في الدنيا والآخرة".

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • المجتمع البشري في عهد النبي إبراهيم عليه السلام.. (لماذا حظر الطغاة ذكر الله وسمحوا باتخاذ آلهة غيره؟)
  • قصة هجرة إبراهيم عليه السلام ومعجزة ماء زمزم
  • كان مكتئباً بلا روح”.. نجل السيد حسن نصر الله يروي تفاصيل الأيام الأخيرة لوالده قبل استشهاده
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • ليزدادوا إيمانًا.. من إطلالة السيد القائد البدر
  • السيد حسن نصر الله: قائد المقاومة ورمز الصمود
  • دعاء اليوم الثاني من رمضان.. تعرف عليه
  • السيّد
  • موعد سحور ثاني يوم رمضان.. تعرف عليه
  • "أبشر".. عندما ينطق بها السيِّد ذي يزن