الثورة نت:
2025-01-31@12:40:09 GMT

العالم يتعايش مع التحدي الإسرائيلي

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

 

 

بأي حال، لا يمكن القبول باستمرار هذه العربدة الصهيونية في الأراضي الفلسطينية دون أن يكون هناك رادع، تستمر المجازر بحق النساء والأطفال وتستمر المأساة بمنع كل وسائل الحياة، لا ماء ولا غذاء ولا غاز ولا وقود لتشغيل مضخات المياه، وأجهزة المستشفيات ولا دواء, حتى مسكّنات الألم والمضادات الحيوية ممنوعة من الدخول الى غزة لينكشف زيف الشعارات الدولية.


كل المواثيق والقوانين والمبادئ والبروتوكولات انهارت في فلسطين على أيدي الفاشيين والنازيين من بني صهيون، فأي حصانة هذه التي يتمتع بها الكيان، حتى مع رفض دول محسوبة على أمريكا وأوروبا، كإسبانيا وفرنسا وبلجيكا لكل هذه الجرائم، يتجاوز قادة الكيان كل ذلك ويستمرون.
أصبح الأمر يدفع بالضرورة الى وقفة دولية لمراجعة تحديث النظام العالمي واستئصال نتوءاته المشوّهة لقواعد التعايش العالمي والانتصار فيه للقيم الانسانية، وبحيث يواكب ذلك انهاء حالة الاستقواء لدول الشيطان، وأمريكا على نحو محدد، التي تعيش على الدعاية والبهرجة والإبهار، صار الوقت لأن يتم تحجيم تأثيرها وإنهاء كذبة القوة التي تتمتع بها، فهي لا تُذكر إلا بحالة الخضوع التي تتسم بها باقي الدول، ضعيفة الإيمان بذاتها.
في فلسطين المحتلة يستغل النتنياهو هذه الحالة العالمية التي يُسيّرها اللوبي الصهيوني الأمريكي ليستمر في قتله للحياة، بل ويؤكد استمرار عمليته حتى إنهاء أي نبض مقاوم للاحتلال، فيما بعض قادته يدعون لاستخدام السلاح النووي لإبادة الشعب الفلسطيني، بينما يفضّل البعض الآخر التهجير لهم من أرضهم، وبالتزامن تقتل القنابل الأمريكية المئات يومياً، ثم يظهر بايدن ليتحدث صراحة أنه لا مجال حتى لحل الدولتين، لأن إسرائيل لا تريد، وهي ضمنياً رغبة أمريكية.
في سبتمبر/ أيلول 1993 خدّرت اتفاقية أوسلو الأنظمة العربية، فذهبت هذه الأنظمة تحتفي بما اعتبرته انجازاً ونهاية منصفة للنضال الفلسطيني من أجل نيل حريته والاستقلال بدولته، حين اقتضت الاتفاقية حل الدولتين، والصحيح أن الاتفاق المشؤوم مثّل شرعنة لوجود الكيان في أرض لا تمت له بصلة، ومع ذلك ووفق ما قاله بايدن حرفياً، يرفض الكيان حل الدولتين، وهذه البجاحة ماهي إلا انعكاس طبيعي لحالة التنمر على الاتفاقات التي استكانت فيها وإليها، الأنظمة العربية لتتخلص من القضية التي أحرجتها كثيراً وكشفت عورتها وعجزها عن مواجهة عصابة صنعتها دول الغرب لإرهاب المنطقة.
واليوم أصبح العرب يبحثون عن أمان فقط للشعب الفلسطيني ولو في ظل الاحتلال، المهم هو أن يتخلصوا من هذه القضية التي تمثل لهم (وجع رأس)، ولذلك ذهب الكيان الصهيوني يبطش كيف يشاء ويعيد رسم جغرافيا الأرض المحتلة حسب مخططات الإحلال للصهاينة بدلاً عن أصحاب الأرض، وذهب ينهش بمستوطناته من أراضي الضفة والقطاع وصار للمستوطنين غلاف مستوطنات والفلسطينيين في مآوي للنازحين، ضارباً بذلك اتفاق اوسلو عرض الحائط، دون اعتبار لأي نقد.
ومع التحرك اليمني العملي الجاد انكشفت هشاشة النظام الدولي، وتبيّن أن استرجاع الأرض المحتلة مسألة لا تتطلب إلا التفافاً عربياً وإسلامياً ليخرج فيها المحتل ولتُذعن أمريكا وحاشيتها للإرادة العربية.
حتى الآن كل الشارع العربي تقريباً مؤيد للضربات اليمنية، كما هناك أيضا أنظمة مؤيدة، لكنها تخفي ذلك لأنها رهنت معيشتها على المعونات الخارجية، وأخرى باعت سيادتها وقرارها مقابل استمرارها في الحكم.
رغم هذا، تحركت اليمن وهي تعلم بكل هذه الظروف ولم تعوّل على الأنظمة بقدر تعويلها على الله سبحانه أولا ثم قدراتها الرادعة وصوت أبناء الشعب اليمني والشعوب العربية الحية.
ولأن تحرك اليمن لم يكن لجني مكاسب وإنما عن قناعة وإيمان بضرورة ردع هذه الغطرسة الأمريكية الصهيونية وإنهاء حالة الاستضعاف للشعب الفلسطيني والعبث بحياته من قبل الاحتلال ودول محور الشر، وفق مخطط القوة الاستعمارية، لذلك لا يعني اليمن أن تحشد أمريكا ما تحشد وأن يُرعد الكيان ما أرعد، وما عاد الأمر بالنسبة لليمنيين يقف عند حد إنهاء الحصار والعدوان وإنما إنهاء الاحتلال.. والمعركة مستمرة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٩- ١٠)

تناولنا فى المقالات السابقة أن عودة ترامب تعلن عن تبعثر أوراق الاقتصاد العالمى خاصة فى الدول العربية، بسبب السياسات الخاصة المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية. والتى انخرطت فى صراعات مدتها 231 عاماً من أصل 248 عاماً من وجودها، واستناداً إلى شعار ترامب «أمريكا أولاً»، فإن توجهاته تعكس هذا الشعار، وابتزازه كثيراً من الدول العربية وعلى رأسها السعودية التى طلب أن تستثمر حالياً بتريليون دولار، وفى هذه السلسلة من المقالات سوف نتناول تأثير ذلك على الدول العربية بصورة منفردة، وفى هذا المقال سوف نتناول الأثر الاقتصادى على دولتى الصومال واليمن، فخطاب التنصيب لترامب يؤكد أننا سنشهد تركيزاً على تعزيز المصالح الأمريكية، وهذا النهج قد يحمل مخاطر تصعيد التوترات مع خصوم الولايات المتحدة خاصة الصين، ويجعل مستقبل السياسة العالمية أكثر تعقيداً. ولكن يبدو أن السياسة الأمريكية ربما ستشهد تحولاً حيال الإقليم الانفصالى من أرض الصومال الذى أعلن استقلاله بشكل منفرد عام 1991، وتشير تقارير بشأن قيام الرئيس ترامب بالاعتراف باستقلال أرض الصومال، تلك الأرض التى تقع فى منطقة القرن الأفريقى، وتعد من أهم المناطق الاستراتيجية فى العالم، حيث تشرف على خليج عدن ومضيق باب المندب، والذى يمر جزء كبير من نفط العالم عبره، لذا تلعب أرض الصومال دوراً مهماً فى الأمن العالمى والاقتصادى، وقد عملت أرض الصومال على تحديث ميناء بريرة وافتتاح مطار دولى، لذا تسعى أمريكا إلى تعزيز مصالحها فى منطقة القرن الأفريقى ومواجهة النفوذ الصينى المتصاعد، الذى يرتكز على القيام بمشاريع تنموية، وضخ استثمارات فى إطار مبادرة «الحزام والطريق». ولذلك ترى أمريكا أن التعاون مع حكومة أرض الصومال سيمكنها من الوصول إلى مطار وميناء بربرة، الذى من شأنه حماية المصالح الاقتصادية والأمنية الأمريكية، وموازنة الاستثمارات الصينية فى المنطقة، ولكن ربما تشهد السياسة الأمريكية الحالية تحولات فى منطقة القرن الأفريقى، وهو ما يتطلب محاولة اختبار هل سيتم الإبقاء على سياسة صومال واحد، والتى ستؤثر بشكل سلبى فى استقرار المنطقة، عبر تشجيع الحركات الانفصالية فى القارة الإفريقية.
وفى المقابل من باب المندب يقبع اليمن التعيس، ويتمثل الوضع المثالى لليمن السعيد بدولة تنعم بالسلام وتتقدم نحو التنمية الاقتصادية، دون أن تشكل تهديداً للمنطقة. وقد حافظت الدبلوماسية الأمريكية على الهدنة، ووضعت حداً لجميع هجمات الحوثيين ضد دول الخليج خلال الفترة الماضية، بعد أن سقط 400 ألف قتيل بسبب النزاع. ما يجعل من الضرورى السعى إلى تسوية سياسية شاملة نحو التنمية والسلام. ومعالجة أزمة البحر الأحمر. فوفق الإحصائيات أكثر من 20 ألف سفينة تمر عبر البحر الأحمر سنوياً، بما يعادل 14%من حجم الشحن العالمى. ومن هنا، تشكل هذه الأزمة تحدياً خطيراً للأمن البحرى الدولى. لذلك من الضرورى اعتماد نهج واقعى وحذر للتعافى الاقتصادى، ويتطلب تحقيق ذلك إرادة سياسية من كل الأطراف، وفى ظل سعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز سيطرتها على الممرات البحرية، التى تعد أولوية لاستراتيجيتها فى الشرق الأوسط، مع عدم إغفال المنافسة مع الصين. وما نود أن نشير إليه أن العالم اليوم مختلف عن العالم الذى تركه ترامب فى يناير عام 2021، لأنه يواجه مشهداً عالمياً يتميز بعدد من النقاط المشتعلة بكثافة، والتى أكدها ترامب خلال خطاب التنصيب. وللحديث بقية إن شاء الله.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام 

مقالات مشابهة

  • هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي تذوقها
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • محمد بن راشد: الإمارات جعلت من المستحيل هدفاً وغاية تمضي لتحقيقها بروح التحدي والإصرار
  • هل يتعاون ترامب مع مصر لإيجاد حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي؟ كاتب يوضح
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • رئيس «إسكان النواب»: التوسع الإسرائيلي خطر يهدد الشعوب العربية
  • المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٩- ١٠)
  • مندوب مصر أمام مجلس الأمن: المجموعة العربية ترفض أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • أميرة صابر: الشعب الفلسطيني قدم ملحمة صمود كبيرة أمام العدوان الإسرائيلي ورفض مخطط التهجير