القوات المسلحة ستواصل تعقب وملاحقة سفن إسرائيل أو المتوجهة إلى موانئها حتى يتوقف العدوان على غزة

أكد عضو المكتب السياسي لانصار الله الدكتور حزام الأسد ان تحالف أمريكا لحماية السفن الإسرائيلية ولد هزيلاً ولن يوقف عمليات القوات المسلحة التي تستهدف السفن الإسرائيلية .
وقال الأسد في لقاء أجرته صحيفة معه “الثورة ” إن تحالف أمريكا لحماية السفن الإسرائيلية لم يفرضه الواقع أو الضرورة ولا يمتلك الأسس أو المرجعيات، وكل غايته حماية السفن الإسرائيلية في الوقت الذي يقتل ويموت أكثر من مليوني إنسان في غزة تحت القصف والحصار الإسرائيلي .

. مشيراً إلى أن تفهم الدول المطلة على البحر الأحمر حال دون المشاركة الفعلية أو المعلنة لها بالرغم من حجم الضغوط الأمريكية التي مورست عليها وبهذا يفقد حتى إطاره ومحتواه الشكلي .
وأكد الأسد أن الملاحة في البحر الأحمر تسير بشكل اعتيادي وان عمليات القوات المسلحة اليمنية لا تستهدف سوى السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني .. مؤكداً في الوقت ذاته ان القوات المسلحة اليمنية ستواصل تعقب وملاحقة السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية واحتجازها أو استهدافها حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا عن قتل أهلنا في غزة ويفك الحصار ويُسمح بإدخال المواد الغذائية والعلاجية والتموينية ولن يحيل أحد بين اليمن، وبين نصرة وإسناد المظلومين في غزة حتى لو اجتمعت كل قوى العالم عليه.. إليكم التفاصيل:

الثورة / محمد الروحاني

اليوم نرى الشعب اليمني هو الوحيد الذي يجسد النصرة لشعب فلسطين ولغزة ، في كل المستويات العسكرية والشعبية وغيرها .. على ماذا يدل هذا الموقف ؟
بالنسبة لموقفنا في الجمهورية اليمنية فقد كان قرار السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمساندة إخواننا في غزة بكل ما نستطيع موقفاً مبدئياً منطلقا من مبادئنا الدينية وقيمنا الإنسانية والأخلاقية، ومستنداً إلى كل الشرائع والنظم والأعراف الإنسانية التي صيغت على أساسها المواثيق الدولية، ومثل هذا الموقف استجابة عملية لاستغاثة أهلنا في غزة الذين يتعرضون لأبشع الجرائم ولمطالب شعبنا اليمني الذي خرج في مسيرات ومظاهرات مليونية بالعاصمة صنعاء وفي مختلف محافظات الجمهورية ولنداءات أحرار أمتنا والعالم الإنساني .
كيف تنظرون إلى التحركات الأمريكية الأخيرة وإنشاء واشنطن تحالفاً دولياً لحماية السفن الإسرائيلية ؟
لم نتفاجأ بالموقف الأمريكي الأخير وإعلان واشنطن تشكيل تحالف دولي لحماية السفن الإسرائيلية والمتوجهة الى موانئ الكيان، كونها تعتبر المتصدر الأبرز في مشهد العدوان على أهلنا في غزة منذ اللحظات الأولى للعدوان، حيث حاولت صد الصواريخ والمسيَّرات اليمنية للحيلولة دون وصولها الى كيان العدو الإسرائيلي وكذلك قامت قطعها البحرية بمحاولات عدة لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والتصدي لمسيَّرات الاستطلاع اليمنية لاسيما خلال الأيام والأسابيع الماضية.
والدور الأمريكي المساند لجرائم الكيان الإسرائيلي في غزة ليس بخاف على أحد، فمنذ الساعات الأولى لعملية طوافان الأقصى بادرت الإدارة الأمريكية لتقديم الدعم والإسناد على مختلف المستويات لا سيما العسكري الذي بدأ بإحضار حاملة الطائرات والعديد من القطع البحرية إلى المنطقة وضخ السلاح للفتك بأطفال ونساء غزة، بل وتبنت الإدارة الأمريكية كل الخطوات التي قام بها جيش الاحتلال وسوقت للروايات الإسرائيلية، ناهيك عن إدارتها لعملية الاجتياح البري للقطاع التي نتج عن ذلك ارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية والإبادة بحق أهلنا في القطاع وقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والافران ومحطات المياه وكل ما له صلة بالإنسان الفلسطيني، إضافة إلى استخدامها حق النقض الفيتو لتعطيل أي قرار أممي من مجلس الأمن يوقف العدوان عن أهلنا في غزة.
برأيكم لماذا لجأت واشنطن لإنشاء هذا التحالف؟ وهل سيغير هذا التحالف شيئاً في البحر الأحمر؟
– قيادتنا وضعت معادلة عادلة وهي أن عمليات قواتنا البحرية ضد السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ كيان العدو مرهونة بوقف العدوان وفك الحصار عن أهلنا في غزة، غير أن هذه المعادلة، لم ترق للأمريكي كونه مشاركاً في قتل وحصار إخواننا في قطاع غزة، ومتعهداً للإسرائيلي بحمايته من جهة البحر الأحمر واليمن، وهو يتفرغ لقتل شعبنا في غزة! لذلك فقد حاول بكل الوسائل تحييدنا عن مناصرة أهلنا في غزة سواء على المسار السياسي بالترغيب والترهيب أو العسكري والذي كان آخرها تشكيله هذا التحالف الذي يعد إحدى حلقات الشر الأمريكية في المنطقة بالرغم أنه ولد هزيلا لم يفرضه الواقع أو الضرورة ولا يمتلك الأسس أو المرجعيات، وكل غايته حماية السفن الإسرائيلية، في الوقت الذي يقتل ويموت أكثر من مليوني إنسان في غزة تحت القصف والحصار الإسرائيلي، كما ان تفهم الدول المطلة على البحر الأحمر حال دون المشاركة الفعلية أو المعلنة لها بالرغم من حجم الضغوط الأمريكية التي مورست عليها وبهذا يفقد التحالف حتى إطاره ومحتواه الشكلي.
عمليات القوات المسلحة اليمنية بعد إعلان تشكيل هذا التحالف كيف ستكون؟
.- بالنسبة لنا فقواتنا البحرية مستعينة بالله ستواصل تعقب وملاحقة السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية واحتجازها أو استهدافها حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا عن قتل أهلنا في غزة ويفك الحصار ويسمح بإدخال المواد الغذائية والعلاجية والتموينية ولن يحيل أحد بيننا وبين نصرة وإسناد إخواننا المظلومين في غزة حتى لو اجتمعت كل قوى العالم علينا.
هل تسير حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر بشكل طبيعي خلال هذه الفترة ؟
بالنسبة لحركة الملاحة في ممرات البحر الأحمر وباب المندب، فهي تسير بشكل اعتيادي وطبيعي، وعملياتنا لا تستهدف غير السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى موانئ الكيان، وهناك ضغوط أمريكية تمارس على شركات الشحن العالمية لتغيير مسارها عن طريق رأس الرجاء الصالح من أجل تأجيج الرأي العالمي واظهار المشهد وكأنه استهداف لحركة وخطوط الملاحة بشكل عام وكذلك لابتزاز مصر والدول المطلة على البحر الأحمر، وبدلا من اختصار واشنطن للأمر بوقف عدوان الكيان الإسرائيلي عن سكان عزة والسماح بإدخال الغذاء والدواء إلى القطاع، ذهبت لاستجلاب قوات وقطع حربية إلى البحر الأحمر لعسكرته وتسعي للتصعيد غير المبرر والذي قد يخرج عن السيطرة وفي حال تفاقم الوضع العسكري ستكون واشنطن هي أكثر من سيتحمل تبعات ونتائج تصعيد أو حرب إقليمية في المنطقة.
ومن المفارقات أن واشنطن التي تدعي رعاية وحماية حقوق الإنسان تفضل إشعال المنطقة بالحرب على أن يدخل إلى سكان غزة المحاصرين الغذاء أو الدواء أو حتى مياه الشرب !.
كونك أحد أعضاء المجلس السياسي لانصار الله.. ما هي رسالتك للأمريكيين الذين يحاولون استجلاب الدول لحرب اليمن خدمة للكيان الصهيوني ؟
تعرف أمريكا أن يمن الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م غير ذلك اليمن الذي كان سفيرها في صنعاء يعتبر الحاكم الفعلي والآمر الناهي فيه، فلدينا اليوم بفضل الله تعالى قيادة وسيادة وقرار وجيش وطني وتقنيات وتصنيع عسكري متطور وخلف كل ذلك شعب عظيم يأبى الضيم والخنوع والاستكانة إلا لله تعالى، وخلال التسع السنوات من مراحل العدوان والصراع في اليمن استنفدت أمريكا كل خياراتها العسكرية في إركاع شعبنا، وإن أرادت أن ترتكب حماقة جديدة فسيكون جيشنا وشعبنا بعون الله حاضرين للتصدي ولدى قيادتنا وقواتنا المسلحة الخيارات المفاجئة والمنكلة بالعدو على مختلف الصعد والمسارات .
هيلمان الولايات المتحدة وغطرستها لن تنطلي على قيادتنا الحكيمة والشجاعة وعلى شعب الإيمان والحكمة والبأس الشديد، والبروبجندا الزائفة لواشنطن تكشفت وتبخرت في فيتنام وكوريا ولبنان وافغانستان والصومال والعراق وفي اليمن خلال تسع سنوات، وأساليب الحروب بالوكالة التي انتهجتها الإدارات الأمريكية خلال العقود الماضية أصبحت ممجوجة ومستهلكة، وعلى واشنطن أن تحترم كرامة وإنسانية شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة في المقاومة والنضال لطرد المحتل عن بلده، وعليها أن تدرك أن مؤامراتها في المنطقة أصبحت مكشوفة وأن عدوانيتها لن تجلب لها إلا مزيداً من الانهيار والفشل والدمار، وحري ببوارجها وحاملات طائراتها وقطعها البحرية التي قطعت أكثر من عشرة آلاف ميل لكي تصل وتدخل إلى منطقتنا من أجل دعم الكيان الإسرائيلي المحتل واشعال النزاعات وإذكاء الصراعات ونهب الثروات واحتلال الشعوب واستعباد الأنظمة، أن تعود أدراجها وتستقر في سواحلها الطويلة لتأمن المنطقة والعالم ويحل الأمن الاستقرار.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كيف تحدد أزمة حظر السفن في البحر الأحمر مصير الاستقلال الأوروبي؟

عادت تهديدات جماعة الحوثي في البحر الأحمر من جديد، بعد إعلان استئناف دعمها للمقاومة في غزة، وحذر مرور سفن الاحتلال الإسرائيلي والموالية للاحتلال.

ونشر موقع "فورميكيه" الإيطالي، تقريرا، سلّط فيه الضوء على تصاعد التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، وتأثيرها على الأمن الجيوسياسي والاقتصادي الأوروبي؛ حيث هدّدت القيادة الحوثية باستئناف الهجمات البحرية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي إذا لم يتم تسهيل دخول المساعدات إلى غزة.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "حالة عدم الاستقرار في منطقة الهندو-متوسط التي تسبّب بها الحوثيون؛ قد تعود إلى التصاعد مجددًا اليوم. ويمثل هذا الوضع اختبارًا حقيقيًا لقدرة أوروبا على إدارة أمنها في بيئة معقدة، خاصة في ظل الحديث المتزايد عن الاستقلالية الاستراتيجية. ويأتي ذلك أيضًا ردًا غير مباشر على المواقف السياسية لدونالد ترامب، ما يجعل التحدي أكثر إلحاحًا لأوروبا في هذا التوقيت الحساس".

ووفقا للموقع؛ فإنّ: "زعيم الحوثيين يوجّه إنذارًا نهائيًا: مهلة تنتهي اليوم قبل استئناف الهجمات؛ إذ وجّه زعيم الحوثيين إنذارًا واضحًا: إذا لم تسهل دولة الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بحلول 11 آذَار/ مارس فستستأنف الجماعة اليمنية عملياتها البحرية ضدها".

"تمثّل هذه تهديدًا جديًا، بالنظر إلى حصيلة الهجمات التي نفذها الحوثيون منذ نهاية 2023 وحتى الهدنة قبل شهرين، والتي تضمنت عشرات العمليات، أدت في بعض الحالات إلى تدمير، وإغراق أو تعطيل السفن التجارية الكبرى المستهدفة" تابع التقرير نفسه، مبرزا أنّ: "ناقلة النفط "سونيون" نموذج للهجمات البحرية الحوثية وتداعياتها الدولية".

ولفت الموقع إلى أن ناقلة النفط "سونيون" قناة السويس تحت السحب مؤخرًا، بعد تعرضها لهجوم حوثي في 21 آب/  أغسطس الماضي؛ وهي فرقاطة فرنسية، كانت تعمل ضمن عملية "أسبيديس"، وهي مهمة دفاعية أوروبية ذات إمكانيات محدودة لضمان الأمن في البحر الأحمر".

وأبرز أن: "طاقم السفينة قد أُنقذ عقب الضربة الأولى التي نفّذتها القوات اليمنية، لكن مجموعة من المقاتلين الحوثيين صعدت لاحقًا على متن الناقلة وزرعت نحو عشر عبوات ناسفة، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل، ما جعل وزارة الخارجية الأمريكية تحذر من كارثة بيئية محتملة بحجم أربعة أضعاف كارثة "إكسون فالديز"، مما استدعى تحركًا دوليًا واسع النطاق".

وتابع: "بعد سبعة أشهر من إدارة الأزمة، تم إنقاذ الناقلة وجزء كبير من شحنتها البالغة مليون برميل من النفط، لكن تكلفة العملية بلغت ملايين الدولارات"، مشيرا إلى أنّ: "هذه القضية تعكس حجم الهجوم الحوثي وتأثيره المباشر على استقرار اللوجستيات العالمية وعدم الاستقرار الجيو-اقتصادي العالمي".

ووفقًا لتحليلات إحدى شركات الاستخبارات الخاصة؛ أدّت الهجمات الحوثية إلى زيادة زمن تسليم البضائع بنسبة 25 في المئة على طول طريق آسيا-أوروبا-أمريكا، والمعروف بالممر الهندو-متوسطي، الذي يربط بين الهند وباسيفيكي والمحيط الأطلسي عبر البحر المتوسط.

إلى ذلك، اضطرت شركات الشحن الكبرى إلى تجنب المرور عبر البحر الأحمر وتحويل مساراتها حول رأس الرجاء الصالح، ما أدّى إلى ارتفاع التكاليف وزيادة الضغوط على معدلات التضخم وسلاسل التوريد العالمية. وتكشف هذه الأزمة اليمنية عن أهميتها النظامية، حيث تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي لدول مثل إيطاليا، وتؤكد مدى تشابك الأمن البحري مع الاقتصاد العالمي.


ولفت الموقع إلى أنه: "تم تصعيد العمليات ضد الحوثيين دون ردع فعال منذ كانون الثاني/ يناير، فقد كثّفت إدارة ترامب عملياتها ضد مخازن الصواريخ ومنصات الإطلاق التابعة للحوثيين، لكنها لم تتمكن من ردعهم؛ بل على العكس، واصل الحوثيون، الذين يُعتبرون أكثر الفصائل نشاطًا ضمن "محور المقاومة" المدعوم من إيران، تصعيد تهديداتهم والاستعداد لاستئناف العمليات العسكرية".

وأضاف: "بسبب المسافة الجغرافية التي تفصلهم عن دولة الاحتلال الإسرائيلي، كانت الردود الإسرائيلية أقل تأثيرًا عليهم مقارنة بحزب الله، ما جعلهم أقل عرضة للهجمات المباشرة. حتى اليوم، وعلى عكس حزب الله، يرفض الحوثيون هدنة طويلة الأمد، مؤكدين أنهم سيواصلون الهجمات حتى يتم التوصل إلى وقف دائم للحرب في غزة".

"بل ذهبوا إلى حد المطالبة بحل الدولتين في بعض تهديداتهم، رغم معرفتهم بأن ذلك يعني استمرار حالة عدم الاستقرار نظرًا لتعقيد القضية الفلسطينية-الإسرائيلية" استرسل التقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".

وأوضح أنّ: "الوضع أصبح أكثر تعقيدًا مع إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية من قبل واشنطن، إلى جانب فرض عقوبات جديدة ومحاولات منعهم من تعزيز علاقاتهم مع موسكو؛ حيث سعوا للحصول على إمدادات عسكرية ومعلومات استخباراتية لتحديد أهدافهم. ولم تقتصر الهجمات على السفن الإسرائيلية كما وعدوا في عملياتهم".

وأردف: "استهدفت أيضًا سفنًا مرتبطة بمُلاك غربيين، متهمين إياها بدعم الاحتلال الإسرائيلي. يُعرف الحوثيون بمواقفهم الأيديولوجية المعادية للصهيونية وأمريكا، لكنهم وسّعوا نطاق عدائهم ليشمل الغرب بأكمله، متماشين مع السردية الروسية-الصينية-الإيرانية. وأعلنوا صراحة استعدادهم الكامل لخوض "حرب شاملة ضد المصالح الأمريكية" بالمنطقة، ما يزيد احتمالية التصعيد العسكري بالبحر الأحمر وخارجه".

الرد الأوروبي و"النموذج" الإيطالي
أكد الموقع أنّ: "هذا المشهد يمس الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر، حيث لا يزال الربط عبر البحر الأحمر في حالة جمود، كما أوضح  الخبير الأمنى والمحلل لدى شركة آيوس ريسك للاستشارات الأمنية، مارتن كيلي،  لموقع ديكود 39، ما يثير مشكلة جيو-اقتصادية خطيرة".

"في هذا السياق، تحاول إيطاليا إرسال رسالة واضحة، حيث تعتمد نهجًا مزدوج المسار يمكن تفسيره كنموذج لمشاركة أوروبية أكثر وعيًا ومتعددة المستويات، يعكس مقاربة إستراتيجية أكثر شمولية تجاه الأزمة" وفقا للتقرير.

وأضاف أنّ: "المحور الأول: المشاركة العملياتية في المهمة البحرية الأوروبية "أسبيديس"؛ حيث يشغل أميرال إيطالي منصب قائد القوات. في نهاية الشهر الماضي، تم تنظيم اجتماع تقني في قاعدة "تشينتوشيلي" (روما)، حيث تم عرض تطورات المهمة في إطار مشروع المراقبة البحرية الأوروبي "مارسور"، تلاه سلسلة اجتماعات بين قيادة " أسبيديس " والقيادة العملياتية العليا المشتركة (COI)، بقيادة الجنرال جيوفاني ماريا يانوكي".

وأوضح: "هذا يؤكد الاهتمام الاستراتيجي لإيطاليا في ضمان الأمن البحري، ليس فقط لأسباب دفاعية، ولكن أيضًا لحماية سلاسلها التجارية والاقتصادية"، فيما تابع: "المحور الثاني: الدبلوماسية والسياسة؛ حيث نظمت وزارة الخارجية الإيطالية اجتماعًا جمع بين مسؤولي مهمة "أسبيديس" والسفيرة اليمنية في إيطاليا أسمهان الطوقي".

وأبرز: "شارك في الاجتماع كبار مسؤولي الوزارة، بمن فيهم نائب مدير الشؤون السياسية، ماوريتسيو غريغانتي، والمبعوث الخاص لليمن وأفغانستان، جيانفرانكو بتروزيلّا. تم خلال اللقاء مناقشة الوضع الداخلي في اليمن والتطورات السياسية المحتملة، في خطوة تعكس التزام إيطاليا بالمسار الدبلوماسي إلى جانب الجهود العسكرية".

أيضا، كشف الموقع عن: "رؤية إيطاليا: ربط الأزمة البحرية بالصراع اليمني الأوسع، فبهذه الطريقة، تربط روما الأزمة في الممر البحري بالإطار الأوسع للحرب الأهلية اليمنية، متجنبة مقاربة أمنية بحتة. إنها مقاربة واعية وبراغماتية، لأن تحركات الحوثيين ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالوضع الداخلي في اليمن".


وبيّن أنّ: "المنظمة التي تسيطر على شمال اليمن تستخدم الهجمات في منطقة الهندو-متوسط كوسيلة لإظهار القوة، بهدف تعزيز موقفها على طاولة المفاوضات بشأن الحرب. هناك، يواجه الحوثيون المجتمع الدولي، لا سيما دول الخليج، في اختبار معقد لقدرتهم على بناء الاستقرار والتفاوض السياسي".

واختتم التقرير مؤكدا أنّ: "أزمة الحوثيين:؛ هي تهديد إقليمي بتداعيات عالمية وهي ليست مجرد تهديد إقليمي، بل مثال على كيفية ارتباط الصراعات الهامشية بالهشاشة العالمية. لهذا السبب، لا تستطيع أوروبا تحمل مستوى منخفض من المشاركة، حيث إن البحر الأحمر شريان أساسي للتجارة العالمية، وأمنه يمس المصالح الإستراتيجية للاتحاد الأوروبي بشكل مباشر".

واستطرد: "تُظهر مهمة "أسبيديس" والنهج المزدوج -العملياتي والدبلوماسيـ أن لأوروبا فرصة للعب دور أكثر فاعلية في إدارة الأزمة. لكن عدم الاستقرار في منطقة الهندو-متوسط بسبب الحوثيين يمثل اختبارًا لقدرة أوروبا على إدارة أمنها الذاتي، خاصة في ظل النقاش المتزايد حول "الاستقلالية الإستراتيجية"، التي تتأثر أيضًا بتوجهات دونالد ترامب السياسية".

مقالات مشابهة

  • المهلة تنتهي والبحر لن يقبل السفن “الإسرائيلية”
  • معهد إسرائيلي: الهجمات من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على غزة
  • كيف تحدد أزمة حظر السفن في البحر الأحمر مصير الاستقلال الأوروبي؟
  • وزير خارجية الاحتلال: حظر ‎اليمنيين للسفن الإسرائيلية يشكل خطراً علينا
  • بعد حصارها لغزة.. اليمن يخنق “إسرائيل” في البحر الأحمر
  • مكون الحراك الجنوبي يبارك استئناف القوات المسلحة حظر عبور السفن الإسرائيلية
  • زعيم الحوثيين: تنفيذ قرار حظر عبور السفن “بدأ فعلاً”
  • الحوثيون: قرار حظر عبور السفن الإسرائيلية دخل حيز التنفيذ
  • الحوثيون يهددون بقصف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر
  • «الحوثيون» يعلنون استئناف استهداف السفن في البحر الأحمر