الدكتور حزام الأسد- عضو المكتب السياسي لأنصار الله لـ ” الثورة “: التحالف الأمريكي لحماية السفن الإسرائيلية ولد هزيلاً ولن يوقف عمليات قواتنا المسلحة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
القوات المسلحة ستواصل تعقب وملاحقة سفن إسرائيل أو المتوجهة إلى موانئها حتى يتوقف العدوان على غزة
أكد عضو المكتب السياسي لانصار الله الدكتور حزام الأسد ان تحالف أمريكا لحماية السفن الإسرائيلية ولد هزيلاً ولن يوقف عمليات القوات المسلحة التي تستهدف السفن الإسرائيلية .
وقال الأسد في لقاء أجرته صحيفة معه “الثورة ” إن تحالف أمريكا لحماية السفن الإسرائيلية لم يفرضه الواقع أو الضرورة ولا يمتلك الأسس أو المرجعيات، وكل غايته حماية السفن الإسرائيلية في الوقت الذي يقتل ويموت أكثر من مليوني إنسان في غزة تحت القصف والحصار الإسرائيلي .
. مشيراً إلى أن تفهم الدول المطلة على البحر الأحمر حال دون المشاركة الفعلية أو المعلنة لها بالرغم من حجم الضغوط الأمريكية التي مورست عليها وبهذا يفقد حتى إطاره ومحتواه الشكلي .
وأكد الأسد أن الملاحة في البحر الأحمر تسير بشكل اعتيادي وان عمليات القوات المسلحة اليمنية لا تستهدف سوى السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني .. مؤكداً في الوقت ذاته ان القوات المسلحة اليمنية ستواصل تعقب وملاحقة السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية واحتجازها أو استهدافها حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا عن قتل أهلنا في غزة ويفك الحصار ويُسمح بإدخال المواد الغذائية والعلاجية والتموينية ولن يحيل أحد بين اليمن، وبين نصرة وإسناد المظلومين في غزة حتى لو اجتمعت كل قوى العالم عليه.. إليكم التفاصيل:
الثورة / محمد الروحاني
اليوم نرى الشعب اليمني هو الوحيد الذي يجسد النصرة لشعب فلسطين ولغزة ، في كل المستويات العسكرية والشعبية وغيرها .. على ماذا يدل هذا الموقف ؟
بالنسبة لموقفنا في الجمهورية اليمنية فقد كان قرار السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمساندة إخواننا في غزة بكل ما نستطيع موقفاً مبدئياً منطلقا من مبادئنا الدينية وقيمنا الإنسانية والأخلاقية، ومستنداً إلى كل الشرائع والنظم والأعراف الإنسانية التي صيغت على أساسها المواثيق الدولية، ومثل هذا الموقف استجابة عملية لاستغاثة أهلنا في غزة الذين يتعرضون لأبشع الجرائم ولمطالب شعبنا اليمني الذي خرج في مسيرات ومظاهرات مليونية بالعاصمة صنعاء وفي مختلف محافظات الجمهورية ولنداءات أحرار أمتنا والعالم الإنساني .
كيف تنظرون إلى التحركات الأمريكية الأخيرة وإنشاء واشنطن تحالفاً دولياً لحماية السفن الإسرائيلية ؟
لم نتفاجأ بالموقف الأمريكي الأخير وإعلان واشنطن تشكيل تحالف دولي لحماية السفن الإسرائيلية والمتوجهة الى موانئ الكيان، كونها تعتبر المتصدر الأبرز في مشهد العدوان على أهلنا في غزة منذ اللحظات الأولى للعدوان، حيث حاولت صد الصواريخ والمسيَّرات اليمنية للحيلولة دون وصولها الى كيان العدو الإسرائيلي وكذلك قامت قطعها البحرية بمحاولات عدة لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والتصدي لمسيَّرات الاستطلاع اليمنية لاسيما خلال الأيام والأسابيع الماضية.
والدور الأمريكي المساند لجرائم الكيان الإسرائيلي في غزة ليس بخاف على أحد، فمنذ الساعات الأولى لعملية طوافان الأقصى بادرت الإدارة الأمريكية لتقديم الدعم والإسناد على مختلف المستويات لا سيما العسكري الذي بدأ بإحضار حاملة الطائرات والعديد من القطع البحرية إلى المنطقة وضخ السلاح للفتك بأطفال ونساء غزة، بل وتبنت الإدارة الأمريكية كل الخطوات التي قام بها جيش الاحتلال وسوقت للروايات الإسرائيلية، ناهيك عن إدارتها لعملية الاجتياح البري للقطاع التي نتج عن ذلك ارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية والإبادة بحق أهلنا في القطاع وقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والافران ومحطات المياه وكل ما له صلة بالإنسان الفلسطيني، إضافة إلى استخدامها حق النقض الفيتو لتعطيل أي قرار أممي من مجلس الأمن يوقف العدوان عن أهلنا في غزة.
برأيكم لماذا لجأت واشنطن لإنشاء هذا التحالف؟ وهل سيغير هذا التحالف شيئاً في البحر الأحمر؟
– قيادتنا وضعت معادلة عادلة وهي أن عمليات قواتنا البحرية ضد السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ كيان العدو مرهونة بوقف العدوان وفك الحصار عن أهلنا في غزة، غير أن هذه المعادلة، لم ترق للأمريكي كونه مشاركاً في قتل وحصار إخواننا في قطاع غزة، ومتعهداً للإسرائيلي بحمايته من جهة البحر الأحمر واليمن، وهو يتفرغ لقتل شعبنا في غزة! لذلك فقد حاول بكل الوسائل تحييدنا عن مناصرة أهلنا في غزة سواء على المسار السياسي بالترغيب والترهيب أو العسكري والذي كان آخرها تشكيله هذا التحالف الذي يعد إحدى حلقات الشر الأمريكية في المنطقة بالرغم أنه ولد هزيلا لم يفرضه الواقع أو الضرورة ولا يمتلك الأسس أو المرجعيات، وكل غايته حماية السفن الإسرائيلية، في الوقت الذي يقتل ويموت أكثر من مليوني إنسان في غزة تحت القصف والحصار الإسرائيلي، كما ان تفهم الدول المطلة على البحر الأحمر حال دون المشاركة الفعلية أو المعلنة لها بالرغم من حجم الضغوط الأمريكية التي مورست عليها وبهذا يفقد التحالف حتى إطاره ومحتواه الشكلي.
عمليات القوات المسلحة اليمنية بعد إعلان تشكيل هذا التحالف كيف ستكون؟
.- بالنسبة لنا فقواتنا البحرية مستعينة بالله ستواصل تعقب وملاحقة السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية واحتجازها أو استهدافها حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا عن قتل أهلنا في غزة ويفك الحصار ويسمح بإدخال المواد الغذائية والعلاجية والتموينية ولن يحيل أحد بيننا وبين نصرة وإسناد إخواننا المظلومين في غزة حتى لو اجتمعت كل قوى العالم علينا.
هل تسير حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر بشكل طبيعي خلال هذه الفترة ؟
بالنسبة لحركة الملاحة في ممرات البحر الأحمر وباب المندب، فهي تسير بشكل اعتيادي وطبيعي، وعملياتنا لا تستهدف غير السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى موانئ الكيان، وهناك ضغوط أمريكية تمارس على شركات الشحن العالمية لتغيير مسارها عن طريق رأس الرجاء الصالح من أجل تأجيج الرأي العالمي واظهار المشهد وكأنه استهداف لحركة وخطوط الملاحة بشكل عام وكذلك لابتزاز مصر والدول المطلة على البحر الأحمر، وبدلا من اختصار واشنطن للأمر بوقف عدوان الكيان الإسرائيلي عن سكان عزة والسماح بإدخال الغذاء والدواء إلى القطاع، ذهبت لاستجلاب قوات وقطع حربية إلى البحر الأحمر لعسكرته وتسعي للتصعيد غير المبرر والذي قد يخرج عن السيطرة وفي حال تفاقم الوضع العسكري ستكون واشنطن هي أكثر من سيتحمل تبعات ونتائج تصعيد أو حرب إقليمية في المنطقة.
ومن المفارقات أن واشنطن التي تدعي رعاية وحماية حقوق الإنسان تفضل إشعال المنطقة بالحرب على أن يدخل إلى سكان غزة المحاصرين الغذاء أو الدواء أو حتى مياه الشرب !.
كونك أحد أعضاء المجلس السياسي لانصار الله.. ما هي رسالتك للأمريكيين الذين يحاولون استجلاب الدول لحرب اليمن خدمة للكيان الصهيوني ؟
تعرف أمريكا أن يمن الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م غير ذلك اليمن الذي كان سفيرها في صنعاء يعتبر الحاكم الفعلي والآمر الناهي فيه، فلدينا اليوم بفضل الله تعالى قيادة وسيادة وقرار وجيش وطني وتقنيات وتصنيع عسكري متطور وخلف كل ذلك شعب عظيم يأبى الضيم والخنوع والاستكانة إلا لله تعالى، وخلال التسع السنوات من مراحل العدوان والصراع في اليمن استنفدت أمريكا كل خياراتها العسكرية في إركاع شعبنا، وإن أرادت أن ترتكب حماقة جديدة فسيكون جيشنا وشعبنا بعون الله حاضرين للتصدي ولدى قيادتنا وقواتنا المسلحة الخيارات المفاجئة والمنكلة بالعدو على مختلف الصعد والمسارات .
هيلمان الولايات المتحدة وغطرستها لن تنطلي على قيادتنا الحكيمة والشجاعة وعلى شعب الإيمان والحكمة والبأس الشديد، والبروبجندا الزائفة لواشنطن تكشفت وتبخرت في فيتنام وكوريا ولبنان وافغانستان والصومال والعراق وفي اليمن خلال تسع سنوات، وأساليب الحروب بالوكالة التي انتهجتها الإدارات الأمريكية خلال العقود الماضية أصبحت ممجوجة ومستهلكة، وعلى واشنطن أن تحترم كرامة وإنسانية شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة في المقاومة والنضال لطرد المحتل عن بلده، وعليها أن تدرك أن مؤامراتها في المنطقة أصبحت مكشوفة وأن عدوانيتها لن تجلب لها إلا مزيداً من الانهيار والفشل والدمار، وحري ببوارجها وحاملات طائراتها وقطعها البحرية التي قطعت أكثر من عشرة آلاف ميل لكي تصل وتدخل إلى منطقتنا من أجل دعم الكيان الإسرائيلي المحتل واشعال النزاعات وإذكاء الصراعات ونهب الثروات واحتلال الشعوب واستعباد الأنظمة، أن تعود أدراجها وتستقر في سواحلها الطويلة لتأمن المنطقة والعالم ويحل الأمن الاستقرار.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
معهد إسرائيلي: الهجمات من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على غزة
الجديد برس|
في تحليل موسع نشره معهد الأمن القومي الإسرائيلي، تم التأكيد على أن التهديد الذي تمثله قوات صنعاء ضد “إسرائيل” ليس مجرد انعكاس للحرب في غزة، بل هو عنصر متداخل معها بشكل مباشر.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات الصاروخية من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على قطاع غزة، وهو ما يضع تحديات جديدة على المستوى الأمني والاستراتيجي في المنطقة.
كما لفت المعهد إلى أن صنعاء تتمتع بقدرة كبيرة على المناورة والاستقلالية العسكرية، ما يجعلها قوة صاعدة يصعب ردعها أو إيقاف تصعيدها بالوسائل التقليدية.
ـ صنعاء: قوة غير قابلة للتوجيه أو الاحتواء:
وفقًا للتقرير، تبرز صنعاء كقوة إقليمية تتمتع بقدرة عالية على الاستقلال في اتخاذ القرارات العسكرية، مما يصعب على إيران أو أي قوى أخرى، حتى الحليفة لها، فرض سيطرتها أو توجيه سياساتها بشكل كامل.
وذكر التقرير أن هذه الاستقلالية هي ما يجعل محاولات إسرائيل وحلفائها للتصدي لأنشطة قوات صنعاء العسكرية في البحر الأحمر والمضائق المجاورة أكثر تعقيدًا.
فبينما كانت إسرائيل تأمل في تقليص نفوذ صنعاء من خلال استهدافها في أماكن معينة، كانت هناك محاولات لتطويق الأنشطة البحرية للحوثيين، إلا أن قوات صنعاء تمكنت من التصعيد بفعالية، لتظهر قدرتها على إزعاج العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر وتغيير مسارات السفن التجارية، بما في ذلك السفن الإسرائيلية.
هذا الوضع بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل في وقت حساس بالنسبة لها، حيث ترى أن الحصار البحري الذي فرضته صنعاء على السفن الإسرائيلية يهدد ممرات التجارة الحيوية التي تمر عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي.
كما أن التهديدات الصاروخية الحوثية قد تستمر في التأثير على حركة السفن الإسرائيلية، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية، في وقت يعاني فيه من تبعات الحرب في غزة.
ـ “إسرائيل” أمام معضلة استراتيجية مع صنعاء:
تعامل إسرائيل مع تهديد صنعاء يعكس مأزقًا استراتيجيًا كبيرًا، فهي تجد نفسها أمام معركة مزدوجة بين التصعيد العسكري أو الرضوخ لمطالب صنعاء. من جهة، تبقى إسرائيل على قناعة بأنها لا يمكن أن تتحمل تعطيل حركة التجارة البحرية في البحر الأحمر، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا لاقتصادها.
لكن من جهة أخرى، فإن زيادة التدخل العسكري ضد قوات صنعاء قد يعرضها لفتح جبهة جديدة يصعب احتواؤها في وقت حساس بالنسبة لتل أبيب، خاصة في ظل التحديات العسكرية التي تواجهها في غزة ولبنان.
التحليل الذي قدمه معهد الأمن القومي الإسرائيلي لم يغفل المأزق الذي تواجهه “إسرائيل” في هذا الصدد.
ففي أعقاب فشل محاولات البحرية الأمريكية في توفير حماية فعالة للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، بدأت تل أبيب في البحث عن حلول بديلة من خلال التنسيق مع الدول الخليجية التي تشاركها مخاوف من تصاعد تهديدات صنعاء.
كما أوصى المعهد بتوسيع نطاق التنسيق الإقليمي لمواجهة هذا التهديد المتزايد، وهو ما قد يتطلب استراتيجيات جديدة قد تشمل تحالفات متعددة وتعاون أمني موسع.
ـ تحولات استراتيجية: هل تجد “إسرائيل” الحل؟:
يبدو أن التهديد الذي تمثله صنعاء لا يقتصر على كونه تهديدًا عسكريًا فقط، بل يشمل أيضًا تداعياته الاقتصادية والسياسية. فالتأثير المباشر الذي فرضته الهجمات الصاروخية الحوثية على السفن الإسرائيلية، سواء عبر تعطيل التجارة أو من خلال محاولات الحد من حرية الملاحة في البحر الأحمر، قد يعيد التفكير في خيارات الرد الإسرائيلية.
وإذا كانت إسرائيل قد فشلت في ردع القوات الحوثية بالوسائل العسكرية التقليدية خلال الأشهر الماضية، فإنها قد تكون أمام خيارات محدودة في المستقبل.
ويشدد معهد الأمن القومي على أن أي تدخل عسكري ضد صنعاء قد يؤدي إلى تصعيد واسع في المنطقة.
فالحرب في غزة قد تكون قد أظهرت ضعفًا في الردع العسكري الإسرائيلي، في حين أن التصعيد ضد قوات صنعاء قد يُفضي إلى فتح جبهات متعددة تكون إسرائيل في غنى عنها، خاصة مع التوترات القائمة في جبهات أخرى مثل لبنان.
ومع ذلك، فإن إسرائيل لا يمكنها تجاهل تأثير الحصار البحري على اقتصادها، وهو ما يجعلها تبحث عن استراتيجية جديدة للحد من هذا التهديد، سواء عبر تكثيف التنسيق الإقليمي أو من خلال حلول عسكرية أكثر شمولًا.
ـ ماذا ينتظر “إسرائيل” في المستقبل؟:
في خضم هذا الواقع المعقد، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن إسرائيل من إيجاد استراتيجية فعالة لمواجهة تهديدات صنعاء، أم أن المنطقة ستشهد تصعيدًا أكبر يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع؟. التحديات العسكرية والدبلوماسية في هذا السياق قد تكون أكبر من أي وقت مضى، خاصة إذا استمرت صنعاء في التصعيد والتمسك بمواقفها العسكرية.
ومع غياب ردع أمريكي فعال، وتزايد دعم القوى الإقليمية مثل إيران، قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة خيارات صعبة قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة على الصعيدين العسكري والسياسي في المنطقة.