«شتانا في حتّا».. فعاليات متنوعة بعِطر التراث وطعم العسل
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
حتّا: سومية سعد
أكد زوّار مهرجان «شتانا في حتّا» أنهم استمتعوا بعدد من الفعاليات المتميزة الترفيهية والثقافية والرياضية والفنية، وشهدت إقبالاً كبيراً وتفاعلاً من الجمهور الذين توافدوا على مواقع إقامة الفعاليات في بحيرة ليم وحتّا ووادي هب، وتجولوا بين المعالم السياحية الفريدة التي تضمها المنطقة، مثل القرية التراثية وحصن حتّا.
قال ماجد مال الله، من سلطنة عُمان إنه جاء لحضور المهرجان الذي يضيء على عطر التراث في «ليالي حتّا الثقافية». وتظهر هذه الفعاليات أهمية تاريخ منطقة حتّا العريق وإرثها الحضاري، حيث تحتضن القرية التراثية هذه الفعاليات، مركزة على التاريخ الحضاري وتقاليد أهلها وعاداتهم، والتركيز على الحرف اليدوية والفنون الشعبية الإماراتية.
ليالي العسل
ويقول إسلام الطويل، من أبوظبي إن «مهرجان حتّا للعسل» الذي سيقام في 27 ديسمبر، مناسبة مميزة للاستمتاع بفعاليات تشجيع صناعة عسل النحل، ودعم القطاع الاقتصادي في المنطقة، يجمع المهرجان نحالين من مختلف إمارات الدولة، ويضيء على أحدث التقنيات والأساليب في إنتاج عسل النحل، ما يعزز جودته ويسهم في فتح المزيد من الفرص الاقتصادية الواعدة لسكان المنطقة. والمهرجان منصة مثالية لعرض منتجات مناحل حتّا وترويجها، ما يعزز مردودها الاقتصادي، ويسهم في تعزيز سمعة هذه الصناعة المحلية.
بالتركيز على التقنيات الحديثة والترويج لمنتجات العسل، يقدم المهرجان فرصة للنحّالين وأصحاب المناحل لعرض مجموعة متنوعة من المنتجات والابتكارات التي تختص بها المنطقة، ويشجع على استخدام أفضل الطرائق والممارسات في هذا المجال.
هذه الفعالية ليست محلية الطابع فقط، بل تضيء على أحدث التطورات والممارسات في إنتاج عسل النحل في الدولة أيضاً.
إن دعم هذا النوع من الفعاليات يعزز القطاع الاقتصادي المحلي ويفتح الأبواب أمام الفرص الاقتصادية للسكان، ما يعكس الحرص على تطوير الصناعات المحلية ودعم الابتكار والاستدامة.
الأضواء الجبلية
ويقول محمود كامل، من عجمان: بالإضاءة الرئيسية في منطقة حتّا، تعزّز هذه الأجواء الاحتفالية والجذابة خلال أيام المهرجان تشغل الإضاءات خلال أوقات محددة خلال الأسبوع، ما يسهم في جذب الجماهير ويضيف جمالاً إلى تجربة الفعاليات والأنشطة التي تقام خلال هذا الحدث الذي يستمر حتى نهاية ديسمبر. هذه الأضواء تضيف سحراً خاصاً وتجعل الأماكن السياحية في حتّا تبرز بشكل مميز، ما يجعل تجربة الزوار أكثر إثارة وجاذبية.
مشاركة القطاع الخاص
وأعربت أم محمد البدواوي، من أهالي حتّا عن سعادتها بمشاركة القطاع الخاص في تطوير وتعزيز حتّا تعكس رؤيةً مستقبلية للمنطقة بدعم المشاريع المحلية والمشاركة في العمليات التنموية، يُسهم القطاع الخاص في تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة،هذه المبادرات تعمل على تنمية البنية التحتية السياحية وتعزيز الأنشطة التجارية والسياحية في المنطقة ويأتي ضمان الحفاظ على الهوية الجغرافية المميزة، ما يسهم في جذب المزيد من الزوار ويحافظ على جاذبية حتّا وجهةً سياحيةً مميزةً ومحتفظةً ًبسحرها.
الاهتمام بالزراعة
ويرى عامر السيد، من خورفكان أن جهود الزراعة والتشجير لبلدية دبي في حتّا تعكس الاهتمام بالحفاظ على البيئة وتعزيز الجمال الطبيعي في المنطقة، وزراعة الأشجار المحلية مثل السدر والسمر والنخيل لها تأثير كبير في تعزيز التنوع البيولوجي والحفاظ على النظام البيئي الطبيعي.
ووجود المساحات الخضراء والتنوع النباتي الذي زرعته البلدية، يسهم في تحسين جودة الهواء وجاذبية المنطقة للسكان المحليين والزوار، وهذه الجهود تعكس الالتزام بالاستدامة والحفاظ على الطبيعة، وتسهم في خلق مساحات خضراء جميلة للاستمتاع بها والاسترخاء فيها، ما يعزز جاذبية حتّا وجهةً سياحيةً.
أمسيات شعرية
أما الشاعر كامل الدسوقي، من الفجيرة فيقول: الأمسيات الشعرية تمثل مناسبة جميلة للتعرف إلى الثقافة والتراث الإماراتي عبر الشعر والأدب. هذه الأمسيات تعكس غنى التراث الشعري لمنطقة حتّا والإمارات بشكل عام، وتجلب معها الأصوات والكلمات التي تروي القصص والتاريخ والقيم الثقافية. وكذلك مشاركة الشعراء وروّاد الشعر يضيف بعمق على جو المكان، ويضيء على الهوية الثقافية للمنطقة ويعزز الفخر بها.
جو من المرح
ويقول عادل الشحي، من دبي إن المهرجان خلق جواً من المرح له ولأسرته، بحضور جانب العروض الموسيقية والرقصات التقليدية التي تجسد جوانب مختلفة من التراث. وتعزز هذه الأمسيات التواصل الثقافي والتبادل الفني بين الشعراء والحاضرين.
الأسر المنتجة
ويري محمود رفعت، من حتّا أنها فرصة لمحالّ الأسر المنتجة في حتّا التي تستعرض منتجات يدوية الصنع ومحالّ العسل والمأكولات الشعبية التي يشير أصحابها من سكان حتّا للجمهور والزوار بكثير من الفخر والاعتزاز. وفعاليات الطهي على الطريقة الإماراتية التراثية في «التنور» وتعرض المنتجات المختلفة والمرتبطة بالحرف التراثية عبر 15 محلاً، فضلاً عن محالّ الطبخ الحي، حيث تقوم النساء بطبخ خبز الرقاق والحلوى.
ويقول حسين فاروق، من أم القيوين إنها فرصة للأسر والأصدقاء لقضاء ليالي السمر التي يصنعها المهرجان، وما إن يرخي الليل سدوله، حيث تعانق الأضواء سفوح الجبال وبحيرة سدّ حتّا وليم، لتعكس لوحة طبيعية، عناصرها الضوء والبهجة وصورة لجلوس الأسر معاً بعيداً من الضوضاء والزحام في المدن.
ويقول أبو سيف البلوشي، إن حتّا تتميز بأنها مكان لقضاء العطلة للأفراد والأسر أيضاً ووجهة لمحبّي التخييم والسفاري والخروج من رتابة العمل اليومي، والاستمتاع بالهواء الطلق في موسم الشتاء وما يساعد وجود التخييم بها والسفاري، والرياضات منها المشي وركوب الدراجات والتنظيم ووجود مسارات تساعد الجميع علي الرياضة.
التراث المحلي
تقول فادية محسن، من العين: أسعدتني رؤية المسرح الرئيسي في قرية حتّا التراثية التي تمثل التراث المحلي لدولتنا، وتضم 30 مبنى يختلف كل منها عن الآخر بالحجم والتوزيع الداخلي ومواد البناء المستخدمة فيه، حيث رمّمت حديثاً، باستخدام المواد نفسها التي بنيت بها في الماضي، مثل الطين والتبن وجذوع النخيل، وخشب الجندل وسعف النخيل والخوص لتصبح المتحف الحيّ، والمطل على كثير من القلاع والحصون.
سوق شعبية
تقول أم سلمى، من العين إنها استمتعت بأيام حتّا ولياليها، بطبيعتها الجذابة والجبال الممتدة التي تحتوي على الكثير من الأسرار التي لا نعرفها، وتبرز تراثها العريق. وبالسوق الشعبية التي تعرض مجموعة فريدة من إبداعات الأسر المنتجة، فضلاً عن أعمالٍ فنية أبدعتها أيادي أصحاب الهمم. ويتضمن السوق تشكيلة من الصناعات التي تقدمها المواهب الإبداعية الشابة التي تتميز بكونها ذات عادات وتقاليد مختلفة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات حتا إمارة دبي فی المنطقة فی تعزیز
إقرأ أيضاً:
مهرجان القيروان للشعر العربي يختتم فعاليات الدورة التاسعة
لم يكن لمهرجان القيروان للشعر العربي أن يختتم فعاليات الدورة التاسعة دون أن يترك بصمات إبداعية (تونسية-عربية)، مُنطلقةً من طاقات اللغة العربية وجمالياتها، إلى تكويناتٍ شكّلت ينبوعاً دافقاً من الصور والمشهديات والاستعادات الشعرية.
هكذا عاشت مدينة قرطاج في العاصمة التونسية ثلاثة أيام من الإبداع في بيت الحكمة، حيث طوى بيت الشعر في القيروان الصفحة التاسعة من المهرجان، وسط بهجة جماهيرية رافقت الجلسات المنعقدة في مشهد يعكس ذائقة أدبية لافتة للحضور.
وأقيمت فعاليات المهرجان تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونظمتها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية في تونس، بمشاركة فاعلة ومميزة من شعراء ونقاد وأدباء تونسيين وعرب من الجزائر وليبيا.
حضر حفل الختام، الذي أقيم في بيت الحكمة في قرطاج، سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والشاعرة جميلة الماجري مديرة بيت الشعر في القيروان، وجمع كبير من محبي الكلمة.
وأعرب عبد الله العويس، في كلمة ختامية، عن شكره وتقديره إلى وزارة الشؤون الثقافية، مؤكداً أن اللقاء الثقافي المتجدّد يدلّ على أهمية العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية تونس، مشيراً إلى أن مكانة المهرجان المهمة في الساحة الأدبية التونسية والعربية تُشجّع على المزيد من الأعمال الثقافية المشتركة.
ولفت العويس قائلاً: “إن بيت الشعر في القيروان يعزز المشاريع الثقافية المشتركة ما بين الإمارات وتونس، ويمثّل خطوة بالغة الأهمية للمضي قدماً نحو آفاق ثقافية جديدة تؤكد الشراكة الثقافية الممتدة منذ سنوات بين الشارقة وتونس، ومنها ملتقى الشارقة للسرد، وملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، ونعمل على أن تكون هناك مناسبات أخرى”.
وجدّد رئيس دائرة الثقافة شكره على الترحاب والحفاوة التونسية للشارقة، كما نقل تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للمشاركين في المهرجان.
“بدايات الشعر العربي”
في بيت الحكمة في العاصمة التونسية، وبينما كان هدير موج البحر يُسمع في داخل القاعات، أعادت الندوة الأدبية المصاحبة للمهرجان الحضور إلى بدايات الشعر العربي في ندوة طرقت أبواباً قديمة بعنوان “بدايات الشعر العربي”، تحدث فيها د. المنصف الوهايبي، ود. منصف بن عبد الجليل، فيما أدارت د. سماح حمدي الجلسة النقدية.
وعمّقت الندوة أهمية الشعر العربي وثرائه، وقد تجلّى ذلك من خلال حرص الباحِثَيْن على سبر أغواره وفتح مغاليقه لاكتشاف حكاية بداياته.
وفي ورقته، تطرّق الدكتور المنصف بن عبدالجليل إلى مسألة بواكير الشّعر العربي على ضوء نقشين يمنيّين قديمين هما: “أنشودة إلى كهل” المسجّلة تحت رمز عنان 11، و”ترنيمة الشّمس” التي اكتشفها الباحث اليمني يوسف عبد الله .
واستعرضت ورقة عبد الجليل في قسمها الأوّل صيغة النّصّين وتاريخهما المرجّح وهو النصف الأول من القرن الثاني للميلاد، وناقشت في قسمها الثّاني اختلاف المؤرّخين في تأويل النّصّين، بينما اقترحت في الجزء الثالث بعض الاستنتاجات حول اعتبار “الترنيمة” أوّل نصّ شعري عربي.
ووقف الوهايبي، في ورقته، عند نص منقوش لافتاً أنه قد يكون من أقدم ما دوّن العرب من شعر يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، مشيراً “على أن الذين حققوا هذا الشعر أو رمموه من مستشرقين وحتى من العرب، وهذا الشعر جاء في نقش في صحراء النقب في جنوب فلسطين”.
وأشار الوهايبي إلى أن الشعر جاء منقوشاً على خمسة أشطر (وليس أسطر أو سطور كما ذكر في بعض الدراسات)، موضحاً” كتب الأول والثاني والثالث والسادس وهو توقيع، بالآرامية، وأما الرابع والخامس فكتبا باللغة العربية النبطية”، ذاكراً من رسالة ناصر الدين الأسد “مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية” إشارات دقيقة إلى النقوش النبطية على قلتها، وإلى الوثائق الجاهلية والإسلامية، خاصة الجانب الخطّي المتصل بصورة الحروف وأشكالها، مبيناً أن الخط العربي الخالي من النقط والاعجام مشتق من الخط النبطي، وأن العرب كتبوا به قبل الإسلام بقرون.
“قراءات”
بعد الندوة، بدأت جلسة شعرية شارك فيها الشعراء: منية عمار، ومعز العكايشي، وسالم المساهلي، وأوس البطهري.
وقرأ أوس من شتات الصمن، يقول:
شوق كفيف لا يزال يرتّل وشتات لحن صامت يتداخل
و قصيدة نحتت بدمع أحمر لا بالحروف أو المعاني تصقل
و سجين روح أطلقته مدامعي يروي الجفون و في انكسار يهطل
وأنشدت منية عمّار، تقول:
جئت والحبّ معي في أضلعي والأماني طعمها عذب زلالْ
رايتي بيضاء لم أضمر أذًى فأنا العزلاء لا أبغي النّزال
كان ظنّي أنّني محظوظة برفاق عن يميني والشّمال
وشهدت الجلسة المسائية مشاركة الشعراء: رحيّم الجماعي، وبلال المسعودي، وأكرم العبيدي، وأسماء الشرقي، ومحمد خذري، وعائشة العلاقي.
وقرأ رحيّم الجماعي من قصيدة كشفت عن سؤال يتوارى في الذات، يقول:
مازلتُ أَبني للسّؤال منازلَا مازلتُ أُهدي للجواب حُطامي
مازلتُ مثلي عاليا ومطابقا كم أنت أدنى يا أناي وسامي
مازلتُ أهلا فوق شوك سهولهم مازلتُ سهلا تحت أهلي ودامي
مازلتُ فِعلاً فاعلن متفاعلن فالأرض وقتي والسّماء مقامي.
وقرأ محمد خذري من قصيدة “زهرة القرآن”، يقول:
لغتي وأنت هويتي وكياني تاج العروبة زهرة القرآن
ضاد يضوع بيانها ريحانا فيفيض أنوارا بكل مكان
يا مهجة الروح التي أهديتها أرج الهوى فيضا من التحنان.
وفي ختام المهرجان، كرّم عبد العويس ومحمد القصير المشاركين في المهرجان بتسليمهم شهادات تقديرية.
“جنّة الشعراء”
يؤكد شعراء مشاركون في مهرجان القيروان للشعر العربي أن بيوت الشعر العربية أصبحت جنّة الشعراء العرب نظراً إلى نشاطها الثقافي البارز، مشيرين إلى أن بيت الشعر في القيروان أصبح وجهة الشعراء في شمال إفريقيا وليس فقط في تونس.
وعبّر مشاركون عن شكرهم إلى الشارقة بوصفها حاضنة ثقافية للمبدعين العرب، لافتين أنه في الوقت الذي يجد فيه بعض المثقفين صعوبة في إبراز إبداعهم، تأتي الشارقة لكي تأخذ بأيديهم وتدعمهم وتقدّم لهم كل ما يحتاجونه.
في هذا السياق، عبّرت الشاعرة حليمة بو علّاق عن شكرها، قائلة: “نشكر صاحب السمو حاكم الشارقة باعث بيوت الشعر التي أصبحت جنّة الشعراء العرب، كما هو بيت الشعر في القيروان واحة الحالمين، نحط الرحال فيه متى أتعبنا الزمن، فنلقي فيه همومنا، ونستمتع ونبحر عبر أجنحة الحرف”.
وأضافت بو علّاق: “في الحديث عن بيت شعر القيروان لا بد أن نشير إلى أنه اكتشف العديد من الشعراء، وحتى الشعراء المنسيين فقد أعادهم إلى الحضور، وفتح لنا أبواباً لكي نقرأ الشعر ونكتبه، هذا البيت الذي يأخذ بأيادي الشعراء، ويساهم في طباعة الدواوين الشعرية، ويربى الناشئة على ثقافة الشعر والجمال ومعانقة الحرف الجميل، فبيت الشعر أصبح وجهة الشعراء في شمال إفريقيا وليس فقط في تونس، هذا البيت نعمة أنعم الله علينا فجعل الله ذلك حسنات في ميزان كل من كان سبباً جميلاً لبعثها”.
وأشارت إلى أن استمرارية المهرجان وصولاً إلى الدورة التاسعة إنما تترجم نجاح بيت الشعر الذي فتح منافذ كبيرة على الثقافة بشكل عام وليس على الشعر بشكل خاص.
من جانبه، اعتبر الشاعر الجزائري عبد الله ايمرزاغ أن مشاركته الأولى في المهرجان مثّلت جانباً مهمّاً في مسيرته الأدبية، مؤكداً أن بيت الشعر في القيروان أصبح منارة للشعر في إفريقيا، مضيفاً “شخصياً كشاعر جزائري فإن هذا البيت يُمثلني، لأن ما يجمعه من شعراء تونسيين وعرب، يجعلنا نحن الشعراء اليافعين نتلمس الطريق والمضي قدماً، فهو سبيل أمام الشاعر لإيصال كلمته، وانشغاله، وفكره، والوصول إلى أعلى درجات الإنسانية، لأن الشعر بوابة الإنسانية”.
وقال ايمرزاغ: “بيت الشعر حاضنة تجعلنا- كجزائريين- نجد أبواباً نحو التماس اللغة العربية، فنحن كشعب جزائري عربي أمازيغي، نحاول دائما أن نتلمس اللغة العربية من مصدرها، خاصة من الحيز الذي يحيط باللغة العربية في المشرق العربي، وقد كان البيت بمثابة بوابة إفريقيا إلى المشرق من خلال هذا المهرجان”.
وتحدث الشاعر الجزائري عن الشارقة، قائلاً: “دائماً ما استحضر الشارقة بقصة حدثت معي، فقد شارك استاذ لي بمسابقة في العام 2008، ووقتها كنا نتلمس أولى خطواتنا في الشعر، وتحصل على المرتبة الثانية، ومنذ ذلك الحين ونحن ننظر إلى الشارقة بوصفها حُلماً بأن تكون لها لمسة على شعرنا، وقدد حققت هذا الحلم من خلال مشاركتي في المهرجان”.
من جهتها، قالت الشاعرة منية عمّار معبّرة عن سعادتها: “مشاركتي هذه السنة أسعدتني كثيرا، فقد وجدت مستوى راقٍ وعالٍ من خيرة شعراء تونس، وأثمن مجهود الشعر في دعم الشعر وفي النهوض بالأصالة وترسيخ الثقافة العربية”.
ولفتت عمّار أن بيت الشعر مكسب كبير للمشهد الثقافي في تونس، “لأن المهرجان متواصل باحتضانه للمواهب”، مشيرة إلى أن ما يقوم به البيت على المستوى المحلي والعربي يعد دوراً كبيراً وبارزاً يحقق آمالاً كبيرة لأي مبدع عربي.
ورأى الشاعر مهند الحاج علي أن المهرجان يعد تظاهرة بمثابة عرس ثقافي كبير في تونس، مشيداً بالمستوى العالي للتنظيم يليق بقيمة الشعر والحرف، معبّرا عن سعادته بالمشاركة الأولى في المهرجان، مضيفاً “وقد تفاجأت بحضور شاعر مشارك كان من المحكّمين في المسابقات المدرسية التي كنت أشارك بها، وفرح بي أيّما فرح حينما شاهدني كشاعر هنا”.
وأشار الحاج علي إلى أن بيت الشعر أصبح وجهة تجمع الشعراء من تونس وخارجها، وهي أضافة نوعية يقدمها البيت للمشهد الثقافي في تونس، وأعرب عن شكره للشارقة قائلاً “في الوقت الذي يجد فيه بعض المثقفين صعوبة في إبراز إبداعهم تأتي الشارقة لكي تأخذ بأيديهم وتدعمهم وتقدّم لهم كل ما يحتاجونه”.
بدورها، قالت الشاعرة سحر الغريبي: “إن ما يميز مهرجان القيروان للشعر العربي هو انفتاحه الجغرافي على كافة المناطق التونسية، فهناك من جاء من صفاقس، والمنستير، والجنوب التونسي، وتجمّعوا في مكان واحد، وسط حضور راق، وهو مشهد يعكس أهمية ثقافية تونسية وعربية كبيرة”.
وعبّر الشاعر الليبي د. عصام الفرجاني عن سعادته بالمشاركة الأولى في المهرجان، قائلاً: “في الحقيقة عشت أجواء ملهمة في المهرجان، وسط حفاوة بالغة، وقد منحتني هذه المشاركة التعرّف على شعراء كنت أقرأ لهم”.
وثمّن الفرجاني الدور الثقافي الذي تقوم به على المستوى العربي وخاصة بيوت الشعر، معتبراً أن الشارقة عاصمة الثقافة العربية اليوم قياساً لدورها الإنساني النبيل في الدرجة الأولى.