كشف الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، عن المخزون الاستراتيجي للأدوية، مؤكدًا أن الأدوية  التي لها بدائل تكفي من 6 إلى 12 شهرا والتي ليس لها بدائل من 3 إلى 6 أشهر.

السيطرة على حريق محدود في مصنع أدوية بيطرية بالشرقية 6 أدوية “مغشوشة” في السوق.. وهيئة الدواء تحذر

وأضاف خلال لقاء مع برنامج "في المساء مع قصواء"، المذاع على قناة "CBC"، اليوم السبت، أن صناعة الدواء تعد سلعة استراتيجية وتمثل أمنا قوميا، وفي نفس الوقت الدواء سلعة لا غنى عنها في دائرة اهتمام الحكومة.

وأكد أنه يوجد تكليفات رئاسية بمتابعة مخزون الدواء يوميا وأسبوعيا وشهريا، متابعا أن هيئة الدواء تتابع كل جرام مادة فعالة داخل مصانع مصر والمخزون في الأسواق. 

نشر الوعي بخصوص بدائل الأدوية المحلية

وأوضح أن مصر لديها أبحاث وتجارب ناجحة، ومن ثم تسجيل الدواء وتداوله وتحليله والتأكد من سلامته تابعة له، وهناك رقابة من منظمة الصحة العالمية، وصنفت هيئة الدواء المصرية تصنيف المستوى الثالث، علما بأن المستوى الرابع هو أعلى مستوى.

وأشار إلى أن شعبة الأدوية بدأت في نشر الوعي بالبدائل المحلية للمنتج الأجنبي، وتم تفعيل ذلك في دواء أمراض الغدة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أدوية المخزون الاستراتيجى بدائل الأدوية الوفد بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الشاي المر… عندما يصبح الرزق تهمة

في شوارع الخرطوم ومدن السودان المختلفة، تقف “ستات الشاي” كأيقونة صبر ومقاومة، يسعين خلف لقمة العيش في بلد أثقلته الأزمات والحروب. ومع أن ما يقمن به لا يتجاوز إعداد كوب شاي أو قهوة، إلا أنهن كثيرًا ما وجدن أنفسهن في مواجهة تُهم جاهزة، ووصم مجتمعي لا يستند إلى دليل. لطالما ارتبط اسم “ستات الشاي” في أذهان البعض بمخاوف أمنية أو مخالفات قانونية، دون أن تُضبط إحداهن متلبسة بجريمة تخل بالأمن العام أو تستحق العقوبة الجنائية إلا فيما ندر. جل ما يُسجل عليهن هو مخالفة أوامر المحليات، وهي في الغالب ترتبط بعدم الترخيص أو الجلوس في أماكن غير مصرح بها.

لكن السؤال الأهم هنا: هل وفرت الدولة لهن بيئة قانونية أو بدائل آمنة للعمل؟ أم أننا نمارس عليهن تضييقًا دون أن نفتح لهن أبوابًا للرزق المشروع؟ لسنا ضد تنظيم العمل أو فرض ضوابط تشغيلية تحافظ على المظهر العام وتراعي مقتضيات الأمن، والصحة. نعم، يمكن حصر العاملات، وتحديد مواقع مناسبة، وضمان شروط النظافة والسلامة. لكن ما لا يجب أن يحدث هو أن يصبح التنظيم مرادفًا للإقصاء، أو أن تُقطع أرزاق الناس دون بدائل تحفظ كرامتهم. هناك فارق كبير بين الحفاظ على النظام، وبين القسوة غير المبررة.

ولفهم هذا التوتر بين الأمن والرزق، نحتاج إلى التوقف عند مفهومي “الأمننة” (Securitization) و”اللامننة” (Desecuritization) في تناول القضايا الاجتماعية. حين تُدرج قضية اجتماعية، كعمل ستات الشاي، في خطاب أمني وتُقدَّم كتهديد للنظام العام، تُصبح “مؤمننة” (Securitized)، وتُعالج عبر آليات الردع والملاحقة، لا عبر الفهم والمعالجة. أما “اللامننة” (Desecuritization)، فهي النظر إلى هذه القضايا كظواهر مجتمعية تستوجب حلولًا تنموية وحقوقية. والتحدي الحقيقي يكمن في المزاوجة بين الأمرين: أن نحمي الأمن دون أن نضرب الإنسان في لقمة عيشه. يمكن تحقيق ذلك بتحليل دقيق لطبيعة الظاهرة، وتقنينها بدل تجريمها، وإشراك المجتمع المدني والجهات التنموية مع الأجهزة الأمنية، وتوفير بدائل حقيقية قبل أي تدخل زجري. كما أن للخطاب الإعلامي دورًا محوريًا في خلق بيئة تفهم هذه التوازنات، لا تذكي نار الشك والتخوين.

في الحديث الشريف، دخلت امرأة النار في هرة، لا هي أطعمتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض. فكيف إذًا بعشرات النساء اللواتي يطاردن في أرزاقهن دون أن نوفر لهن سندًا أو نترك لهن فسحة للعيش؟ أليس في ذلك ظلم نخشى أن نحاسب عليه؟

ولنا في سيدنا عمر بن الخطاب أسوة حسنة، وهو القائل: “إن هذا الأمر لا يصلحه إلا لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف.” وقد كان مزيجًا فريدًا من الحزم والرحمة، والقوة واللين، فقد عُرف بالشدة في الحق، لكنه كان أيضًا رقيق القلب، وكان يقول: “لو أن بغلة عثرت في العراق، لكنت مسؤولًا عنها لمَ لمْ أُمهّد لها الطريق؟” — تعبير عميق عن الإحساس بالمسؤولية والشفقة على كل مخلوق. وهي الروح التي يجب أن تسود في تعاملنا مع قضايا الهشاشة، لا سيما حين يتعلق الأمر بأرزاق من لا سند لهم.

ستات الشاي لسن مجرمات، بل ضحايا ظرف قاسٍ، نساء يحملن عبء أسرهن فوق رؤوسهن، في صبر لا يُضاهى. ومن واجب الدولة والمجتمع أن يحتوِيَهن لا أن يطردهن، أن يُقنِّن لهن لا أن يُجرّمهن، أن يُنصفهن لا أن يُخَوِّنهن. قبل أن نضيق عليهن أكثر، فلنسأل أنفسنا: ماذا تركنا لهن من خيارات؟ وماذا نقول حين نحاسب على أرزاق قطعناها دون حق؟

عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٥ أبريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن الإبلاغ عن مشكلة بمنتج تجميل؟.. هيئة الدواء توضح
  • الأدوية المقلدة في أفغانستان.. أزمة صحية وفوضى التهريب
  • شعبة الأدوية: انفراجة في سوق الدواء واتجاه نحو تعزيز الإنتاج المحلي
  • تعزيز المخزون الدوائي في ليبيا بشحنة أدوية جديدة إلى مخازن الإمداد الطبي
  • الغرفة التجارية: عودة الثقة لصيدليات مصر وتحسن ملحوظ في توفر الأدوية الأساسية
  • 97 % من الأدوية متوفرة في السوق المصرية .. شعبة الأدوية تطمئن المواطنين
  • الشاي المر… عندما يصبح الرزق تهمة
  • ترامب: هناك حاجة ماسة للأدوية والغذاء في غزة وسنهتم بذلك
  • هيئة الدواء: هذه هي أهمية اللقاحات ونصائح خاصة بالتطعيمات
  • بسعر 30 جنيها.. التموين تضخ كميات كبيرة من السكر الحر