صحيفة الاتحاد:
2025-03-17@00:19:34 GMT

روبوتات ذكاء اصطناعي تتصدى للهجمات السيبرانية

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

يوسف العربي (أبوظبي)
تضطلع روبوتات ذكاء اصطناعي بأتمتة مهام مشغل مركز العمليات الأمنية، (SOC)، للتصدي للهجمات السيبرانية، حيث يمكنها أن تحل محل الإنسان في جمع السياق الموسع، والتحليل، والبحث ومقارنة الروابط الضمنية بين الأحداث في النظام ونقل النتائج فوراً بلغة يفهمها المشغل، حسب خبراء بالأمن السيبراني.

 
 وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إن شركات التكنولوجيا مقدمي خدمات تكنولوجيا المعلومات، وبخاصة مراكز البيانات وموفري خدمات السحابة، وشركات الاتصالات، محمية بشكل أفضل من الهجمات بفضل العمل المدروس والاستثمارات في هذا المجال، وتحتل المؤسسات المالية المركز الثاني، حيث يتم استثمارها تقليدياً في مجال الأمان ومتابعة معايير أمن المعلومات.
 ولفتوا إلى أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي تشهد زيادة في الوعي العام بأهمية الأمن السيبراني، كما تشهد زيادة في عدد الفعاليات العامة التي يؤيدها مجالس الأمن السيبراني الحكومية، مثل المعارض الكبيرة على غرار LEAP وGITEX وGISEC، بالإضافة إلى ورش العمل التعليمية المخصصة وندوات التواصل لمسؤولي أمن المعلومات.

مركز العمليات
وقالت إيفجينيا بوبوفا، مديرة تطوير الأعمال الدولية لدى بوزيتف تكنولوجيز لـ «الاتحاد»: إن روبوتات ذكاء اصطناعي تضطلع حالياً بأتمتة مهام مشغل مركز العمليات الأمنية(SOC) للتصدي للهجمات السيبرانية، حيث يمكنها أن تحل محل الإنسان في جمع السياق الموسع، والتحليل، والبحث ومقارنة الروابط الضمنية بين الأحداث في النظام ونقل النتائج فوراً بلغة يفهمها المشغل، حسب خبراء بالأمن السيبراني. 
وأضافت أن احتمال الخطأ في مثل هذا العملية التي تعتمد على روبوتات الذكاء الاصطناعي يكاد يكون صفراً تقريباً. 
وأشارت إلى أن التحدي الرئيس في صناعة الأمن السيبراني هو كيفية تعليم الروبوتات الخبرة التراكمية، حيث يتم التركيز حالياً على إنشاء بيئة وأدوات تساعدنا في تدريب النماذج الآلية حتى تتمكن من رفع مستوى الأتمتة في مراكز العمليات الأمنية، وبالتالي مرونة الأمن السيبراني.
نمو الإنفاق 
وقالت: لا شك في أن الإنفاق على أمن المعلومات في دول مجلس التعاون الخليجي في تزايد مستمر في الوقت الحالي، ويكاد يكون من غير الممكن تصوّر أن تعمل شركة كبيرة ذات أصول تتجاوز 5.000 جهاز من الأجهزة من دون وجود فريق داخلي متخصص في مركز عمليات الأمان. 
وأوضحت أن الميزانية المتوسطة لبناء مركز عمليات الأمن السيبراني (SOC) الكامل تبدأ من 45 مليون درهم، وعادة ما يتم تخصيصها لفترة زمنية تبلغ 5 سنوات، واعتماداً على صناعة الشركة، قد تؤثر استراتيجيات مختلفة على الإنفاق، حيث يتنافس مركز عمليات الأمن السيبراني الموجود في الموقع حالياً مع مركز عمليات الأمن السيبراني كخدمة (SOC-as-a-Service) ونماذج متداخلة.
وأوضحت أنه غالباً ما تقوم شركات الاتصالات والهيئات الحكومية والشركات الكبيرة بالاعتماد على مزودين خاصين لخدمات الأمان والأمان المُدار (MSSP) لخدمة احتياجاتها بشكل فعّال في مجال الأمن السيبراني وجذب شركات المستخدمين الخارجية لكسب حصة سوق أكبر. 
ونوهت بأن هذا التحول يتم على نطاق واسع في منطقة مجلس التعاون الخليجي، وتبدأ تكلفة إعداد مزود خدمات أمان مُدار تجاري (MSSP) من 2.5 مليون درهم. 
وعي متنامٍ 
وقالت: لاحظنا مؤخراً توجه العديد من صناع الأمن السيبراني للاستثمار في رفع الوعي لدى الأفراد والشركات حول المخاطر السيبرانية، حيث إن جميع دول مجلس التعاون الخليجي تشهد زيادة في عدد وتنوع الفعاليات العامة التي يؤيدها مجالس الأمن السيبراني الحكومية، مثل المعارض الصناعية الكبيرة والمؤتمرات مثل LEAP وGITEX وGISEC، بالإضافة إلى ورش العمل التعليمية المخصصة وندوات التواصل لمسؤولي أمن المعلومات. 
وفي سياق أكثر الأساليب شيوعاً وفعالية لاختراق شركات مجلس التعاون الخليجي، تتجه 78% من الهجمات السيبرانية على المؤسسات في المنطقة نحو الحواسيب والخوادم ومعدات الشبكات، ويُعزى ذلك إلى نشاط مجموعات APT المستهدفة للأجهزة النهائية والخوادم، بالإضافة إلى وجود مجموعات تعمل على فرض فدية ويُعتبر استهداف المستخدمين واحداً من الأساليب الأكثر انتشاراً حالياً، حيث تستهدف الهجمات الخبيثة 41% من المؤسسات و96% من الأفراد.
وقالت: تظهر نتائج مشاريعنا التي تم إكمالها على مدار العام أن أكبر شركات التكنولوجيا مقدمي خدمات تكنولوجيا المعلومات، وبخاصة مراكز البيانات وموفري خدمات السحابة، وشركات الاتصالات، محمية بشكل أفضل من الهجمات بفضل العمل المدروس والاستثمارات في هذا المجال. وتحتل المؤسسات المالية المركز الثاني، حيث يتم استثمارها تقليدياً في مجال الأمان ومتابعة معايير أمن المعلومات الصناعية.

أخبار ذات صلة «طرق دبي» تبحث الإطار القانوني للنقل الذكي اتفاقية بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومجموعة الصقر

التزام قوي 
من ناحيته، قال عماد فهمي، مدير هندسة النظم في الشرق الأوسط لدى شركة نتسكاوت: إن حجم الإنفاق على برمجيات أمن المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيصل إلى حوالي 183.8 مليار دولار في عام 2024، وتتميز دولة الإمارات بالتزامها القوي في تعزيز وتطوير تقنيات الأمن السيبراني، فلطالما كانت الإمارات مساهماً رئيساً في اعتماد أحدث أساليب وتقنيات برمجيات أمن المعلومات.
وأضاف: نلاحظ اليوم أن منطقة الشرق الأوسط باتت تعزز بشكل كبير من استراتيجياتها في حماية البيانات ضمن استثمارات كبيرة في التكنولوجيا، حيث إن كلاً من الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية يقومون بشكل متكرر بتحديث وسن قوانين تخص الأمن السيبراني، مثل القانون الاتحادي لحماية البيانات الشخصية في دولة الإمارات (القانون الاتحادي رقم 45 لعام 2021) وقانون حماية البيانات الشخصية في المملكة العربية السعودية (لعام 2021)، كما فرضت كل من البحرين وقطر قوانين صارمة لحماية البيانات، ويعكس ذلك التفاني الإقليمي في حماية حقوق الأفراد، وتبني التكنولوجيا، والتوافق مع المعايير الدولية في ظل تزايد تأثير التكنولوجيا الجديدة وتحديات الأمن السيبراني. وقال إنه لا شك في أنه مع تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي وظهور تقنيات أخرى، مثل ميتافيرس، سيكون هناك خطر متزايد من استغلال قدراتها من قبل المجرمين السيبرانيين لتنفيذ هجمات معقدة، وهذا ما يجعل من الضوابط القانونية أمراً ضرورياً لتقليل تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي الضارة، وتتفوق وتيرة التطور الحالية للذكاء الاصطناعي على جهود التنظيم، مما يبرز الحاجة إلى الرقابة البشرية والتعاون لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة وأخلاقية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الجرائم السيبرانية التهديدات السيبرانية الذكاء الاصطناعي الأمن السيبراني مجلس التعاون الخلیجی الذکاء الاصطناعی الأمن السیبرانی أمن المعلومات عملیات الأمن مرکز عملیات

إقرأ أيضاً:

مركز محمد بن راشد للفضاء يُعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، اليوم، نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»، أول قمر اصطناعي راداري يُطوره فريق المركز، وذلك من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية، على متن صاروخ «فالكون 9»، في تمام الساعة 10:43 صباحاً بتوقيت الإمارات.

واستقبل فريق المركز في المحطة الأرضية بدبي أول إشارة من القمر الاصطناعي في تمام الساعة 12:04 ظهراً، ما يؤكد بدء تشغيله بنجاح.

يُعد «اتحاد سات» إنجازاً بارزاً في مسيرة الإمارات الفضائية، ويُمثل نقلة نوعية في مجال رصد الأرض باستخدام تقنية التصوير الراداري، والتي تتيح التقاط صور عالية الدقة في مختلف الظروف الجوية، ليكون بذلك إضافة استراتيجية تدعم جهود الإمارات في تطوير حلول فضائية متقدمة.

وتم تطوير القمر الاصطناعي بالتعاون مع شركة «ساتريك إنشيتيف» الكورية الجنوبية، حيث تولى فريق مركز محمد بن راشد للفضاء قيادة مراحل التصميم والتطوير، في خطوة تعكس التزامه بتعزيز القدرات الوطنية وتوطين التقنيات الفضائية المتقدمة.

وقال معالي الفريق طلال حميد بالهول، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، إن دولة الإمارات تمضي بخطى ثابتة لترسيخ مكانتها بين الدول الرائدة في علوم وتكنولوجيا الفضاء، بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة ودعمها المستمر لهذا القطاع الحيوي، وإطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات» يمثل خطوة استراتيجية نحو تطوير قدراتنا في رصد الأرض وجمع البيانات، ما يعزز من دورنا في دعم التنمية المستدامة، ويسهم في استكشاف آفاق جديدة لاستخدامات التقنيات الفضائية.

من جانبه، قال سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، إن نجاح إطلاق «اتحاد سات» يعكس التطور الكبير الذي تشهده الإمارات في قطاع الفضاء، ويؤكد التزامنا بتطوير برنامج الإمارات الوطني للفضاء، وهذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية طموحة تهدف إلى تعزيز الابتكار والتكنولوجيا الفضائية، وتمكين الأجيال القادمة من المساهمة في بناء مستقبل مستدام لهذا القطاع الحيوي.

أخبار ذات صلة في يوم الطفل الإماراتي.. الدولة تواصل جهودها لتوفير بيئة صحية متكاملة لأطفالها الوصل يتمسك بالفرصة قبل الأخيرة أمام الجزيرة لـ «إنقاذ الموسم»

يمثل «اتحاد سات» أحدث إضافة إلى منظومة الأقمار الاصطناعية التابعة لمركز محمد بن راشد للفضاء، ويتميز بتكنولوجيا التصوير الراداري المتطورة، التي تتيح رصد الأرض بدقة عالية على مدار الساعة، بغض النظر عن الظروف الجوية أو الإضاءة.

ويوفر القمر الاصطناعي أنماط تصوير متعددة تشمل التصوير الدقيق لمناطق محددة، والتغطية الواسعة للمناطق الكبيرة، ورصد امتداد المناطق الطولية، ما يجعله أداة حيوية لدعم قطاعات متنوعة مثل إدارة الكوارث الطبيعية، عبر توفير بيانات آنية عن المناطق المتأثرة وتتبع تسربات النفط ورصد التغيرات البيئية لدعم الاستدامة البيئية وتعزيز الأمن البحري، من خلال مراقبة حركة السفن والملاحة البحرية، بالإضافة إلى دعم الزراعة الذكية، عبر توفير معلومات دقيقة عن حالة التربة والمحاصيل.

وسيتولى مركز محمد بن راشد للفضاء تشغيل القمر الاصطناعي وإدارته من خلال مركز التحكم بالمهمات في دبي، وستعمل الفرق المختصة على تحليل البيانات المرسلة، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز دقة وكفاءة المعلومات المستخرجة من «اتحاد سات»، بما يسهم في تحقيق أهداف الإمارات في مجال الفضاء والاستدامة.

من جانبه هنأ كيم إيول، المدير التنفيذي لشركة «ساتريك إنشيتيف»، دولة الإمارات بنجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»، الذي يعكس التزامها بتطوير قدراتها في رصد الأرض باستخدام التقنيات الرادارية المتقدمة، وعبّر عن الفخر بالشراكة مع المركز لتطوير هذا المشروع الطموح، معرباً عن التطلع إلى مواصلة التعاون لتعزيز الابتكار في قطاع الفضاء العالمي.

يمثل نجاح إطلاق «اتحاد سات» خطوة جديدة في مسيرة الإمارات نحو الريادة في قطاع الفضاء، ويؤكد التزامها بتطوير تقنيات حديثة تدعم مختلف القطاعات الحيوية، ومع استمرار الدولة في تعزيز قدراتها الفضائية، يظل مركز محمد بن راشد للفضاء في طليعة الجهود التي تهدف إلى استكشاف إمكانات الفضاء وتسخيرها لخدمة البشرية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • لمنافسة ديب سيك.. بايدو الصينية تطلق نموذجي ذكاء اصطناعي مجانا
  • الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تعلن عن الشركات الحاصلة على «ترخيص تقديم خدمات مركز عمليات الأمن السيبراني المُدار» من المستوى الأول
  • بايدو الصينية تطلق نموذجي ذكاء اصطناعي مجانيين لمنافسة ديب سيك
  • بايدو الصينية تُطلق نموذجي ذكاء اصطناعي مجانيين
  • وفد فني من تنزانيا يزور البنك المركزي المصري للتعرف على تجربته في مجال الأمن السيبراني
  • ميدوسا.. أمريكا تحذِّر من فيروس إلكتروني خطير وتدعو لتعزيز الأمن السيبراني
  • «يضاهي ChatGPT».. جوجل تطرح أحدث برنامج ذكاء اصطناعي Gemma 3
  • مركز محمد بن راشد للفضاء يُعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»
  • «الأمن السيبراني» يحذر من الصفقات الوهمية
  • مجلس الأمن السيبراني: احذروا الصفقات الوهمية والاحتيال الإلكتروني