صواريخ باليستية مضادة للسفن.. مَن زود بها الحوثيين؟ ولماذا؟
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
في مناسبة واحدة على الأقل، أطلق الحوثيون صاروخا باليستيًا مضادا للسفن (ASBM) ضد سفينة شحن في البحر الأحمر، وهو صاروخ لا يمتلكه ظاهريا سوى الجيش الصيني، وفقا لجيمس هولمز في تحليل بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية (National Interest).
وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يستهدف الحوثيون من اليمن، بصواريخ وطائرات بدون طيار، سفن شحن في البحر الأحمر تملكها و/ أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الحوثيين أطلقوا صاروخا باليستيا مضادا للسفن باتجاه سفينة الشحن "يونيتي إكسبلورر"، وهي مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم جزر البهاما.
وقال هولمز، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "من السذاجة الاعتقاد بأن مجموعة فرعية (الحوثيون)، وهي بالمصادفة مدعومة من إيران العميل غير الرسمي للصين، أتقنت تكنولوجيا صواريخ تفوق الجميع باستثناء المهندسين الصينيين".
وتساءل: "هل تعمل بكين على نشر تكنولوجيا الصواريخ؟.. يبدو الأمر كذلك سواء عن غير قصد أو عن عمد.. والصين ليست طرفا في نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ (MTCR)، وهي هيئة غير رسمية لمنع انتشار الصواريخ الموجهة".
و"الانتشار غير المقصود هو احتمال وارد. وخلال العقود التأسيسية لجمهورية الصين الشعبية، كانت ضرورة انتشار الأسلحة محفورة في الثقافة المؤسسية للجيش الصيني"، كما أضاف هولمز.
وتابع: "وكان لدى الجيش الصيني الحوافز لتسليح الآخرين مقابل المال. كان عليهم أن يجمعوا الكثير من ميزانيتهم الخاصة وسط ضائقة مالية. واستمر ذلك في سنوات ما بعد الحرب الباردة (1947-1991). ومن الممكن إجراء معاملات غير مشروعة دون علم الحزب الشيوعي الصيني (الحاكم)".
اقرأ أيضاً
وزير خارجية إيران: أمريكا طلبت منا وقف عمليات المقاومة.. والحوثيون يتصرفون بمعزل عنا
قلب الأرض
"لكن من المشكوك فيه أن يمتد الأمر إلى تصدير أسلحة الخطوط الأمامية خلسة، مثل الصواريخ الباليستية المضادة للسفن"، كما استدرك هولمز.
وزاد بأن "قيام المشرفين على الجيش الصيني، من تلقاء أنفسهم، بنقل نظام أسلحة بهذه الفعالية إلى إيران، حيث قد يجد طريقه إلى ترسانات الحوثيين أو حماس (فلسطين) أو حزب الله (لبنان)، يبدو أمرا مبالغا فيه، وسيرفض المسؤولون العسكريون خطوة بهذا الحجم السياسي. أو هكذا كنت أعتقد، مما يترك خيار أن قادة الحزب على علم بالأمر".
وأردف: "هناك منطق استراتيجي وراء انتشار الصواريخ البالستية المضادة للقذائف التسيارية حول المحيط الأوراسي، على الرغم من أن رد الفعل السلبي الناجم عن وضع هذه التكنولوجيا الجديدة في أيدي لا يمكن التنبؤ بها قد يكون شديدا".
والقذائف التسيارية ذات ارتفاع فائق وسرعة فائقة، وهي ذاتية الحركة وموجهة في المرحلة الأولى فقط من الطيران، ويصبح بعدها المسار طبيعيا وغير مسيطر عليه.
هولمرز قال إنه "خلال الحرب العالمية الثانية (1945-1949)، قام خبير الجغرافيا السياسية نيكولاس سبيكمان بتصوير "قلب الأرض" الأوراسية على أنها مفتاح السياسة العالمية و"الأراضي الحدودية". وفصل قلب الأرض عن البحر كبوابة للهيمنة العابرة للمحيطات لبسط النفوذ على القارة الأوراسية العملاقة".
وأضاف أنه "يمكن لبريطانيا العظمى في أوج مجدها الإمبراطوري أو للولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب، أن تناور حول المحيط الأوراسي وتحدد الأجندة السياسية والاستراتيجية من البحر".
واستدرك: "ولكن كما أشار سبيكمان، فإن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا تمكنت البحرية الملكية أو الأمريكية من الوصول إلى المناطق الحدودية. ولن تتمكن البحرية المهيمنة من السيطرة ما لم تتمكن من انتزاع السيطرة على "البحار الهامشية" المحيطة بالمحيط الأوراسي من المدافعين المحليين".
اقرأ أيضاً
لماذا يضع الحوثيون بايدن ومحمد بن سلمان في مأزق؟.. خبراء يجيبون
ثورة الصواريخ
و"في بكين وطهران وموسكو يوجد اهتمام كبير بالاستراتيجيات الهادفة إلى درء القوات البحرية الغربية المهيمنة"، كما زاد هولمز.
وتابع: "وعلى مدار القرن الماضي، ساعد التقدم في تكنولوجيا الأسلحة البحرية القوات البحرية الأصغر حجما وكذلك المدافعين الساحليين الذين يقاتلون من الشاطئ".
وأوضح أنه "في البداية جاء الطوربيد واللغم البحري، الذي أعطى السفن الصغيرة القدرة على توجيه ضربات قوية ضد البوارج والطرادات".
و"ثم جاء الطيران العسكري، الذي مكن الطائرات الحربية من ضرب السفن من مسافة بعيدة. ولاحقا، جاءت ثورة الصواريخ الموجهة، التي أدت إلى انحراف التوازن نحو القوة البحرية المتمركزة على الشاطئ"، وفقا لهولمز.
وقال إن "دمج هذه التقنيات المتطورة يمكن أن يسمح للقوى الآسيوية أن تعكس قرونا من التفوق البحري الغربي، وبالتالي إنهاء الهيمنة الغربية على النظام الدولي. ومثل هذا المشروع يتوافق مع الأهداف المعلنة للصين والقوى المشابهة لها، ناهيك عن الخصوم الفرعيين مثل الحوثيين".
واستدرك هولمز: "مع ذلك، يظل من الصعب أن نفهم لماذا يتعمد أي منافس عاقل تصدير تكنولوجيا يمكن أن تنقلب ضده؛ فالتحالفات والشراكات قابلة للفناء، بينما الأسلحة باقية.. إن نشر الصواريخ الباليستية المضادة للسفن سيكون مسعى محفوفا بالمخاطر بالنسبة للصين".
وتابع: "يأمل المرء أن يبحث سكان العالم الغامض للاستخبارات في هذه المسألة، في محاولة لتحليل ليس فقط ما حدث، بل أيضا ما قد تكون عليه دوافع الصين وما قد يحمله المستقبل في محيط أوراسيا، بما يشكل الخطوة الأولى نحو استراتيجية مضادة حكيمة".
اقرأ أيضاً
حرب إقليمية محتملة.. ماذا ستفعل إيران؟ وكيف يساعد الحوثيون؟
المصدر | جيمس هولمز/ ناشونال إنترست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
إقرأ أيضاً:
إيران.. خامنئي يوجه بزيادة مدى الصواريخ وفعاليتها
أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، أصدر تعليمات للجيش الإيراني بزيادة مدى الصواريخ وفعاليتها وذلك على خلفية التوترات والتهديدات التي تشهدها المنطقة .
وكان عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، أحمد بخاشيش أردستاني، في وقت سابق، كشف حقيقة استعدادات طهران لخوض حرب، حيث أكد أن مضاعفة مخصصات القوات المسلحة ثلاث مرات في موازنة 2025 لا تعني بالضرورة أن البلاد تستعد للحرب.
وقال أردستاني في حديث صحفي إن مضاعفة مخصصات القوات المسلحة قد تدل على أن "المفاوضات ليست خياراً مطروحاً".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت زيادة مخصصات القوات المسلحة بنسبة 200% تعني الاستعداد لظروف الحرب، قائلاً: "لا يمكن الجزم بذلك بشكل دقيق، لكن في كل الأحوال، هذه الزيادة الكبيرة تعني أننا لن نتفاوض، ولا نضع التفاوض على جدول أعمالنا".
ويُشار الي أن قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، صرح، الأربعاء، بشكل مباشر عن نية تنفيذ "الوعد الصادق 3"، قائلاً: "إذا هوجمت المنشآت النووية الإيرانية، فإن المنطقة ستشتعل بنيران لا يمكن حساب مداها".
وجاءت هذه التصريحات بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن إسرائيل، "ستشن هجوماً عسكرياً على إيران، إذا لم تتخل عن برنامجها النووي".
وفي وقت سابق ، قال المرشد العام الإيراني علي خامنئي “لا نشعر بأي قلق أو مشكلة فيما يتعلق بالتهديد الصلب أو الحرب المباشرة” - ويُستخدم مصطلح "التهديد الصلب" في الخطاب الرسمي الإيراني كمرادف لكلمة "الحرب"- .
فيما ذكر موقع إيران “إنترناشيونال” تخطط الحكومة الإيرانية في مشروع موازنة 2025، لتصدير 1.75 مليون برميل من النفط يومياً، مع تخصيص 420 ألف برميل منها للقوات المسلحة. وهذا يعني أن 24% من صادرات النفط اليومية ستذهب مباشرة إلى الجيش.
ومن حيث القيمة، يُقدَّر النفط المخصص للقوات المسلحة في عام 2025 بنحو 11 مليار يورو، مقارنة بأربعة مليارات يورو في ميزانية عام 2024، ما يعني أن الحكومة رفعت موازنة الجيش إلى ثلاثة أضعاف تقريباً.
وقال قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري، حاجي زاده "الوضع الحربي لا يعني فقط الضرب، بل الاستعداد لتلقي الضربات أيضاً".
وأتم تصريحاته قائلا : "في الواقع، لم يكن القصف سيئاً بالنسبة لنا، لأنه جعل المسئولين أكثر انتباها، وحصلنا على المزيد من الأموال والإمكانات".