قال محمد الأشعري، الكاتب ووزير الثقافة الأسبق، إن ما حدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة في السابع من أكتوبر الماضي حدث كبير أعاد للمقاومة معناها وأثرها، وأحيا القضية التي كادت أن تنسى.

وخلال مشاركته اليوم السبت في ندوة بعنوان “طوفان الأقصى: التداعيات والأدوار المطلوبة”، في الرباط قال الأشعري “أعترف بأنني صدمت كثيرا يوم 7 أكتوبر وأعتقد أن كثيرين مثلي صدموا في العالم العربي بما حدث، لأننا كنا في غمرة يأس قاتل وكنا نشيع بنظراتنا جثمان القضية الفلسطينية لا نمشي في جنازتها، ولكن نشيعها بنظراتنا اليائسة”.

وتابع متسائلا “هل هناك شيء لم يسلط على الفلسطينيين خلال الربع قرن الأخير من المحيط العربي، ومن الميز العنصري داخل إسرائيل، ومن التهجير والملاحقات والاعتداءات والاختطافات التي تطال الشباب الفلسطيني في كل فلسطين؟ ” و”هل هناك شيء من التآمر السياسي لم يتم على فلسطين”.

وسجل الأشعري أن التاريخ في فلسطين لم يبدأ يوم 7 أكتوبر، كما أن العدوان الإسرائيلي لم يبدأ أيضا في هذا التاريخ، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني تكبد آلاما كثيرة خلال أزيد من 70 سنة، أحيانا في صمت مطبق من العالم، ومن الإخوة على حد سواء”.

واعتبر الأشعري أن “ما حدث في 7 أكتوبر بالرغم من صدمته القوية يطرح علينا أسئلة جديدة أولها سؤال لماذا وصلنا إلى ذلك الحد من اليأس؟ لماذا نفضنا أيدينا من القضية الفلسطينية؟ ومن هم المسؤولون عن  تغييب هذه القضية؟ وهل العدوان الإسرائيلي وحده أم تخاذل المجتمع العربي، أم السياسة الدولية الظالمة وحدها أم الاختلالات الفلسطينية الداخلية، ما الذي أوصلنا إلى هذا المستوى من اليأس تجاه القضية؟”.

وأضاف “ابتداء من ذلك اليوم أعيدت إلينا حقيقة أساسية، وهي أن المقاومة ليست فقط ضرورية، وليست فقط قضية حياة أو موت بالنسبة للشعب الفلسطيني، ولكنها على عكس كل ما أشيع وما روج له فإن المقاومة ممكنة حتى بفاعل صغير، وممكنة بإمكانات شبه منعدمة، وممكنة ومؤثرة وقادرة على زعزعة أقوى كيان في الشرق العربي، وقادرة على أن تجرح هذا العدو في جوهره، وفي وجوده وعلاقته بأسطورته المؤسسة”.

وأضاف “هذا أمر لم يكن منتظرا لكنه اليوم يفرض علينا أن نؤمن بأن المقاومة التي جعلها هؤلاء ممكنة ستبقى ممكنة دائما، ممكنة غدا وبعد غد، وفي كل وقت”.

واعتبر أن الذين يروجون بأن انتهاء القضية الفلسطينية سيكون بإقبار حركة حماس في غزة هم واهمون، لأن حماس أصبحت في كل جسد فلسطين”.

الحقيقة الثانية التي كشفها السابع من أكتوبر، يقول الأشعري، هي أن القضية الفلسطينية لا يمكن إخمادها بالعنف ولا بالبدائل المزيفة.

واعتبر الأشعري أن ما حدث في هذا التاريخ كان ضربة موجعة إلى استراتيجية التطبيع، وأضاف “من الممكن أن يبقى التطبيع مسألة ثنائية بين بعض الدول العربية وإسرائيل، لكن التطبيع كاستراتيجية إسرائيلية سقط يوم 7 أكتوبر ولن يعود أبدا، لأن إسرائيل التي كانت تحاول مع حليفتها الأمريكية أن تجعل من الكيان الصهيوني دولة طبيعية في جوار طبيعي، هذه الحكاية انتهت تماما”.

وأضاف “ما حدث في غزة جعل هذا الأفق مستحيلا، لأن حجم الكراهية التي خلفتها إسرائيل بسبب عدوانها على غزة وفظائعها هناك لن يسمح أبدا بأي تعايش “.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة ما حدث فی

إقرأ أيضاً:

"فلسطين للأمن القومي".. الخطة المصرية الخاصة بإعادة إعمار غزة واقعية وحازت على التأييد العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، إن الدولة المصرية كان لها موقف واضح من فكرة التهجير القسري للشعب الفلسطيني، حيث رفضت مصر هذا التخطيط الصهيوني وطالبت بإعادة إعمار غزة بعد تنفيذ قرار حل الدولتين باعتبار القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

وأكد اللواء حابس الشروف، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن الخطة المصرية الخاصة بإعادة إعمار غزة خطة واقعية ونالت تأييد عربي واضح، وهذا التأييد العربي أدى إلى تراجع أمريكا بشأن التهجير القسري للشعب الفلسطيني واقتناعها بأن الحلول السياسية السلمية هي الأمر المتاح والمقبول.

وأضاف في حديثه، أن نتنياهو يبحث عن مخرج للخروج من الأزمات الداخلية والخارجية التي يواجهها الآن، حيث أصبحت الرؤية الأمريكية تختلف في بعض النقاط عن الرؤية الصهيونية، كما أن أسر المحتجزين يشكلون ضغطًا واضحًا الآن على الكيان الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • "فلسطين للأمن القومي".. الخطة المصرية الخاصة بإعادة إعمار غزة واقعية وحازت على التأييد العربي
  • دعوة إسرائيلية للتحقيق مع من يحققون في فشل السابع من أكتوبر
  • مستشار الرئيس الفلسطني: جلالة الملك يخدم القضية الفلسطينية على الأرض
  • السفير البريطاني بالقاهرة: رسالة مصر حول القضية الفلسطينية واضحة.. وعلى إسرائيل الالتزام بدخول المساعدات
  • نصر عبده: غزة لأهلها ومصر دائمًا لها مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية
  • اجتماع خماسي عربي يبحث تطورات القضية الفلسطينية في الدوحة  
  • خطة مصر تحظى بتأييد دولي.. مدبولي: كلمة الرئيس السيسي أكدت عدم تخلي مصر عن دعم القضية الفلسطينية
  • مدبولي: كلمة الرئيس السيسي أكدت قدرة مصر على حماية أمنها القومي وعدم تخليها عن القضية الفلسطينية
  • مصر القومي: كلمة الرئيس بالندوة التثقيفية أكدت ثبات موقف الدولة تجاه القضية الفلسطينية
  • برلماني: مصر وضعت الخطوط الحمراء من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية