قادمة من الإمارات.. ركاب الطائرة التي احتجزتها فرنسا ينتظرون مصيرهم
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
ما زال أكثر من 300 مواطن هندي عالقين، السبت، في مطار في شرق فرنسا حيث احتجزت السلطات قبل يومين، بشبهة "الإتجار بالبشر، طائرة كانت تقلهم آتية من الإمارات ومتجهة إلى نيكاراغوا.
ومن بين الركاب البالغ عددهم 303 أشخاص "13 قاصرا من دون ذويهم وقاصرون آخرون بصحبة أهاليهم"، بحسب أرقام قدمتها خدمة الإسعاف لم تؤكَّد بعد من مصدر رسمي.
وقد حطّت الطائرة التي تنقلهم وهي من نوع "إيرياص إيه 340" وتابعة لشركة الطيران الرومانية "ليجند إيرلاينز" بعد ظهر الخميس في مطار فاتري الصغير المستخدم خصوصا من شركات الطيران المنخفضة التكلفة. وهي كانت في طريقها من دبي إلى عاصمة نيكاراغوا.
وكانت الطائرة تنوي التوقّف في المطار لفترة قصيرة لأسباب تقنية، لكن السلطات الفرنسية تحتجزها فيه منذ بعد ظهر الخميس إثر تلقي "بلاغ مجهول" مفاده أنها "تنقل ركابا هنودا قد يكونون ضحايا شبكة للاتجار بالبشر"، على ما أوضحت النيابة العامة لوكالة فرانس برس الجمعة.
واستُبقي الركاب الذين أنزلوا من الطائرة في باحة الاستقبال في المطار، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وهم فيه منذ مساء الخميس بعد تحويل الموقع إلى منطقة انتظار للأجانب بموجب مرسوم رسمي. ووُضع اثنان منهم في السجن على ذمة التحقيق مساء الجمعة.
استجواب الطاقمويهدف التحقيق الذي تجريه السلطات الفرنسية المختصة في مكافحة الجريمة المنظمة إلى "التأكد مما إذا هناك عناصر تدعم شبهة الاتجار بالبشر من قبل عصابة منظمة"، بحسب النيابة العامة.
وبالإضافة إلى هوية الركاب وطاقم الملاحة، تحقق السلطات في "ظروف النقل وأهدافه"، وفق المصدر عينه.
وخضع الطاقم العامل في هذه الرحلة والمؤّلف من 15 شخصا للسفرة من دبي إلى فاتري ومن قرابة 15 آخرين من فاتري إلى ماناغوا "للاستجواب وسمح لهم بالعودة إلى الديار إذا ما رغبوا في ذلك"، وفق ما قالت ليليانا باكايوكو محامية شركة الطيران في تصريحات لوكالة فرانس برس.
وأوضحت باكايوكو أن "ليجند ايرلاينز" لم "تسيّر سوى بضع رحلات على هذا الخط للزبون عينه" غير الأوروبي، موضحة أن الشركة تعتزم أن "تكون طرفا مدنيا إذا ما أطلقت النيابة العامة ملاحقات أو أن ترفع دعوى" بنفسها في حال حصل غير ذلك.
ونُصبت سواتر أمام الواجهة الزجاجية لباحة الاستقبال في المطار الذي طوقه عناصر الشرطة والدرك، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
26 يوماوأفاد مصدر مطلع على مجريات هذه القضية بأن الطائرة توقفت في مطار فاتري، على بعد 150 كيلومترا من شرق باريس، لتزويدها بالوقود. ويُرّجح، بحسب المصدر عينه، أن يكون الركاب الهنود، وهم في أغلب الظن كانوا يعملون في الإمارات العربية المتحدة، قد أرادوا التوجه إلى أميركا الوسطى في محاولة لدخول الولايات المتحدة وكندا بطريقة غير قانونية.
ويخوّل القانون الفرنسي استبقاء أجنبي وصل بالطائرة إلى فرنسا وحظر عليه التوجه إلى البلد المقصود لمدة أربعة أيام على أقصى تقدير.
وقد تمدد المهلة ثمانية أيام بقرار من القضاء ثم ثمانية أيام إضافية على نحو استثنائي. وقد تصل هذه المهلة إلى 26 يوما كحد أقصى.
وأفادت السفارة الهندية في فرنسا، السبت، عبر حسابها في "إكس" بأنها تسعى إلى "حلّ سريع للوضع"، مشيرة إلى أن "موظفين قنصليين توجهوا إلى الموقع".
وتولى عناصر الإسعاف في الحماية المدنية نقل الأسرّة والحمامات إلى الموقع حيث أرسيت أيضا مراحيض نقالة، وفق مراسل وكالة فرانس برس.
وكشفت السلطات المحلية عن إقامة "منطقة مخصصة للعائلات" وعن "توفير ثلاث وجبات طعام في اليوم".
ولا تزال الطائرة البيضاء التي لا تحمل اسم أي شركة متوقّفة في مدرج مطار فاتري.
وبحسب موقع "فلايترادار" المتخصص في هذا الشأن، تمتلك "ليجند إيرلاينز" أسطولا صغيرا من أربع طائرات، من بينها اثنتان من طراز "أيه340-313".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فرانس برس
إقرأ أيضاً:
الإمارات تخطط لاستثمار 50 مليار يورو بمراكز بيانات في فرنسا
يخطط صندوق استثماري من الإمارات العربية المتحدة لإنفاق ما بين 30 إلى 50 مليار يورو (31.2 مليار و52 مليار دولار) لإنشاء مقر جديد لمراكز البيانات في فرنسا، وفقاً لمسؤولين فرنسيين.
يأتي هذا الاستثمار في إطار إعلان مشترك بين الجانبين تم الكشف عنه قبيل قمة الذكاء الاصطناعي التي يعقدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع المقبل. وكانت فرنسا والإمارات وقّعتا شراكة استراتيجية لتعزيز التعاون في الذكاء الاصطناعي في مايو الماضي.
في بيان مشترك صدر ، قال البلدان إنهما يهدفان إلى بناء منشأة مخصصة للذكاء الاصطناعي بسعة 1 غيغاواط. وأوضح البيان أن الشريحة الأولى من الاستثمار سيُعلن عنها خلال الحدث الاستثماري الرئيسي الذي يعقده ماكرون في وقت لاحق من هذا العام، وستأتي من تحالف يضم شركات فرنسية وإماراتية.
لكن وفقاً لمسؤولين في قصر الإليزيه، فإن التمويل المبدئي للمنشأة سيأتي من شركة "إم جي إكس" (MGX) التابعة لأبوظبي، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
استثمارات الإمارات في الذكاء الاصطناعي
تعد "إم جي إكس"، وهي صندوق استثماري بقيمة 100 مليار دولار، أيضاً أحد الممولين الرئيسيين لمشروع "ستار غيت"، وهو المبادرة الطموحة التي أطلقتها "سوفت بنك" و"أوبن إيه آي" لإنفاق 500 مليار دولار على مراكز بيانات في الولايات المتحدة. يهدف المشروع إلى بناء حوالي 12 منشأة، كل منها بسعة واحد غيغاواط، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ نيوز" سابقاً.
أصبحت مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي ركيزة رئيسية في استراتيجية الإمارات لتنويع اقتصادها وتعزيز نفوذها السياسي. ففي يناير الماضي، تعهد ملياردير إماراتي في دبي باستثمار 20 مليار دولار في مراكز بيانات بالولايات المتحدة. كما أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي "G42" التكنولوجية ومقرها في أبوظبي، عن مشاريع حوسبة ضخمة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
في عام 2021، وقّعت الإمارات، الغنية بالنفط، صفقة بقيمة 17 مليار يورو لشراء 80 مقاتلة من طراز "رافال" الفرنسية خلال زيارة ماكرون إلى أبوظبي. كما ناقشت الدولتان إمكانية الاستثمار في القطاع النووي، وتعاونتا العام الماضي في الدعوة إلى وقف إطلاق النار على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
كان ماكرون قد استضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، على مأدبة عشاء يوم الخميس لمناقشة تطورات الذكاء الاصطناعي.
يضع الرئيس الفرنسي طموحات بلاده في هذا المجال على رأس أولوياته، لكنه يواجه تحديات. بالرغم من أن بعض الشركات الناشئة الفرنسية، مثل "ميسترال"، نجحت في جمع تمويلات كبيرة مقارنة بنظيراتها الأوروبية، إلا أنها لا تزال تجد صعوبة في منافسة الشركات الأميركية والصينية.