الجامع الأزهر يختتم موسمه التاسع ضمن برامجه الموجهة للمرأة والأسرة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
اختتم الجامع الأزهر الشريف اليوم، الموسم التاسع من برامجه الموجهة للمرأة، والذي يأتي تحت عنوان: "دور التربية الإيمانية في تحصين الأبناء من الانحرافات السلوكية".
الجامع الأزهر يعقد ندوة عن "وسائل النصر في الإسلام" يارب العزة كن لغزة.. دعاء المصلين للأقصى وفلسطين فى الجامع الأزهر اليومجاءت الحلقة الختامية من الموسم التاسع، تحت عنوان: "أهمية الدعم النفسي للأبناء"، وحاضر فيها كلٌّ من الدكتورة منال الخولي، أستاذ علم النفس وعميد كلية التربية للبنات جامعة الأزهر، والدكتورة هبة عوف عبدالرحمن، أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وأدارت الحوار والدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.
وقالت الدكتورة منال الخولي، إن الرفق والدعم من أهم قواعد التربية المتوازنة، وأن التقصير فيهما أو الخروج عنه خلل كبير في التربية يقود إلى الإخفاق، فعدم تحقيق الأهداف والصعوبات في التعلم والحياة والشعور بالعجز وعدم الأمان ، والقلق الدائم من الغير ومن المستقبل وتدنّي تقدير الذات والشعور بالذنب وضعف شخصية الابناء، والغضب والعدوان والاغتراب عن الواقع والعزلة الاجتماعية وتشوه صورة العالم ومشكلات الانتباه والذاكرة والتعلم، تحتاح إلى معالجة فورية من قِبل الوالدين.
وبيّنت أستاذ علم النفس، أن هناك أساليب كثيرة لدعم الأبناء نفسيا تتلخص في التربية بالرفق ومراعاة التعاطف والكلمة الطيبة ودراسة الكلمات التي يسمعها الابن حتى سن المراهقة، ومراعاة الابتسامة والاجتماع على مائدة الطعام؛ فمثلا إذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه، فلا نجلس في مكانين متباعدين، بل يكون ذلك بالتوجيه المباشر مع استخدام التعزيز والتشجيع المناسب للسلوك الطيب ويعتبر حديثه ﷺ " يا غلام سم الله ، وكل بيمنك ، وكل مما يليك" ، من أساليب التوجيه المباشر قبل أن يتحول السلوك الخاطىء إلى عادة يصعب علاجها، وكذا استخدام أسلوب القصة، وتعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بحرية للوصول إلى ما يمكن أن نسميه توكيد الذات، فلا يمكن أن تؤكد ذاتك بغير تعبير طليق عن مشاعرك وعن حقوقك الإنسانية.
هبة عوف عبد الرحمن: الجانب الروحي في الإسلام يُمثل دعمًا نفسيًا كبيرًا يستطيع المُسلم من خلاله تجاوز العديد من المُشكلات التي يُعاني منها العالم اليومجانب من محاضرات اليوم بالجامع الأزهرمن جهتها أكدت الدكتورة هبة عوف عبد الرحمن، أن الجانب الروحي في الإسلام يُمثل دعمًا نفسيًا كبيرًا، يستطيع المُسلم من خلاله تجاوز العديد من المُشكلات التي يُعاني منها العالم اليوم، والمُتمثلة في الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والوساوس والشعور بوهن العزيمة، وانشغال البال بالأفكار السيئة، من غير أن يكون هناك خلل عضوي يتسبب في ذلك، ويبدأ في اجتناب هذه المُشكلات النفسية مُنذ سن مُبكرة، فأبناؤنا مكَّون قابل للتشكيل والتقويم مادام في مراحله الأولى من حياته، كما أنهم قابلين للتأثر من جميع المؤثرات التي تُحيط بهم، فتتراكم في ذاكراتهم شتى المواقف السلبية والإيجابية، وتتلاقى مع مكوناتهم النفسية ونتاج العملية التربوية التي يتعرضون لها.
وأضافت أن الأطفال يولدون على الفطرة الطاهرة النقية، ثم يتأثرون بيئيًا بما يُلاقون من المُجتمعات من حولهم ومن المُربين من الآباء والأمهات،
قال رسول الله ﷺ: "ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ"، فمن هنا كانت أهمية الدعم النفسي للأبناء، إذ إنه يُمثل الإطار الأول الذي تتشكل على اعتباره شخصية الأبناء، وتترسخ على إطاره صفاتهم، والدعم النفسي للأبناء يكاد يكون أهم من الصحة البدنية، إذ إنه يصحح القلب ويطهر الصدر، وتُصبح الصحة البدنية أفضل، ويقبل الابن على السلوك القويم، وينصرف عن الانحرافات بشتى أشكالها، مما يجعل المُجتمع مُجتمعًا قويمًا.
وأكدت الدكتورة حياة العيسوي، أن السيرة النبوية الشريفة زاخرة بمواقف تربوية عملية عديدة تحتاج من الأمهات والآباء وسائر المربين وقفات للتأمل بقصد التأسي والاقتداء والاهتداء إلى تربية علمية سليمة وناجحة تحفظ للنشء حقوقه المعنوية والمادية حتى ينجح في دنياه كما نجح المتميزون ويفوز في أخراه بالقرب كما فاز المقربون.
واستشهدت بقول الله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، فما أشدَّ حاجة أطفالنا اليوم إلى الاهتمام بوجهة نظرهم، واحترام رأيهم، وإتاحة الفرصة لهم لإبداء ما يجول بخواطرهم، فينبغي إشعار الأطفال بأهمية رأيهم حتى تكون لديهم شخصية قوية، وثقة في أنفسهم ، ومن تجليات الاحترام لشخصياتهم مصاحبتهم وإعطائهم حقهم في مجالسة الكبار فيتعلموا الرجولة واللباقة والأدب الاجتماعي وحسن التواصل.
كما استشهدت العيسوي، بحديث المصطفى ﷺ حين أُتِىَ النَّبِىُّ ﷺ بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ فَقَالَ: “يَا غُلاَمُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأَشْيَاخَ”؟ قَالَ: مَا كُنْتُ لأُوثِرَ بِفَضْلِى مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ" فما كان من المربي العظيمﷺأن يكسر خاطر الطفل، ويُهمل أحاسيسه البريئة، فاستأذنه أن يبدأ بمن هو أكبر منه - تقديرا لهم-، والطفل عن يمينه، والشيوخ عن يساره، والسنة البدء باليمين؛ لذا طلب النبي الكريم ﷺ رأي الولد في أن يبدأ بتقديم الماء للكبار؛ فأتاح له بذلك الاستئذان؛ فكان رد هذا الطفل بأن رفض التنازل عن حقه؛ ليفوز بشرف الشرب من يده الشريفة ﷺ، فلبى طلبه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر الانحرافات السلوكية الدعم النفسي للأبناء الجامع الأزهر من الم التی ی
إقرأ أيضاً:
جامع الشيخ زايد في سولو يُنظّم مبادرات رمضانية بإندونيسيا
أبوظبي: «الخليج»
نظَّم جامع الشيخ زايد الكبير في سولو، بالتعاون مع «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية»، عدداً من المبادرات الرمضانية في إقليم باندا آتشيه في إندونيسيا، ضمن البرامج الرمضانية السنوية التي ينفِّذها الجامع على الساحة الإندونيسية، بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الإنسانية الإماراتية.
وتضمَّنت برامج رمضان 1446ه، إقامة الموائد الرمضانية والإفطار الجماعي، حيث وزَّع الجامع 2000 وجبة يومياً خلال الشهر الفضيل، وقدَّم المير الرمضاني لمئات الأُسر في المنطقة، إلى جانب توفير اللحوم لنحو 1300 أسرة.
نظَّم الجامع محاضرات دينية طوال أيام الشهر، ودورات قرآنية مكثَّفة بمشاركة 200 طالب من الجامعات الإندونيسية، وختم القرآن الكريم بمشاركة 2000 شخص من سكان المنطقة. وشهدت العشر الأواخر، إقامة صلاة التهجُّد وقيام الليل وتوزيع وجبات السحور على المعتكفين في الجامع، وشارك في تنفيذ هذه الأنشطة نحو 60 متطوعاً.
وقال الدكتور سلطان فيصل الرميثي، رئيس مركز جامع الشيخ زايد الكبير في سولو «تهدف الأنشطة التي ينظِّمها الجامع خلال الشهر المبارك، إلى تعزيز روابط الأخوَّة بين الشعبين الإماراتي والإندونيسي، فهي علاقة متينة نهجها التعاون على البر والتقوى في إعمار الأوطان وخدمة الإنسان. والجامع أصبح إحدى أهمِّ المؤسسات الدينية في المنطقة، بوصفه صرحاً للدراسات الإسلامية والبرامج الثقافية، ومركزاً للاحتفاء بالأُخوَّة بين جمهورية إندونيسيا ودولة الإمارات».
وأشاد بدعم المؤسسة للبرامج الرمضانية، وقال «يتميَّز شهر رمضان بتقاليد راسخة في وجدان الشعب الإندونيسي الصديق، حيث تتعدَّد مظاهر الاحتفال بقدوم الشهر الفضيل في مناطق الأرخبيل المترامية الأطراف، وهذه التقاليد امتداد لإرث العلماء الذين نشروا الإسلام بالتسامح والمحبة والسلام، وأسهموا في أن تصبح إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم».
وأعربت المؤسسة عن اعتزازها بالمشاركة في تنفيذ هذه المبادرات الرمضانية، مؤكِّدةً أنَّ دعم المشاريع الخيرية والإنسانية في مختلف الدول، لا سيما خلال الشهر المبارك، يأتي في إطار التزامها بنهج العطاء الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه.