كيف تساعد عقلك على اتباع عادات صحية والتخلص من تلك السيئة؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
قد يكون تحديد الأهداف للعام الجديد أمرا صعبا، لكن خبراء يرون أن استخدام استراتيجيات مدعومة بالعلم وبالممارسة، من شأنها أن تمكن الأشخاص من إنشاء أنماط عقلية تصبح بمرور الزمن عادة افتراضية جديدة للحياة اليومية.
وبالعموم ليس من السهل اتباع عادات جديدة والتخلي عن العادات القديمة، لكنه في الوقت ذاته ليس مستحيلا على الإطلاق.
تقول أستاذة علم الأعصاب وإعادة التأهيل سوزان هيلير إن "الدماغ مرن للغاية، أي أنه قابل للتغيير للغاية".
وتبين دراسات أن الدماغ يحتوي على شبكة من العقد تلعب دورا أساسيا في تحويل الممارسات إلى عادات.
فيما يلي بعض الاستراتيجيات المدعومة علميا والتي يمكن أن تساعد في هذا الإطار:
حدد أهدافك بحكمةيقول الباحث المشارك في جامعة إمبريال في لندن خوان بابلو بيرموديز، ، إن على الأشخاص أن يحددوا هدفا ويجعلونه محفزا لهم.
وأضاف لصحيفة "واشنطن بوست" أن "هناك أدلة قوية على أننا أفضل في الالتزام بالأنشطة التي نريد القيام بها مقارنة بالأنشطة التي يتعين علينا القيام بها".
ينصح بيرموديز أيضا بعدم جعل جميع الأهداف صعبة إلى الحد الذي يكون فيه الفشل محتملا للغاية.
وتابع: "عندما يكون لديك هدف وتفشل، فهذا أمر محبط للغاية.. يمكن أن يكون لذلك تأثير الدومينو على جميع دوافعك الأخرى."
بدلًا من ذلك، امنح نفسك مزيجا من الأهداف، بما في ذلك تلك السهلة، للمساعدة في تعزيز الحافز.
كن محددا مع أهدافكأظهرت الأبحاث أن الاهتمام والتركيز يتحسنان إذا كان الهدف محددا.
وأثناء تحديد الأهداف، تجنب التفكير فقط في "الأهداف البعيدة حول الإنجازات التي ترغب في تحقيقها في أشهر أو سنوات"، مثل تناول طعام صحي أكثر، كما يقول ماثيو روبيسون، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا.
ويقترح بيرموديز تحديد ليس فقط ما ستفعله، بل أيضا أين ومتى ومع من وأي تفاصيل أخرى يمكنك تحديدها.
كافئ نفسكيقول أستاذ العلوم النفسية والدماغية في كلية دارتموث في نيوهامشر إن تقديم المكافأة، حتى لو كانت صغيرة، يمكن أن يساعد في الاستمرار باتباع العادات الجيدة.
ويضيف أن "الدماغ يحب المكافأة وبالتالي سيبقى يقول لنفعل ذلك مرة أخرى".
توسيع مجموعة الأدواتيقول بيرموديز إن مشاركة هدفك مع الأصدقاء أو تقديم التزام علني أكثر، على وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، يمكن أن يكون من الأدوات المفيدة لبعض الأشخاص.
يمكن أن تكون إعادة صياغة فوائد الهدف أيضا أداة قوية، فإذا كان هدفك هو التركيز على ممارسة الرياضة، ولكن الفوائد الجسدية والنفسية ليست حافزا في حد ذاتها، فأعد صياغة الوقت الذي تقضيه في ممارسة الرياضة.
وعلى العكس من ذلك، من أجل التخلص من عادة ما، عليك التركيز على سلبياته لأنه سيبدو أقل جاذبية على نحو متزايد.
ويضيف بيرموديز أن من المهم مراقبة ما إذا كانت الإستراتيجية التي اخترتها ناجحة، وإذا لم تكن كذلك، يجب أن تكون منفتحا على تجربة الآخرين.
مراجعة الأهدافيبين بيرموديز أنه إذا بدا الأمر وكأنك في صراع من أجل التكيف مع العادة الجديدة، ووجدت نفسك تفشل كثيرا، ففكر في أنك ربما تحاول إجبار نفسك على القيام بشيء لا ينبغي لك القيام به. ويضيف أن مراجعة الأهداف لا تجعلك فاشلا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: لا تخدع نفسك.. جامعة كولومبيا لن تكون النهاية
أصبحت جامعة كولومبيا ساحة معركة رئيسية في إطار الصراع المتفاقم حول حرية التعبير والرقابة الحكومية والحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة، ونشرت نيويورك تايمز مقالين حول هذا الموضوع بقلم كل من ميغان أورورك الأستاذة في جامعة ييل وكاتب العمود في الصحيفة ديفيد فرينش.
واعتبرت الأستاذة في مقالها أن تصرفات الحكومة جزء من نزعة استبدادية تدفع الجامعات والمؤسسات لفرض رقابة على نفسها لتجنب العقوبات السياسية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مؤرخ بريطاني: أقول لبوتين وترامب تحيا أوروبا وتحيا التشرشلية الديغولية!list 2 of 2الصحافة الإسرائيلية: خفايا إقالة رئيس الشاباك وسيناريوهات المستقبلend of listوفي هذا الصدد، انتقد فرينش تجاوزات الحكومة بحق الجامعات عامة وجامعة كولومبيا خاصة، إذ ألغت إدارة ترامب 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي المخصص للجامعة.
ولفت أيضا إلى أن الحكومة حاولت فرض سيطرتها على جامعة كولومبيا عبر المطالبة بتغييرات في إدارتها وسياسات القبول والبرامج الأكاديمية، وهو ما اعتبره انتهاكا لحقوق الجامعة الدستورية بصفتها مؤسسة خاصة.
وأشارت أورورك إلى أن الحكومة ليست بحاجة إلى حظر حرية التعبير بشكل صريح، بل يمكنها ببساطة خلق مناخ من الخوف بحيث تفرض المؤسسات قيودا استباقية على المعارضة السياسية بنفسها.
محاولات تاريخيةوأكدت الكاتبة أن هجوم ترامب الحالي جزء من سلسلة خطوات اتخذها المحافظون طيلة العقود الماضية لمحاولة إعادة تشكيل الجامعات الأميركية وفق رؤيتهم، خصوصا منذ أن قارنت الوضع الحالي بالذعر الأحمر في خمسينيات القرن الماضي، محذرة من أن هجمات المحافظين الممنهجة على الجامعات جعلت المجتمع الأميركي يراها على أنها مراكز نخبوية لتدريس عقائد يسارية.
إعلانوذكرت الكاتبة أن استطلاعات غالوب عام 2015 وجدت أن لدى 57% من الأميركيين ثقة كبيرة أو كبيرة جدا بالتعليم العالي، وانخفضت هذه النسبة إلى 36% بحلول عام 2023، بينما انخفضت النسبة بين الجمهوريين من 56% إلى 20%، وينبع جزء من انعدام الثقة إلى أن نسبة أعضاء هيئة التدريس الليبراليين في الجامعات ارتفعت مقارنة بالمعتدلين والمحافظين، ولكنه أيضا نتاج الحملة التي يشنها اليمين ضد الجامعات، وفق الكاتبة.
وخلصت إلى أن ما واجهته جامعة كولومبيا بمنزلة تحذير لجميع الجامعات التي أخفقت في مواكبة أولويات الحكومة حتى الآن، إذ من الممكن أن تواجه ضغوطا مماثلة لتغيير حوكمتها وتمويلها ومناهجها الدراسية.
قضية خليلوركز فرينش بدوره على الآثار القانونية والدستورية المترتبة على تصرفات الحكومة، لا سيما في حالة محمود خليل، طالب الدراسات العليا السابق في جامعة كولومبيا الذي احتجزته السلطات الفدرالية بناء على مشاركته بالاحتجاجات الجامعية على الرغم من امتلاكه البطاقة الخضراء.
وأشار إلى أن مبررات احتجاز خليل كانت مبهمة، إذ أشارت وزارة الأمن الداخلي إلى احتمال تسبب أفعاله في عواقب "سلبية خطيرة على السياسة الخارجية"، دون تقديم دليل على أن خليل قد خرق أي قوانين.
ويرى الكاتب أن هذا كان هجوما مباشرا على حرية التعبير المحمية بموجب الدستور الأميركي، مؤكدا أن الحكومة استهدفت خليل بسبب تأييده لفلسطين، وليس بسبب أي سلوك إجرامي.
ولفت إلى أنه في العاشر من مارس/آذار الجاري، أخطرت وزارة التعليم 60 جامعة بأنها قد تواجه إجراءات تنفيذية لفشلها في حماية الطلاب اليهود من المضايقات المعادية للسامية، وكتب الرئيس نفسه أن اعتقال خليل هو الأول من "اعتقالات كثيرة قادمة".
دور الجامعاتوأكد فرينش أن على الجامعات الموازنة بين مسؤوليتين رئيسيتين هما حماية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من التمييز والمضايقات، وضمان حرية التعبير في الحرم الجامعي، وهذه مهمة صعبة تتطلب الحكمة والشجاعة في آن واحد.
إعلانوأضاف أن إدارة ترامب تفتقر إلى كلتا الصفتين، إذ إنها تستخدم مزاعم معاداة السامية في الجامعات ذريعة لانتهاك حقوق حرية التعبير وبسط سيطرتها على المناخ الفكري في البلاد.
وانتقد الكاتبان رد فعل جامعة كولومبيا التي فضلت النجاة بنفسها والانصياع لتهديدات ترامب، إذ إنها فتحت تحقيقا بداية هذا الشهر مع الطالبة مريم علوان بتهمة المضايقة والتحرش، والسبب أنها كتبت مقالا يدعو إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل.
ونوه أورورك وفرينش -كل في مقاله- على أن وضع جامعة كولومبيا يعد اختبارا حاسما لمستقبل حرية التعبير والحرية الأكاديمية الأميركية، وإذا لم يتم التصدي لتعديات إدارة ترامب "الاستبدادية"، فسيلحق الضرر بالجامعات في جميع أنحاء البلاد، مما يهدد بتقويض أسس الاستقلالية الفكرية في التعليم العالي الأميركي.