ميدان فروسية الجبيل يقيم سباقه الثالث للموسم ١٤٤٥هـ
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
المناطق_واس
أقام ميدان الفروسية بمحافظة الجبيل أمس، ثالث سباقاته للموسم الحالي ١٤٤٥هـ، وذلك بمقر ميدان الفروسية بالجبيل الصناعية.
وتكون السباق من أربعة أشواط مسافة ١٦٠٠ متر، إذ توج بالشوط الأول المخصص للجياد المهجنة الأصيلة حصن وأفراس ٣+ سنوات مفتوح، الجواد “مختارك” بقيادة الخيال عبدالله الحميد، وحقق الجواد “بالي” بقيادة الخيال أمين بدرون الفوز بالشوط الثاني المخصص للجياد المهجنة الأصيلة، أمهار ومهرات إنتاج محلي ٢ سنوات مفتوح, أما الشوط الثالث المخصص الجياد العربية الأصيلة كأس فئة ” ج ” حصن وأفراس ٣+ سنوات، فقد فاز “شغموم جي اف” بقيادة الخيال مسعود العتيبي, فيما توج الجواد “راشقه” بقيادة عبدالله الحميد بالشوط الرابع والمخصص للجياد المهجنة الأصيلة، كأس فئة ” ب ” أفراس إنتاج محلي ٣+ سنوات مفتوح.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الجبيل
إقرأ أيضاً:
حاتم الجمل عمدة فن المولوية .. يفتح أشرعة الخيال والتجلي الروحاني عبر الدوران
على مدى أكثر من عام يكون لي نصيبا من حضور البرنامج الرمضاني في دار الأوبرا السلطانية، والذي تحضر فيه مجموعة من الفرق الانشادية العربية لتقدم من موروثها الديني والانشاد الصوفي أروعه، ولطالما اقترن ذلك مع فنون بصرية تضفي على الفن الصوتي جمالا آخر وبعدا أعمق تنتشي به الروح وتتجلى بالذكر النبوي والديني، ومن تلك الفنون "فن المولوية" التي تقترن مع الفرق الانشادية السورية، ويعد فن المولوية أحد أبرز الفنون الصوفية التي تعبر عن التأمل الروحي والسمو بالنفس من خلال الدوران جهة اليسار بتناغم إيقاعي على ألحان الانشاد الصوفي، وتشير المصادر إلى أنه تأسس على يد جلال الدين الرومي في القرن الثالث عشر الميلادي، ويمزج الفن بين الحركة التعبيرية العميقة والتأمل، ليكون وسيلة للتقرب إلى الله ويرتدي مؤدوه ملابس رمزية، حيث يرمز اللون الأبيض إلى الكفن، والطربوش إلى القبر، فيما تعبر العباءة السوداء عن الدنيا، والتي يتم خلعها أثناء الأداء كدلالة على التحرر من قيود الحياة المادية.
في حفل انشادي أقيم بالأوبرا قبل عامين، لفت انتباهي مؤدي لفن "المولوية" وهو حاتم الجمل، إذ بدى أكبرهم سنا إلا أنه يتمتع بالنشاط والحيوية بشكل كبير، أجبرني أداءه السلس والعذب والطويل في المدة إلى التأمل فيه، وجدت في ملامحه شرودا عن المكان، وكأنه يسرح في ملكوت الله، غارقا في عذب النشيد، منتشيا وطَرِبًا بالإيقاع والنغم، لتتكرر زيارته لسلطنة عمان في هذا العام، فكانت فرصة سانحة لحواره والغوص في أغوار احساسه، هنا عرفت أني أحوار روحا طيبة بشوشة مرحة، وعمدة لفن المولوية –إن جاز وصفي له- فإلى ما جاء في الحوار:
*****************************************************************************************
- متى بدأت ممارسة فن المولوية؟ وكيف تستمر بهذه الحيوية والنشاط رغم التقدم في السن؟
• أولاً، أرحب بك وبجميع أهل عمان الكرام، الذين عُرفوا بالكرم والجود، لقد كانت لي مشاركات عديدة في سلطنة عُمان، ودائمًا ما أشعر بالتميز خلال لقاءاتي مع أهلها الطيبين، أما بالنسبة لفن المولوية، فقد تعلمناه منذ الصغر عن آبائنا وأجدادنا، وهو فن يقام في مجالس الذكر ومدح الرسول الكريم، حيث يترافق مع الإنشاد والتأمل الروحاني، هذه الممارسة ليست رياضة جسدية، بل هي رياضة روحانية عميقة تمنح المؤدي طاقة داخلية متجددة، ورغم أنني أُعتبر من أقدم المولويين في دمشق، بل وربما في العالم العربي، إلا أنني ما زلت أمارس هذا الفن، لأن الروحانية التي يتمتع بها المولوي تمنحه طاقة متجددة، إلى جانب الإحساس العميق بالكلمات والألحان التي ترافق الدوران.
*****************************************************************************************
- لماذا يدور المولويون دائمًا جهة اليسار؟
• الدوران في المولوية ليس عشوائيًا، بل هو رمز لحركة الكون، فكل شيء في هذا الكون يدور جهة اليسار، من الأفلاك والكواكب إلى الذرات وحتى الحجاج الذين يطوفون حول الكعبة، نحن ندور بنفس الاتجاه، مع القلب، تعبيرًا عن توجهنا إلى الله تعالى، كما تدور الملائكة حول العرش تسبح بحمد الله.
*****************************************************************************************
- ذكرت أن المولوية ليست رياضة جسدية، بل روحانية، هل هذا يعني أنك لا تشعر بالتعب أثناء الأداء؟
• تمامًا، كثيرًا ما يُطرح عليّ هذا السؤال حول التمارين التي أقوم بها قبل الأداء، وإجابتي دائمًا هي أنني لا أقوم بأي تمرين سوى ذكر الله ومدح الرسول، الطاقة التي تمنحني القدرة على الدوران تأتي من هذه الروحانية، وأشعر أنني أستمدها مباشرة من الذكر والإنشاد، كما أن تفاعل الجمهور معنا يضفي المزيد من الروحانية والاندماج، مما يمنحني طاقة إضافية.
*****************************************************************************************
- حدثنا عن مشاركاتك في سلطنة عمان؟
• شاركت في فعاليات عديدة، وكان زملائي أيضًا قد شاركوا في سلطنة عُمان. وفي إحدى المشاركات كان معنا طفل يُدعى عصام، وهو ابن الأستاذ محمود الطير الذي قدم معنا اليوم حفلا انشاديا، وهو ينتمي إلى عائلة مولوية عريقة، فجده ووالده وأعمامه كلهم من المولويين، تمامًا كما هو الحال في عائلتي، وقد تم تدريبه على يد والده، كما أنني قمت بتدريب أبنائي وأبناء إخوتي وأخواتي على هذا الفن.
*****************************************************************************************
- هل هناك معاهد متخصصة لتعليم فن المولوية، أم أن تعلّمه يتم من خلال التناقل بين الأجيال؟
• لا توجد معاهد رسمية لتعليم المولوية، بل يتم نقلها من جيل إلى جيل عن طريق الأساتذة والمربين، أهم شرط لتعلم هذا الفن هو الرغبة الصادقة والاندماج الروحاني، فمن دون رغبة قوية، يصبح من الصعب جدًا على أي شخص أن يتقن المولوية، لأنها ليست مجرد حركات جسدية، بل هي حالة روحانية عميقة تتطلب إيمانًا داخليًا.
*****************************************************************************************
- ما أطول مدة قمت فيها بالدوران خلال الأداء؟
• عندما كنت في العشرينيات والثلاثينيات من عمري، كنت قادرًا على الدوران لمدة تصل إلى ساعة متواصلة، أما الآن، فأدائي يستمر عادة لمدة 20 إلى 30 دقيقة، لكن ليس هناك مدة ثابتة، فالأمر يعتمد على مدى اندماجي في الذكر ومدح الرسول، وعلى ما يقدمه لي المنشدون من أجواء روحانية.
*****************************************************************************************
- هل طرأت تطورات على فن المولوية مع مرور الزمن؟
• أدخلنا بعض الحركات الطفيفة المستوحاة من الذكر والإنشاد، لكن الأساس لم يتغير، في الأصل، كانت حركة المولوية تعتمد على رفع اليد اليمنى إلى الأعلى وخفض اليسرى، تعبيرًا عن الأخذ من الخالق والعطاء للمخلوق، هذه الحركة لها معانٍ صوفية عميقة، مثل التوجه إلى الله بيدنا اليمنى وعدم الرغبة في الدنيا التي تمثلها اليد اليسرى، أضفنا بعض الإشارات الأخرى التي تعبر عن الذكر والتأمل، ولكن مع الحفاظ على جوهر الفن وروحانيته.
*****************************************************************************************
- هل يقتصر فن المولوية على دمشق فقط؟ أم أنه موجود في مناطق أخرى؟
• المولوية موجودة في دمشق وحلب، كما أنها تمارس في تركيا، حيث تأسست على يد مولانا جلال الدين الرومي، ومقامه في قونية. توجد أيضًا في مصر، لكن الفرق المصرية تقدمها بأسلوب استعراضي أكثر منه دروشة مولوية، فهم يستخدمون الألوان ويقدمون عروضًا فنية، بينما نحن نمارسها باللباس الأبيض الفضفاض وبطريقة روحانية.
*****************************************************************************************
- هل لديك فرقة خاصة، أم أنك تتعاون مع فرق أخرى؟
• لدي فرقتي الخاصة من المولويين، لكنني أيضًا أتعاون مع فرق إنشاد حول العالم. لقد قمت بأداء المولوية في العديد من الدول، من المشرق إلى المغرب، وأوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا وحتى الهند وباكستان والصين، كما تشرفت بالعمل مع كبار المنشدين، مثل الأستاذ محمد ياسين المرعشلي، الذي يعد من كبار مشايخ الإنشاد الصوفي.
*****************************************************************************************
- في الختام، ما الذي تعنيه لك المولوية؟
• المولوية ليست مجرد فن أو أداء حركي، بل هي طريق للتأمل والسلام الداخلي والمحبة. إنها وسيلة للتقرب إلى الله من خلال الذكر والتواضع والروحانية. طريقتنا تقوم على الأدب والمحبة والأخوة، وهي رسالة سلام نوجهها للعالم أجمع.