مع دخول العدوان الإسرائيلي في غزة أسبوعه الحادي عشر، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معركة سياسية صعبة على جبهات متعددة، مع تحول الرأي العام ضده وضد قيادته.

 من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الأحد، مع وجود بند حاسم في جدول الأعمال وهو تسمية الصراع المستمر، مما يمثل محاولة نتنياهو الثانية لتأطير السرد.

 

وفقا لما نشرته صنداي تايمز، في خطوة انتقدها الكثيرون، أطلق نتنياهو عليها في البداية اسم "حرب السيوف الحديدية"، وهو المصطلح الذي فشل في الحصول على صدى لدى الجمهور الإسرائيلي أو جذب انتباه المسؤولين العسكريين. 

ويعكس اختياره الحالي "حرب التكوين" محاولة للنأي بنفسه عن الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، وتشكيل التصور العام. ومع ذلك، فإن المشاعر العامة لم تتغير إلى حد كبير، حيث تحمل الأغلبية نتنياهو المسؤولية عن الأزمة.

 

تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تراجع كبير في الدعم لحزب الليكود بزعامة نتنياهو، مما يزيد من احتمال تولي وزير الدفاع السابق بيني غانتس دور رئيس وزراء إسرائيل المقبل. ويظل نتنياهو، الذي يدرك الجبل السياسي الذي يتعين عليه تسلقه، حازماً في تصميمه على البقاء في السلطة.

 

المشاكل السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء تسبق الصراع، والناجمة عن لوائح اتهام بالفساد واحتمال الحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات. وعلى الرغم من فوزه بأغلبية لصالح ائتلافه، واجه نتنياهو تحديات في الحفاظ على سيطرته، تفاقمت بسبب الاحتجاجات العامة ضد برنامج الإصلاح القانوني المثير للجدل لحكومته.

 

الآن يقود نتنياهو حكومة حرب، ويجد نفسه متفوقًا على جنرالات الجيش الإسرائيلي السابقين، بما في ذلك غانتس، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وغادي آيزنكوت. وفي حين أن مشاركة نتنياهو في القرارات العسكرية اليومية محدودة، فقد كان نشطا في المناورات السياسية، والتعامل مع المستشارين والصحفيين وزعماء العالم، بهدف تأمين مستقبله السياسي.

 

في الأيام المقبلة، تلوح في الأفق قرارات حاسمة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك توقيت تقليص الهجوم البري في غزة. ومع عدم هزيمة حماس بشكل كامل، فمن المتوقع أن تشن حملة أكثر قدرة على الحركة، وسوف يكون للقرارات المتعلقة بهدنة مؤقتة من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وتسليم المساعدات الإنسانية عواقب سياسية.

 

يلعب الضغط الدولي، وخاصة من إدارة بايدن، دورًا مهمًا في تشكيل استراتيجية إسرائيل بعد الحرب. وبينما يعارض مستشار نتنياهو للأمن القومي علناً فكرة سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة، يقترح موقفاً أكثر دقة، مما يشير إلى الاستعداد للعمل من أجل تشكيل هيئة حكم فلسطينية معتدلة.

 

نتنياهو عالق بين المصالح المتضاربة داخل ائتلافه والحاجة إلى الدعم الأمريكي المستمر. ومع ارتفاع المخاطر، فإن خطواته التالية لن تؤثر فقط على مسار الحرب غير المسماة، بل ستحدد أيضًا مصيره السياسي، وإرثه، وربما حريته. ويبقى السؤال ما إذا كانت أهداف نتنياهو السياسية تتماشى مع المصالح الفضلى للشعب وسط الأزمة المستمرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة نتنياهو العدوان الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

ماذا نعرف عن المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟.. عاجل

عندما دخل المؤرخ وعالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.

وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.

ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.

وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.

وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.

ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.

واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.

وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".

ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.

وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.

كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.

 

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: إصابة جندي في لواء "جولاني" بجروح خطيرة في معركة بجنوب لبنان
  • نيويورك تايمز: كيف يمكن للمحكمة مقاضاة نتنياهو وغالانت؟
  • عن معركة في جنوب لبنان.. هذا ما اعترف به الجيش الإسرائيليّ
  • ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله
  • نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟
  • نيويورك تايمز: مذكرة الاعتقال ضد نتنياهو تشير إلى تورط الولايات المتحدة
  • ماذا نعرف عن المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟.. عاجل
  • بشأن وقف إطلاق النار في لبنان.. هذا ما أبلغه قادة الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي
  • عدد الشهداء أكثر من 10... حصيلة جديدة للغارة الإسرائيليّة على بلدة معركة
  • من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟