المكتب الإعلامي في غزة: العدو الصهيوني نفذ جرائم إعدام ميدانية بحق مئات الفلسطينيين في معسكرات اعتقال شمال غزة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
أعلن المكتب الإعلامي في غزة أن عدد ضحايا حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ 78 ارتفع إلى (27258) شهيداً ومفقوداً، بينهم (20258) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات، منهم (8200) شهيد من الأطفال، و(6200) شهيدة من النساء، و(310) شهداء من الطواقم الطبية، و(35) شهيداً من الدفاع المدني، و(100) شهيدٍ من الصحفيين، ومازال (7000) مفقودٍ إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، و70 بالمئة من هؤلاء هم من الأطفال والنساء، فيما أصيب (53688) فلسطينياً بجروح.
وقال المكتب في بيان اليوم إن العدو الصهيوني نفذ جرائم إعدام ميدانية لأكثر من 137 مدنياً فلسطينياً في محافظتي غزة والشمال، حيث أنشأ معسكرات اعتقال شرق مدينة غزة، وقام بحفر حفر كبير ووضع فيها العشرات وهم أحياء، ثم قام بإعدامهم من خلال إطلاق الرصاص المباشر عليهم، ثم قام بدفنهم بالجرافات.
ولفت المكتب إلى أن هذه الجرائم تكررت في غزة والشمال من خلال إعدام عشرات المدنيين أمام ذويهم، كما قام الاحتلال بإعدام نساء حوامل كُنَّ في طريقهن إلى مستشفى العودة شمال غزة، وكنَّ يرفعن الرايات البيضاء، لكن الاحتلال أطلق عليهن الرصاص من مسافة قريبة، ثم قام بتجريفهن في المكان.
وقدر المكتب حالات الاعتقال التي نفذها الاحتلال خلال هذه الحرب العدوانية بأكثر من (2600 معتقلٍ) حتى الآن، بينهم (40) من الطواقم الطبية، و(8) معتقلين من الصحفيين، مشدداً على أن جرائم الإعدام الميداني التي نفذها الاحتلال بحق عشرات المدنيين الفلسطينيين تعتبر جريمة حرب خطيرة تعاقب عليها كل القوانين الدولية.
وقال المكتب: “إن الشهادات الفظيعة التي يدلي بها شهود العيان حول ارتكاب الاحتلال لجرائم إعدام ميدانية تدعو الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم المباشرة تجاه ذلك، كونهم هم من منحوا الاحتلال الضوء الأخضر والموافقة على تنفيذ هذه الجرائم وقاموا بإمداده بالأسلحة المختلفة، ثم رفضوا أكثر من مرة إيقاف الحرب الوحشية على قطاع غزة”.
وأوضح المكتب أن 1,8 مليون نازح يعيشون حياة غاية في الصعوبة في مئات مراكز النزوح والإيواء، وهذه الأعداد الكبيرة تحتاج إلى حل جذري لإنهاء معاناتهم المتواصلة، وكلهم بحاجة إلى مساعدات وإمدادات عاجلة ومن الواجب على جميع المؤسسات الدولية القيام بواجبها فوراً، وإضافة إلى ذلك فإن (355) ألف حالة موثقة أصبحت مصابة بالأمراض المعدية نتيجة النزوح.
ولفت المكتب إلى أن الاحتلال دمر خلال حربه الوحشية (126) مقراً حكومياً، و(92) مدرسة وجامعة خرجت من الخدمة بشكل تام، و(285) مدرسة وجامعة تضررت جزئياً، فيما دمر (115) مسجداً بشكل كلي، و(200) مسجدٍ هدمها الاحتلال بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف (3) كنائس.
وعلى صعيد أضرار الوحدات السكنية فقد هدم الاحتلال بحسب المكتب (55000) وحدة سكنية بشكل كلي، و(258000) وحدة سكنية بشكل جزئيٍ، بمجموع (313000) وحدة سكنية، وعلى صعيد المستشفيات استهدف الاحتلال أكثر من (23) مستشفى وأخرجها من الخدمة كما أخرج (53) مركزاً صحياً من الخدمة أيضاً، بينما استهدف (140) مؤسسة صحية بشكل أثر على تقديم الخدمة الصحية فيها كما استهدف (102) سيارة إسعاف تضررت بشكل كامل.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الملاذ الأخير لسكان غزة في خطر بعد خروج المستشفيات عن الخدمة
غزة- "من يُجرح يستشهد، ومن يمرض يموت" يشخص مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة الدكتور مروان الهمص بهذه الكلمات المؤلمة واقع شمال قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، إثر انهيار المنظومة الصحية وخروجها عن الخدمة.
وواجهت مستشفيات شمال القطاع ومنظومة الإسعاف والدفاع المدني استهدافا ممنهجا من الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن منذ 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوما عنيفا على مخيم جباليا وباقي مناطق الشمال في سياق عملية برية شرسة، راح ضحيتها أكثر من 1300 شهيد وآلاف الجرحى حتى الآن، وأعداد غير معلومة من المفقودين في الشوارع وتحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة.
وفي ظل هذا الواقع المرير، يقول مدير المستشفيات الميدانية للجزيرة نت إن مناطق الشمال لا يوجد بها سوى طبيب جراح وحيد هو الدكتور بكر أبو صفية ويعمل في مستشفى العودة الخاص، ويحاصره الاحتلال، وهو عمليا خارج عن الخدمة.
ويتعمد الاحتلال استهداف المستشفيات التي تمثل "عنوانا للحياة" بحسب وصف الهمص، وبرأيه فإن الهدف هو "إفراغ مدينة غزة وشمال القطاع من السكان". وفي هذا السياق تواجه وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وهيئات محلية ودولية أخرى عراقيل إسرائيلية لإقامة مستشفيات ميدانية طارئة أو إيصال الأدوية والمستهلكات الطبية للشمال.
كما طالت القيود والتعقيدات الإسرائيلية المستشفى الأردني الميداني الوحيد في مدينة غزة وخرج فعليا عن الخدمة، بينما تسعى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لإقامة مستشفى ميداني محلي سيكون الأول بمدينة غزة، وحتى ذلك الحين يؤكد الدكتور الهمص أنه لا وجود حاليا لأي مستشفيات ميدانية في مدينة غزة وشمال القطاع.
حصار حبة الدواءويقول مدير المستشفيات الميدانية إن "الاحتلال يمنع عن شمال القطاع حبة الدواء، وحتى الوقاية" في إشارة منه إلى العقبات الإسرائيلية التي تعرقل المرحلة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال، ويؤكد أن "لا خدمات طبية شمال القطاع يمكنها مواجهة تداعيات الحرب والعدوان".
ومنذ اللحظات الأولى للحرب ظهرت لدى الاحتلال الإسرائيلي "مخططات عدائية" ضد المنظومة الصحية، باستهداف ممنهج طال غالبية المستشفيات والمراكز الصحية، كان من أبرزها مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة وخرج كليا عن الخدمة.
كما استهدف الاحتلال مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس الذي اقتحمته قواته وعاثت به فسادا وتدميرا إبان عمليتها البرية بالمدينة الفلسطينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي والتي استمرت 4 شهور، قبل أن يعود المستشفى للعمل بعد جهود كبيرة، بحسب الهمص.
ووفقا لهذا المسؤول الصحي، فقد توالى الاستهداف الإسرائيلي للمستشفيات وخرجت غالبيتها عن الخدمة، وفي مدينة غزة حاليا لا توجد أي مستشفى حكومي، وإنما فقط 4 مستشفيات خاصة، أبرزها الأهلي العربي "المعمداني" ولا تتوفر فيها كل الخدمات الطبية اللازمة للتعامل مع تداعيات الحرب مثل الجراحات التخصصية.
المستشفيات الميدانية جنوب قطاع غزة خففت العبء والضغوط عن المستشفيات الحكومية (الجزيرة)وفي محافظة الشمال، يقول الهمص إنه توجد 3 مستشفيات: أحدها خاص وهو مستشفى العودة، ومستشفيان حكوميان هما كمال عدوان والإندونيسي، لكن هذه المستشفيات الآن غير فاعلة وخارجة عن الخدمة، فقد انهار العمل في "الإندونيسي" بعد أن قصفه الاحتلال وحاصره مع بداية العملية البرية ضد مخيم جباليا.
وفي مستشفى العودة لا يوجد سوى طبيب واحد هو بكر أبو صفية، وهو الجراح الوحيد شمال القطاع، وتحيط قوات الاحتلال بالمستشفى وتحاصره، وتمنع الحركة منه وإليه.
وبعد كل ما تعرض إليه من اقتحام وقصف للطابق الثالث وإحراق شحنة من الأدوية وصلته الأسبوع الماضي من منظمة الصحة، لا يوجد به حاليا سوى 3 أطباء بينهم مديره الدكتور أبو صفية، واثنان منهم تخصص أطفال والثالث تخصص مسالك بولية، ولا توجد أي خدمة جراحية تخصصية داخل هذا المستشفى وفي شمال القطاع بالكامل.
ويواصل الهمص تشخيصه للواقع الصحي بالشمال قائلا إنه لا يوجد هناك أي خدمة طبية جراحية، نتيجة إجبار الاحتلال الأطباء المتخصصين بجراحات الصدرية والأوعية الدموية والتجميل والمخ والأعصاب والكسور المعقدة إما بالنزوح نحو مدينة غزة، أو أنه قام باعتقالهم مثلما فعل مع جراحي مستشفى كمال عدوان.
وجراء ذلك -وبكثير من التأثر- يقول الهمص إن "من يتعرض لجرح يحتاج لجراحة تخصصية لن يجدها، وسيلتحق بقافلة الشهداء، ومن يمرض يموت، حيث لا تتوفر غالبية الأدوية في الشمال" لذا تبرز الحاجة إلى مستشفيات ميدانية متقدمة، حسب ما يؤكد الهمص، مضيفا أنها لا تتوفر شمال القطاع نتيجة تعقيدات يفرضها الاحتلال.
"الكويت التخصصي" تحول لمستشفى ميداني في مواصي خان يونس إثر خروجه عن الخدمة بمدينة رفح (الجزيرة) المستشفيات الميدانيةولمجابهة حالة الانهيار، يقول المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني رائد النمس إن "المحاولات جارية لإنشاء مستشفى ميداني بمدينة غزة" بينما نجحت "دائرة إدارة مخاطر الكوارث" -بالتعاون والتنسيق مع دوائر الجمعية العاملة في الطوارئ- بإنشاء "نقطة طبية متقدمة" في حي النصر شمال مدينة غزة، للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى بعد خروج المنظومة الصحية عن العمل.
وتندرج هذه النقطة ضمن 27 نقطة طبية مماثلة أنشأتها جمعية الهلال الأحمر على مستوى القطاع خلال الحرب، إضافة إلى مستشفيين ميدانيين جنوب القطاع المحاصر، بحسب النمس.
وإضافة لمستشفيي الهلال الأحمر الميدانيين، ومستشفى الكويت التخصصي الميداني، يوجد جنوب القطاع مستشفيات ميدانية تشرف عليها هيئات دولية، وهي مستشفى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومستشفى مؤسسة "يو كيه ميد" (UK MED) البريطانية، ومستشفى الهيئة الدولية الطبية المعروف شعبيا بالمستشفى الأميركي، ومستشفى "أطباء بلا حدود"-فرنسا، ومستشفى ميداني حكومي تديره وتشرف عليه "أطباء بلا حدود"-بلجيكا.
وتقدم هذه المستشفيات خدمات طبية مساندة للمستشفيات الحكومية، تمثل في أغلبها خدمات رعاية أولية، مع بعض الخدمات الأخرى التي تعتمد على كوادر طبية محلية متخصصة، ولكن غالبيتها تفتقر للأجهزة الطبية المتقدمة التي يمنع الاحتلال دخولها للقطاع.
ويشير الهمص إلى وجود "أثر طيب" لهذه المستشفيات في ظل حالة الانهيار التي تعاني منها المستشفيات الحكومية جراء الاستهداف المباشر أو بالحصار والقيود، ومنع وصول الوفود الطبية الخارجية لإسناد الطواقم المحلية المنهكة، وكذلك منع إدخال الأدوية والاحتياجات الطبية.
وعلى وقع الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح في 6 مايو/أيار الماضي، خرج عن الخدمة المستشفى الميداني الإماراتي الأكبر من بين المستشفيات الميدانية في القطاع، والأكثر تجهيزا بالكوادر والأجهزة والخدمات المتخصصة.
مخاطر واحتياجاتكان الدكتور الهمص مديرا لمستشفى أبو يوسف النجار الحكومي الوحيد بمدينة رفح، واضطر إلى النزوح إلى مدينة خان يونس المجاورة، ويعمل حاليا في مجمع ناصر الطبي، لكنه لا يشعر بالأمان، ويقول "أجلس هنا وأتوقع أن تحاصرنا الدبابات الإسرائيلية في أي وقت".
وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي قتل الاحتلال 1047 من الطواقم الطبية، واعتقل 310 منهم واغتال من بينهم 3 أطباء، وأخرج عن الخدمة 34 مستشفى و80 مركزا صحيا، واستهدف 134 سيارة إسعاف.
وعن مطالب القطاع الصحي الوقت الحالي، يقول الهمص "نحن بحاجة ماسة لتأمين وحماية الطواقم الطبية والمستشفيات، إضافة إلى حاجتنا لوفود طبية متجددة وبشكل دوري ومنتظم، لمساعدة الطواقم الطبية المحلية المنهكة".
ويتابع الهمص "كما أننا بحاجة لمستشفيات ميدانية متطورة ومدعمة بالأجهزة والكوادر، لإسناد المستشفيات الحكومية التي تعاني من نواقص كثيرة، خاصة على صعيد الأجهزة الطبية الحديثة، وقطع غيار للأجهزة القديمة، وزيوت لمولدات الكهرباء المتهالكة".
ويختم بقوله إن المنظومة الصحية انهارت في الشمال، وهي ليست بمأمن من المصير ذاته في الجنوب، مع الاعتماد الأساسي لنحو مليون و800 ألف نسمة من السكان والنازحين على 3 مستشفيات حكومية هي مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس، ومستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى.