قال الأب عيسى ثلجية، كاهن رعية الروم الأرثوذكس فى كنيسة المهد ببيت لحم، فى حواره لـ«الوطن» إن رسالة عيد الميلاد هى السلام والمحبة رغم الظروف الصعبة التى يعيشها الشعب الفلسطينى، من حروب وصعوبات وضيقات وقتل، وإنها رسالة أمل ومحبة وسلام، وتعكس روح الميلاد الذى حدث فى بيت لحم، رغم الظروف الصعبة التى أحاطت بميلاد المسيح.

فى البداية حدثنا عن جوهر عيد الميلاد؟

- يكمن جوهر عيد الميلاد فى روح المحبة والتواضع التى علمنا إياها السيد المسيح عندما ولد فى مغارة فقيرة متواضعة، وبميلاده هذا انتشرت رسالة السلام والمحبة من فلسطين مكان ميلاد السيد المسيح لكل العالم، وكذلك علمنا بميلاده فى مذود البقر أن نشعر بالفقراء والأرامل والأيتام وكل إنسان فقير ومتواضع وهذا هو فعلاً جوهر عيد الميلاد أن يولد يسوع المسيح فى قلوبنا حتى يعود لنا السلام والمحبة الحقيقية وتكون هناك القوة الحقيقية لكل العالم.

وضح لنا رسالة الأخوة والسلام فى فلسطين خلال عيد الميلاد وفيما تتجلى؟

تتجلى فى عيد الميلاد رسالة الأخوة والسلام والمحبة وليس فقط فى عيد الميلاد، ففى فلسطين وخاصة فى مدينة بيت لحم المسيحيون والمسلمون يعيشون فى وئام وسلام، ويحتفلون معاً بعيد الميلاد، وهو ما يعكس روح المحبة والتآخى التى تجمعهم وتنتشر الفرحة فى الشوارع والبيوت، وهذه هى الرسالة الحقيقية التى ترسلها فلسطين إلى كل العالم. وعلى الرغم من الحزن والتعب النفسى والجسدى الذى يعيشه أهل فلسطين بسبب الحرب فى غزة، فإن رسالة فلسطين الدائمة هى رسالة المحبة والتآخى.

فى ظل ظروف الحرب التى تشهدها غزة.. كيف تحتفل كنائس أرض الميلاد بعيد الميلاد؟

- فى ظل الظروف التى تمر بها غزة وأرض الميلاد، قررت كنائس الميلاد أن تقتصر مظاهر عيد الميلاد هذا العام على الصلوات والاحتفالات الدينية داخل الكنائس وسوف تكون مثل كل عام من ترديد التراتيل والصلوات والاحتفال داخل الكنيسة ودخول البطريرك لمدينة بيت لحم من مدينة القدس ولكن بسبب الظروف والوضع القائم فى فلسطين وغزة تقرر إلغاء الاحتفالات الخارجية فى الشوارع والتى منها إضاءة شجرة الميلاد والموسيقى والكورالات من كل العالم لتكون مدينة الميلاد فى أبهى صورة للفرح بميلاد الطفل يسوع ولكن تم إلغاء كل هذا لظروف الحرب فى غزة.

كيف يمكن لمناسبة عيد الميلاد أن تجلب الأمل والسلام فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها شعب غزة وفلسطين؟

- بولادة المسيح فى مدينة بيت لحم، فقد جلب السلام والمحبة وهذه هى الرسالة الأساسية لميلاد السيد المسيح والذى نطلق عليه فى الأساس رسول السلام والمحبة، ونحن فى فلسطين نطلب من الإله العلى القدير أن يعطى السلام لشعب غزة وفلسطين وكل العالم.

هل يشعر شعب فلسطين بأن عيد الميلاد يمكن أن يكون فرصة للتواصل مع المجتمع الدولى ونقل صوتهم وقضاياهم إلى العالم؟

- فى ظل الظروف التى تمر بها فلسطين يشعر أهل فلسطين بأن عيد الميلاد يعد فرصة للتواصل مع المجتمع الدولى ونقل صوتهم وقضيتهم إلى العالم أجمع، حيث فى الوقت الذى تتجه فيه أنظار العالم والإعلام نحو فلسطين وبيت لحم بمناسبة عيد الميلاد المجيد ينقل الشعب الفلسطينى أصوات الحزن والألم والأمل فى وقف الحرب.

كيف يمكن أن يكون ميلاد المسيح ملك السلام رسالة لطلب السلام من أجل شعب غزة وفلسطين؟

- إن رسالة عيد الميلاد تبقى كما هى، رغم الظروف الصعبة التى يعيشها الشعب الفلسطينى، من حروب وصعوبات وشدائد وقتل، فهى رسالة أمل ومحبة وسلام، وتعكس روح الميلاد الذى حدث فى بيت لحم، رغم الظروف الصعبة التى أحاطت بميلاد المسيح من اضطهاد هيرودس الملك لأطفال بيت لحم وقتلهم واحتلال الرومان، ولذلك فإن السلام والأمل والمحبة ممكنة، حتى فى ظل الحرب والدمار، وكذلك الشعب الفلسطينى يستحق الحياة، ورسالة الميلاد هى رسالة أمل للشعب الفلسطينى، بأن يوم السلام سيعود، وأن المحبة ستعود، وأن الأمن والأمان سيعودان.

هل هناك رسائل خاصة تود أن توجهها إلى العالم بشكل عام بمناسبة عيد الميلاد فى هذا الوقت الصعب؟

- رسالتى فى عيد الميلاد المجيد إلى العالم تتمثل فى دعوتى للشعوب والمجتمع الدولى كى ينظر الجميع إلى أهل فلسطين وأطالبهم بوقف القتل والعنف والدمار الواقع على غزة وخاصة قتل الأطفال ورسالتنا هى أننا متعطشون إلى السلام والحرية ونصلى من أجلهم وندعو كل العالم أن ينادى معاً بصرخة واحدة لوقف الدمار والحرب على غزة.

دور المجتمع الدولى

يجب على المجتمع الدولى أن يظهر التعاون والدعم لفلسطين من خلال الاعتراف بحقهم وتقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية للفلسطينيين والدعوة لوقف الحرب والظلم الواقع على الشعب الفلسطينى، وكذلك يمكن للأفراد المساهمة من خلال الصلاة لهم من أجل أن ينعموا بحياة مستقرة وهادئة.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ميلاد المسيح الشعب الفلسطینى السلام والمحبة المجتمع الدولى عید المیلاد إلى العالم کل العالم فى فلسطین بیت لحم

إقرأ أيضاً:

الوزير ورئيس الوزراء المكلف دفع الله الحاج علي والمهام الصعبة

عبد النبي شاهين – الرياض

جاء المرسوم الدستوري الذي اصدره الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة بتعيين السفير دفع الله الحاج علي وزيراً لشؤون مجلس الوزراء ومكلّفاً بمهام رئيس الوزراء حاسما لجدل طويل استمر لأكثر من عام تطايرت فيه اسماء كثيرة ، ليضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفي التوقيت المناسب لحسم فوضى كثيرة عصفت بالجهاز التنفيذي للدولة منها ما اشار اليه الرئيس البرهان مؤخرا بعد ان نفذ صبره من تعيين بعض الوزراء لأقاربهم وكأن الوزارات املاك ملك خاصة بهم

دفع الله الحاج علي الذي عرفناه عن قرب سفيرا في الرياض لبضعة أشهر رجل يتمتع بكاريزما رجل دولة مهيب وقوي ، فالي جانب كونه احد عمالقة الدبلوماسية العربية والافريقية متجاوزا المحلية ، فهو يشه هذا الوطن العظيم بكل قبائله والوانه وسحناته الى حد التطابق ،، فلم يكن طوال معرفتنا به ممثلا للسودان فحسب بل كان سودانا متنقلا يجسد مواطن الغرب و الجنوب والشرق قبل ان يجسد مواطن الشمال والوسط ، فهو إنسان بداخله وطن وليس مجرد سفير لهذا الوطن العملاق

ولكن السؤال لذي يفرض نفسه لماذا يصر الرئيس البرهان كثيرا على صفة ( مكلف ) فلطالما ان الرجل يحظى بالثقة الرئاسية وهو اهل لها بدليل تعيين الرئيس له ليكون مبعوثا خاصا للسعودية قبل ان يتولى مهام السفير فيها ، فلماذا لا يكون رئيس وزراء كامل الدسم بكل الصلاحيات ، اليس وضعه تحت صفة ( مكلف بمهام رئيس الوزراء ) امرا مقيدا له كرئيس حكومة جديد ، وهو تقييد ليس له مبرر الا فيما يراه الرئيس البرهان من وجهة نظره ، لماذا يجعله يقابل نظراءه من رؤساء الوزراء وهو يشعر ( وظيفيا ) بانه ليس رئيس وزراء كامل الدسم لأنه ( مكلف ) هل يريد الرئيس ان يكون رئيس الحكومة يبدو وكأنه مجرد سكرتارية لمجلس السيادة كما قال الزميل المهندس عثمان ميرغني عند تعيين وزير الخارجية السابق علي يوسف

صحيح انه دستوريا يبدو من الصعب الجمع بين منصب رئيس الوزراء ومنصب وزير شؤون مجلس الوزراء ، ولكن لماذا لا يعين رجل بهذا التاريخ الوطني الناصع كالسفير دفع الله رئيسا للوزراء وغير مكلف ، وان يعين غيره وزيرا لشؤون المجلس ؟ هل هذا (التعيين ( المزدوج ) خطوة اولى لترفيعه لرئيس وزراء كامل الدسم ؟ ام هل ينتظر الرئيس البرهان شخصا آخر ليتنسم هذا المنصب الرفيع في اطار الدائرة الشيطانية القديمة المتجددة لتوزيع كيكة السلطة كإمتياز لترضية بعض المجموعات السياسية او العسكرية التي تقاتل مع الجيش ؟

عموما فان تعيين السفير دفع الله الحاج علي، في هذين المنصبين هو مؤشر مهم على أن الرئيس عبد الفتاح البرهان أدرك حاجة السودان للتغيير ( الفعال ) لمواجهة المشكلات الداخلية والخارجية معا ، خاصة وان البلاد تواجه أزمة شاملة تهدد وجود الدولة ومؤسساتها ، في ظل الحرب المستمرة التي اثرت سلبا على الوضع الأمني، الإنساني، السياسي، والاقتصادي

فالجهاز التنفيذي – الحكومة – بقيادة رئيس الوزراء المكلف دفع الله الحاج علي ، تواجهها اكبر التحديات في تاريخ السودان الحديث على الاطلاق اهمها التحدي الأمني الذي يتمثل في غياب سلطة الدولة حتى في العديد من المناطق التي تحت سيطرتها، حيث انتشار ظواهر النهب، والقتل، والاعتداء على المدنيين، والسرقة جهارا نهارا وسط غياب شبه تام للقانون والشرطة والامن

كما تواجه الوزير المكلف بمهام رئيس الوزراء تحدي اقتصادي كبير يتجسد في تدمير البنية التحتية مثل الكهرباء، المياه، ووسائل النقل، ما أدى إلى شلل اقتصادي شبه كامل عززه توقف الأنشطة الإنتاجية الرئيسية مثل الزراعة والصناعة والنفط ، مما قلل من مصادر الدخل القومي وأدى إلى انهيار اقتصادي وخدمي كامل ، فضلا عن وقف الدول المانحة والمنظمات الدولية لمساعداتها، في ظل غياب حكومة مركزية فاعلة ، تحديات الصحة والعلاج واصحاح البيئة والتعليم وغيره

انتهى

abdlnabi@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • مجلس أمناء «أبوظبي للسلم» يستعرض مبادراته في تعزيز التعايش الإنساني
  • ابن بيّه: العالم بحاجة لجهود مخلصة ترعى السلام
  • «أبوظبي الدولي للكتاب» يطلق إصدار «أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة»
  • ربنا يكرمك وتفضل مشرفنا.. تريزيجيه يوجه رسالة لـ محمد صلاح
  • الوزير ورئيس الوزراء المكلف دفع الله الحاج علي والمهام الصعبة
  • بوينغ تختبر هبوط B777X في رياح جانبية قوية .. فيديو
  • السايح لـ”Rue20 الرياضية”: نهدي التتويج بكأس أفريقيا لجلالة الملك ولقجع وفر لنا كافة الظروف للتألق
  • في نقاش بمجلس الأمن الدولي.. غوتيريش يتحدث عن الأوضاع الصعبة بغزة
  • مذيعي القنوات يريدون انتزاع إدانة من عبد الواحد مع جهلهم ، ربما ، بالموازنة الصعبة
  • مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: ندعو دول العالم لدعم شعبنا في تقرير المصير