فى مذود داخل مغارة وقبل أكثر من ألفى عام، وُلد المسيح، فى فلسطين، وفى ذكرى ميلاده حسب الاعتقاد المسيحى، بات المذود بين الركام، ومغارة الميلاد قابعة بين رحى الحرب والإبادة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على الفلسطينيين غير مفرق بين مسلم ومسيحى، ومسجد وكنيسة فى نيران عدوانه.

الكنيسة اللوثرية فى بيت لحم ترسم موضع ميلاده هذا العام بين الأغصان المكسورة والحطام

«لو كان الميلاد سيحدث من جديد اليوم، فإننى أتساءل إن كان يسوع سيدخل عالمنا بأى طريقة أخرى غير هذه الطريقة؟.

. لو كان المسيح سيولد اليوم، فسيولد تحت الأنقاض»، هكذا عبر القس منذر إسحاق، قسيس الكنيسة اللوثرية فى بيت لحم، عن الحزن الذى يخيم على أجواء عيد الميلاد فى الأراضى المحتلة.

ووسط أوضاع الدمار والموت والحزن فى فلسطين، قررت الكنيسة اللوثرية أن يكون مذود المسيح ملائماً لما تمر به أرض الميلاد، فإذا كان المسيح سيولد فى الأوضاع التى تمر بها فلسطين الآن فلا بد أنه سيولد بين الركام كالأطفال فى غزة التى طبعت صور موتاهم فى أذهان العالم جميعاً ليكون مشهد الميلاد هذا العام بين الأغصان المكسورة والحطام، وتناثر الأيقونات والشموع للتعبير تمثيلاً للحرب فى غزة.

في حين نجد العالم يصمت أمام قتل الأطفال فى قطاع غزة ويباد الأبرياء، يقول القس منذر لـ«الوطن»: «نحن نرى المسيح فى صورة هؤلاء الأطفال ونرى صورة الطفل يسوع فيهم» لتكون رسالة الميلاد هذا العام أن المسيح يتضامن مع المقهورين والمتألمين ورسالة الميلاد هى أن المسيح معنا فى آلامنا وشدتنا.

فهذا المذود الموجود فى الكنيسة اللوثرية فى بيت لحم ما هو إلا للتعبير عن واقع أليم يعيشه أطفال غزة ويُظهر المعنى الحقيقى لميلاد المسيح وأن الطفل يسوع يعطى الحياة والرجاء وسط الموت والدمار.

وقد أرسل «إسحاق» بهذا المذود فى كنيسته كرسالة إلى العالم ليعلمه كيف تحتفل أرض الميلاد من بين الركام بعيد الميلاد، بينما يحتفل العالم بعيد الميلاد باحتفالات صاخبة وإنارة شجر وأضواء وهدايا وبابا نويل، وفى فلسطين الأطفال يقتلون والبيوت تهدَّم والعائلات تشرَّد لعلها رسالة تصل إلى العالم حول واقع فلسطين فى ظل الاحتلال الظالم وحتى يصلوا من أجل السلام العادل. والمغارة التى شهدت ميلاد المسيح منذ ما أكثر من 2000 عام تشهد اليوم على الدمار والظلم والحرب التى يعيشها أهل فلسطين، فقد قال القس منذر: «هذا العام فلسطين حزينة جريحة مكسورة، بيت لحم حزينة»، حتى إن رؤساء الكنائس قد أصدروا رسالة تضامنية مع أهل فلسطين تطالب باقتصار الاحتفالات بعيد الميلاد على المراسم الدينية بحيث لا توجد احتفالات فى بيت لحم هذا العام ولا إنارة شجرة الميلاد أو استعراضات للمجموعات الكشفية فى الشارع، وزينة الشوارع أو الكنائس والبيوت معبراً: «كيف نحتفل وأهلنا فى غزة يتعرضون لإبادة جماعية وعائلاتنا وأصدقاؤنا يتعرضون لهذا الموت القاسى!.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ميلاد المسيح هذا العام

إقرأ أيضاً:

تمبور: لن نسمح بأي مظهر من مظاهر التسليح خارج القوات المسلحة

قال والي وسط دارفور مصطفى تمبور إنه اجهضت الانتصارات الأخيرة المؤامرات المحاكة لتقسيم السودان، ولن نسمح بأي مظهر من مظاهر التسليح خارج القوات المسلحة عقب دحر الميليشيا المتمردة.الجزيرة – السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ابراهيم جابر : الرياضة قلعة حصينة لحماية الوحدة الوطنية
  • دفتر أحوال وطن «٣٠٨»
  • الأدب والفن بين الدمار والإبداع
  • ما سبب غياب الدول العربية عن تحالف لاهاي لدعم فلسطين ومحاسبة الاحتلال؟
  • أستون فيلا ونيوكاسل.. غرامة «أعياد الميلاد»!
  • تمبور: لن نسمح بأي مظهر من مظاهر التسليح خارج القوات المسلحة
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • برلماني: مصر لن تكون مسرحًا لمخططات التهجير.. ومشاهد رفح رسالة للعالم
  • عبد المسيح في ذكرى اغتيال لقمان سليم: العدالة السماوية آتية لا محال
  • الرقب: لا وطن إلا في فلسطين.. وتحملنا الدمار والقتل على مدار ١٦ شهرا ولم نتجه للحدود المصرية