أرض الميلاد.. الاحتفالات تقتصر على أداء الصلوات والطقوس الكنسية
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
صار صوت الرصاص ودانات المدافع وأزيز الطائرات التى تدك غزة أعلى من أجراس الكنائس وترانيم الشمامسة، ومع إشعال المحتل نيرانه وإحراق الأراضى المحتلة، اختفت مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام، واختفت شجرة الميلاد من كنيسة المهد فى مدينة بيت لحم، بعد أن قررت كنائس التقويم الغربى، التى تحتفل بعيد الميلاد فى 25 ديسمبر من كل عام، أن تحيى ذكرى قدوم المسيح إلى الدنيا من رحم أمه العذراء مريم، بأداء الصلوات والقداسات دون احتفال أو حشود كما اعتادت أرض الميلاد، لتكون صرخة فى وجه الضمير العالمى عله يلتفت ويوقف الحرب والإبادة الجماعية التى يشهدها أهل غزة.
وقال جورج كارلوس، قائد مجموعة كشافة تراسنطة بيت لحم، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن ساحة كنيسة المهد مغلقة أمام الجميع، لأنه لا يوجد سائحون فى المنطقة ولا حتى سياحة داخلية، وإن المعابر مغلقة والحواجز مغلقة، وبيت لحم أصبحت دائرة مغلقة من قبل قوات الاحتلال التى تحاصرها، ولا توجد احتفالات بأعياد الميلاد المجيدة، لتقتصر هذا العام على الاحتفالات الدينية الرسمية والصلوات، مع اختفاء مظاهر الاحتفالات من وضع شجرة الميلاد فى ساحة المهد والتى كانت توضع فى مثل هذا الوقت، وكذلك غياب الحجاج الذين كانوا يحتشدون فى الساحة، ولكن اليوم كل هذا غير موجود بسبب ما يحدث فى فلسطين من إبادة جماعية وقتل للأطفال.
بابا الفاتيكان يرسل مبعوثه الشخصى لمشاركة مسيحيى فلسطين إحياء العيدكما أكد الأب إبراهيم فلتس، نائب حارس الأراضى المقدسة ومدير مكتب العلاقات والبروتوكول، أن عيد الميلاد لهذا العام سيقتصر على المراسم الدينية وبعض المحطات البروتوكولية، وأنه سيتم بذل أقصى جهد لأن يكون عيد هذا العام بمثابة صرخة فى وجه الضمير العالمى، حيث تتوجه أنظار العالم أجمع إلى بيت لحم مهد السيد المسيح، موضحاً أن الظروف الخاصة التى يمر بها الشعب الفلسطينى دفعت البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان إلى إرسال كاردينال كمبعوث شخصى له لمشاركة مسيحيى فلسطين هذا العيد، تعبيراً عن وقوفه الدائم مع الحق وتضامنه مع آلام هذا الشعب العظيم.
«فلتس»: «العيد» هذا العام سيقتصر على المحطات البروتوكوليةوأعلن فلتس أن موكب الكاردينال بيير باتيستا بيتسابالا سيتحرك من القدس يوم الأحد، الرابع والعشرين من ديسمبر، إلى توأمها بيت لحم متوقفاً عند كنيسة مار إلياس، التى تعتبر الحدود التاريخية لمدينة بيت جالا، وبعد ذلك التوقف عند قبة راحيل، وهى الحدود التاريخية لمدينة بيت لحم وصولاً إلى دوار العمل الكاثوليكى، حيث يكون فى استقباله مؤسسات المدينة وفعالياتها وجميع المسيحيين، لينطلق الجميع برفقة بعض المجموعات الكشفية التى ستحضر فى زيها الرسمى بدون أدوات العزف وممثلين عن مجموعات أخرى، رافعين العلم الفلسطينى وبعض اللافتات التى تحمل رسائل إلى العالم أجمع، فى مسيرة على الأقدام نحو ساحة المهد.
كما أعلن بطاركة ورؤساء الكنائس فى القدس عن إلغاء جميع الفعاليات الاحتفالية المخططة لعيد الميلاد المجيد لهذا العام، وقرروا اقتصار الاحتفالات على الصلوات والطقوس الكنسية والدينية، فى ظل العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضى.
وأصدر المطران يوسف متّى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك، بياناً أعلن فيه إلغاء جميع مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد «الكريسماس» فى كل الكنائس التابعة له فى مناطق الجليل، تضامناً مع أهل غزة وما يحدث من إبادة جماعية فى القطاع والضفة الغربية.
وحسب البيان، فإن الاحتفالات الدينية داخل الكنائس ستقتصر على القداديس وصلوات الغروب والفعاليات الروحية والرعوية الدينية وأمسيات الترانيم الدينية.
كما طلب المطران متى من الرعية الامتناع عن المسيرات العامة للاحتفال بعيد الميلاد وأسواق وأكشاك الميلاد وأى فعاليات اجتماعية صاخبة على نطاق الكنيسة من مسارح وموسيقى صاخبة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ميلاد المسيح بعید المیلاد هذا العام بیت لحم
إقرأ أيضاً:
الاحتفالات والفعاليات تعم جميع أنحاء المملكة احتفاء بذكرى تأسيس الدولة السعودية غدًا
تشهد مدن المملكة إقامة عدد من الفعاليات الثقافية والفنية التي تحلق في سماء الإبداع والحب والولاء احتفاء بيوم تأسيس المملكة العربية السعودية، الذي يصادف غدًا السبت 23 شعبان 1446هـ، الموافق 22 فبراير 2025م، وهو يوم تأسيس المملكة في منتصف عام 1139هـ، الموافق 22 فبراير من عام 1727م، على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى.
وتتجسد في هذه المناسبة الوطنية معاني الاعتزاز بالجذور الراسخة والعمق التاريخي لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون وعاصمتها الدرعية. دولة ذات سيادة تامة، ودينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى وقتنا الحاضر.
ويفتخر أبناء المملكة بهذا الإرث التاريخي الكبير الذي أسسه الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في دولة عظيمة، رسمت سجلاً حافلاً لأحداث الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي عاشها أبناء الجزيرة العربية آنذاك تحت حكم الدولة السعودية الأولى، مرورًا بحكم الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود -رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الثانية، وصولاً إلى قيام المملكة العربية السعودية على يد موحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وباني نهضتها الذي ينسب إليه الفضل بعد الله، وأبنائه الملوك من بعده -رحمهم الله جميعًا-، في تطورها ونمائها، ووصولها إلى ما وصلت إليه اليوم من نهضة داخلية ومكانة متميزة عربيًا وإقليميًا وعالميًا، حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-.
وذكرى يوم التأسيس فرصة سانحة لاسترجاع ذاكرة ثلاثة قرون مضت منذ تأسيس الدولة السعودية، وما تحمله من أحداث ومواقف خلدتها كتب التاريخ والسير، وبرزت معالمها على امتداد الجزيرة العربية، إذ لم تكن دولة وليدة لحظة عفوية بل تشكلت على مدى قرون، ورسخت قواعد الدولة المتماسكة التي أرست الحكم، وجعلت أمن المجتمع في مقدمة اهتماماتها مع خدمة الحرمين الشريفين، وتحقيق رغد العيش للمجتمع وسط تحديات كثيرة، لكن عمق التلاحم الوطني وقوته كان بفضل الله تعالى سببًا في تعاقب الدولة السعودية منذ عام 1727م حتى وقتنا الحاضر، وصد أي عدوان خارجي أو محاولة لخلخلة النسيج الاجتماعي في الدولة السعودية لتستمر نجاحاتها حتى العهد الميمون على الرغم من الظروف العصيبة التي مرت بها في الماضي.
وتجسد احتفالات مدن المملكة في جميع أنحائها بهذه المناسبة عمق هذا التاريخ الكبير الذي خلفه لنا قادة هذه البلاد المباركة ورجالاتهم حتى الوقت الحاضر، في لوحات معبرة عن فصول من الزمن مرت بها هذه البلاد في أوقات الرخاء والشدة، وظلت خلالها -ولله الحمد- راسخة أبية محافظة على هويتها العربية الأصيلة، مجددة مفهوم الوحدة الوطنية في كل مرحلة من مراحل وطننا بدءًا بالدولة السعودية الأولى فالثانية حتى المملكة العربية السعودية، وظل خلالها التلاحم عنوانًا بارزًا للعلاقة المجيدة بين الشعب والقيادة الرشيدة، وصولاً إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- الذي تشهد خلاله البلاد تطورًا ونهضة في شتى المجالات، تقودها الرؤية الطموحة رؤية المملكة 2030.