الرستاق- خالد بن سالم السيابي

نظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني، محاضرة دينية لفضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان، بجامع السلطان قابوس بولاية الرستاق، بعنوان "لطائف قرآنية"، وذلك ضمن البرنامج الثقافي للمركز بحضور جمع غفير.

وتحدث فضيلته عن سورة التوبة وهي سورة مدنية ومن أواخر ما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم من سور القرآن، وسلط الضوء على معاني الآيات، لافتا إلى أنها تسمى السورة الفاضحة للمنافقين والبراءة من المشركين، كما أنها حث المسلمين على الصبر وتفتح باب التوبة أمام الجميع.

وتطرق فضيلته لجملة من اللطائف القرآنية في آخر آيتين من سورة التوبة: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ،فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ".



 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

علي جمعة يوضح الفرق بين الاستغفار والتوبة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل يقول فى كتابه الكريم: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}. أُمرنا حتى نفتح الباب أن نبدأ بالاستغفار، ولكن الغريب أن يقول: {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} فما الفرق بين الاستغفار وبين التوبة؟.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الاستغفار هو نوعٌ من أنواع الدعاء، لكن التوبة فهي نوعٌ من أنواع الانقلاع عن الذنب؛ فالاستغفار استعانة بالله، وهو أيضًا عبادة من العبادات. وقد قال تعالى : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالاستغفار كأنه استئذانٌ: يا رب اغفر لي، فإنني لا أهتدي ولا أقدر على نفسي إلا إذا غفرتَ لي.

دعاء الصباح مكتوب.. يجلب الرزق وييسر الأمورحكم ترديد أدعية من القرآن في السجود.. الإفتاء توضح

واللهُ سبحانه وتعالى يستجيب لدعاء الناس فيغفر لهم، ومع ذلك قد يبقى الإنسان مستمرًا على ذنبه؛ لذلك كانت من شروط التوبة: "الإقلاع عن الذنب". فلو ارتكبتُ الذنب بالأمس وما زلتُ مستمرًا عليه اليوم، فالاستغفار حينئذٍ يكون فتحًا للأبواب، لكنني الآن وقد فُتِحَ لي الباب رفضتُ أن أدخل، فاللهُ سبحانه وتعالى غفر لي ما قد مضى، ولكنَّ شرطَ ذلك: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} ، إلا أنني أصررتُ على ما فعلت.

فالاستغفار حينئذٍ تراه الملائكة وكأنه نوعٌ من أنواع الاستهزاء بالله -والعياذ بالله تعالى- ، كيف تطلب منه فتح الباب، ثم ترفض الدخول عندما يفتحه لك ؟!

إذن فالاستغفار يكون لفتح الباب، والتوبة لا بد أن تتلوه بترك المعاصي والإقلاع عنها. 

ومن شروط التوبة: الندم على ما فات، والعزم على أَلَّا يعود الإنسان إلى ما كان عليه من الذنوب.

وقيل أيضًا أن الفرق بين الاستغفار والتوبة هو أنه الاستغفار يتعلَّق بالذنوب العقدية، والتوبة تتعلَّق بالذنوب العملية السلوكية. وقيل غير ذلك.

لكن الحال الذي أرشدنا إليه اللهُ سبحانه وتعالى هو أنه يجب علينا أن نكثر الاستغفار باللسان والقلب معًا، وأن نبتعد عن المعاصي بالجوارح مع الندم القلبي على الذنوب.

التقوى هي هدف وغاية أحكام الإسلام‏
كما قال علي جمعة : إذا ما تدبرنا الآيات المحكمات في كتاب الله تعالى‏,‏ نجد أن التقوى هي هدف وغاية أحكام الإسلام‏,‏ ففي العبادة عموما يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:21]، وبشيء من التفصيل يقول سبحانه عن فريضة الصيام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، وفي شعيرة الحج يقول جل وعلا: (الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) [البقرة:197]، وفي المعاملات بين الله تعالى حكمته في الأمر بالقصاص فقال: (وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:179]، ولماذا أمر عباده باتباع الصراط المستقيم والبعد عن الطرق الأخرى قال عز وجل: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153]، وجاء الأمر النبوي بعموم التقوى في الزمان والمكان والحال فقال‏: (اتق الله حيثما كنت‏,‏ وأتبع السيئة الحسنة تمحها‏,‏ وخالق الناس بخلق حسن‏) [‏أخرجه الترمذي] ‏فإذا تحقق المرء بالتقوى في شئونه كلها نال ثمرتها العظيمة التي تضمن له السعادة في الدنيا والنجاة والفوز في الآخرة‏, ‏ومن هذه الثمرات المباركة‏:
‏‏1- حصول محبة الله تعالى‏,‏ قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ) [التوبة:4].
2- نزول رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة‏, ‏قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) [الأعراف:156]، وقال: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام:155].
‏‏3- الدخول في معية الله ونصره‏,‏ قال سبحانه: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل:128]، وقال: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ) [التوبة:36].
4- حصول الأمن من الخوف والحزن‏,‏ قال تعالى: (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف:35]، وقال: (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الزُّمر:61].

مقالات مشابهة

  • مسابقة عُمان الجامعية للبرمجة تختتم نسختها الـ 12 بمشاركة قياسية وإبداع طلابي لافت
  • مسابقة عمان الجامعية للبرمجة تختتم فعالياتها وتكرّم الفرق الفائزة
  • تأملات قرآنية
  • عمان الأهلية تنظّم السبت القادم ندوتها الأولى لثلاثة أساتذة من أبرز العلماء والأطباء عالمياً
  • شروط التوبة النصوح وكيفية تحقيقها خطوة بخطوة
  • مش مجرد كلمات.. خالد الجندي: 3 مفاتيح لتحقيق التوبة النصوح
  • محاضرة توعوية في شمال الشرقية بعنوان "نظافة البيئة مسؤوليتنا"
  • خالد الجندي يوضح مفهوم التوبة
  • اليوم العالمي للتوحد|خبراء يناقشون التشخيص المبكر والتدخلات السلوكية بمؤتمر علمي بالقاهرة.. غدًا
  • علي جمعة يوضح الفرق بين الاستغفار والتوبة