إنترسبت: وزير دفاع بريطانيا السابق يكشف جهلا مرعبا بشأن غزة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
تساءل مقال نشرته مجلة "إنترسبت" الأميركية عن خطورة عدم معرفة الأشخاص الذين يديرون العالم أبسط الحقائق السياسية، وذلك على خلفية مقال نشر مؤخرا حول الهجوم الإسرائيلي على غزة بقلم السياسي البريطاني بن والاس الذي كان وزيرا للدفاع بالمملكة المتحدة حتى بضعة أشهر مضت.
وذكر الكاتب جون شوارز أن المشكلة تكمن في أن والاس أولى أهمية كبيرة للميثاق الأصلي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لعام 1988، دون أن يعلم أن حماس أصدرت ميثاقًا جديدًا عام 2017، أكدت فيه أن "صراعها مع المشروع الصهيوني وليس مع اليهود بسبب دينهم".
ويرفض الميثاق المُعدّل شرعية الصهيونية، ويقبل "إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ومستقلة، وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، مع عودة اللاجئين والمهجرين إلى ديارهم التي طردوا منها، لتكون صيغة للتوافق الوطني".
ميثاق "حماس"
وزاد الكاتب بأن فشل والاس في الاستشهاد بالميثاق الحالي لحماس مثير للاستياء، خاصة وأن وجهة نظره الإجمالية "معقولة" من حيث إشارته إلى أن ما تفعله إسرائيل حاليا سيؤجج الصراع لمدة 50 عاما أخرى.
ونقل عن والاس انتقاده الشديد لميثاق "حماس" واتهمه بأنه معاد للسامية وللديمقراطية، زاعما أنه "لا يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس ما لم تكن مستعدة للإعلان عنه. وحتى ذلك الحين، سيتعين عليهم التعهد بتعديل ميثاقهم للقيام بذلك".
ويشرح الكاتب إلى أنه بالنظر إلى طريقة عرض والاس للموضوع، فمن غير المرجح أن هذا الوزير السابق تعمّد تجاهل تنقيح "حماس" ميثاقها عام 2017، بل يكاد يكون من المؤكد أنه لا يعرف بوجود التنقيح أصلا، وتعتبر هذه المسألة مهمة لسببين:
أولهما -يوضح الكاتب- أن ميثاق "حماس" الحالي لا يشكل حاجزا لا يمكن التغلب عليه أمام القبول بحل الدولتين وتحقيق السلام، بحسب ما يرى الكاتب.
جهل
أما ثاني الأسباب -يتابع الكاتب- فيتمثل في ضرورة الاعتراف بأن العديد من الأشخاص الذين يتربعون على قمة هياكل السلطة في العالم ليست لديهم أدنى فكرة عما يتحدثون عنه. وبهذا السياق، كتب جيمي كارتر ذات مرة أنه تمنى لو قرأ عن تاريخ العدوان الأميركي في أميركا الوسطى قبل أن يصبح رئيسا، ولعل شعوب أميركا الوسطى تمنت ذلك أيضا.
ويزيد الكاتب بأنه على نحو مماثل، سيكون الفلسطينيون أكثر سعادة إذا تمكن أشخاص مثل والاس -الذي استمرت فترة ولايته وزير دفاع للمملكة المتحدة 4 سنوات- من اكتساب معرفة بتاريخهم تضاهي على الأقل ما هو متاح في مدونة ويكيبيديا.
وللحصول على معلومات إضافية، كان يمكن لوالاس أن يتعلم أساسيات حزب الليكود الذي يرأسه حاليا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويعلن برنامج الحزب الأصلي لعام 1977 أنه "بين البحر ونهر الأردن لن تكون هناك سوى السيادة الإسرائيلية".
ويؤكد الكاتب أنه لا يوجد أي ضغط على والاس وأمثاله للتعرف على هذه الحقائق المهمة. بل إن كل الضغوط تدفعهم بالاتجاه الآخر. وعلى سبيل المثال، بسبب ملاحظاته المبتذلة عن واقع القمع الذي يولد التطرف، اتُهم والاس باحتمال "إثارة الكراهية المعادية للسامية".
وخلص المقال إلى أن العالم بأمسّ الحاجة إلى أن يمتلك المسؤولون فهما للحقائق، على الأقل حتى لا يقوموا بتدمير كل شيء عن طريق الخطأ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف أسرار اغتيال حسن نصرالله ومفاجأة بشأن عملية البيجر
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، تفاصيل جديدة حول اغتيال حسن نصر الله في لبنان 27 سبتمبر الماضي، مفجراً مفاجأة عن عملية "البيجر" التي استهدفت قادة "حزب الله"، مؤكداً أنها كانت حدثاً هامشياً وأن ما كان يُخطط له يفوق ما حدث.
وقال غالانت في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية، بحسب موقع روسيا اليوم الجمعة، إن عملية اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله كانت مقررة يوم الجمعة، وكان "نصر الله في الموقع المستهدف منذ أيام، وكان هناك قلق من مغادرته في أي لحظة".
وأضاف أنه "يوم الأحد الذي سبقه، وصل رئيس الأركان، وقائد سلاح الجو وآخرون، وقدموا لغالانت خطة تنفيذ العملية، موقعه وكل التفاصيل ذات الصلة، متابعاً: سألتهم ما نسبة نجاح العملية؟ فكان الجواب: 90%. فسألتهم: كم طناً من المتفجرات ستلقون عليه؟ قالوا: 40 طناً. فقلت لهم: اذهبوا إلى الخيار البديل 80 طناً، ضاعفوا كمية المتفجرات حتى نصل إلى 99% نسبة نجاح".
وقال "يوم الأربعاء، قبل يومين من العملية، عقد اجتماع الكابينت، حيث عرض رئيس الأركان طريقة تنفيذ الاغتيال، وعندما طلبت عرض العملية للتصويت، أوقف (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو الاجتماع فجأة، وقال لسنا مستعدين لاتخاذ قرار الآن، سأعود من الولايات المتحدة يوم الأحد، وسنتخذ القرار عندها".
وكشف أنه في صباح يوم الجمعة (يوم اغتيال نصر الله)، جلس مع رئيس الأركان، وقررا أن يكون الموعد النهائي للتنفيذ هو الساعة السادسة مساء. عندها، اتصلا سوياً بنتنياهو، فأعطى الموافقة، لكنه طلب تأجيل التنفيذ إلى السادسة والنصف، لأنه سيكون على منصة الأمم المتحدة. في النهاية، يضيف غالانت، توصلنا إلى تسوية على الساعة السادسة وعشرين دقيقة. وعندها تم إطلاق 84 قنبلة، كل واحدة بوزن طن، على جميع المواقع المحددة وبهذا، قُتل نصرالله".
وذكر أنه في العشرين من سبتمبر خلال ساعات الظهيرة، دخل رئيس هيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي، اللواء بيسيوك، وقال له: "انظر، لدينا جميع قادة الرضوان وإبراهيم عقيل، في مكان واحد.. فدخلا في محادثة استمرت حوالي ساعتين أو ثلاث، وتم اتخاذ القرار بتنفيذ العملية. تم تصفية قيادة منظومة العمليات التابعة لقوة الرضوان.. يقول وزير الدفاع الإسرائيلي السابق.
وأضاف: "عندما ردوا مساء السبت، شنينا عليهم الهجوم يوم الأحد، وفي صباح يوم الإثنين، وخلال 15 ساعة، تم القضاء على منظومة الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله. كان هذا اليوم هو الأشد قتالا في الشمال منذ بداية الحملة. خلال 24 ساعة، استهدف سلاح الجو أكثر من ألف هدف في أنحاء لبنان"، مبينا أنه "كان لدى حزب الله حوالي 5,500 صاروخ بعيد المدى قادر على الوصول إلى وسط إسرائيل، وبعد هذا الهجوم، لم يتبق لديهم سوى بضع مئات"، حسب قوله.
ووصف غالانت تفجير أجهزة "البيجر" في لبنان بأنه "حدث هامشي"، مشيراً إلى وجود أجهزة اتصال مفخخة في مخازن "حزب الله" كانت ستقضي على قوة الحزب المقاتلة بالكامل. وقال إن حزب الله كان يمتلك 44 ألف صاروخ في بداية الحرب، لكن الضربات الإسرائيلية خفضت ترسانته إلى أقل من 10 آلاف.
وانتقد غالانت تعامل حكومة نتنياهو مع الهجوم في 7 أكتوبر، قائلاً إنه كان يقود دراجته صباح ذلك اليوم وعلم ببدء الهجوم من ابنته، فيما كانت قيادة الأركان في حالة "عدم فهم لما يجري".
كما كشف أن نتنياهو كان في "وضع نفسي متكدر" منذ بدء الحرب، وأن بعض المواقع الإسرائيلية نفذت سياسة "إجراء هانيبال" بينما لم تطبق في أماكن أخرى، مما أدى إلى ارتباك كبير.
وختم غالانت تصريحاته بتأكيده أن نتنياهو كان يضع حسابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فوق كل اعتبار، أكثر حتى من وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، مشيراً إلى أن الوضع كان مختلفا تماماً في عهد الرئيس جو بايدن، حسب قوله