عبد المجيد التركي*
غداً سأرتدي نظارة طبية،
سأرى الأشياء بوضوح رجل ثـمانيني
وسأبدو أكثر نضوجاً وحكمة.
***
في طفولتي تمنيت أن أضعَ نظارة على وجهي
وأن يتساقط شعري، لأبدو عبقرياً..
كان الصلع مرتبطاً بالذكاء في نظري
وكان تفكيري غبياً.
***
قال لي الطبيب: ماذا ترى؟
أرى أرواح الضحايا،
وأرى بياض الفحم
والدعوات المستجابة.
***
أبدو كالعباقرة والمخترعين
وأولئك الذين يفكرون بعمق..
النظارة جعلتني أشعر بالخمس والأربعين سنة
التي ليس فيها ما يستحق الرؤية.
***
الأطباء
يضعون النظارة على أطراف أنوفِهِم
ويقرأون الروشتة من خلف العدسات..
وأطباء العيون
يخلعون نظاراتهم حين ندخل إليهم،
كي لا نقول في سرنا:
“باب النجارِ مخلوع”.
***
تذكرت نظارةَ أبي….
كنت أرتديها لأرى نفسي كبيراً،
وأرى مسامات يدي مثل مقبرة بعيدة،
وهو يحذرني أنها ستسحب نظري..
كيف استطاع مخترعها أن يصنع عينينِ من الزجاج
ويجمِّدَ فيهما كل هذا الوضوح؟
***
تذكرتُ نظارة ابني الصغير….
حين ينام..
أرتديها لتسحبَ نظري وأكون مثله،
تمنيت لو قايضته بعيوني ويعطيني نظارته.
من كتاب “كبرتُ كثيراً يا أبي”.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
تقرير :النظام الصحي في السودان يحتضر والأطباء مستهدفون
القاهرة "أ ف ب": في ظل القصف المتواصل، يقول الطبيب السوداني محمد موسى إنه يستمر في العمل مثل غيره وسط نظام صحي متهالك وأزمة إنسانية غير مسبوقة، ومجاعة وانعدام أمن في سياق الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونيف.
وقال هذا الطبيب العام البالغ 30 عاما ويعمل في مستشفى النو، وهو من آخر المنشآت العاملة في أم درمان، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "لقد خدّرتنا التفجيرات".
ويؤكد أن العاملين في مجال الصحة "ليس لديهم خيار سوى الاستمرار"، حتى وهم يسمعون أصوات طلقات نارية من مسافة بعيدة وهدير الطائرات الذي يهز الأرض تحت أقدامهم.
يشهد السودان منذ أبريل 2023 حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وأدى النزاع إلى مقتل عشرات آلاف السودانيين وتشريد 12 مليون شخص، وتسبب في "أكبر أزمة إنسانية" في العالم، بحسب لجنة الإنقاذ الدولية (آي أر سي).
وفي مستشفى النو الذي يستهدفه القصف وفق منظمة أطباء بلا حدود، يقول أعضاء الطاقم الطبي إنهم يعالجون جروحا ناجمة عن طلقات نارية في الرأس والصدر والبطن، وحروقا بالغة، وكسورا في العظام، وبترا للأطراف، حتى لدى أطفال لا تتجاوز أعمارهم أربعة أشهر.
- "دمار واسع النطاق" - وتضم ولاية الخرطوم 87 مستشفى تعرض نصفها تقريبا لأضرار واضحة بين منتصف أبريل 2023 و26 أغسطس 2024، وفق ما تظهر صور أقمار اصطناعية نشرتها جامعة يال وجمعية الأطباء السودانيين الأمريكيين.
وفي أكتوبر، سجلت منظمة الصحة العالمية 119 هجوما على المرافق الصحية، تشمل تفجيرات وإطلاق نيران المدفعية وإطلاق النار والنهب والاقتحام.
يقول كايل ماكنالي، مستشار الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود، لوكالة فرانس برس "هناك تجاهل تام لحماية المدنيين"، مشيرا إلى "دمار واسع النطاق" أدى إلى "تدهور الخدمات الصحية".
ووفق نقابة الأطباء السودانيين، أُجبر ما يصل إلى 90% من المرافق الطبية في مناطق النزاع على الإغلاق، ما يحرم ملايين السودانيين من الرعاية.
وبحسب المصدر نفسه، دخلت قوات الدعم السريع مؤسسات صحية لعلاج جرحاها أو ملاحقة أعدائها، ونفذ مقاتلوها عمليات انتقامية ضد أطباء بعد وفاة رفاقهم أثناء تلقيهم العلاج، فيما يُتهم الجيش بتنفيذ غارات جوية على مستشفيات.
وتقول النقابة إن نحو 78 من العاملين في مجال الصحة قتلوا منذ بداية الحرب في أماكن عملهم أو في منازلهم.
وصرّح المتحدث باسم النقابة سيد محمد عبد الله لوكالة فرانس برس أن "كل من المعسكرين يعتقد أن الطواقم الطبية تتعاون مع الفصيل الآخر، ما يؤدي إلى استهدافها".
"لا تمييز"
في 11 نوفمبر، علقت منظمة أطباء بلا حدود معظم أنشطتها في مستشفى بشائر، أحد المستشفيات الوحيدة العاملة في جنوب الخرطوم، بعدما اقتحم مقاتلون المنشأة.
ويؤكد عبد الله أنه "لا يوجد أي مبرر لاستهداف المستشفيات أو الطواقم الطبية لأن الأطباء لا يميزون بين المرضى".
ويواجه الأطباء أيضا المجاعة فيما يعاني ما يقرب من 26 مليون شخص في السودان جوعا حادا، وفق أرقام الأمم المتحدة.
بين منتصف أغسطس ونهاية أكتوبر، اعتنى العاملون في مستشفى الأطفال في أم درمان بما يصل إلى 40 طفلا يوميا، كثر منهم في حالة حرجة، وفق الطبيبة نورة إدريس التي تم تغيير اسمها لدواع أمنية.
وتقول الطبية "كل يوم، يموت ثلاثة إلى أربعة منهم لأن حالتهم ميؤوس منها أو بسبب نقص الأدوية".
ويحذّر عدنان حزام، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، في تصريح لوكالة فرانس برس أنه "من دون مساعدة فورية للمنشآت الصحية، نخشى تدهورا سريعا" في الخدمات.
ويشير إلى أن القانون الدولي الإنساني يحمي الطواقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف، لكن هذه المبادئ في السودان ليس لها وزن يذكر.
يؤكد الطبيب محمد موسى "نشعر في بعض الأيام أن الوضع لا يحتمل، لكن لا يمكننا التوقف. هذا واجبنا اتجاه الناس الذين يتكلون علينا".
بقلم منة فاروق