انقطاع جزئي للاتصالات.. معارك محتدمة في الخرطوم تخلف مئات القتلى
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن انقطاع جزئي للاتصالات معارك محتدمة في الخرطوم تخلف مئات القتلى، شهدت العاصمة الخرطوم، الجمعة، معارك عنيفة رافقها انقطاع للاتصالات استمر لبعض الوقت، وسط انتشار الجثث في الشوارع.ووفق شهودعيان ومواقع .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات انقطاع جزئي للاتصالات.
شهدت العاصمة الخرطوم، الجمعة، معارك عنيفة رافقها انقطاع للاتصالات استمر لبعض الوقت، وسط انتشار الجثث في الشوارع.
ووفق شهودعيان ومواقع محلية، فإن معارك عنيفة وواسعة دارت صباحا في العاصمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقد سمع دوي أسلحة ثقيلة، وتصاعدت سحب دخانية في مناطق مختلفة بالتزامن مع تحليق مستمر للطيران الحربي.
وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من ضاحية كافوري شرقي الخرطوم بحري، كما سُمع دوي انفجارات عنيفة في أحياء بُري والشاطئ، المتاخمة للقيادة العامة للجيش، جراء المعارك.
من جانبها، قالت قوات الدعم السريع، في بيان، إنها صدت هجوماً للقوات المسلحة على مواقع سيطرتها بمدينة الخرطوم بحري.
وذكرت أنها "تصدت للقوات المهاجمة وسحقتها بالكامل واستولت على 130 مركبة بكامل عتادها، إلى جانب الاستيلاء على عدد من الآليات العسكرية وأسر العشرات من أفراد القوة منهم ضابط برتبة عميد ركن، ومقتل المئات"، حسب البيان.
الحدث العربية:الجيش السوداني في الخرطوم بحري ومصادر تؤكد السيطرة على جسر الحلفايا من الناحية الشرقية اتجاه بحري#السودان pic.twitter.com/ypdhMZiH7M
— أحمد القرشي إدريس (@ahmadhgurashi) July 14, 2023ولم يصدر تعليق من القوات المسلحة السودانية، حتى الآن، عن البيان الذي أصدرته قوات الدعم السريع، في وقت أظهرت مقاطع الفيديو انتشار الجثث في الشوارع.
ومع قرب دخولها شهرها الرابع، خلّفت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، حسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
وتسبب الصراع في نزوح ما يزيد على 3 ملايين، بما في ذلك أكثر من 800 ألف فرّوا إلى البلدان المجاورة، كما تسبب في تفاقم أزمات في الغذاء والكهرباء والمياه والدواء طالت حياة المدنيين العالقين وسط القتال.
وتضرب الأزمة الإنسانية المتنامية دولة عالقة بالفعل في أزمة اقتصادية مستمرة فترة طويلة، حيث تعرضت المنازل والمكاتب والمخازن والبنوك للنهب والسرقة والحرق على نطاق واسع، وتعطل العمل بالمستشفيات، وتعطلت التجارة والزراعة، وتضررت البنية التحتية في الخرطوم العاصمة.
الجيش يسيطر على كبري الحلفايا، وتواصل الاشتباكات مع المليشيا المتمردة في أنحاء متفرقة من الخرطوم بحري.#السودان pic.twitter.com/7mC6g6INso
— Sudan News (@Sudan_tweet) July 14, 2023المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس الدعم السریع الخرطوم بحری
إقرأ أيضاً:
دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني: بين الواقع والمأمول
كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة
الصراع السوداني الممتد يمثل أحد التحديات الأعقد في تاريخ البلاد الحديث، حيث تشابكت الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، وبرزت مطالب عاجلة للسلام والاستقرار. ومن بين القضايا المطروحة اليوم بإلحاح من قِبل إدارة الرئيس الأمريكي بايدن هي إمكانية دمج ما تبقى من قوات الدعم السريع في الجيش السوداني بهدف إنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار. يطرح هذا الطرح تساؤلات عدة، بين جدلية الاندماج وتأثيره على النسيج الوطني، مرورًا بمسألة المحاسبة والعدالة، وصولاً إلى مواقف الإسلاميين والقوى السياسية والعسكرية التقليدية، ومدى قبول السودانيين أنفسهم لهذه الخطوة بعد كل هذه البشاعات التي قامت بها هذه المليشيات متعددة الجنسيات..
الأبعاد الجدلية لعملية الدمج
قوات الدعم السريع ليست مجرد تشكيل عسكري عادي؛ فهي تتسم ببنية إدارية وتاريخ خاص له ارتباطات مع محاور* ذات أحلام وأمال عراض في موارد السودان وأراضيه وموانئه، نشأت أصلاً كقوة مسلحة شبه مستقلة تحت قيادة منفصلة تحت امرة الرئيس المخلوع البشير كقوات باطشة ومؤمنة للرئيس لضمان حمايته وبقاءه في السلطة، مما أكسبها مكانة فريدة من نوعها، ولكنها مثيرة للجدل داخل الأوساط السودانية. ولعل العامل الأكثر تعقيدًا في عملية دمج هذه القوات هو تاريخها المرتبط بنزاعات عنيفة وارتكاب انتهاكات جسيمة في دارفور وأماكن أخرى، حيث أُلقي على عاتق هذه القوات جرائم كبرى تُصنف تحت بند جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية..
إن مسألة دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني تتطلب، بلا شك، حلاً جذريًا لهيكلية هذه القوات وإعادة تنظيمها بما يضمن ولاءها التام للمؤسسة العسكرية الوطنية، وتحت قيادة مركزية موحدة. يرى البعض أن الاندماج قد يكون سبيلًا لإنهاء النزاعات الداخلية وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الأمنية. لكن في المقابل، يعتبر آخرون أن أي خطوة نحو دمجها دون محاسبة واضحة وشفافة ستكون تضحية بقيم العدالة وسيادة القانون.
موقف السودانيين ومسألة احقاق العدالة
يشكل الرأي العام السوداني عاملًا محوريًا في تحديد ملامح هذا الدمج. فالشعب السوداني الذي عانى من سنوات من القمع والحرب والانتهاكات، يطمح إلى تحقيق العدالة قبل السلام. والمحاسبة، في نظر الكثيرين، هي شرط أساسي قبل التفكير في إدماج أي طرف متورط في انتهاكات حقوق الإنسان في نسيج الجيش الوطني.
ومما لا شك فيه أن الإصرار على تحقيق العدالة قد يؤدي إلى صعوبة تطبيق خيار الدمج، فالمواطنون السودانيون لا يرغبون في رؤية من ارتكبوا الجرائم بحقهم وقد انضموا إلى المؤسسة العسكرية دون خضوعهم للمساءلة. ويرى كثيرون أن تجاهل هذه النقطة قد يؤدي إلى فقدان الثقة الشعبية في الجيش كمؤسسة، مما يعرقل تحقيق الاستقرار المنشود.
موقف الإسلاميين والمؤسسة العسكرية
المشهد السياسي السوداني يسيطر عليه توازن حساس بين القوى المدنية والعسكرية والإسلامية. يتجلى موقف الإسلاميين بشكل خاص في النظر إلى قوات الدعم السريع كمنافس وتهديد، بل ويسعى بعضهم إلى تفكيك هذه القوة، في حين يحاول الجيش أن يستعيد دوره التاريخي في حفظ النظام والأمن.
أما الجيش السوداني، فإن خيار الدمج قد يعزز من سيطرته على الوضع الأمني في البلاد، لكنه أيضًا قد ينطوي على تحديات كبرى، خاصة إذا لم يلتزم قادة الدعم السريع بالهيكلية العسكرية الوطنية وبالقوانين المنظمة لعمل الجيش. إن المؤسسة العسكرية السودانية، التي كانت في يوم من الأيام تمثل العمود الفقري للأمن القومي، تجد نفسها اليوم في وضع حرج، يتطلب منها توخي الحذر في التعامل مع أي قوة عسكرية ذات توجهات أو قيادات مستقلة، لتجنب أي انشقاقات مستقبلية.
خاتمة: معادلة السلام أم تسوية سياسية؟
في النهاية، يبدو أن دمج قوات الدعم السريع او اياً من الحركات المسلحة في الجيش السوداني يمثل معادلة معقدة تحتاج إلى توازن دقيق بين تطلعات السودانيين للسلام وضرورة المحاسبة. وعلى القوى الوطنية السودانية والقادة العسكريين أن يتبنوا خطوات صارمة نحو
ضم او الحاق أي فصيل مسلح يحتكم لأسرة في حالة الدعم السريع او لقبيلة او منطقة في حالة بعض حركات الكفاح المسلح لضمان عقيدة جيش الدولة بعيداً عن الاستقلالية الفردية والولاءات الجانبية. فإذا أُحسن التعامل مع هذا الملف بعد التحقق من السودانوية (الجنسية) ، قد يكون الدمج و التسريح خطوة نحو تعزيز الأمن الوطني وتوطيد الاستقرار.
*المحور المقصود هنا هو دولة الامارات العربية المتحدة
quincysjones@hotmail.com