في ظل تحول مكافحة تغير المناخ إلى حاجة ملحة، ازدادت أهمية مؤتمرات القمة السنوية للأمم المتحدة حول المناخ، ومعها ازدادت أهمية جدول الأعمال المرتبط بأحداث من هذا النوع.

تشكل قمة المناخ "كوب 28" (COP 28) التي تستضيفها الإمارات، خلال المدة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، خطوة نوعية بمستقبل الطاقة المتجددة في الإمارات والعالم.

وتسلط القمة الضوء على مشروعات واستثمارات دولة الإمارات في القطاع الذي لا يتوقف على الصعيدين المحلي والعالمي. وتقود الإمارات الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال إستراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال.

الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي يدعم جهود الإمارات في تنظيم "كوب 28"

وأكد البيان المشترك للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، الذي انعقد قبل أيام في العاصمة الروسية موسكو بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزراء خارجية دول المجلس، على أهمية التعاون لمواجهة تحديات تغير المناخ والحفاظ على الموارد الطبيعية.

كما أكد البيان على أهمية التعاون في مجال سياسة إدارة المياه والحفاظ على التنوع البيولوجي، وفي هذا الإطار تمت الإشادة بالمبادرات التي تدعم هذه الجهود.

وشكر الوزراء دول منطقة مجلس التعاون الخليجي على دورها الرائد في حل مشكلة تغير المناخ، وكرروا امتنانهم لدولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافتها مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 28"، كما دعموا جهود أبو ظبي لتنظيم هذا المؤتمر، واعتبروه حدثا مهما لمزيد من العمل الدولي في هذا المسار.

الطاقة المتجددة في الإمارات تشهد طفرة ضخمة

تشهد الطاقة المتجددة في الإمارات طفرة ضخمة، في إطار المساعي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، ومواصلة الجهود الرائدة عالميا لتعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة.

وتقود الإمارات الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال. شهد عام 2017 إطلاق إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والتي تعد أول استراتيجية موحدة للطاقة في الدولة تعتمد على العرض والطلب.

وتهدف الاستراتيجية إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي مزيج الطاقة من 25% إلى 50% بحلول عام 2050، والحد من البصمة الكربونية لتوليد الكهرباء بنسبة 70%، ومن ثم توفير 700 مليار درهم (190.63 مليار دولار) بحلول عام 2050.

روسيا تدعم الإمارات لرئاسة "كوب 28"

تعتبر الإمارات العربية المتحدة رائدة عالميا في مجال الطاقة الخضراء، حيث استثمرت  أكثر من 50 مليار دولار في مثل هذه المشاريع في 70 دولة، كما أنها تخطط لاستثمار 50 مليار دولار أخرى في الطاقة المتجددة محليا وحول العالم في العقد المقبل.

جميع هذه الأسباب وغيرها الكثير، ساهمت بجعل الإمارات بالفعل رائدة على مستوى العالم في مجال مكافحة تغير المناخ.

وأكدت روسيا مثل دول بريكس الأخرى، دعمها لرئاسة الإمارات لمؤتمر "كوب 28"، على أمل أن تحقق القمة إمكانية إحراز تقدم حقيقي في جدول أعمال المناخ العالمي.

وام شعار قمة مؤتمر الأطراف بشأن التغير المناخي كوب 28

مسؤولون دوليون: نثق في قدرة الإمارات على تحقيق نتائج مهمة وملموسة خلال "كوب 28"

أكد مسؤولو منتديات ومنظمات دولية معنية في قطاع الطاقة ثقتهم في قدرة دولة الإمارات العربية المتحدة على تحقيق نتائج مهمة وملموسة في مستقبل العمل المناخي خلال استضافتها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" خلال شهر نوفمبر 2023.

ووصف المسؤولون الإمارات بأنها رائدة في التصدي للتحديات المناخية ودفع الجهود الدولية لتعزيز مسارات التنمية المستدامة والجمع بطريقة متوازنة بين التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي وحماية البيئة.

وأشادوا بالتجربة الاستثنائية لوزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف "كوب 28" الدكتور سلطان أحمد الجابر، في تعزيز العمل المناخي العالمي استنادا إلى خبراته الكبيرة في مجالات الطاقة والمناخ والاستدامة المتنوعة التي تشكل قوة دافعة لإنجاح فعاليات COP28.

وقال جوزيف ماكمونيغل الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة، إن دولة الإمارات لها بصمات واضحة في تعزيز جهود العمل المناخي والبيئي على مستوى العالم.

وأضاف أن الدكتور سلطان الجابر الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 ساهم منذ 17 عاما في تأسيس شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" التي أصبحت اليوم واحدة من أكبر المستثمرين في مجال الرياح والطاقة الشمسية.

وأشار الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة إلى أن معالي سلطان الجابر خبير في المحادثات المتعلقة بالمناخ حيث شغل منصب مبعوث الإمارات للمناخ من عام 2010 ويعكس تعيينه رئيسا لمؤتمر الأطراف COP28 الاعتراف بأن صناعة الطاقة يمكن أن تلعب دورا رائدا في إدارة العمل المناخي كونه قادرا على دفع الجهود الدولية لوضع أهداف طموحة للإجراءات ويتأكد من تنفيذها.

كما أكد جمال عيسى اللوغاني الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك" على الدور الذي تقوم به دولة الامارات لتعزيز الجهود العالمية في مواجهة التحديات المناخية وتحقيق استدامة الطاقة من خلال استضافتها للقمة.

وأشادت منظمة منتجي البترول الأفارقة APPO"بالجهود الكبيرة لدولة الإمارات في جعل مؤتمر الأطراف COP28 منصة شاملة لجميع أصحاب المصلحة العالميين في مجال الطاقة لرسم طريق عملي وواقعي للمضي قدمًا في انتقال الطاقة بنجاح.

وأشارت المنظمة إلى جهود الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 في تشكيل مسار الطاقة النظيفة بالإمارات والحرص على التواصل والوصول المباشر إلى مختلف الجهات الفاعلة في مجال الطاقة العالمية والعمل البيئي لتقديم مدخلات في الأعمال التحضيرية لـCOP28.

الأهداف الرئيسة لقمة "كوب 28":

شدد سلطان الجابر، المسؤول الإماراتي المعين لقيادة قمة "كوب 28" ورئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، على أن مسألة توفير صندوق نشط يعمل بكامل طاقته لتعويض الدول الفقيرة المتضررة من تغير المناخ يعتبر أحد الأهداف الرئيسية المعلنة للقمة.

وأشار الجابر، في اجتماع في بروكسل عقد أمس الخميس ضم وزراء وممثلين من أكثر من 20 دولة، إلى أنه يتعين على المندوبين المشاركين في الحدث والذين يمثلون حوالي 200 دولة، تحديد أهداف لمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة 3 مرات، ومضاعفة إنتاج الهيدروجين بحلول 2030.

وقال الجابر، إن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري "حتمي" و"ضروري"، وأضاف أنه يجب على الشركات "القضاء على كل الانبعاثات"، بما في ذلك النطاقات 1 و2 و3 التي تغطي الانبعاثات التي تنتجها الشركات بشكل مباشر وتلك التي ينتجها العملاء الذين يستخدمون منتجاتها.

الجابر: على الدول الغنية توفير تمويل سنوي للمناخ بقيمة 100 مليار دولار

وقال الجابر إن قمة "كوب 28" يجب أن تحدد أيضا هدفا عالميا بشأن التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، كما يجب على الدول الغنية الوفاء بالتزامها بتوفير تمويل سنوي للمناخ بقيمة 100 مليار دولار.

وأكد الوزير الإماراتي أهمية المحافظة على هدف الوصول إلى 1.5 درجة مئوية، وقال: "نحن بحاجة إلى تحدي النماذج القديمة التي أعدت للقرن الماضي.. هذه الخطة تسترشد بهدف واحد، وهو المحافظة على هدف الوصول إلى 1.5 درجة مئوية".

المصدر: وكالات

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أبو ظبي الاستثمار التغيرات المناخية الطاقة الطاقة الشمسية المناخ دبي سيرغي لافروف موسكو الطاقة المتجددة لمؤتمر الأطراف الطاقة النظیفة دولة الإمارات العمل المناخی ملیار دولار تغیر المناخ الإمارات فی الأطراف COP28 فی مجال فی هذا

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدخل سباق تنظيم كأس آسيا 2031 بثقة تاريخية وملف استثنائي


معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الإمارات تعزز استدامة التنوع البيولوجي بمبادرات رائدة في تربية النحل والتعليم البيئي اعتماد حكام الجولة الأولى لـ«خليجي القدامى»


للمرة الثالثة في تاريخها، تتقدم الإمارات بطلب استضافة كأس آسيا 2031 لكرة القدم، في خطوة جديدة تعكس استمرار الاهتمام باستضافة الفاعليات والأحداث الكبرى على أرض الدولة، التي أصبحت «قبلة» الأحداث الكبرى في الرياضة وغيرها، بعدما سبق وأن نظمت نسختين من البطولة التي تعد الأهم على مستوى منتخبات للرجال، عامي 1996 و2019.
وسبقت الإمارات الجميع في تطوير البنى التحتية، بالإضافة إلى الجاهزية العالية في الجوانب اللوجستية والسياحية، من حيث الاستضافة والإقامة للضيوف والجماهير، ووفرة الفنادق ومقرات الإقامة والاستادات وملاعب التدريب التي تراعي أعلى المعايير، فضلاً عن وفرة المطارات العالمية التي تسهل وصول الوفود وجماهير «القارة الصفراء» وغيرها، بما يجعل الدولة مؤهلة تماماً لاستضافة أي حدث.
ويغلق الاتحاد الآسيوي الباب أمام الدول الراغبة في تقديم طلب الاستضافة يوم 28 فبراير الجاري، وأعلنت الكويت وإندونيسيا حتى الآن عن نية المنافسة على طلب استضافة «نسخة 2031»، ما يعني دخول ملف الإمارات في «منافسة ثلاثية» لحسم الاستضافة، ولكن يبقى الثقل والأهمية لملف الإمارات، في سابق تنظيمه للبطولة وتمتعه بالمعايير المطلوبة، التي حققت النجاح في النسختين السابقتين، وكانتا استثنائيتين بكل المقاييس.
وحدد الاتحاد الآسيوي خطوات الاستضافة عبر تقديم خطاب نية ترشيح الملف للدول الراغبة، ويتم تتابع تقديم التعهدات الحكومية اللازمة وغيرها من المتطلبات، وتشكيل لجنة محلية منظمة مستقلة، قبل أواخر يونيو المقبل.
على أن يتم عقد ورش عمل للدول التي تتقدم بملف الاستضافة، وتقديم ملف متكامل، ويتضمن الوعود المنتظرة، سواء بزيادة عدد الملاعب والاستادات أو غيرها من الأمور المتعلقة بالجوانب التنظيمية واللوجستية للدول الراغبة، وتأتي مرحلة الزيارات التفقدية على فوجين أو 3 أفواج بحسب احتياج الملف لهذه الزيارات، والإعلان عن الدولة المستضيفة في «كونجرس 2026»، حيث أصبح اختيار الملفات في يد الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي.
وألغى الاتحاد الآسيوي شرط التناوب في تنظيم البطولة الأهم لمنتخبات الرجال، والذي كان يفرض إقامة نسخة في الغرب، وأخرى في الشرق أو الجنوب وهكذا، وذلك لكون نسخة 2027 تقام في السعودية بغرب آسيا، وبالتالي يكون التنافس لحسم الإمارات ملف الاستضافة، لتبقى البطولة في الغرب للمرة الثالثة على التوالي للمرة الأولى في تاريخها، بعد نجاح قطر في تنظيم «نسخة 2023»، بدلاً من الصين التي أعلنت انسحابها قبل عام واحد من إقامة البطولة على أراضيها.
ومن جهة أخرى، يولي اتحاد الكرة أهمية كبيرة بطلب الاستضافة، سواء من حيث الوقوف على أرض صلبة في إعلان الترشح للتنظيم، من واقع تراكم الخبرات التي يتمتع بها أبناء الإمارات بعد هذا العدد المتسلسل من استضافة وتنظيم الأحداث الكبرى، بما فيها نسختان من كأس آسيا، أو من حيث التطور الكبير في شتى الجوانب بالدولة، سواء من حيث بنية النقل والمطارات والفنادق والأمور السياحية واللوجستية الأخرى، وملاعب البطولة التي سبق وأن استضافت «نسخة 2019» التي أقيمت للمرة الأولى في التاريخ بمشاركة 24 فريقاً، كما سبق وأن قدمت الإمارات نسخة استثنائية، عندما استضافت البطولة عام 1996، ووقتها كانت أيضاً النسخة الأولى في تاريخ البطولة التي تشهد مشاركة 16 منتخبا.
ويتوقع أن يعزز الاتحاد قدرات الملف الاستثنائي للإمارات، بالاستعانة بخبرات شركة عالمية متخصصة في تقديم ملفات التنظيم والاستضافة للعمل على الأرض في تقديم ملف يبهر الجميع، ويحسم السباق مبكراً أمام باقي المتنافسين على شرف استضافة البطولة.

مقالات مشابهة

  • مدبولي يسلم دعوة السيسي إلى أمير الكويت لحضور القمة العربية في القاهرة
  • «الإمارات للبيئة» تدعم عام المجتمع بـ«يوم جمع علب الألمنيوم»
  • أرقام الأهلي والزمالك في الدوري قبل مباراة القمة
  • برلماني: الرؤية الفلسطينية تدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وتمثل خطوة لدعم الجهود العربية
  • الإمارات تدخل سباق تنظيم كأس آسيا 2031 بثقة تاريخية وملف استثنائي
  • انسحاب أمريكي جديد من جهود مكافحة تغير المناخ
  • حمدان بن مبارك: الإمارات قادرة على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى بأحسن صورة
  • باحث بالمركز المصري للفكر: جهود مصرية في حل ملف دخول المنازل المتنقلة لغزة
  • الإمارات تدعو إلى تعزيز الجهود الدولية للاستجابة للوضع الإنساني في السودان
  • مكتوم بن محمد: علاقات الإمارات وروسيا تشهد تطوراً مستمراً