بوابة الوفد:
2024-10-06@05:58:02 GMT

بشائر الديمقراطية مطمئنة

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

أستكمل حديث أمس حول الديمقراطية الليبرالية فى الجمهورية الجديدة، والتى بدأت بشائرها تلوح فى الأفق من خلال ما رأيناه فى الانتخابات الرئاسية التى جرت مؤخراً، من خلال إرادة سياسية حقيقية لأول مرة منذ القضاء على الحياة السياسية والحزبية بعد ثورة 23 يوليو 1952. أما الآن فمصر تؤسس لدولة ديمقراطية عصرية حديثة قوامها الأحزاب السياسية القوية الفاعلة، وهذا يستوجب من الجميع استلهام العبرة من الماضى، فى ظل أن المرحلة القادمة ستشهد تطورات مختلفة بشأن تفعيل الحياة السياسية تفعيلاً لمواد الدستور خاصة المادة الخامسة التى تقضى بأن النظام السياسى فى البلاد قائم على أساس التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات والتوازن بينها وتلازم المسئولية مع السلطة واحترام حقوق الإنسان وحرياته.

وهنا العبرة تقتضى ألا نكون أمام حزب واحد للسلطة الذى يجمع بين يديه كل السلطات والمزايا، لأن ذلك يدفع المواطنين إلى الهرولة لحزب السلطة لتحقيق مصالحها، وهذا يكرس مشهد الحزب الأوحد المرفوض جماهيرياً، وكل ذلك فى الجمهورية الجديدة قد ولى إلى غير رجعة بسبب الإرادة السياسية الحقيقية التى تريد ديمقراطية صحيحة وسليمة، وليست شكلية كما كان فى السابق. وهذا يذكرنى بما طالب به حزب الوفد من خلال هيئته العليا قبل سنوات، عندما دعا الوفد كل القوى السياسية والحزبية، لبحث تفعيل التعددية السياسية ورفض سيطرة حزب واحد على كل المقاليد. وأذكر أيضاً أن رسالة الوفد كانت واضحة جداً إلى الرئيس الراحل حسنى مبارك، عندما طالبه بضرورة التعددية السياسية، وكانت هذه هى الفرصة الأخيرة أمام النظام حينذاك لإثبات حسن النية أمام المصريين، وأنها إن ضاعت ستكون هى النهاية، وهو ما حدث بالفعل، وسقط النظام وسقط الحزب الأوحد، ولعدم وجود أحزاب قوية فى هذا التوقيت بسبب حملات التشويه لم نجد حزباً سياسياً يملأ الفراغ السياسى.

الآن تغيرت الصورة تماماً وتبدلت فى ظل إرادة سياسية حقيقية وقيادة سياسية حكيمة، بدأنا السير فى المسار الديمقراطى الليبرالى، ولن يتكرر ذات المشهد المأساوى السابق، بل إن الدولة المصرية تقف حالياً على مسافة من كل الأحزاب بلا استثناء، وقد رأينا هذا واقعاً خلال الانتخابات الرئاسية مؤخراً، وتأكدت هذه الإرادة من خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اليوم التالى لإعلان النتيجة مع المرشحين الثلاثة من الأحزاب السياسية وهم الدكتور عبدالسند يمامة وفريد زهران وحازم عمر، ما يعنى وجود إصرار على ضرورة تفعيل الحياة السياسية والحزبية بالبلاد، ولدىّ قناعة كاملة أن الدولة المصرية حالياً لن تسمح بالمزايدة أو المتاجرة باسمها على النحو الذى يعيد المشهد القديم الراسخ فى الأذهان والذاكرة عن الديمقراطية الشكلية أو الاهتمام بحزب واحد كما كان متبعاً من قبل، وتسبب فى معاناة شديدة للمواطنين على مدار عدة عقود من الزمن.

الأمانة تدفعنى وتدفع حزب الوفد الذى يعمل ظهيراً وسنداً للدولة المصرية، هو التأكيد على وجود إرادة سياسية قوية من أجل الاستمرار فى المسار الديمقراطى الجديد الذى تشهده البلاد ووجود تفعيل حقيقى للتعددية السياسية والحزبية. والأمر كذلك يدفعنا إلى القول إن مستقبل الديمقراطية فى مصر قادم إلى الأفضل والأحسن، وينزع الخوف والقلق من القلوب حول هذا الأمر.. والدليل القاطع على ذلك هو الانتخابات الرئاسية التى لم تسجل شكوى واحدة من سير العملية الانتخابية، إضافة إلى ما سبقها من وجود الحوار الوطنى الذى شهد حالة ديمقراطية أكثر من رائعة، وسيتم استئناف جلسات الحوار قريباً لاستكمال هذا المسار الديمقراطى الرائع الذى يتغيّاه المواطنون.

تلك هى الديمقراطية الليبرالية الجديدة التى تضاف إلى إنجازات ثورة 30 يونيو 2013، المتعددة.

«وللحديث بقية».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور وجدى زين الدين الديمقراطية الليبرالية الجمهورية الجديدة البلاد السياسية والحزبية السیاسیة والحزبیة من خلال

إقرأ أيضاً:

ماسك يعتبر ترامب المرشح الوحيد القادر على حماية الديمقراطية

وجه الملياردير إيلون ماسك، انتقادات لاذعة للانتخابات الرئاسية المقبلة خلال ظهوره يوم السبت مع دونالد ترامب في تجمع انتخابي، واصفا المرشح الرئاسي الجمهوري بأنه الوحيد القادر على "الحفاظ على الديمقراطية في أميركا".

وانضم ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي "سبيس إكس" و"تسلا"، والذي اشترى أيضا منصة "إكس"، إلى ترامب في بتلر بولاية بنسلفانيا حيث حاول مسلح اغتيال الرئيس الأميركي السابق خلال تجمع انتخابي في شهر يوليو الماضي.

وقفز ماسك على المنصة التي كان ترامب يخاطب من عليها أنصاره، وحذر من أن "هذه ستكون الانتخابات الأخيرة إذا لم يفز ترامب"، حسبما أوردت "الأسوشيتد برس".

وظهر ماسك وهو يرتدي قبعة سوداء تحمل شعار حملة ترامب "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

وأمام حشد كبير، سعى ماسك إلى تصوير ترامب على أنه بطل حرية التعبير، بحجة أن الديمقراطيين يريدون "أن يسلبوك حرية التعبير، ويحرموك من حقك في حمل السلاح ومن معركتك للتصويت".

وخلال خطابه، أشاد ماسك بشجاعة ترامب قائلا: "أميركا هي موطن الشجعان، ولدينا رئيس يقاتل تحت النيران".

وكان هذا الظهور هو الأول التي ينضم فيه ماسك إلى إحدى تجمعات ترامب، ويعكس التحالف المتنامي بين الرجلين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.

وأنشأ ماسك لجنة عمل لدعم المرشح الجمهوري، وقال ترامب إنه سيعينه لقيادة لجنة الكفاءة الحكومية إذا عاد إلى البيت الأبيض.

ويتعين على ترامب العمل على تعزيز إقبال الناخبين في معاقل المحافظين مثل مقاطعة بتلر، وهي مجتمع ريفي به أغلبية ساحقة من البيض، إذا أراد الفوز في ولاية بنسلفانيا في الانتخابات المقررة خلال شهر نوفمبر المقبل.

مقالات مشابهة

  • د. منجي علي بدر يكتب: الذكرى 51 لنصر أكتوبر العظيم
  • ماسك يعتبر ترامب المرشح الوحيد القادر على حماية الديمقراطية
  • عبقرية الإعلام المصرى على أرض الميدان
  • بين الانتصار والاغتيال دروس لإنقاذ الوطن
  • معارك ذات الكبارى وآخر اليد
  • عصابة فوق القانون!
  • متحدث الخارجية: مصر ترحب بدعم مجلس الأمن لسكرتير عام الأمم المتحدة
  • مصر ترحب بدعم مجلس الأمن لسكرتير عام الأمم المتحدة وتجدد تضامنها الكامل معه
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • الشاطر حسن