صحيح أن حماية إسرائيل أو سفنها من الهجمات اليمنية هو الهدف الرئيسي الآني، إلا أن الهدف على المدى الطويل هو التحكم بهذا الممر والسيطرة عليه. لكن الدعوة إلى تشكيل تحالف بحري لم تحظ بتجاوب كبير، خصوصا من قبل الدول العربية التي كان يتوقع منها المشاركة، مثل مصر والسعودية. يمكن القول إن اعتذار الأخيرة عن المشاركة عائدٌ إلى تجربتها في الحرب على اليمن طوال الأعوام الماضية، وأنها تحاول الخروج من مأزقها وليس الدخول في مأزق جديد أكثر تعقيدا وصعوبة.

بدورها رفضت جمهورية مصر العربية المشاركة في هذا التحالف، رغم التعويل الكبير عليها من قبل الولايات المتحدة. وبالنسبة إلى الدول العربية التي كانت مترددة أو قريبة من الموافقة على المشاركة، فقد أجبرتها رسائل صنعاء على العودة إلى الجادة.
ومن هنا يمكن القول إن "أغلبية المشاركين في التحالف من دول غربية، إضافة إلى البحرين التي لها نهج مختلف في التعامل مع احتلال غزة".
وبالنسبة إلى الخطوة القادمة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالبحر الأحمر، يذهب بعض الخبراء في الشأن الإقليمي، إلى أن "واشنطن لم تشارك في صراعات اليمن من قبل، ولن تتجه إلى جبهة مختلفة وغامضة، حيث من المستبعد جدا أن يحظى ذلك بدعم الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة".
حتى وإن حظي التوجه الأمريكي بدعم إقليمي، فلن يكون قادرا على منع العمليات التي تستهدف السفن الإسرائيلية، كما أن المشاركين سيعرضون مصالحهم للخطر. بمعنى أن قدرة التحالف على التدخل في هذا الملف اليمني ومنع صنعاء من تنفيذ هجمات في البحر الأحمر محدودة للغاية.
من كل ما تقدم تظهر أهمية سيادة اليمن على باب المندب في البحر الأحمر، وهو ممر مائي أساسي للاقتصاد العالمي، تمر عبره حوالي ١٥٪ من خطوط التجارة الدولية أو أكثر. تجدر الإشارة إلى أنه لم يسبق أن تم فرض السيادة اليمنية على هذا المرر بهذا الشكل أو بأي شكل قريب.
وكما هو معلوم فإن مضيق باب المندب المرتبة الثالثة عالمياً بعد مضيقي ملقا وهرمز، حيث يمر عبره يومياً (3.3) مليون برميل نفط، وتمثل (4%) من الطلب العالمي على النفط.
إلى جانب ذلك، ترتبط حركة التجارة العالمية ارتباطًا قويًا باستقرار مضيق باب المندب والبحر الأحمر، حيث تمر عبره (21) ألف سفينة سنوياً أي ما يعادل (10%) من الشحنات والبضائع البحرية العالمية ، بما في ذلك معظم أنشطة التبادل التجاري بين آسيا وأوروبا.
علاوة على ذلك، يعبر المضيق شحنات تقدر بنحو (700) مليار دولار أمريكي سنويًا من حجم التجارة في طريقها إلى قناة السويس ومن ثم إلى البحر الأبيض المتوسط. كما يمر (1.5) مليون برميل من النفط الخام يوميًا عبر الممرات المائية الاستراتيجية، حيث يتم تصدير ما يقرب من (10%) من إجمالي النفط الخام السعودي إلى أوروبا عبر هذا الممر المائي.
لهذا، وجدنا الاهتمام الغربي، والأمريكي بشكل أخص، على هذا النحو بالبحر الأحمر.
- الكاتب عبدالرزاق علي

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الولايات المتحدة البحر الأحمر الكيان الصهيوني القوات اليمنية

إقرأ أيضاً:

رئيس واحد يقرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة بالقاهرة ويعبر عن حنقه

قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة بمصر المقررة غدا الثلاثاء.

وأعلنت وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن من مصدر وصفته بالمطلع بأن تبون قرر عدم المشاركة شخصيا في القمة وكلف وزير الخارجية، أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر في أشغالها.

وأفاد المصدر نفسه بأن القرار يأتي "على خلفية الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، حيث تم احتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي استأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية".

ونقلت الوكالة عن المصدر نفسه أن الرئيس الجزائري "حزت في نفسه طريقة العمل هذه، التي تقوم على إشراك دول وإقصاء أخرى، وكأن نصرة القضية الفلسطينية أصبحت اليوم حكرا على البعض دون سواهم".

وأضافت "في حين أن منطق الأمور كان ولا يزال يحتم تعزيز وحدة الصف العربي وتقوية التفاف جميع الدول العربية حول قضيتهم المركزية، القضية الفلسطينية".

وينتظر أن تعقد الجامعة العربية اجتماعا استثنائيا للقمة العربية الثلاثاء في القاهرة حيث يتوقع أن تعرض فيه مصر خطتها لمستقبل غزة.

وامس الأحد، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أنه تم الانتهاء من "الخطة المصرية العربية" وقال "لكن أحدا لم يطلع عليها بعد".

وأكد الوزير أن مصر تنتظر عرض الخطة على قادة الدول العربية في القمة الاستثنائية المقررة غد الثلاثاء في القاهرة.

وكانت مصر أكدت أنها منكبة على إعداد خطة بشأن مستقبل غزة، ردا على مقترح للرئيس الأميركي نقل سكان القطاع إلى مصر والأردن بغرض إعمار القطاع.

وقبل أيام، شهدت السعودية عقد لقاء غير رسمي بمشاركة قادة دول الخليج إضافة إلى ملك الأردن، عبد الله الثاني، لبحث مقترح مصر بشأن غزة.

وكان العاهل الأردني عبد الله الثاني قال، في لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن لمصر خطة لمستقبل غزة ستناقشها مع الدول العربية، في سياق موقفه الرافض لمقترح ترامب نقل سكان غزة إلى بلاده ومصر.

مقالات مشابهة

  • مهرجان «الفضاءات المسرحية» يكشف عن أسماء العروض المشاركة في دورته الأولى
  • الدبيبة: حكومتي عملت على إزالة العقبات التي واجهت قطاع النفط
  • المشاركة في مناورات “إيلات” المحتلة.. سقوط في مستنقع الخيانة العظمى
  • رئيس واحد يقرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة بالقاهرة ويعبر عن حنقه
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • عبدالغني: العراق قطع شوطًا كبيرًا في مجال تطوير الصناعة النفطية
  • عبد العاطي يؤكد للزنداني أهمية استقرار اليمن لأمن البحر الأحمر
  • وزير الخارجية المصري يؤكد أهمية استقرار اليمن لتحقيق الأمن بالإقليم والبحر الأحمر
  • مصر تؤكد أهمية استقرار ووحدة اليمن لأمن البحر الأحمر
  • إياد نصار يكشف السبب الرئيسي وراء رفضه المشاركة بمسلسل فرقة ناجي عطالله