مقررة القومي للمرأة بأسيوط: برنامج ريادة الأعمال يدعم المرأة بشكل شامل
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
أكدت الدكتورة مروة كدواني مقررة المجلس القومي للمرأة بأسيوط، أن برنامج ريادة الأعمال يدعم المرأة بشكل شامل، بدءًا من مرحلة وضع الفكرة، وحتى مرحلة تنفيذ وتطوير المشروع.
وقالت إنه تم توفير الدعم المالي والتقني للسيدات الراغبات في البدء في مشروعهن، بالإضافة إلى تقديم المشورة والتوجيه من قبل خبراء في مجال ريادة الأعمال ويهدف إلى تمكين المرأة اقتصاديًا، وتدريبها على كيفية تنفيذ المشروعات بطريقة بسيطة، في قرى حياة كريمة بالمحافظة.
وأضافت الدكتورة مروة، أنه من خلال برنامج ريادة الأعمال، تقدم النساء في أسيوط فرصًا حقيقية لتحقيق الاستقلالية المالية وتحسين ظروف حياتهن. تعتمد البرامج التدريبية في البرنامج على تزويد المشاركات بالمهارات اللازمة لتأسيس وإدارة أعمالهن الصغيرة.
وأشارت إلى أن برنامج ريادة الأعمال يساعد النساء على معرفة تكلفة المشروع والمطلوب لإتمامه وكافة التفاصيل المتعلقة بإدارة المشروع، مشيرة إلى أنه عند تنفيذ التدريب يتم تقدير مهارات المرأة. الذين لديهم خبرة في مجالات معينة. يتم تحسينها من خلال التعاون مع مختلف الأطراف.
وتابعت الدكتورة مروة بأن البرنامج التدريبي حقق نجاحاً كبيراً وهناك عدة أمثلة تدل على ذلك، فهناك سيدات أنشأن مشاريعهن الخاصة وغيرن حياتهن تماماً نحو الأفضل، بالإضافة إلى المساهمة في توظيف مجموعة من النساء والرجال معهم و"لكل مجتمع وقرية بيئة تؤهلهم لتجارة معينة".
وأوضحت مقررة المجلس القومي للمرأة بأسيوط، أن المرحلة الأولى من البرنامج تتضمن تدريبًا عمليًا على كيفية اختيار فكرة مشروع وتحديد السوق المستهدفة وتطوير خطة عمل مستدامة. يتم توفير هذه التدريبات من قبل خبراء محليين في مجال ريادة الأعمال.
وأضافت مقررة المجلس القومي للمرأة بأسيوط، أنه بعد إتمام التدريب، يتم توجيه النساء إلى مصادر تمويل لبدء مشاريعهن. يعمل البرنامج على تأمين الدعم المالي للمشاركات عن طريق التعاون مع مؤسسات مالية محلية ومنظمات غير حكومية.
ولفتت مقررة المجلس القومي للمرأة بأسيوط، إلى أن البرنامج لا يقتصر على تدريب النساء فحسب، بل يوفر أيضًا فرص التواصل وتبادل الخبرات بينهن. يتم إقامة جلسات تشاورية وورش عمل للتعرف على تحديات مشاريعهن وتقديم النصائح والإرشادات لتحقيق النجاح.
وأكدت مقررة المجلس القومي للمرأة بأسيوط، أن المرأة المشاركة في برنامج ريادة الأعمال تعتبر موديلًا ملهمًا للنساء الأخريات في المجتمع. فهي تعكس القدرة الكامنة للنساء على تحقيق الاستقلالية وتحقيق نجاح مهني وشخصي في مجال ريادة الأعمال.
وأوضحت الدكتورة مروة بأن هدف هذا البرنامج هو تشجيع المرأة على أن تصبح مستقلة اقتصاديًا وتحقيق الاستقرار المالي لنفسها ولأسرتها. وتقدم المقررة نماذج ناجحة لنساء استطاعت تحويل أفكارهن إلى مشاريع مربحة وناجحة، وتعمل بجد وتصمد في مجالات تنافسية.
ودعت الدكتورة مروة جميع السيدات إلى الاستفادة من فرص البرنامج وتجربة ريادة الأعمال. حيث يعد هذا البرنامج فرصة ممتازة لتحقيق الذات وتعزيز الثقة وتحقيق الاستقلال المالي. كما أشارت إلى أهمية توفير الدعم المجتمعي للمبادرات الريادية للمرأة، وتحفيزها لتحقيق النجاح في مجالها المختار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اخبار اسيوط أسيوط المجلس القومي للمرأة محافظة أسيوط شرق أسيوط غرب أسيوط ديروط القوصية منفلوط مركز أسيوط ابوتيج صدفا الغنايم البداري ساحل سليم الفتح أبنوب برنامج ریادة الأعمال الدکتورة مروة
إقرأ أيضاً:
النسوية.. إرهاصات البداية
تبدأ كثير من الحركات والأحداث الثورية فـي العالم باعتبارها نصيرًا للمظلومين، مدافعة عنهم ومطالبة لحقوقهم، ثم ما تلبث أن تستخدم فـي مآرب أخرى؛ خصوصًا فـي العصر الرأسمالي الحديث وككل نضال آخر فـي سبيل الحق، بدأ الأمر من منطلق الحق والعدالة؛ فلا يعقل أن تظل العبودية أو احتقار النساء أو ظلم الشعوب واستعمارها أو إبادة شعب أصلي، لا يعقل أن تظل كل هذه الأمور مبررة أو مشروعة، لذلك يناضل الإنسان لتحقيق ما كان ينبغي أن يكون بديهيًا. فقد قاتل تشي جيفارا الرأسمالية الاستعمارية، ومات فـي سبيل مبادئه التي آمن بها؛ ثم تم استعمال جيفارا رأسماليًا بطباعة صوره والأفلام عنه والاستفادة من بيعها ماديًا. وهكذا حقوق النساء المسلوبة -فـي الغرب خصوصًا- التي يكاد يغيب ذكرها، وقبل أن تتحول الحركة النضالية من أجل حقوق المرأة إلى الاسم المعروفة به اليوم «النسوية». فالنسوية بطبيعتها المعهودة اليوم، لم تبق فـي تلك البؤرة التي تحدثت عنها وناضلت لأجلها نساء كثيرات فـي وقت كُنَّ يدفعن فـيه حياتهن ثمنًا لها، بل تطورت الفكرة وتطور النضال إلى أن وصلت النسوية إلى حالها وشكلها الآني.
لا يتم ذكر مصطلح النسوية إلا ويكون مرادفًا للنقد والتمحيص وإثارة الجدل، فالنسوية شيء مختلف فـي تعريفاته التي تناولها مفكرو النسوية ومنظروها، ولكنه يتفق فـي المبدأ الكلي وهو محورية المرأة والنضال لأجل انتزاع حقوقها. ويمكننا القول: إن كتاب البريطانية ماري وولستونكرافت الشهير الذي نشرته عام 1792م «دفاعا عن حقوق النساء» أحد أهم الكتب التي أسست للفكر النسوي -إن لم يكن أهمها على الإطلاق- فـي مرحلة مبكرة جدا، وهو الكتاب الذي صدر بعد سنتين من صدور كتابها «دفاعا عن حقوق الرجال» الذي جاء ردًا على المفكر السياسي الإيرلندي إدموند بيرك صاحب كتاب «تأملات حول الثورة الفرنسية»، وقد انتقدته ماري انتقادًا لاذعًا وحادًا بسبب انتقاده للثورة الفرنسية واعتباره أنها نذير شؤم ومعول سيهدم النظام الاجتماعي، وكذلك رفضه لقلب النظام الأرستقراطي وإسقاطه. وهو ما حفزها لاحقًا إلى كتابة كتابها الذي يهمنا فـي معرض حديثنا عن النسوية ونشأتها الفكرية.
لم تطرح ماري فكرةً واضحةً حول النسوية وماهيتها، كما أنها لم تقم بنحت المصطلح الذي غدا رائجًا ومتداولًا ومعتبرًا الآن؛ بل إن من السخرية بمكان أن يكون ناحت هذا المصطلح رجلًا قصد به السخرية من المطالبين بالمساواة بين المرأة والرجل فـي الحقوق، وهو المؤلف الفرنسي الشهير ألكسندر دوما الابن فـي كتابه «الرجل-المرأة» وهو كُتيّب صغير الحجم، ومن خلال العنوان ذاته يمكن أن يقع الإيضاح وكذلك اللبس؛ وذلك لأن «الرجل-المرأة» هنا ليس من قبيل المقارنة بينهما، إنما من قبيل الشتيمة للرجال المتصفـين بالضعف والأنوثة كما يراها دومًا الابن، والإناث اللاتي يطالبن بالمساواة التي يرفضها دومًا الابن بل وسخّر كتابه للسخرية منها، ومن التحولات الاجتماعية التي بدأت تتبدى فـي ذلك الحين فـي فرنسا خصوصًا وفـي أوروبا عمومًا، لذلك ترجمه البعض إلى «الرجل-الأنثوي» وهي الترجمة الأدق فـي رأيي.
يقول ألكسندر دوما الابن فـي الصفحة الحادية والتسعين من كتابه المذكور «النسويون -اسمحوا لي بهذا النحت اللغوي- يقولون: كل الشر يأتي من عدم الرغبة فـي الاعتراف بأن المرأة مساوية للرجل، وأنه يجب منحها نفس التعليم ونفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل» ولينظر المرء فـي هذه المعركة الفكرية فـي التاريخ القريب، وفـي تمثلاتها ومآلاتها فـي حال اليوم إن كان فـي فرنسا ذاتها أو فـي عموم العالم الغربي. ومن الجدير بالذكر أنه كان يرى بأن الحركة المطالبة بالمساواة تسعى إلى تحويل النساء إلى رجال، وتحويل الرجال إلى نساء. وليس لهذا الأمر علاقة بالمفاهيم الحديثة للجندر والجنس وتطوراتها بالضرورة.
لم يؤثر كتاب ماري التأثير الذي قلب الأمور رأسًا ومباشرة، ولكنه كان حجر الأساس لكل ما بعده فـي سياق النضال لحريات النساء وحقوقهن، لأجل هذا كله لا يمكن أن نبحث فـي تاريخ النسوية دون أن نذكر أثرها الثقافـي والفكري. ولا يمكن أيضًا أن نتغافل عن البدايات فـي معرض نقدنا للنهايات، أو لواقع الحال. كما أن الأحداث الأخيرة فـي غزة وما يحدث من انتهاك صارخ لكل قيم الإنسانية والنضال لأجل الحق، جعل كل الحركات المنادية بالحريات تحت المجهر. فكأن غزة غدت الميزان الذي تقاس به موضوعية الأفكار والمعتقدات والتصرفات التي تكون مع الخير أو الشر، أو مع الحق وضده، فما بدأ كنضال من أجل الحقوق؛ لا ينبغي بحال أن يكون مناداةً لحقوق تفضيلية بناء على عرق أو لون أو منطقة جغرافـية. فالإنسان وقيمته وقدسية النفس الإنسانية، لا يحددها موقعه على الخريطة، بل الإنسان هو الإنسان فـي الشرق والغرب.