تمثل ميليشيا الحوثي في اليمن تحديا خاصا للولايات المتحدة حيث نفذت المجموعة المدعومة إيران في الشهر الماضي وحده أكثر من 100 هجوم على السفن التجارية في البحر الأحمر، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

تقول الصحيفة إنه عندما استهدفت الميليشيات المدعومة من إيران القوات الأميركية بشكل متكرر في سوريا والعراق هذا الخريف، ردت واشنطن بقوة.

وقال المسؤولون الأميركيون في حينها إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لردع هذه الجماعات عن تحويل الصراع الإسرائيلي مع حماس إلى حرب أوسع نطاقا.

لكن الولايات المتحدة لم تنتقم بعد من جماعة واحدة مدعومة من إيران، وهم الحوثيون في اليمن، بحسب الصحيفة.

تسببت الهجمات التي نفذها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر في شل حركة المرور التجارية هناك.

لماذا هذا النهج المختلف؟

تقول الصحيفة إن هناك أسبابا كثيرة جعلت من الولايات المتحدة تتعامل بشكل مختلف مع الحوثيين.

أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة على سفن في البحر الأحمر واستولوا على سفينة مرتبطة بإسرائيل منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من شهرين. 

يوم السبت الماضي تمكنت المدمرة الأميركية "USS Carney" من إسقاط 14 طائرة بدون طيار هجومية أطلقها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الاثنين، تشكيل قوة مهام بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن تضم أكثر من 20 دولة، شملت بريطانيا وكندا وفرنسا والبحرين، الحليف الإقليمي الوحيد الذي انضم إلى هذه الجهود.

تقول الصحيفة إنه "بينما أسقطت الولايات المتحدة طائرات بدون طيار، ونشرت سفنا حربية وأنشأت قوة متعددة الجنسيات لمحاربة الحوثيين، إلا أن الشيء الوحيد الذي لم تفعله هو ضرب الميليشيات في اليمن".

وتضيف أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ناقشت ما إذا كانت ستضرب الحوثيين، لكن القرار "لم يُتخذ بعد" لعدة أسباب.

وتنقل الصحيفة عن العديد من مسؤولي إدارة البيت الأبيض القول أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من تعطيل هدنة هشة بين السعودية والحوثيين، حيث لقي مئات الآلاف من الأشخاص حتفهم في الغارات الجوية والقتال، وكذلك بسبب المرض والجوع، منذ بدء الصراع قبل نحو ثماني سنوات.

تشير الصحيفة إلى أن الهدنة، التي تم التفاوض عليها في عام 2022، صمدت إلى حد كبير حتى بدون اتفاق رسمي.

وبالإضافة لذلك، تلفت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن تشعر بقلق عميق من احتمال تحول الحرب في غزة إلى صراع أوسع في المنطقة.

وتحذر الصحيفة من أن ضرب أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، وعدم الاكتفاء بإسقاط طائراتهم المسيرة هجومية، يمكن أن يتحول بسرعة إلى ردود انتقامية بين البحرية الأميركية والحوثيين، وقد يؤدي ذلك أيضا إلى جر إيران للصراع.

في مقابلة بثت مؤخرا قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ إن "الجميع يبحث عن طريقة لتهدئة التوترات"، مضيفا أن "الأمر يتعلق باستخدام الأدوات المتاحة لنا لتشجيع الحوثيين على التراجع عن سلوكهم المتهور، وليس إغراق المنطقة في حرب أوسع نطاقا".

النهج قد يتغير

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية في وقت سابق أن واشنطن ستحمي قواتها البالغ عددها 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا.

وأصيب العشرات من الجنود في هجمات الميليشيات الأخيرة، من بينهم 25 جنديا تعرضوا لإصابات في الدماغ، وفقا للصحيفة.

وحذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في وقت سابق من استمرار هجمات وكلاء إيران ضد القوات الأميركية قائلا إن الولايات المتحدة "لن تتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا".

تنقل الصحيفة عن مسؤول أميركي القول إن أياً من هجمات الحوثيين لم تؤد إلى سقوط ضحايا أميركيين.

ومع ذلك تقول الصحيفة إن الهجمات تسببت في قلب التجارة في البحر الأحمر رأسا على عقب ومنع العديد من السفن من الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية. 

وشعرت بعض شركات الشحن والنفط بالخوف مما اضطرها لتغيير مسارها، وهو اضطراب من المتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين، وفقا للصحيفة.

وتضيف أن محللين عسكريين يعتقدون أن من المرجح أن تغير الولايات المتحدة سياستها المتعلقة بالحوثيين في حال استمرت الهجمات.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

إعلام الحوثيين: أكثر من 30 غارة أميركية على اليمن خلال ساعات

تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطنأفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، ليل الثلاثاء، بأن الطائرات الأميركية شنّت أكثر من 30 غارة جوية على عدد من المحافظات اليمنية، شملت صعدة وعمران والحديدة والبيضاء وذمار، خلال الساعات الماضية.
وذكرت أن صعدة تعرضت لـ13 غارة استهدفت مديريتي آل سالم وكتاف ومناطق شرقي المدينة، فيما طالت ضربات أخرى مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران.

وفي الحديدة، نُفذت أكثر من 15 غارة أميركية على جزيرة كمران، بينما استهدفت الغارات مديرية الزاهر في محافظة البيضاء، ومديرية ميفعة عنس في محافظة ذمار.

مقالات مشابهة

  • مصدر لـعربي21: الولايات المتحدة تدعم عملية برية وشيكة ضد الحوثيين
  • وزارة الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على بنك اليمن الدولي لدعمه الحوثيين
  • سلسلة غارات أميركية تستهدف عدة مواقع للحوثيين في اليمن
  • الإمارات تنفي مشاركتها في محادثات مع واشنطن بشأن هجوم بري في اليمن
  • الإمارات تنفي مشاركتها في محادثات بشأن هجوم بري في اليمن
  • إعلام الحوثيين: أكثر من 30 غارة أميركية على اليمن خلال ساعات
  • ترامب يناقش مع سلطان عمان العملية العسكرية ضد الحوثيين في البحر الأحمر
  • واشنطن ترسل رسالة لروسيا والصين وإيران في البحر الأحمر.. هل هي قوية بما فيه الكفاية؟ (ترجمة خاصة)
  • تجدد الغارات الأميركية على اليمن.. وقصف موقع لأول مرة
  • الولايات المتحدة تضرب مواقع الحوثيين في جزيرة كمران