أكثر من مليون شخص في رفح.. كيف أجبر الاحتلال أهل غزة النزوح إلى الجنوب؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
يواجه السكان في قطاع غزة خيارات محدودة، حيث كانوا يقيمون في قطاع مزدحم قبل العدوان الإسرائيلي، والآن أدت المواجهات إلى تحرك حوالي نصف عدد سكان شمالي القطاع إلى الجنوب.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير لها أن استهدف قصف الاحتلال الإسرائيلي للعديد من مناطق القطاع، وتحذيرات الإخلاء من قبل جيش الاحتلال غير المنظمة والمضطربة إلى نزوح أعداد كبيرة منهم إلى الجنوب والتي زعم جيش الاحتلال أنها منطق آمنة.
ومنذ بداية العدوان، طالب جيش الاحتلال في 13 من أكتوبر الماضي سكان شمال غزة، البالغ عددهم حوالي 1.1 مليون من إجمالي عدد السكان البالغ 2.4 مليون نسمة، على النزوح إلى جنوب القطاع، محذرة من أنها ستضرب مناطق متنوعة لتدمير مراكز العمليات التابعة لحماس وفق ادعاءاتها.
في أوائل ديسمبر، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة على الإنترنت تقسم القطاع، الذي تبلغ مساحته 141 ميلا مربعا، إلى مجموعة من المناطق لتسهيل أوامر الإخلاء، مشيرة إلى أنه بسبب القيود على الإنترنت والكهرباء، لا يمكن للعديد من المدنيين الوصول إليها.
وتشير الصحيفة إلى أنه في الثاني من ديسمبر، أمرت إسرائيل المدنيين في جنوب شرق غزة بالتحرك جنوبا نحو رفح.
وفي اليوم التالي، طلب من المدنيين في خانيونس، ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة، الإخلاء، بعد أن لجأ إليها عشرات الآلاف من الذين فروا من الشمال.
النزوح الأكبر
ومنذ بداية العدوان وحتى الآن، تم إجبار حوالي 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان غزة، على مغادرة منازلهم، وهذا هو أكبر نزوح منذ عام 1948 بحسب تقديرات المنظمات الإنسانية.
تزعم دولة الاحتلال أنها "تعمل باستمرار على تقليل الأضرار التي تصيب المدنيين الفلسطينيين"، مشيرة إلى أن "نظام الإخلاء يعتمد على رسائل نصية ومكالمات هاتفية ومنشورات تسقط جواً، بالإضافة إلى الغارات التحذيرية".
ويطلق جيش الاحتلال عادة على المناطق التي يفترض أنها خالية من القصف اسم "المناطق الآمنة" فيما يواجه نصف مليون شخص، أي حوالي ربع السكان، خطر الجوع وفقاً لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الذي يراقب مستويات الجوع في العالم.
نصف سكان غزة في رفح
تحتل مدينة رفح 17% من مساحة غزة وتضم 280 ألف نسمة، أصبحت محطة للنازحين مع وصول أكثر من مليون شخص، حيث ارتفعت الكثافة السكانية في المدينة أربع مرات، ما يعادل حوالي نصف سكان غزة وفقاً للأمم المتحدة.
رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، أرفيند داس، يؤكد أن "التهجير القسري أجبر المدنيين على الانتقال إلى ملاجئ مكتظة بالناس بشكل خطير".
فيما تقول مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين "أونروا"، جولييت توما: إن "أربعة أشخاص يتقاسمون الطعام والماء الذي يحصل عليه شخص واحد عادة في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة".
أما المتحدث باسم الأونروا في قطاع غزة، عدنان أبو حسنة يشير إلى أنه في بعض الملاجئ يتشارك ألف شخص في استخدام دورة مياه واحدة، مما يتسبب في طوابير انتظار طويلة، وبالنسبة للحصول على استحمام، يتشارك أكثر من 5 آلاف شخص في المكان، ويتعين عليك الانتظار لأيام قبل أن يأتي دورك.
تحذيرات من الترحيل
حذر مسؤولون في الأمم المتحدة من خطر ترحيل سكان قطاع غزة الفلسطينيين إلى مصر، خاصة مع تزايد النزوح وتقدم قوات الاحتلال داخل القطاع.
وعلى الرغم من مزاعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو، أن الهدف من الحرب في غزة هو "القضاء على حماس" وليس طرد الفلسطينيين، فإن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حذر من "تزايد الضغط من أجل التهجير الجماعي إلى مصر".
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، أكد أن هذا العدوان الوحشي امر مقلق واتهم دولة الاحتلال بتهيئة الظروف لطرد سكان قطاع غزة جماعيا إلى مصر عبر الحدود.
وفي مقال له نشرته صحيفة لوس أنجليس تايمز، أشار لازاريني إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة وتجمع المدنيين النازحين الذين فروا من القتال بشكل متزايد قرب الحدود في الشمال ثم الجنوب.
أما مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أكد في جنيف على أهمية عدم الترويج لعملية إجلاء السكان هذه وعدم التشجيع عليها أو فرضها.
فيما حذرت كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، من محاولات تهجير سكان غزة، في الوقت الذي تنفي حطومة الاحتلال والولايات المتحدة الفكرة.
من جانبها أكدت المحامية الدولية في مجال حقوق الإنسان والمستشارة السابقة للأمم المتحدة شيلا بايلان، أكدت أنه إذا تم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة في سياق نزاع مسلح، فهو جريمة حرب".
وأوضحت بايلان أنه لا يتطلب من قادة الاحتلال الإعلان صراحة عن ضرورة مغادرة الأشخاص حتى يتم اعتبار ذلك ترحيلا قسريا، مشيرة إلى أن "إذا جعلت ظروف العيش مستحيلة أمام الناس، فلن يكون أمامهم خيار آخر".
وأشارت إلى أن حصول إدانات ناجحة متعددة بشأن التهجير القسري للمدنيين، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة والمحكمة الخاصة بسيراليون والمحكمة الجنائية الدولية يفترض أن يمنع تهجير سكان القطاع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية قطاع غزة العدوان الإسرائيلي شمالي القطاع رفح قطاع غزة رفح العدوان الإسرائيلي شمالي القطاع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة جیش الاحتلال ملیون شخص قطاع غزة سکان غزة فی قطاع أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: دخول أكثر من 630 شاحنة مساعدات لغزة أول أيام وقف إطلاق النار
قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، إن أكثر من 630 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت إلى قطاع غزة في أول أيام وقف إطلاق النار.
الأمم المتحدة تكثف الاستعدادات لتقديم المساعدات إلى غزة نواف سلام: نحن بحاجة للبدء مع الأمم المتحدة لتأمين عودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين في لبنان
في ذلك السياق، أضاف فليتشر في منشور عبر منصة "إكس": "أكثر من 630 شاحنة دخلت غزة اليوم، ووصل منها على الأقل 300 محملة بالمساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع، لا وقت لنضيعه".
وبدأت شاحنات المساعدات الدخول إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم، وذلك في اليوم الأول من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
الصحة العالمية: هناك حاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإعادة تأهيل النظام الصحي في غزة
أعلنت منظمة الصحة العالمية، استعدادها لزيادة مساعداتها إلى غزة على الفور بشرط حصولها على ضمانات بالوصول إلى جميع السكان الفلسطينيين في كل أنحاء القطاع، حيث دُمّرت البنى التحتية الصحية إلى حدّ كبير أو تضررت.
وقالت المنظمة، في بيان، إنه "من الضروري إزالة العقبات الأمنية التي تعوق العمليات"، مشيرة إلى احتياجها لظروف ميدانية تسمح بالوصول المنتظم إلى سكان غزة، وتدفق المساعدات عبر الحدود والطرق السالكة برمتها، ورفع القيود المفروضة على دخول المنتجات الأساسية إلى القطاع، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكدت أن "التحديات الصحية هائلة"، وقدّرت منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي، أن هناك حاجة إلى "أكثر من 10 مليارات دولار" لإعادة تأهيل النظام الصحي في غزة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن "الرعاية الصحية المتخصصة شبه غير متوفرة، وعمليات الإجلاء الطبي إلى الخارج بطيئة جدًا. لقد زاد تفشي الأمراض المعدية بشكل كبير، وازدادت حالات سوء التغذية، وما زال خطر المجاعة قائمًا".
وذكّرت منظمة الصحة العالمية أيضًا بأن فقط نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى ما زال يعمل جزئيًا.
وقالت المنظمة إن "كل المستشفيات تقريبًا تضررت أو دُمرت جزئيًا، و38% فقط من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل"، مُقدرة أن ربع المصابين أي نحو 30 ألف جريح يعانون إصابات تحتاج إلى عناية دائمة.
وأضافت أن نحو 12 ألف شخص بحاجة إلى أن يتم إجلاؤهم فورًا لتلقي العلاج خارج القطاع.
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وصفقة تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، في الحادية عشرة صباح أمس الأحد، الذي تبلغ المرحلة الأولى منه 42 يومًا، أعقبه تسليم حماس لثلاث محتجزات إسرائيليات، بجانب إفراج الاحتلال عن 90 أسيرًا فلسطينيًا.
ودخلت مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات المصرية غزة، كما تحمل تجهيزات طبية مخصصة للمستشفيات والوقود الضروري لتشغيل المولدات الكهربائية ومحطات المياه، التي يعتمد عليها القطاع في ظل أزمة حادة بالكهرباء والمياه.
وأعلنت دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء الماضي، موافقة إسرائيل وحماس، على اتفاق بوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل محتجزين في القطاع، بأسرى في سجون الاحتلال.