البحوث الفلكية:تعامد الشمس على المعابد المصرية دليل على براعة المصريين اشارة لما وصل له المصرى القديم من تقدم وبراعة عليمة وهندسيةأمس كان ذروة فصل الشتاء ولكن ليس أبرد يوم 

 

الحضارة المصرية من أكثر الحضارات التى اهتمت بعلم الفلك ودراسته وتجلى ذلك فى بناء المعابد والهرم، حيث يؤكد العلماء أنه عندما تم تشييد المعابد فى مصر لم تكن مجرد معابد دينية فقط وإنما كان تشييد المعابد مرتبطا بظواهر طبيعية وتغييرات الفصول وبالمواسم الزراعية، فكانت بمثابة رسائل يرسلها المعبد للمزارعين لتحديد أنواع المحاصيل.

وشهدنا أمس حدوث الانقلاب الشتوى وهي ظاهرة فلكية هامة والتي يكون معاها تعامد للشمس على بعض المعابد المصرية (مثلا: قدس الأقداس بمعبد الكرنك)، وذلك الأمر تأكد لنا على براعة المصريون القدماء في علم الفلك وتحديد المواسم والفصول وعلى درايتهم الكاملة بحركة الشمس حول الأرض.

تعامد الشمس على قدس أقداس الكرنك يعود كل عام فى نفس اليوم للإعلان عن بدء فصل الشتاء فى مصر القديمة، وتؤكد مثل تلك الأحداث على عظمة التاريخ المصرى وقدرة المصريين على الإبداع منذ آلاف السنين، وتضيئ الشمس فى هذا اليوم تمثال الإله "آمون" وزوجته الإلهة "موت".

يعتبر الإله آمون هو الإله الرسمى للدولة فى عصر الدولة الحديثة ما بين القرن السادس عشر ق م والقرن الحادى عشر ق م، وكان يمثل الإله آمون على شكل جسد بشرى كامل، ويرتدى على رأسه تاج الريشتين الطويل ويمسك فى يديه رموز السلطة والحياة، واسمه آمون يعنى "الخفى" وأطلق عليه لقب "ملك الآلهة.

من بين المهام الذى يتبناها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية هى نشر الوعي العلمي الصحيح بين أطياف المجتمع المصري، وتعريفا بإنجازات المصريين القدماء وإظهار قدراتهم الفلكية والهندسية بالاحتفال سنوياً بظاهرة التعامد على المعابد المصرية المختلفة ولتغيير مفهوم الجمهور العام من مجرد المشاهدة إلى الفهم العلمي للظاهرة وحساب أوقاتها بالبرامج الفلكية ورصدها بالأجهزة الفلكية الحديثة واجراء محاكاة لها باستخدام الوسائل التعليمية". 

قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، إن براعة المصريين القدماء في علوم الفلك تتجلى لنا يوماً بعد يوم لتؤكد لنا أن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة علمية من المقام الرفيع، فلم يكتف المصري القديم برؤية الشمس والكواكب وغيرها بل قام بحساب شروقها وغروبها وعرف مداراتها ووضع التقاويم اعتماداً عليها.

واضاف أن إنجازات المصري القديم في العلوم الفلكية لغرض ديني أو لغرض دنيوي فلقد أثبت المصري القديم براعته فلكيا ومهندساً، لقد قاموا بتقسيم اليوم إلى أجزاء (ساعات) و استخدموا اشكالاً مختلفة من الأدوات الفلكية مثل المزولة الشمسية والساعة المائية وقاموا بتقسيم السنة إلى فصول واعتمدوا ظهور نجم الشعرى اليمانية بداية للتقويم".

وعرفوا الاتجاهات الأصلية ووجهوا إليها الأهرامات واحتفلوا بمناسباتهم بتوجيه معابدهم إلى اتجاهات محددة لتدخلها أشعة الشمس “تعامد الشمس” في وقت محدد من العام، وتشهد العديد من المعابد صورا لـ تعامد الشمس عليها في تواريخ محددة تتكرر سنوياً شاهدة على ما وصل إليه المصري القديم من اتقان لعلوم الفلك والهندسة.

وأوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن فصل الشتاء يصل طوله إلى 88 يوماً و23 ساعة و39 دقيقة.

وأضاف القاضي أنه من المعلوم فلكيا أن الشمس تدور في مدار ظاهري بالنسبة إلى نجوم الخلفية السماوية التي تظهر ثابتة في السماء، ويعرف هذا المدار بدائرة البروج، ويميل مستوى دائرة البروج مع مستوى دائرة الاستواء السماوي بزاوية، قدرها 23 درجة و27 دقيقة، وهي الزاوية نفسها التي يميل بها محور دوران الكرة الأرضية عن العمودي على مستوى مدارها، ونتيجة لدوران الأرض حول الشمس وميل محورها على مستوى مدارها تحدث الفصول الأربعة، وفي فصل الشتاء تسقط أشعة الشمس متعامدة على مدار الجدي 23 درجة ونصف جنوباً، وتكون أشعة الشمس شديدة الميل على نصف الكرة الشمالي وشبه عمودية على نصف الكرة الجنوبي فيما عدا مدار الجدي، ويقل طول النهار عن طول الليل في نصف الكرة الشمالي.

ومن جانبه قال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، اننا شهدنا أمس حدوث الإنقلاب الشتوي حيث يميل القطب الجنوبي للأرض نحو الشمس فتكون أشعتها عمودية تماما على مدار الجدي عند خط عرض 23.44 درجة جنوبا.

ذروة فصل الشتاء فلكيا

واوضح تادرس أن أمس هو ذروة فصل الشتاء فلكيا في النصف الشمالي للكرة الأرضية وفي نفس الوقت هو ذروة فصل الصيف فلكيا في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، مشيرآ إلي انه ليس معني أن أمس كان هو ذروة فصل الشتاء انه اليوم الابرد في السنة.

واضاف أن برودة الجو وسخونته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وله عوامل كثيرة تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية أما فلكيا فالأمر يتعلق فقط بحركة الأرض في المدار ، لذلك فأن ذروة الشتاء يمثل أقصى ميل لمحور دوران الأرض في مدارها حول الشمس ، علما بأن الأرض تكون أقرب الى الشمس نسبيا في الشتاء عنها في الصيف.

واشار استاذ الفلك أن اليوم والذى هو ذروة فصل الشتاء فلكيا هو أقصر نهار في السنة إذ يصل طول النهار حوالي 10 ساعات تقريبا ، في حين يصل طول الليل إلى 14 ساعة تقريبا كما تبلغ الشمس أدنى إرتفاع لها فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أطول ما يمكن.

ومن جاهتها كشفت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية عن حالة الطقس وأبرز الظواهر الجوية المتوقعة، اليوم السبت، على القاهرة الكبرى وباقي محافظات الجمهورية.

وقالت “غانم” خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “صباح الخير يامصر”، المذاع عبر فضائية “الأولى المصرية”، إن اليوم يشهد استمرارًا في انخفاض درجات الحرارة، حيث تسجل العظمى 20 درجة مئوية على القاهرة الكبرى خلال فترة النهار، موضحة أن هذا الانخفاض يوجد في معظم محافظات الجمهورية.

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المعهد القومی للبحوث الفلکیة ذروة فصل الشتاء المصری القدیم تعامد الشمس

إقرأ أيضاً:

المعلم : صانع الحضارة

بقلم : د. غفران إقبال الشمري ..

عندما نقف أمام المهنة التي تشكل نواة الحضارات وركيزة التقدم، نجد أنفسنا أمام المعلم. فهو ليس مجرد موظف يؤدي ساعات عمل محددة، بل هو القلب النابض الذي ينقل العلم، وينير العقول، ويرسم ملامح المستقبل. ورغم هذه الأهمية العظيمة، نجد أن واقع المعلم في كثير من المجتمعات، ومنها مجتمعنا، لا يعكس مكانته الحقيقية فإنه يُعامل وكأنه موظف ثانوي، تُثقل كاهله الروتين الإداري، وتُهمل احتياجاته، وكأننا نسينا أن الحضارات لا تبنى إلا على أكتاف المعلمين.
وعبر التاريخ، كان للمعلم الدور الأبرز في تشكيل الأمم. فكل فكرة عظيمة، وكل اختراع غيّر مجرى البشرية، وكل قائد ألهم التغيير، كان خلفه معلم. إنه الشخص الذي ينقل القيم، ويرسخ المفاهيم، ويعلم الأجيال كيف تفكر، فمن غيره يستطيع أن يغرس الإبداع في عقول الأطفال؟ ومن غيره يمكنه أن يزرع حب المعرفة في قلوب الشباب؟
لكن في عصرنا الحالي، يبدو أن هذه الحقيقة العظيمة قد أصبحت مجرد شعارات تُردد في المناسبات الرسمية. نسمع كلمات مثل “المعلم هو الأساس” و”المعلم يستحق كل تقدير”، ولكن هل تُترجم هذه الشعارات إلى سياسات حقيقية؟
اذاً تكريم المعلم لا يكون بإطلاق الألقاب الرنانة فقط، بل بإحداث تغيير حقيقي في حياته المهنية والمادية والاجتماعية. فكيف يمكن للمعلم أن يؤدي رسالته السامية وهو يعاني من ضغوط اقتصادية؟ كيف له أن يبدع في التعليم وهو يفتقر إلى التدريب المستمر والموارد الحديثة؟
الحلول واضحة، لكنها تتطلب إرادة حقيقية. أولاً، يجب أن يكون هناك استثمار حقيقي في تأهيل المعلمين وتطويرهم. التعليم مهنة متجددة، وما ينقله المعلم اليوم قد يصبح غير ذي صلة غداً. لذلك، يجب أن يُمنح المعلم فرصاً مستمرة للتعلم والتطوير.
ثانياً، لا بد من تحسين الأوضاع المادية للمعلمين. فلا يمكن أن نطالب المعلم بأن يكون قدوة للأجيال وهو يعاني لضمان حياة كريمة لعائلته. فيجب أن تكون رواتب المعلمين على قدر الجهد الذي يبذلونه، وأن تكون هناك حوافز تشجعهم على الإبداع والابتكار.
ثالثًا، يجب أن تُعزز مكانة المعلم في المجتمع. وهذا لا يكون فقط من خلال التشريعات، بل عبر حملات توعية تُعيد للمجتمع احترامه للمعلم. فكما يُقال، “من علمني حرفاً صرت له عبداً”، ولكن في واقعنا اليوم، يبدو أن هذا الاحترام قد تآكل بفعل تغييرات اجتماعية وثقافية.
بدلاً من أن يُعامل المعلم كموظف يؤدي مهام محددة، يجب أن يُنظر إليه كقائد تربوي. فالمعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو موجه وملهم. ومن أجل تحقيق هذا التحول، لا بد من تغيير النظرة السائدة تجاه التعليم ككل. التعليم ليس خدمة تقدمها الدولة للمواطنين، بل هو استثمار في مستقبل الأمة.
عندما نُمكّن المعلم ونضعه في المكانة التي يستحقها، فإننا نُمكّن المجتمع بأسره. فالطالب الذي يتعلم على يد معلم متمكن ومُلهم، سيكون قادراً على الإبداع والابتكار، وسيكون إضافة حقيقية لمجتمعه.
إلى كل من يملك سلطة التأثير في سياسات التعليم: إن الاستثمار في المعلم هو استثمار في مستقبل الأمة. لا تكتفوا بالشعارات، بل اجعلوا التغيير واقعًا. أعيدوا للمعلم مكانته، وامنحوه الأدوات التي يحتاجها ليؤدي رسالته، فالمعلم ليس مهنة عادية.. إنه صانع حضارات.
بيد إن بناء الحضارات يبدأ من بناء الإنسان، وبناء الإنسان يبدأ من التعليم، والتعليم يبدأ من المعلم. لذا، علينا جميعاً أن ندرك أن النهوض بحال المعلم هو الخطوة الأولى نحو النهوض بالأمة. فإذا أردنا أن نصنع مستقبلاً أفضل، فعلينا أن نعيد النظر في طريقة تعاملنا مع المعلم، ليس كموظف، بل كمهندس للحضارة.

user

مقالات مشابهة

  • قد تؤثر على حركة المرور.. الأرصاد تحذر من الظواهر الجوية غدًا الجمعة
  • اليوم.. الأقصر تحتفل بتتويجها كأول عاصمة عالمية للثقافة والتاريخ والتراث
  • أسعار الذهب تسجل ذروة ارتفاع تاريخي .. فهل تواصل الصعود؟
  • جامعة سوهاج تواصل توعية 4000 طالب بـ "مودة" حول أسس الزواج الصحيح والحياة الأسرية
  • تأجيل رحلة “مرسيليا- سكيكدة” المبرمجة اليوم
  • المعلم : صانع الحضارة
  • معهد الفلك: غرة شهر ذوالقعدة 29 أبريل
  • فلكية جدة: المريخ يصل إلى الأوج اليوم
  • معارض التعليم.. بوصلة الطلبة لاستشراف وظائف المستقبل
  • زائر أبيض يمدد الشتاء في مناطق كوردستانية (صور)