معابد مصر .. بوصلة الظواهر الطبيعية والمعالم والحياة الروحانية الآسرة ..رحلة في ملكوت الحضارة والتاريخ الفلكي القويم
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
البحوث الفلكية:تعامد الشمس على المعابد المصرية دليل على براعة المصريين اشارة لما وصل له المصرى القديم من تقدم وبراعة عليمة وهندسيةأمس كان ذروة فصل الشتاء ولكن ليس أبرد يوم
الحضارة المصرية من أكثر الحضارات التى اهتمت بعلم الفلك ودراسته وتجلى ذلك فى بناء المعابد والهرم، حيث يؤكد العلماء أنه عندما تم تشييد المعابد فى مصر لم تكن مجرد معابد دينية فقط وإنما كان تشييد المعابد مرتبطا بظواهر طبيعية وتغييرات الفصول وبالمواسم الزراعية، فكانت بمثابة رسائل يرسلها المعبد للمزارعين لتحديد أنواع المحاصيل.
وشهدنا أمس حدوث الانقلاب الشتوى وهي ظاهرة فلكية هامة والتي يكون معاها تعامد للشمس على بعض المعابد المصرية (مثلا: قدس الأقداس بمعبد الكرنك)، وذلك الأمر تأكد لنا على براعة المصريون القدماء في علم الفلك وتحديد المواسم والفصول وعلى درايتهم الكاملة بحركة الشمس حول الأرض.
تعامد الشمس على قدس أقداس الكرنك يعود كل عام فى نفس اليوم للإعلان عن بدء فصل الشتاء فى مصر القديمة، وتؤكد مثل تلك الأحداث على عظمة التاريخ المصرى وقدرة المصريين على الإبداع منذ آلاف السنين، وتضيئ الشمس فى هذا اليوم تمثال الإله "آمون" وزوجته الإلهة "موت".
يعتبر الإله آمون هو الإله الرسمى للدولة فى عصر الدولة الحديثة ما بين القرن السادس عشر ق م والقرن الحادى عشر ق م، وكان يمثل الإله آمون على شكل جسد بشرى كامل، ويرتدى على رأسه تاج الريشتين الطويل ويمسك فى يديه رموز السلطة والحياة، واسمه آمون يعنى "الخفى" وأطلق عليه لقب "ملك الآلهة.
من بين المهام الذى يتبناها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية هى نشر الوعي العلمي الصحيح بين أطياف المجتمع المصري، وتعريفا بإنجازات المصريين القدماء وإظهار قدراتهم الفلكية والهندسية بالاحتفال سنوياً بظاهرة التعامد على المعابد المصرية المختلفة ولتغيير مفهوم الجمهور العام من مجرد المشاهدة إلى الفهم العلمي للظاهرة وحساب أوقاتها بالبرامج الفلكية ورصدها بالأجهزة الفلكية الحديثة واجراء محاكاة لها باستخدام الوسائل التعليمية".
قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، إن براعة المصريين القدماء في علوم الفلك تتجلى لنا يوماً بعد يوم لتؤكد لنا أن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة علمية من المقام الرفيع، فلم يكتف المصري القديم برؤية الشمس والكواكب وغيرها بل قام بحساب شروقها وغروبها وعرف مداراتها ووضع التقاويم اعتماداً عليها.
واضاف أن إنجازات المصري القديم في العلوم الفلكية لغرض ديني أو لغرض دنيوي فلقد أثبت المصري القديم براعته فلكيا ومهندساً، لقد قاموا بتقسيم اليوم إلى أجزاء (ساعات) و استخدموا اشكالاً مختلفة من الأدوات الفلكية مثل المزولة الشمسية والساعة المائية وقاموا بتقسيم السنة إلى فصول واعتمدوا ظهور نجم الشعرى اليمانية بداية للتقويم".
وعرفوا الاتجاهات الأصلية ووجهوا إليها الأهرامات واحتفلوا بمناسباتهم بتوجيه معابدهم إلى اتجاهات محددة لتدخلها أشعة الشمس “تعامد الشمس” في وقت محدد من العام، وتشهد العديد من المعابد صورا لـ تعامد الشمس عليها في تواريخ محددة تتكرر سنوياً شاهدة على ما وصل إليه المصري القديم من اتقان لعلوم الفلك والهندسة.
وأوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن فصل الشتاء يصل طوله إلى 88 يوماً و23 ساعة و39 دقيقة.
وأضاف القاضي أنه من المعلوم فلكيا أن الشمس تدور في مدار ظاهري بالنسبة إلى نجوم الخلفية السماوية التي تظهر ثابتة في السماء، ويعرف هذا المدار بدائرة البروج، ويميل مستوى دائرة البروج مع مستوى دائرة الاستواء السماوي بزاوية، قدرها 23 درجة و27 دقيقة، وهي الزاوية نفسها التي يميل بها محور دوران الكرة الأرضية عن العمودي على مستوى مدارها، ونتيجة لدوران الأرض حول الشمس وميل محورها على مستوى مدارها تحدث الفصول الأربعة، وفي فصل الشتاء تسقط أشعة الشمس متعامدة على مدار الجدي 23 درجة ونصف جنوباً، وتكون أشعة الشمس شديدة الميل على نصف الكرة الشمالي وشبه عمودية على نصف الكرة الجنوبي فيما عدا مدار الجدي، ويقل طول النهار عن طول الليل في نصف الكرة الشمالي.
ومن جانبه قال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، اننا شهدنا أمس حدوث الإنقلاب الشتوي حيث يميل القطب الجنوبي للأرض نحو الشمس فتكون أشعتها عمودية تماما على مدار الجدي عند خط عرض 23.44 درجة جنوبا.
ذروة فصل الشتاء فلكياواوضح تادرس أن أمس هو ذروة فصل الشتاء فلكيا في النصف الشمالي للكرة الأرضية وفي نفس الوقت هو ذروة فصل الصيف فلكيا في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، مشيرآ إلي انه ليس معني أن أمس كان هو ذروة فصل الشتاء انه اليوم الابرد في السنة.
واضاف أن برودة الجو وسخونته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وله عوامل كثيرة تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية أما فلكيا فالأمر يتعلق فقط بحركة الأرض في المدار ، لذلك فأن ذروة الشتاء يمثل أقصى ميل لمحور دوران الأرض في مدارها حول الشمس ، علما بأن الأرض تكون أقرب الى الشمس نسبيا في الشتاء عنها في الصيف.
واشار استاذ الفلك أن اليوم والذى هو ذروة فصل الشتاء فلكيا هو أقصر نهار في السنة إذ يصل طول النهار حوالي 10 ساعات تقريبا ، في حين يصل طول الليل إلى 14 ساعة تقريبا كما تبلغ الشمس أدنى إرتفاع لها فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أطول ما يمكن.
ومن جاهتها كشفت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية عن حالة الطقس وأبرز الظواهر الجوية المتوقعة، اليوم السبت، على القاهرة الكبرى وباقي محافظات الجمهورية.
وقالت “غانم” خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “صباح الخير يامصر”، المذاع عبر فضائية “الأولى المصرية”، إن اليوم يشهد استمرارًا في انخفاض درجات الحرارة، حيث تسجل العظمى 20 درجة مئوية على القاهرة الكبرى خلال فترة النهار، موضحة أن هذا الانخفاض يوجد في معظم محافظات الجمهورية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المعهد القومی للبحوث الفلکیة ذروة فصل الشتاء المصری القدیم تعامد الشمس
إقرأ أيضاً:
التجلي الأعظم| مشروع يربط الروحانية بالتطوير في قلب سانت كاترين
قال الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات أحمد عامر، إن السبب في إختيار موقع مشروع التجلي الأعظم أن هذا المكان هو أحد المناطق المقدسة التي جمعت الأديان السماوية الثلاثة، لذلك تم إطلاق عليه "ملتقى الديانات السماوية الثلاثة"، حيث نجد أن الجبل هو أحد أقدس ثلاث بقاع في العالم، فنجد أن الرسالات السماوية قد نزلت في ثلاثة أماكن مقدسة، فالمكان له دلالات دينية أكثر منها أثرية.
مشروع التجلي الأعظموأشار "عامر" لـ صدى البلد، أن المشروع بمثابة إستعادة مكانه السياحية الدينية، بالإضافة إلى زيادة التنوع السياحي للدولة المصرية، فالمشروع سوف يساهم في زيادة أعداد السائحين إلى ٢ مليون سائح في تلك البقعة المباركة، حيث سيكون بمثابة مقصد سياحي رائع لكل الزائرين، من الذين يريدون السياحة الدينية أو الترفيهية أو البيئية، ف المشروع عبارة عن مشروع تطويري بَحت، الهدف منه إحياء المكانة الروحانية والدينية لتلك المدينة، فسوف يتم تخطيط المدينة بالكامل والحفاظ عليها كمحمية طبيعية، وذلك عن إبراز البُعد الجمالي والطابع البدوي التراثي لأهالي سانت كاترين.
وتابع أن المشروع سوف يقام به مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، بالإضافة إلي توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر، كما سوف يتم إنشاء مركز الزوار الجديد في مدخل المدينة بموقع ميدان الوادي المقدس، مع إنشاء ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى عرض متحفي متنوع، وأيضا مسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وغرف إجتماعات في مبنى تحت الأرض.
وإستطرد الخبير الآثري أن المشروع يتضمن تطوير منطقة وادي الدير، بالإضافة إلى تطوير المطار إنشاء مبنى للركاب، كما تم الإنتهاء من إنشاء ٥٠٠ غرفة فندقية ضمن مشروع "التجلي الأعظم"، وهي عبارة عن فندق جبلي متكامل تمتد غرفه داخل جبل سانت كاترين، كما يتم العمل حاليا على الإنتهاء من إنشاء ٥٠٠ وحدة فندقية إضافية، تشمل شققاً وفيلات، كما تم بالفعل الإنتهاء من تم الإنتهاء فعليا من إنشاء مركز مؤتمرات عالمي داخل الجبل، ومركز زوار متكامل.