احتفلت مدينة دراو اليوم بعرسها السنوى، فى الليلة السنوية بمرماح الخيل "الفروسية " الذى تنظمه القبائل العربية فى أنحاء متفرقة من جمهورية مصر العربية، وهى عبارة عن سباقات للخيول للمولعين بحب ركوب الخيل وعشق سباقات «المرماح».

حيث تنظم فعاليات وإحتفالات المرماح، فى مطلع الربيع من كل عام، لتتوالى الإحتفالات ليكون أشهرها ليلة فارس، وليلة المفالسة، وليلة دراو، وليلة إدفو، وبنبان حيث تتوافد العائلات والقبائل من كل أنحاء المحافظات للتعارف ووصل الود بين أبناء العمومة العربية فى ربوع مصر.

يشارك فى «مرماح الخيل» ما يقارب من 1000حصان سنويا، بما يقارب ل 10000 ألف متفرج من هواة الفروسية وسباق الخيول بأسوان، فى مساحات واسعة بالصحراء نحو 3 كيلو متر.

و المرماح عاد موروثة من 150 عام، وترجع أصل كلمة مرماح إلى " الرمح والجرى بالمعنى العام أى سرعة الخيل اثناء المرماح داخل حلبة الجرى الممهدة للخيول".

ومن جانبه أوضح الحاج أحمد سر الختم الفارس القديم ومن مالكى الخيول بأن معظم أهالى مركز دراو جعافرة أشهرهم البدواب / آل حاج / الحسيناب/ العبابدة، بخلاف باقى مراكز محافظة أسوان من القبائل.

وأشار أحمد سرو بأن يقوم كل أهالى بفتح دواوينهم ففى خيمة "البدواب "يقام بجوارها المزمار والتحطيب، وفى وديوان" آل عويس" الكف، وفى وديوان العمدة ( آل حاج) يتم فيها الذكر والتواشيح الدينية.

ويقول أحمد سرو بإنه يتم تجهيز ليالى المرماح «قبل المرماح» بما فيها من فن وفلكلور شعبى أصيل يتميز به شعب أسوان، وايضا يطمحون فى ترويج هذا المرماح وجعله بزارا سياحيا للسياحة الخليجية والاجنبية.

وتابع سرو بإنه من شروط الفارس بأن يتميز بالسرعة والرشاقة والذكاء وتعلم الحماية والدفاع عن النفس».

ويوضح أحمد سرو المرماح ينقسم إلى أربعة أنواع المرماح ورقص الخيل والسباق، وإجتياز الحواجز. فالمرماح هو فن من فنون ركوب الخيول يعتمد على البراعة في التحكم في الخيل والجري بها والتوقف واللف.

وينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول التقطيع.. و هو الجري ذهابا وإيابا أمام المزمار لمرتين او ثلاث ثم إعطاء فرقة المزمار نقوط». ثم المشالاة أو الصابية، وهي المبارزة بالزانة فوق الخيل بين فارسين إثنين، وأخيرا الرماحة وهي الجري بالحصان مسافة ثم إيقافه بالزانة، وتظهر هنا براعة الخيال في إيقاف الخيل.

ويشير أحمد سرو إلى أن المرماح أشبه بالبورصة، ففي كل مرماح ترتفع أسعار خيول وتنخفض تارة أخرى بحسب ما يظهره الخيل من تفوق أو تراجع في الأداء.

ويتوج الحصان الفائز بلقب الأسرع، كما يزيد سعره إلى ثلاث أضعافه قبل المرماح، كما يزود الحصان الفائز الملقب على أسماء مختلفة ليكون أشهرهم "الإنجليزى "، بالهدايا من قبل المشاركين والمتسابقين، والمشجعين، لشرائه أو الحصول على سلالة أصيلة من نفس السلالة.

كما إنه يشرف العائلة أوالقرية التي منها الفارس، حيث يقال إن حصان عائلة فلان هو الفائز وتفوق في المرماح واظهربراعة، فمجرد ذكر العائلة يعد، ذلك من قبيل أنواع الفخر.

وأوضحت صفاء العمدة أحد القيادات النسائية بمركز دراو، بإنه المرأة، لها دور ملحوظ بالمشاركة فى ليالى المرماح بالصعيد، وبالرغم من خروجهم لسوق العمل وحصولهم على المراكز العلمية والوظائف المرموقة، إلا انهم يشاركن فى عرس وإحتفالية ليالى المرماح، بتجهيز وإعداد الطعام وخبز العيش الشمسى، لإستقبال وإطعام الضيوف من مختلف البلدان لإطعام أبناء عمومتهم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التحطيب

إقرأ أيضاً:

في إصلاح الواقع العربي: الكشف عن الهويات المستترة للعنف

يجد مفهوم العنف حيزًا واسعًا من التداول الأكاديمي في حقول العلوم الإنسانية، والسبب وراء هذا الاهتمام المتزايد ما نعيشه من شرعنة غير معلنة لأشكاله المختلفة، فالعنف مغذٍ رئيس لجملة مظاهر السلوك المؤذي والمصوب من الفرد تجاه الآخر، ولذا فإن العنف يُفَسر على أنه فعل فردي يعتمد القوة البدنية لإلحاق الأذى بالآخرين. لكن رغم الاشتغال النظري الموسع لمفهوم العنف في حيز العلوم الإنسانية، إلا أننا نجد من الضرورة البحث في خلفيات أخرى لمعرفة الطبائع الاجتماعية للعنف وليس الوقوف فقط عند حيز التعريفات المُعَممة لصالح فهم الإطار الكلي له كمسألة اجتماعية. والحقيقة أن العنف ليس ظاهرة اجتماعية بالمعنى الدقيق، فالذي نرهنه في تحليلنا هنا هو البحث عن العوامل الخفية في تركيب العنف كآلية فعل فردي أو جماعي، وهو تحليل يروم الكشف عن مظاهر غير مشخصة ولكنها هي تلك التي تتغذى عليها عمليات العنف الاجتماعي، فما هي هذه المصادر؟!

إن اقتصار العنف على المعنى المادي باعتباره يملك تأثيرًا مباشرًا على الجسد؛ جسد الآخر، فإنه يقودنا مباشرة للكشف عن أبعاد أخرى يتمظهر فيها العنف أكثر حضورًا وتشكل، وهي الأبعاد الرمزية له، فالعنف أو أي فاعلية اجتماعية تملك شكلها المادي ما هي إلا تعبير مشخصن لحالات لا نملك الكشف عنها رغم محايثتها الجوهرية مماسةً كل فعل خطر، ورغم الأشكال المختلفة للعنف من «مادي ورمزي، فردي وجمعي، عفوي ومؤسسي..» إلا أن الهدف من العنف دائمًا هو إحراز أكبر قدر من الإخضاع للآخر المستهدف، آخر مطلوب منه في أثناء ونهاية الفعل المركب ضده أن يوفر للأنا العنيفة إذعانا مقتلعا بقوة الأذى، هو تشريس يعتمد قهر الإرادة، وسحق الذات عبر بسط المسافة بين الكرامة والإذلال. لكننا أيضًا لا نزال نوظف التعريفات التقنية لماهية العنف، ونفعل ذلك رغم الحاجة الماسة لمعرفة من أين تتغذى هذه الفاعلية العنفية، فاعلية: «الإذلال والامتهان والتحقير...إلخ» وتستمد جدارتها، فليس تقوم الأفعال الاجتماعية على استقلال ماهويٍّ، بل هي في أصلها عرضٌ لا يعيش زمانين، ولذا فإن المستتر خلف القدرة على ممارسة هذه الأشكال من الفعل تتكشف فيه حالات المغايرة، فلو عُرضت على فاعلها في غياب سياق توظيفها لأنكر قدرته على الإتيان بها، بل واستقبحها واعترضته بلاغة الإنكار، ولذا السؤال هو: من أين يستمد المستعَنِف هذيانه الذي يجعله يغيب عن إنسانيته، بل تتخفى عنه إنسانية المستعَنَف وكأنه لا شيء؟

والحقيقة أن في ثقافة كل الشعوب بنىً للعنف يتراجع مدها بحسب انتقال البنية الأم لها من الحقائق إلى التمجيز، فالشعوب التي قطعت مع ماضيها البدائي أو على الأقل حجَّمت من حضوره الممتد استطاعت أن تُخَلِص نفسها من تبعات الإرهاق غير الخلاَّق والذي يشدها إلى ماضٍ كانت تقوم فيه العلاقات بين الأفراد على معنى واحد أصيل، وهو: الإخضاع «..فكرة الصياد والفريسة» كملمح من مظاهر البدائية البشرية، وهي شعوب لم تصل إلى هذا الحد مما يسمى بالتحضر إلا بعد أن اجتازت ودون عفوية بل وبكلفة عالية مراحل من قطيعة مع ماضيها البذيء، ومن يتتبع لحظات كبرى في تاريخ الفلسفة الغربية سيجد أن العنف كان هو المادة التي انسلت منها مظاهر الحداثة، فهيجل (القرن الثامن عشر) يرى أن الصراع ومادته العنف هو الذي يوفر للفرد إمكانية التحقق والوجود، بالطبع وفق منطق القوة، بل حتى كارل ماركس المؤسس لنظرية الصراع، كان حاديه في ذلك أنه وبالعنف يسع البشرية أن تصنع مجتمعها الحر، وهذا ما يعرف بالصراع الطبقي، وهو صراع يعتمد العنف كآلية منتجة وفعَّالة، بل إن منطق الغرب الآن في إخضاع كل ما هو غير غربي يعتمد بالأساس على أفحش أشكال العنف ضد الآخرين. هذا ما يتصل بالغرب أما ما يلينا نحن في ثقافتنا العربية، فتراثنا الذي يُقرأ عادة في لازمانه، ويُعمَلُ على تحيينه بالقوة، هو تاريخ مثله مثل تاريخ أي أمة فيه من العنف الكثير ولكنه العنف المتصل بالظاهرة، وحضوره في راهننا هو عين ما يشير إليه بيير بورديو بالنقطة العمياء، ويقصد بأن الترميز في الفعل الاجتماعي هو «اختلاس» غير مرئي لبنية مُغيبة عن التداول لكنها تملك قوتها الدلالية التي تمنح الفعل القدرة على الاتصال والتواصل، وهذه هي البنية المستترة في ظاهرتنا العربية والتي تتغذى عليها عمليات العنف، أي «التراث» فلأننا أمة لا زالت لا تملك الانصراف بعيدًا عن مسرحها المُسَمر في ذاكرتها، فهي تظل باستمرار تعتاش في أزماتها الكبرى على اصطفاء غير نبيل لمجريات تاريخها الثقافي، ودونكم عمليات الاستيداع التي يقوم بها من يمارسون العنف بصورة ممنهجة، وهو استيداع عكسي، أي بدلا عن أن ينطلق من التراث إلى الحاضر، فإنه ينقل هذا الحاضر ويرهنه بالكامل إلى مماثلات له في الماضي المستحضر بإرادة غلاَّبة، هذا الأمر واضح جدا، فالعنف الطائفي في مجتمعاتنا العربية رهين لصراع السقيفة، والعنف الثقافي الهوياتي ابن بكر للحظات التأسيس في تاريخنا الثقافي ولذا فإنه ليس أمام الممتهنين للعنف إلا العودة لإثبات حقيقة نتغيب عنها وهي أننا أمة لا زالت تعيش في علاقة مضطربة مع التراث والواقع، علاقة غير شرعية تتخذ بل تستل من دفتر التاريخ العربي صراعات هي بنت زمانها، لكننا وبسبب غياب الحس التاريخي، وغلونا في تمثيل أنفسنا لزمان غير زماننا، نظل نجذر للعنف ونَمُدهُ بأسباب من ماضينا، أسباب لم نعترف بعد بأنها نتيجة طبيعية لعلاقات بين البنى الاجتماعية التي تصارعت وفق قانونها الخاص حينذاك، وعمليات نقلها إلينا ستظل مستمرة إذا لم نعيد بناء علاقتنا بهذا التراث، أي أن نجعل منه مادة لانتخاب اللحظات المنتجة للبناء لا التخريب، أن نفهم أن للحاضر شروطه، ولا يعني هذا قولنا كما ينادي البعض بالقطيعة مع هذا التراث، فهذا أمر ليس من الممكن بالأساس.

إن دعوتنا ولصالح القضاء على مظاهر العنف في مجتمعاتنا العربية أن نعمل على تجفيف مصادر العنف، والكشف عن البنية الصلبة له. وهي بنية مضمرة في وعينا التاريخي، وسيظل أهم سؤال يواجه مجتمعاتنا العربية والتي تكرست فيها أشكال من العنف الممتد هو: كيف يمكن التغلب على مصادر العنف الاجتماعي التي وفرت لهذا التوحش أسباب البقاء؟ وبعد الكشف عن الهويات المستترة له، سيصبح بالإمكان إيقاف النزيف، وعلاج الجرح في مكمنه.

غسان علي عثمان كاتب سوداني

مقالات مشابهة

  • شراكة بين «دبي لسباق الخيل» و«ذا جوكي كلوب»
  • شراكة بين "دبي لسباق الخيل" و" ذا جوكي كلوب"
  • «الرعاية الصحية» بأسوان تناقش تجهيزات مستشفيات دراو وكوم إمبو
  • “طرق دبي” تفتتح جسرا رئيسا بطول 1000 متر يربط شارعي حصة و الخيل
  • بالطبل والمزمار البلدى.. فنادق الغردقة تشارك الايتام في احتفالات الكريسماس
  • 120 فارسًا يستعرضون مهاراتهم في مهرجان الخيل التقليدي بصحم
  • أمن بنغازي تمنع مظاهر احتفالات رأس السنة
  • في إصلاح الواقع العربي: الكشف عن الهويات المستترة للعنف
  • شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء عربية تشارك شاب سوداني الرقص على أنغام أغنية الفنانة إيمان الشريف وساخرون: (الله أكبر أولادنا مسيطرين)
  • فعاليات متنوعة بمهرجان الخيل التقليدية بولاية صحم