جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-16@10:29:01 GMT

أحلام الواقع

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

أحلام الواقع

 

عائض الأحمد

ضع هدفًا وحلمًا كما تشاء، الواقع يفرض منطقيته حينما تدور العجلة، فلا تسبق الأحداث ولكن أقرأها جيدًا، الفرصة "حدس" وتوقع، فكما تعمل هناك كثيرون، وتفردك قرار تخيلي ينصفه الواقع، حينما تتجرد من فوقية الأنا وتصغي لجسد نحن بكفائه الجمع وجهد الفرد، حتما ستصل.

العشوائية هي ما تراه في طريق أنت من رسم مساره، وليس بالضرورة أن يكون كذلك؛ فالأحكام المسبقة على أعمال الآخرين هي جزء من عشوائية التفكير، وكأن الطريق لم يخلق لغيرك، انتظر النهايات دائمًا قبل إطلاق الأحكام، ومع ذلك أيضًا توخْ الحذر، فإن لم تكن تروقك فهي هدف للآخرين، ربما لم يفصحوا عنه أو هكذا أرادوا.

سُلم الحياة ليس في درجاته فقط، فسقطاته أقوى بكثير من سهولة الصعود، فكم من متشبث يحسن ذلك دون هويه، حتى هوى من عاليه، وهو ينفض عنه تراب الأرض التي حملته ثم أعادته إليها حامدًا شاكرًا إنِّه بلا كسور.

تحدث قليلًا واسمع أكثر، هذا أفضل ما قيل وما سيُقال مستقبلًا، الصمت يعلمك الكلام والثرثرة توقعك في المحظور دون أن تعلم، الفصاحة والأدب والثقافة ليست شيئًا واحدًا لتضعها في سلتك لعرضها في صالونات الأدب لتنال الثناء، فهناك من صمت دهرًا ثم تحدث بإيجاز ولعلها وصلت بلغة الإشارة، انظروا هناك وحسب!

يقال "ادخل حين يهرب الناس واهرب حين يدخلون"، نظرية أو هكذا أراها في أسواق المال والاقتصاد، ولعلها أيضًا تفتح أبوابًا أخرى في صناعة القرار الشخصي حينما يلتف الناس حولك فليس بالضرورة أن تكون على حق دائمًا.

ختامًا.. لو جعلت من نفسك قدوة لكنت أكثر قبولًا من نقد الآخرين، وأنت تقف هنا  تعد سنوات الضياع وهدر الوقت بسرد أخطائهم، ستُقال لمن سخر جُل وقته لتتبع هفوات محيطه، قلناه مرارًا إن فلسفة النقد ليست قرآنًا يا سيدي، تجاوزها متى شئت لا تثريب.

شيء من ذاته: تستبح كياني متهللة الوجه راخية اللثام، جل تغريدها، من أنت؟ ولما أنا؟ كلما زاد بها الشوق نعتتني بـ"نشاز" أوصافها، أعلم ما بها وأين تحط رحالها، قديسة، الأرض موطأها، فائقة الحُسن أقرب الى الأنفاس إن سكنت، مرباعها القلب، وعيناي مهجعها.

سمة: العشاق هم أهل  للشفقة وليس النصح، فلم يعد يجدي نفعًا، فضرره اكبر من نفعه، من رهن نفسه وجعلها حبيسه هواه فلا تلُمه، ولُمْ قلبًا تصحّر ثم اخضرَّ في محبوبه، وحينما أينعت قطافه، فَقَدَ ذاكرة الزمان والمكان وأخجلته الأفعال؛ فطاف بحيها سبعًا وسبعين مرة، وقد ذاق سُم العشق فتخشبت اطرافه، ولم يبق له غير سعاد رفيقة الطفولة وسند خريفها.

نقد: الاختصار سمة العصر لا أريد أن تقف طويلًا، المساحة تحكم الطرح والأفكار يحكمها المكان والزمان معًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نجم النسر الواقع

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم النسر الواقع، ويقع هذا النجم في كوكبة القيثارة، وقد اعتمد عليه العرب في الزراعة وتحديد المواسم، وهو جزء من «مثلث الصيف» الشهير في السماء الذي تمثله ثلاثة نجوم وهي النسر الواقع، والنسر الطائر الذي يقع في كوكبة العقاب، وذنب الدجاجة، ويحتل النسر الطائر المرتبة الخامسة من حيث لمعانه في السماء، وأما من حيث التسمية فكلمة الواقع تعني الهابط، أو الساقط، فجاء هذا الاسم لأن النجم يُرى وكأنه نسر يهبط أو ينقض على فريسته، وهذه التسمية تعكس طريقة العرب في ربط النجوم بالصور التي يتخيلونها في السماء، وهو جزء من إرثهم الفلكي العريق.

ويبدأ هذا النجم بالظهور في فصل الربيع قبل الفجر في نصف الكرة الشمالي، ويصبح واضحًا في الصيف، حيث يكون في أعلى السماء بعد غروب الشمس، ويظهر في نصف الكرة الجنوبي، لكن يكون منخفضًا على الأفق، وأما عن المعلومات الفلكية لهذا النجم فإن قطر النسر الواقع حوالي 2.7 ضعف قطر الشمس، ما يجعله أكبر بكثير من شمسنا، كما أن درجة حرارة سطحه تبلغ حوالي 9,600 كلفن، وهو أكثر حرارة من الشمس التي تبلغ حرارتها حوالي 5,778 كلفن، وبسبب هذه الحرارة العالية، يشع النجم بلون أبيض مزرق، ويبعد عن الأرض حوالي 25 سنة ضوئية ولذلك يعد أحد أقرب النجوم اللامعة إلينا، ولأن الثقافة العربية تحتفي بالكائنات الحية التي تعيش في بيئتها فإنها لم تغفل ذكر هذا الطائر الذي يعد من الطيور الجارحة في أشعارها وأمثالها، ولم تكتف بذلك بل قرنت بين النسر الذي يحلق في السماء وبين نجم النسر، وذكره الشعراء في قصائدهم، فنجد مثلا الشاعر المخضرم الذي عاش في الجاهلية والإسلام الشَّمَّاخ بن ضِرار الذُّبْياني يذكر نجم النسر الطائر والواقع ويجمع بينهما بلفظ «النسران»، فيقول:

قد بيَّن الليل وبُعْدُ الغَيْطان

بيْن المُزَجَّى والنَّجِيب المِعْوَان

مثل المثاقِيل بشِقِّ المِيزَان

كأنَّها وقد تدلَّى النِّسران

وكذلك الشاعر العباسي أبو العلاء المعري يقرن نجم النسر مع نجم السها ويجعلهما شاهدين على الزمان فقال:

سوف ألقى مِن الزمان كما لا

قوا بعُنف لا يستقال ودسر

ولو إني السها أو النسر قد شا

هَدتُ عصرينِ من يغوث ونسر

كما نجد الشاعر ابن الرومي يمدح أحدهم ويقرن نجم النسر بالفرقدين فـيقول:

أنت الذي أنزلتهُ همتُهُ

منزلة الفَرقدين والنسرِ

وأنت فـي عِفَّة السريرة وال

علم شبيه بجدك الحَبرِ

أما في المنظمات الفلكية فنجد الشاعر أبو الحسين الصوفي الذي عاش في العصر العباسي يقول:

لأن تلك النجوم المضيئة

تدفع عنها جهدها الأذية

والنسر أيضًا عاطف عليه

والذئب غير واصل إليه

وقال الشاعر الحافظ ابن حجر العسقلاني، الذي عاش في الزمن المملوكي وهو يمدح رجلين ويثني عليهما ويقول إن النسرين وهما نسر السماء وهو النجم، ونسر الأرض الذي يطير فقال:

لَهفـي عَلى مَن حَديثي عَن كمالهما

يحيي الرَميم ويلهي الحيّ عن سمرِ

اِثنان لم يَرتَق النسران ما اِرتقيا

نسرُ السما إِن يلُح وَالأَرضِ إِن يَطِرِ

وأما الشاعر ابن نباتة المصري الذي عاش فـي العصر المملوكي أيضًا فـيقول فـي مدح أحدهم:

إذا شمت منه طلعةً علويةً

فغالِ الثنا وأرفض سنا الأنجم الزهر

إذا ما علاءُ الدّين حام فخاره

فسل ثم عن نسرِ الكواكب لا النسر

وفي العصر الحديث فقد ذكر هذا النجم الشاعر عبدالباقي العمري الموصلي وقد قرنه بنجم العيوق فقال:

وحضيض القدر لم يرتفع

كعمود الصبح من حيث ارتفع

سقط العيوق والنسر وقع

كما رأينا البدر لما أن سطع

مقالات مشابهة

  • بائع ذرة وأغرب اسم.. محمد رمضان يحقق أحلام البسطاء في مدفع رمضان| أبرز اللقطات
  • الهروب من الواقع
  • صاروخ «الموهوبة» يدمر أحلام شفيونتيك في إنديان ويلز
  • فضل أبو غانم.. “حينما تضعف القبيلة تقوى الدولة” 
  • موقف محرج وشيّال| محمد رمضان يحقق أحلام البسطاء في مدفع رمضان
  • رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| «عائلة الحاج متولي».. حينما أصبح تعدد الزوجات قضية الموسم
  • وزير الرباط وسلا…بنسعيد و “كيليميني” أو حينما يدفع مغاربة الهامش إلى كره السياسة والسياسيين
  • كامل العدد ++.. أحلام عمرو صالح تنهار قبل زواجه بأيام قليلة
  • عايز أحج.. مدفع رمضان يحقق حلم محمد محمود من الإسكندرية
  • نجم النسر الواقع