تتوسط مدرسة فيصل للتعليم السوداني، عدة مدارس مصرية في منطقة المريوطية بمحافظة الجيزة جنوب العاصمة القاهرة، وتضم المدرسة مئات الطلاب السودانيين في مراحل تعليمية مختلفة بدءاً من الابتدائية وحتى الثانوية.

وعلى عكس توقف الدراسة في العاصمة الخرطوم جراء النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ 15 أبريل، فتحت مدرسة فيصل وغيرها من المدارس والمراكز المجتمعية في مصر، أبوابها معلنة انطلاق عام دراسي جديد للطلاب السودانيين في مصر سواء المقيمين أو النازحين.

“الشرق” التقت عدداً من الطلاب والمعلمين في المدرسة، للتعرف على مسار التعليم، وأهم التحديات في ظل توقف الدراسة في الخرطوم وبعض المناطق السودانية.

هبة إبراهيم، مدرسة لغة إنجليزية في المدرسة، قالت إن المدارس السودانية في مصر تلتزم نفس المنهج التعليمي الذي وضعته وزارة التربية والتعليم في السودان، ويُطَبَّق في مدارس السودان، مشيرة إلى أن هناك تحديات باتت تواجه الدراسة هذا العام بسبب ارتفاع عدد الطلاب في الفصول، إذ زاد العدد بنسبة كبيرة وصل إلى 25 طالباً، في الفصل مقارنة بـ10 أو 15 طالباً العام الماضي.

وأضافت لـ”الشرق”، أن بعض الطلاب يتأخرون في الالتحاق بالدراسة، وبالتالي يُعَاد المنهج مرة أخرى حتى يلحقوا بمستوى زملائهم، موضحة أن المدرسة تؤدي دوراً توعوياً ومجتمعياً لدمج الطلاب الجدد مع زملائهم.

وذكرت هبة إبراهيم، بعض المواقف التي حدثت العام الجاري، وحملت طابعاً إنسانياً، منها أن بعض الطلاب الذين التحقوا بالمدرسة متأخرين فوجئوا بوجود طلاب كانوا يدرسون معهم في نفس الفصل بالسودان وهو ما هون عليهم كثيراً مرارة النزوح.

في منطقة ليست بعيدة عن مدرسة فيصل، تقع بعض المراكز المجتمعية التعليمية في أحد شوارع منطقة الهرم، والتي باتت قبلة السودانيين الفارين من جحيم المعارك، لكن هذه المراكز تخلو من وجود مساحات خضراء أو ملاعب، لأنها مجرد وحدات سكنية تحتل طابقاً أو طابقين في عقار سكني، وقسّمت غرفها إلى فصول لاستيعاب بعض الطلاب خاصة غير القادرين على دفع تكاليف الدراسة في المدارس التقليدية.

رشا عثمان، المسؤولة عن أحد المراكز المجتمعية التعليمية في منطقة الهرم، قالت إن المركز لا يقدم الخدمة التعليمية للطلاب السودانيين فقط، وإنما يقدم لهم الدعم النفسي والمعنوي لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع المصري، ومحو آثار الحرب السلبية التي أثرت في نفوس كثيرين من الفارين من جحيم المعارك.

وأشارت رشا عثمان في تصريحاتها لـ”الشرق”، إلى أن عدد الطلاب الملتحقين بالمراكز المجتمعية شهد ارتفاعاً بنسبة تجاوزت 80%، فضلاً عن وجود المئات من الطلاب في قوائم الانتظار، موضحة أنهم ينتظرون توفيق أوضاعهم مع مفوضية شؤون اللاجئين في مصر، بسبب اعتماد هذه المراكز بنسبة كبيرة على بعض المعونات والمنح التي تقدمها المفوضية.

لكن رئيس تجمع المدارس والمراكز السودانية في مصر، عماد ياسين، يقول إن الزيادة وصلت إلى نحو 90% في 200 مؤسسة تعليمية، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف طالب في قوائم الانتظار.

من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم مفوضية شؤون اللاجئين في مصر، كريستين بشاي، إن الوافدين ممن تتراوح أعمارهم بين 3 و17 عاماً، يشكلون 33.5% من إجمالي اللاجئين في مصر، وبالتالي فهم في حاجة ماسة إلى خدمات تعليمية مناسبة.

وأضافت لـ”الشرق”، أن المفوضية توفر للاجئين من دول مختلفة بمن فيهم السودانيون، إمكانية الوصول إلى النظام العام على قدم المساواة مع المصريين، موضحة أنه استناداً إلى الاحتياجات التي حددتها الحكومة المصرية، فإن المفوضية توفر التدريب للمعلمين، وتدعم تجديد المدارس وتوريد المعدات والأثاث وغيرها من الضروريات لمساعدة المنشآت المصرية في استيعاب اللاجئين، علاوة على ذلك، تقدم منحاً تعليمية إلى أسر اللاجئين وطالبي اللجوء الذين لديهم أطفال مسجلون في المدارس الحكومية.

ولفتت بشاي، إلى “مشروع مدارس الشبكة الفورية” الذي يوفر احتياجات الموارد التعليمية للاجئين من خلال تحويل الفصول الدراسية إلى مراكز وسائط متعددة، كما يوفر للاجئين والمعلمين والمجتمعات المضيفة، إمكانية الوصول إلى الأدوات والموارد الرقمية والمحتوى المتوافق مع المناهج المحلية والاتصال بالإنترنت.

لا يتمكن بعض أولياء الأمور من إدخال أبنائهم إلى بعض المدارس؛ بسبب ارتفاع قيمة الرسوم، ويلجأ البعض إلى المراكز المجتمعية التعليمية، نظراً لانخفاض قيمة مصروفاتها مقارنة بالمدارس، فيما يفضل آخرون، الانتظار حتى استقرار الأوضاع في السودان والعودة إلى ديارهم.

وتواجه المدارس السودانية في مصر، تحديات عدة، أبرزها امتحانات الشهادات النهائية خاصة الثانوية العامة، وفي ظل استمرار توقف الدراسة في السودان يبدو أنه لا مجال لعقد امتحانات هذا العام لطلاب الثانوية العامة سواء داخل السودان أو خارجها.

رئيس تجمع المدارس والمراكز السودانية في مصر، قال إن الامتحانات هي أبرز التحديات التي تواجه الدراسة بالمدارس السودانية في مصر، مشيراً إلى أن هناك بعض الخيارات حال استمرار تعليق الدراسة في السودان، ومنها عقد امتحانات الشهادة الثانوية على منهج جنوب السودان الذي يتشابه مع منهج السودان، أو الامتحانات المصرية، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم في القاهرة.

ويوجد 11 ألفاً و500 طالب سوداني مسجلين في المدارس الحكومية المصرية، بحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم.

وأوضح ياسين، في تصريحاته لـ”الشرق”، أن “بقية المراحل التعليمية لن تواجه مشكلة؛ لأن الامتحانات تأتي من السفارة السودانية بالقاهرة، وليست مركزية، ويتم إجراؤها حسب كل ولاية، وبالتالي نفضل الاتجاه أو الانتماء إلى ولايات آمنة”.

تحديات أخرى تشير إليه المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، منها عدم توافر المعايير الخاصة بالمنشآت التعليمية في المدارس السودانية، مثل المساحة الكافية لتلقي الدروس، أو لممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية.

ولفتت بشاي، إلى أن الطلاب يدرسون المنهج السوداني، وبالتالي يجب عليهم دفع الرسوم بالدولار كشرط لدخول امتحان نهاية الشهادات الابتدائية، والإعدادية والثانوية، وهي ما لا تستطيع كل الأسر توفيره خاصة الفئات الأكثر احتياجاً من اللاجئين، علاوة على أن المشكلة القائمة في السودان تؤثر بشكل مباشر على سير العملية التعليمية بصفة مباشرة مع بعد المسافة لارتباط هذه المدارس المجتمعية بالتوقيتات المعلنة لبداية ونهاية العام الدراسي في السودان.

وتفيد إحصاءات مفوضية شؤون اللاجئين، بأن مصر تستضيف 462 ألف لاجئ وطالب لجوء من 59 دولة حتى 19 ديسمبر، يشكلون السودانيون الأغلبية منهم بـ198 ألف شخص مسجل.

والأرقام التي تذكرها المفوضية هي المسجلة لديها فقط، من إجمالي 9 ملايين مهاجر ولاجئ من 133 دولة، بينهم نحو 4 ملايين سوداني، و 1.5 مليون سوري، ومليون يمني، ومليون ليبي، وتشكل الجنسيات الأربعة 80% من المهاجرين المقيمين في مصر، بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة.

الشرق للأخبار

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان الدراسة فی فی المدارس لـ الشرق إلى أن

إقرأ أيضاً:

التربية العراقية تطلق خطة مراجعة شاملة استعدادًا للامتحانات النهائية

أبريل 9, 2025آخر تحديث: أبريل 9, 2025

المستقلة/- في خطوة هامة استعدادًا للامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي، بدأت وزارة التربية العراقية بتنفيذ خطة مراجعة شاملة للمنهاج الدراسي في جميع المراحل الدراسية ببغداد والمحافظات.

هذه المراجعة تهدف إلى تجهيز الطلبة والتلاميذ بشكل أمثل للامتحانات النهائية، حيث تأتي في وقت حساس يسبق فترة الامتحانات، لتضمن تكامل العملية التعليمية وتعويض أي تأخير في المنهاج.

خطة الوزارة: تعزيز الاستعدادات للامتحانات النهائية

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية، كريم السيد، في تصريحات خاصة لـ»الصباح»، إنه تم إطلاق خطة مراجعة شاملة لجميع المراحل الدراسية. تهدف هذه الخطة إلى مساعدة الطلبة في التعرف على طبيعة الأسئلة الامتحانية وآلية حلها. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إجراء امتحانات تجريبية شاملة للتأكد من جاهزية الطلاب، بحيث يتعرفون على النمط والأسلوب الذي ستأتي به الأسئلة، مع توجيه الدعم من الهيئات التربوية لتقديم الإرشادات اللازمة.

وأوضح السيد أن التدريس لا يزال مستمرًا في المدارس التي لم تكمل مناهجها حتى الآن، مع متابعة دقيقة عبر زيارات ميدانية إشرافية تربوية من قبل المسؤولين للاطمئنان على سير العملية التعليمية والتأكد من تنفيذ خطة المراجعة عن كثب.

دروس مجانية للمستوى الضعيف: خطوة جديدة لدعم الطلاب

في إطار المراجعة الشاملة، أعلن مدير عام تربية بغداد الرصافة الأولى، الدكتور فلاح القيسي، عن بدء المدارس في مديريته بتقديم دروس مجانية للطلاب الذين يعانون من ضعف في المستوى الدراسي مقارنة بأقرانهم. تطوع عدد من المدرسين والمعلمين في المدارس الابتدائية والثانوية لتقديم دروس إضافية خلال عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة والسبت) بهدف تحسين مستوى هؤلاء الطلاب وتزويدهم بالدعم اللازم للاستعداد للامتحانات النهائية.

وأشار القيسي إلى أن هذه الدروس ستساعد الطلاب على تعويض ما فاتهم من مواد دراسية، كما تهدف إلى رفع مستواهم الأكاديمي بشكل عام. وأضاف أن هذه الخطوة تهدف إلى ضمان تكامل المنهج الدراسي وتطابقه مع الخطة الدراسية للعام الدراسي 2024-2025، بحيث لا يتأثر الطلاب بأي تأخير بسبب الظروف التعليمية الخاصة بالمدارس التي كانت تعاني من قلة الدروس.

دور الإشراف التربوي في متابعة سير العملية التعليمية

يتوازى مع خطة المراجعة الشاملة دور الإشراف التربوي الميداني، حيث سيتم تنفيذ زيارات ميدانية للاطلاع على سير العملية التربوية في المدارس. هذه الزيارات ستكون بمثابة آلية للتأكد من أن المدارس تقوم بتطبيق خطط المراجعة الشاملة بشكل فعال، بالإضافة إلى ضمان تحقيق الأهداف التعليمية والتهيئة للامتحانات النهائية بما يتماشى مع المعايير التربوية المعتمدة.

خطوات وزارة التربية: رؤية شاملة لتحسين التعليم

إن التحركات التي تقوم بها وزارة التربية العراقية هذا العام تعكس سعيًا حثيثًا لتحسين النظام التعليمي في العراق، وتعكس أيضًا أهمية التركيز على الطلاب الذين يعانون من ضعف أكاديمي لتأهيلهم بشكل جيد للامتحانات النهائية. كما أن إشراك المدرسين في تقديم دروس مجانية والحرص على تعويض أي نقص في المنهاج يعكس اهتمامًا بتأمين تعليم عادل لجميع الطلاب، بعيدًا عن أي فوارق أو تأخير.

الخاتمة: أهمية تحسين العملية التعليمية

تأتي هذه الخطوات في وقت حرج تتزايد فيه المطالب بتطوير التعليم في العراق، حيث يظهر أن وزارة التربية تبذل جهدًا مضاعفًا لضمان استعداد الطلاب للامتحانات النهائية. من خلال متابعة سير العملية التعليمية وتقديم الدعم الإضافي للطلاب المتأخرين في الدروس، تأمل الوزارة في إحداث فارق ملموس في التحصيل الدراسي للطلاب، وبالتالي رفع مستوى التعليم في البلاد.

مقالات مشابهة

  • موعد ظهور نتيجة امتحان الشهادة السودانية 2025 رسميًا
  • جولة ميدانية بمدارس شرق وغرب الفيوم لمتابعة انضباط العملية التعليمية
  • جولة ميدانية بمدارس إدارتي شرق وغرب الفيوم لمتابعة سير انضباط العملية التعليمية
  • 4 قرارات عاجلة لضبط العملية التعليمية في جميع المدارس
  • تركيا.. “عدو اللاجئين” في ورطة كبيرة
  • وزير خارجية السودان يوجه الشكر لمصر على استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين
  • الهوية السودانية بين الغابة والصحراء (2/2)
  • التربية العراقية تطلق خطة مراجعة شاملة استعدادًا للامتحانات النهائية
  • أزهر مطروح يتابع سير العملية التعليمية والاستعدادات لامتحانات نهاية العام
  • قرارات لمجلس الوزراء لصالح الهيئات التعليمية