أعياد الميلاد.. الاحتلال يخنق بيت لحم والطوائف المسيحية تلغي احتفالاتها
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
بيت لحم- يشتد الحصار والخناق على مدينة بيت لحم حيث كنيسة المهد، في الوقت الذي يتعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي وحرب إبادة منذ أكثر من 78 يوما، مما دفع الطوائف المسيحية لإلغاء احتفالاتها بأعياد الميلاد.
كما تعيش مدينة القدس حيث كنيسة القيامة حالة عسكرة شديدة، وحصارا للبلدة القديمة بشكل يعيق حركة المسيحيين فيها.
وتحتفل الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي في أنحاء العالم بأعياد الميلاد يوم الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في حين تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في السابع من يناير/كانون الثاني المقبل.
وأعلنت بلديتا رام الله وبيت لحم، ووزارة السياحة الفلسطينية إلغاء احتفالات هذا العام، في وقت تشير المعطيات الرسمية إلى انعدام السياحة الداخلية والخارجية بفعل الحصار الإسرائيلي، ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يحيط الاحتلال بيت لحم بـ46 بوابة حديدية، ويغلق 30 شارعا بالسواتر الترابية، وتتمركز قواته على حواجز قليلة مفتوحة جزئيا.
حاجز عسكري يربط بيت لحم بالقدس، حيث يمنع دخول أو خروج أي شخص (الجزيرة) رسالة إلى العالميقول المفكر المسيحي، مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم، متري الراهب إن "الكنائس المسيحية وبلدية بيت لحم أعلنت عن إلغاء كافة الاحتفالات المتعلقة بعيد الميلاد، وأضاف في حديثه للجزيرة نت "لا يمكن الاحتفال في زمن تتعرض فيه غزة لعدوان غير مسبوق وتطهير عرقي ممنهج، في ظل اغتيالات للأطفال وقتل للنساء، واستيطان يستشري كالسرطان في الجسم الفلسطيني بالضفة".
وتابع الدكتور أن "كل المدن الفلسطينية محاصرة، وهناك حالة من عدم السلام في أرضنا المقدسة، عيد الميلاد هو عيد السلام، لكن فلسطين تفتقد للسلام والعدالة والحرية، لذلك تقتصر الاحتفالات على الشعائر الدينية، وهي مهمة في هذا الوقت كي تعطي الإنسان الأمل والقوة".
ويقارن المفكر الفلسطيني بين ولادة المسيح وأطفال غزة، مضيفا "رسالة الميلاد هي رسالة فلسطينية بامتياز، فالعائلة المقدسية اضطرت أن تترك مدينتها الناصرة شمالي فلسطين، وتذهب إلى الجنوب حيث بيت لحم ومولد السيد المسيح طفل المغارة في مزود (حوض)، حيث لم يكن لهما موضع في المنزل" موضحا "هذا حال كثيرين من أطفالنا في غزة يولدون اليوم في الخيام والعراء".
ويمضي في التشبيه "في قصة الميلاد نسمع عن الطاغية الملك هيرودوس (74 قبل الميلاد-4 قبل الميلاد) الذي كان يأمر بقتل أطفال بيت لحم، وهذا ما يفعله نتنياهو بأطفال فلسطين".
ويضيف الراهب "قصة الميلاد هي قصة فلسطينية معبرة، تؤكد أن الله مع الحق والعدالة وشعبنا في غزة والضفة الغربية وضد العدوان"، وقال إن رسالة مسيحيي فلسطين لمسيحيي العالم هي "بيت لحم أعطت العالم المسيح، وعلى العالم أن يعطي فلسطين العدالة والسلام".
بيت لحم استقبلت نحو 3.5 ملايين سائح في مواسم سابقة (الجزيرة) إشغال بنسبة صفريشير الناطق باسم وزارة السياحة والآثار الفلسطينية جريس قمصية إلى أن المدن الفلسطينية في الضفة، بما فيها مدينة بيت لحم، تعيش حصارا مشددا منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "حيث يمنع دخول أو خروج أي شخص".
وذكر قمصية أن حركة الطيران الإسرائيلي شبه متوقفة، "مما يعني عدم وصول سياح من الخارج، وتوقفت السياحة الوافدة الأجنبية، وأصبحت المدينة بلا سياح أو حجاج".
وتابع أن "أجواء من الحزن والألم تخيم على نفوس المؤمنين، الذين ينتظرون الميلاد كبارقة أمل، وفرصة للصلاة من أجل السلام في العالم"، وأضاف أن "الميلاد هذا العام يأتي في ظرف حزين جدا نتيجة هذا العدوان على غزة، وبالتالي كان قرار الكنائس في فلسطين بالاقتصار على المراسم الدينية وإلغاء الاحتفالات".
وبالمقارنة مع عام 2019، حيث كانت الأوضاع مستقرة إلى حد ما، يقول الناطق الإعلامي إن بيت لحم استقبلت نحو 3.5 ملايين سائح، في حين استقبلت عام 2023 مع بداية عودة السياحة مع انتهاء جائحة كورونا (كوفيد-19) نحو 2.3 مليون سائح.
أما عن العام الحالي، فأشار إلى أن التوقعات كانت تدور حول 3.5 ملايين سائح، وصل منهم نحو 2.5 مليون سائح، وكان يتوقع وصول نحو مليون سائح في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، لكن عدوان الاحتلال أوقف حركة السياحة بالكامل.
وأشار إلى أن نسبة إشغال الفنادق في بيت لحم، وسعتها نحو 10 آلاف سرير، كانت في الظروف العادية تصل إلى 100%، لكنها اليوم 0%، مما كبد قطاع السياحة نحو 2.5 مليون دولار يومياً.
تغطية صحفية: "مجلس رعوي كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك برام الله: ندين ونستنكر زيارة رؤساء الكنائس المسيحية في القدس لرئيس الاحـــتـلال بحجج واهية وأعذار مشينة، في ظل المجازر الإسرائيلية بحق شعبنا والصمت العالمي المخزي. هذه اللقاءات ومثيلاتها لا تعبر عنا ولا تمت لنا بصلة، ونطالب… pic.twitter.com/CvGXzK3UhL
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 22, 2023
شجب واستنكارندد مجلس رعوي كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك برام الله الجمعة بلقاء رؤساء الكنائس المسيحية في القدس بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، يوم الخميس، وهو لقاء يعقد دوريا كل عام قبيل عيد الميلاد ورأس السنة.
وأضاف المجلس في بيانه "في ظل المجازر التي تنتهك بحق شعبنا الفلسطيني في غزة، والصمت العالمي المخزي، يقوم رؤساء الكنائس المسيحية في القدس بزيارة للرئيس الإسرائيلي في ديوانه، تحت حجج واهية وأعذار شائنة".
وتابع المجلس "نحن، كمجلس رعوي كنيسة رام الله للروم الملكيين الكاثوليك، وكجزء من الشعب الفلسطيني الأصيل، الذي ناضل ويناضل من أجل تحرير بلاده وعاصمتها القدس، نستنكر ونشجب مثل هذه اللقاءات التي لا تعبر عنا، ولا تمت لنا بصلة".
ويقدر تعداد مسيحيي فلسطين بنحو 2.3 مليون نسمة أغلبيتهم المطلقة تقيم خارج فلسطين، منهم نحو 45 ألفا فقط في الأراضي المحتلة منذ عام 1967 بينهم 40 ألفا في الضفة، و4 آلاف في القدس، ونحو ألف في قطاع غزة، في حين يقيم نحو 114 ألفا داخل أراضي الـ48.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الکنائس المسیحیة بیت لحم
إقرأ أيضاً:
سفيرة فلسطين لدى السويد تطالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه
ستوكهولم - صفا
طالبت سفيرة دولة فلسطين لدى السويد رولا المحسين، تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومحاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على جرائمها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني والمعتقلين.
جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين مع البرلمان السويدي بحضور عدد من البرلمانيين من مختلف الأحزاب، والسلك الدبلوماسي المعتمد لدى ستوكهولم، وممثلي المنظمات الدولية والمؤسسات السويدية المتضامنة مع شعبنا، والجالية الفلسطينية بالسويد، وبمشاركة رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس عبر تقنية الزووم.
ودعت المحيسن، إلى تسليط الضوء بشكل أكبر على قضية المعتقلين في سجون الاحتلال، واتخاذ ما يلزم من أجل الوقوف على معاناتهم.
من جهته، تطرق فارس إلى واقع الحركة الأسيرة، وتصاعد انتهاكات بحقهم خاصة منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، داعياً المؤسسات الدولية إلى بذل كل الجهود من أجل الاطلاع على أوضاعهم المأساوية.
كما أشار إلى الجهود المبذولة قانونياً وعلى المستويين الدولي والشعبي لإيصال قضية المعتقلين للعالم، مطالبا بمحاسبة المسؤولين والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين.
من جانبها، دعت زعيمة حزب اليسار السويدي نوشي دادغوستار، إلى محاسبة "إسرائيل" على جرائمها بحق شعبنا، والإفراج الفوري عن المعتقلين في سجون الاحتلال، ووقف العدوان على قطاع غزة.
أما مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في منطقة دول الشمال الأوروبي مونس مولاند، عرض تقرير حول التعذيب الذي تعرضت له الطواقم الطبية في قطاع غزة، مبيناً كافة أساليب التعذيب المخالفة لحقوق الإنسان.