حياة العيسوي: التأسِّي بالسنة النبوية يؤدي إلى تربية علمية ناجحة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
اختتم الجامع الأزهر الشريف، الموسم التاسع من برامجه الموجهة للمرأة، اليوم السبت، والتي تأتي تحت عنوان: “دور التربية الإيمانية في تحصين الأبناء من الانحرافات السلوكية”.
وجاءت الحلقة الختامية من الموسم التاسع، تحت عنوان: "أهمية الدعم النفسي للأبناء"، وحاضر فيها كلٌّ من د. منال الخولي، أستاذ علم النفس وعميد كلية التربية للبنات جامعة الأزهر، و د.
وقالت د. منال الخولي: إن الرفق والدعم من أهم قواعد التربية المتوازنة، وأن التقصير فيهما أو الخروج عنه خلل كبير في التربية يقود إلى الإخفاق، فعدم تحقيق الأهداف والصعوبات في التعلم والحياة والشعور بالعجز وعدم الأمان ، والقلق الدائم من الغير ومن المستقبل وتدنّي تقدير الذات والشعور بالذنب وضعف شخصية الأبناء، والغضب والعدوان والاغتراب عن الواقع والعزلة الاجتماعية وتشوه صورة العالم ومشكلات الانتباه والذاكرة والتعلم، تحتاج إلى معالجة فورية من قِبل الوالدين.
وبيّنت أستاذ علم النفس، أن هناك أساليب كثيرة لدعم الأبناء نفسيا تتلخص في التربية بالرفق ومراعاة التعاطف والكلمة الطيبة ودراسة الكلمات التي يسمعها الابن حتى سن المراهقة، ومراعاة الابتسامة والاجتماع على مائدة الطعام؛ فمثلا إذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه، فلا نجلس في مكانين متباعدين، بل يكون ذلك بالتوجيه المباشر مع استخدام التعزيز والتشجيع المناسب للسلوك الطيب ويعتبر حديثه ﷺ " يا غلام سم الله ، وكل بيمنك ، وكل مما يليك" ، من أساليب التوجيه المباشر قبل أن يتحول السلوك الخاطئ إلى عادة يصعب علاجها، وكذا استخدام أسلوب القصة، وتعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بحرية للوصول إلى ما يمكن أن نسميه توكيد الذات، فلا يمكن أن تؤكد ذاتك بغير تعبير طليق عن مشاعرك وعن حقوقك الإنسانية.
من جهتها أكدت د. هبة عوف عبد الرحمن، أن الجانب الروحي في الإسلام يُمثل دعمًا نفسيًا كبيرًا، يستطيع المُسلم من خلاله تجاوز العديد من المُشكلات التي يُعاني منها العالم اليوم، والمُتمثلة في الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والوساوس والشعور بوهن العزيمة، وانشغال البال بالأفكار السيئة، من غير أن يكون هناك خلل عضوي يتسبب في ذلك، ويبدأ في اجتناب هذه المُشكلات النفسية مُنذ سن مُبكرة، فأبناؤنا مكَّون قابل للتشكيل والتقويم مادام في مراحله الأولى من حياته، كما أنهم قابلين للتأثر من جميع المؤثرات التي تُحيط بهم، فتتراكم في ذاكراتهم شتى المواقف السلبية والإيجابية، وتتلاقى مع مكوناتهم النفسية ونتاج العملية التربوية التي يتعرضون لها.
وأضافت د. هبة عوف عبدالرحمن، أن الأطفال يولدون على الفطرة الطاهرة النقية، ثم يتأثرون بيئيًا بما يُلاقون من المُجتمعات من حولهم ومن المُربين من الآباء والأمهات، قال رسول الله ﷺ: "ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ"، فمن هنا كانت أهمية الدعم النفسي للأبناء، إذ إنه يُمثل الإطار الأول الذي تتشكل على اعتباره شخصية الأبناء، وتترسخ على إطاره صفاتهم، والدعم النفسي للأبناء يكاد يكون أهم من الصحة البدنية، إذ إنه يصحح القلب ويطهر الصدر، وتُصبح الصحة البدنية أفضل، ويقبل الابن على السلوك القويم، وينصرف عن الانحرافات بشتى أشكالها، مما يجعل المُجتمع مُجتمعًا قويمًا.
وأكدت د. حياة العيسوي، أن السيرة النبوية الشريفة زاخرة بمواقف تربوية عملية عديدة تحتاج من الأمهات والآباء وسائر المربين وقفات للتأمل بقصد التأسي والاقتداء والاهتداء إلى تربية علمية سليمة وناجحة تحفظ للنشء حقوقه المعنوية والمادية حتى ينجح في دنياه كما نجح المتميزون ويفوز في أخراه بالقرب كما فاز المقربون.
واستشهدت بقول الله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، فما أشدَّ حاجة أطفالنا اليوم إلى الاهتمام بوجهة نظرهم، واحترام رأيهم، وإتاحة الفرصة لهم لإبداء ما يجول بخواطرهم، فينبغي إشعار الأطفال بأهمية رأيهم حتى تكون لديهم شخصية قوية، وثقة في أنفسهم ، ومن تجليات الاحترام لشخصياتهم مصاحبتهم وإعطائهم حقهم في مجالسة الكبار فيتعلموا الرجولة واللباقة والأدب الاجتماعي وحسن التواصل.
كما استشهدت د. حياة العيسوي، بحديث المصطفى ﷺ حين أُتِىَ النَّبِىُّ ﷺ بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ فَقَالَ: “يَا غُلاَمُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأَشْيَاخَ”؟ قَالَ: مَا كُنْتُ لأُوثِرَ بِفَضْلِى مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ" فما كان من المربي العظيم ﷺ أن يكسر خاطر الطفل، ويُهمل أحاسيسه البريئة، فاستأذنه أن يبدأ بمن هو أكبر منه - تقديرا لهم-، والطفل عن يمينه، والشيوخ عن يساره، والسنة البدء باليمين؛ لذا طلب النبي الكريم ﷺ رأي الولد في أن يبدأ بتقديم الماء للكبار؛ فأتاح له بذلك الاستئذان؛ فكان رد هذا الطفل بأن رفض التنازل عن حقه؛ ليفوز بشرف الشرب من يده الشريفة ﷺ، فلبى طلبه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الازهر الازهر الشريف الدعم النفسى التربية من الم
إقرأ أيضاً:
اختتام مخيم أحور الطبي في أبين: 200 عملية ناجحة لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات
شمسان بوست / خاص:
اختتم مخيم أحور الطبي في مديرية أحور بمحافظة أبين، الذي أُقيم لإجراء عمليات سحب المياه البيضاء وزراعة العدسات، بنجاح كبير وسط إقبال واسع من المستفيدين واحتياج ملحوظ في المنطقة، وذلك بتنفيذ مستوصف العين التخصصي بقيادة الدكتور صالح حسن زين.
حيث تم إجراء 200عملية ناجحة خلال أيام المخيم، ما أتاح الفرصة للعديد من المرضى للحصول على العلاج اللازم واستعادة قدرتهم على الرؤية.
وقد تم تدشين المخيم يوم الجمعة 20 ديسمبر بحضور الدكتور صالح الثرم، مدير عام مكتب الصحة بمحافظة أبين، ومدير عام مديرية أحور، ومدير مكتب الصحة في المديرية، بالإضافة إلى أحمد الدحدح الجفري، القائم بأعمال مدير مستشفى أحور.
وعبّر الحضور عن تقديرهم للجهود المبذولة لإنجاح هذا المخيم الطبي الذي ساهم بشكل كبير في تحسين الحالة الصحية للعديد من المواطنين في المديرية والمناطق المجاورة
ونتيجة للنجاح الكبير الذي حققه المخيم، قدم القائمون عليه الشكر والتقدير لكل من ساهم في تنظيمه وإنجاحه، رغم التحديات التي واجهت العمل. وأثنى القائمون على دور أبناء أحور ومكتب الصحة بالمديرية و موظفي مستشفى أحور في توفير الدعم اللازم لإنجاح هذه المبادرة الإنسانية.
وقد تم تنفيذ المخيم من قبل مؤسسة العيون الطبية وبمشاركة طاقم مستوصف العين التخصصي مع تمويل من منظمة “Pure Hands” التي قدمت الدعم المالي والتجهيزات اللازمة لإجراء العمليات.
يأتي هذا المخيم في إطار جهود تحسين الرعاية الصحية في محافظة أبين وتوفير العلاج للمواطنين الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى الخدمات الطبية المتخصصة.
للمزيد من المعلومات أو للاستفسار، يمكن التواصل مع مستوصف العين التخصصي في عدن – حي عمر المختار عبر الأرقام التالية:
ت: 02 380 875
77 309 8193