لجريدة عمان:
2024-12-18@02:05:28 GMT

فلسفة السلام مع إسرائيل.. ووهم «حل الدولتين»

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

فلسفة السلام مع إسرائيل.. ووهم «حل الدولتين»

أحد أهم الأسئلة التي على العرب الحصول على إجابة دقيقة عليها يتمثل في: هل «حل الدولتين» كان، وما زال ممكنا؟ أو أنه كان، وما زال خيارا من أجل تبرير بعض المسارات السياسية في المنطقة منذ أوسلو وحتى اتفاقيات أبراهم في عام ٢٠١٩؟ الإجابة على هذا السؤال مهمة جدا في هذا المنعطف التاريخي التي تمر به القضية الفلسطينية والذي تمارس فيه إسرائيل أحد أبشع عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ.

وتحتاج الإجابة على هذا السؤال إلى فهم فكر الدولة «اليهودية» والأيديولوجية التي قامت عليه.

كان حل الدولتين أحد أهم بنود اتفاقية أوسلو «١٩٩٣» وكان من المنتظر، وفق الاتفاقية، أن تعلن في عام ١٩٩٩، ثم قررت اللجنة الرباعية في ذلك الوقت تأجيلها إلى عام ٢٠٠٥.. لكن بعد ثلاثة عقود لم ترَ الدولة الفلسطينية النور، بل إن الأراضي التي كان من المفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية قد تآكلت بفعل بناء المستوطنات الإسرائيلية.

ولا يبدو منطقيا أن الدولة الفلسطينية المستقلة التي عاصمتها القدس الشرقية يمكن أن تعلن وفق مسارات أوسلو؛ لأن أوسلو تفترض مسارا تفاوضيا سلميا وهذا ما يمكن مع جميع الحكومات الإسرائيلية. لكن هناك عائقا أهم بكثير من العائق السياسي الذي يحول دون الوصول إلى حل الدولتين.. إنه العائق الأيديولوجي الذي تؤمن به إسرائيل «اليهودية».

تعود جذور مفهوم «الدولة اليهودية» إلى الأيديولوجية الصهيونية التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر كرد فعل على انتشار معاداة السامية والرغبة في إقامة وطن قومي «للشعب اليهودي»، وتطور المفهوم في الثقافة اليهودية منذ ذلك الوقت إلى إعلان قيام «دولة» إسرائيل في عام 1948، ورغم التحولات التي شهدتها المنطقة وما صاحبها من حروب دامية بين العرب وإسرائيل منذ ١٩٤٨ ومرورا بحرب ١٩٥٦ وحرب ١٩٦٧ وحرب ١٩٧٣ والحروب المحدودة الأخرى التي لم تتوقف أبدا إلا أن إيمان أغلب الإسرائيليين ما زال يدافع عن فكرة دولة يهودية أوسع تشمل كامل أرض «فلسطين» التاريخية (من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط). صحيح أن هناك فئات تدعم فكرة التعايش وترحب بفكرة حل الدولتين إلا أن هذه الفئة تبقى بسيطة ولا تملك سلطة سياسية ولا حتى سلطة ثقافية معتبرة قادرة على تغيير السرديات التي يؤمن بها اليهود.

ولذلك يواجه خيار حل الدولتين الكثير من التحديات البنيوية التي تبدو في المسارات السياسية والتفاوضية مستحيلة الحل، فكيف يمكن عبور تحدي التفسيرات اليهودية لسردية «الحدود الوطنية الإسرائيلية»؟! وكيف يمكن إقناع الكثير من مكونات الدولة اليهودية المتأثرين بالأيديولوجيات الدينية والقومية بفكرة التنازل عن السيطرة على أجزاء من «الأرض التاريخية» والتي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.

وخلال الحرب الجارية الآن كرر نتنياهو رفضه لاتفاقية أوسلو عشرات المرات واعتبرها توقيعها خطأ استراتيجيا كبيرا، وقبل أيام نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤولين إسرائيليين طلبهم من الرئيس الأمريكي بايدن التوقف عن الحديث العلني عن مسار حل الدولتين.

ومن نافل القول إن الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة لا يمكن أن يفهم منها أي رغبة أو توجه إسرائيلي، على المدى القريب أو المتوسط، نية الذهاب إلى خيار حل الدولتين أو أي مستوى من مستويات السلام.

وفي مقابل ذلك فإن إسرائيل اختارت مسارا آخر هو مسار التطبيع المنفرد مع الدول العربية، وهو مسار يتجاهل فلسطين تماما ليس بدءا باتفاقية كامب ديفيد وليس انتهاء باتفاقية أبراهم التي وقعت في عام ٢٠١٩. ولو كانت إسرائيل تضع في اعتبارها حضور القضية الفلسطينية في علاقات التطبيع التي برمتها مع بعض الدول العربية لراعت ذلك خلال هذه الحرب الإجرامية التي تشنها على قطاع غزة والتي حصدت حتى الآن أرواح أكثر من ٢٠ ألف فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء إضافة إلى آلاف ما زالوا حتى اليوم تحت الأنقاض.

لذلك لا يمكن أن نتصور بكل المقاييس الأيديولوجية أو السياسية أن ترضخ إسرائيل لخيار حل الدولتين.. اللهم إلا إن حدث ذلك في مسار تفاوضي يعقب مواجهة عسكرية تستطيع أن تكبد إسرائيل فيها خسارة استراتيجية كبرى، وإلا فإن الفلسفة التي تقوم عليها دولة إسرائيل في كل أبعادها لا تعترف بالسلام أبدا ولا تعترف لفلسطين بدولة وعلى هذا الفهم لا بد أن تقوم استراتيجية المواجهة بين العرب وإسرائيل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حل الدولتین إسرائیل فی فی عام

إقرأ أيضاً:

“التعاون الإسلامي” يوثق زيادة استهداف إسرائيل للمدارس في الأراضي الفلسطينية

وثق المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه المدارس التي تؤوي النازحين وبخاصة في شمال قطاع غزة، وذلك خلال الفترة بين 10 – 16 ديسمبر 2024.

وسجّل المرصد على نحو غير مسبوق، استهداف 7 مدارس في سبعة أيام، ثلاث منها تؤوي نازحين؛ في مدينة غزة – شمالًا – كما قصف مدرسة عويضة في بيت حانون، شمال شرق القطاع، ومدرسة أحمد عبدالعزيز في خان يونس – وسط – ومدرسة أبو عاصي التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، “الأونروا”، بالإضافة إلى قصفه وإحراقه مدرسة في بيت لاهيا – شمالًا – وطرد النازحين منها.

كما قامت قوات الاحتلال بنسف مبان في شمال القطاع، ومبنى البلدية في دير البلح واقترفت مجازر في مخيم النصيرات وخيام النازحين في خان يونس، وبلغ مجموع المجازر التي اقترفها الاحتلال في الفترة المذكورة “26” مجزرة، كما بلغ عدد الجرائم على مدى 7 أيام “2018” انتهاكًا شمل كل المناطق الفلسطينية.

ويأتي استهداف المدارس بهدف ترويع النازحين الذين لاذوا بها بغية تهجيرهم قسريًا من أماكنهم، في الوقت الذي أصدرت فيه إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، 66 أمرًا بالتهجير القسري لمناطق أخرى في القطاع شمل 87% من غزة، وتضم 150 حيًا سكنيًا، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة والذي أكد أن 80% من القطاع لا يزال خاضعًا لهذه الأوامر.

وسجّل مرصد المنظمة “272” شهيدًا في قطاع غزة على مدى الأيام السبعة الماضية، و”845″ جريحًا، فيما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 16 ديسمبر 2024، “45840”، وبلغ عدد الجرحى “113212”.

وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، قتلت قوات الاحتلال خلال الفترة المذكورة، 5 فلسطينيين، واعتقلت “185” آخرين، وأصدرت أوامر بمصادرة أراضٍ في بلدة أبو ديس في القدس، ومساحات أخرى خلف الجدار العنصري في سلفيت، بالإضافة إلى مصادرة 54.79 دونمًا من الأراضي التابعة لبلدتي قطنة وبدو الواقعة خلف الجدار العازل، وأراضٍ لصالح توسيع شارع ممتد من مستعمرة “غوش عتصيون”، وأراض أخرى خلف الجدار في منطقة خلة سمعان لإنشاء محطة للحافلات للمستوطنين.

وهدمت قوات الاحتلال “12” منزلًا في القدس والخليل وبيت لحم ونابلس، فيما استولى المستوطنون على منزل في بلدة سلوان في القدس، ودمر جيش الاحتلال بئري ماء وشبكة الكهرباء و15 حظيرة ومخزنا في نابلس وسلفيت والقدس، وجرفت أراض زراعية ومحاصيل ودمرت شبكات ري قرب الخليل ونابلس وأريحا، وصادرت جرافة وجرارًا زراعيًا في رام الله ومدحلة وصهريج مياه في الخليل.

اقرأ أيضاًالعالممبعوث الأمم المتحدة: سوريا بحاجة إلى مساعدات “إنسانية فورية

وحاصرت في مخيم العروب في الخليل، مدرسة العروب الثانوية للبنين، ومنعت طلاب المدرسة من دخولها قبل أن تخليها، كما أخلت إدارة مدرسة عورتا الثانوية للبنين، ودهمت مدرسة بنات جبع الثانوية.

في غضون ذلك، بلغ عدد هجمات المستوطنين على قرى الضفة الغربية، “38” هجمة مسجّلة في أسبوع، حيث اقتحموا منطقة جباريس، وأضرموا النار في غرفة سكنية، وردموا بئرًا لجمع المياه، ودهس مستوطن بمركبته طفلًا فلسطينيًا في نابلس، واقتلع مستوطنون أشجارًا وقطعوا أغصانًا أخرى في قرى ياسوف وقراوة بني حسان بسلفيت والسموع في الخليل وبيت فوريك في نابلس، واقتحموا أراض زراعية وسرقوا معدات زراعية.

كما سرقوا 25 بقرة في الأغوار الشمالية و17 رأس غنم قرب نابلس، و40 خلية نحل في طوباس.

وبلغ عدد الأنشطة الاستيطانية في أسبوع “5” أنشطة، تراوحت بين نصب الخيام والبيوت المتنقلة على أراضي بيت لحم ورام الله لتوسيع بؤرهم الاستيطانية وجرفوا أراض يمتلكها فلسطينيون بهدف شق شوارع استيطانية؛ كما استولى مستوطنون على أراض بوضع اليد في بلدة الظاهرية.

مقالات مشابهة

  • “التعاون الإسلامي” يوثق زيادة استهداف إسرائيل للمدارس في الأراضي الفلسطينية
  • أبو الغيط لوفد "الشيوخ الفرنسي": الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة لحل الدولتين
  • خبير مصري: ترامب سيرسي السلام في المنطقة والقاهرة أقنعت حركة الفصائل الفلسطينية بإبداء مرونة في المفاوضات
  • الخارجية الفلسطينية تطالب مجلس الأمن الدولي بوقف حرب الإبادة والتهجير وحماية حل الدولتين
  • يهود سوريا يأملون تحرك الحكومة الجديدة نحو السلام مع إسرائيل
  • إعلام إسرائيلي: صفقة الأسرى قد تستكمل بعد الأعياد اليهودية خلال أسبوعين
  • أميركا تطلب موافقة إسرائيل لمساعدة السلطة الفلسطينية عسكرياً
  • أسلحة الذكاء الاصطناعي ووهم سيطرة البشر
  • إسرائيل تبحث تفككا محتملا للسلطة الفلسطينية
  • ماريان جرجس تكتب: مصر.. كوبنهاجن.. أوسلو.. دبلن