تقرير لـ«وفا» يكشف: الأمراض تفتك بأطفال غزة بسبب التلوث وسوء التغذية
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
لم يكُف الطفل «حامد الزين»، ابن العامين ونصف، عن الأنين، وكأنه لا يستطيع البكاء، وهو يرمي برأسه وعينيه الذابلتين على كتف والدته، التي تحمل «تذكرة فحص دم» في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وسط قطاع غزة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
طفل فقد نصف وزنهلم تتجه «أم حامد» إلى المختبر داخل المستشفى بشكل مباشر، بل أخذت طريقاً التفافياً تجنباً للمجاري التي طفحت وتجري في ساحة المستشفى، وقالت إن طفلها يعاني من أزمة معوية منذ زهاء الشهر، بسبب سوء التغذية وتلوث المياه والبرد.
وأضافت الأم الفلسطينية أن طفلها لا يتناول الطعام إلا بعض الخبز، وقليل من الزعتر أو «الدُّقة»، وهي مسحوق قمح محمص مع ملح، بشكل يومي، فما كان معها من مال نفد، ولا تستطيع شراء طعام، ولا مغيث حولها، وتابعت بقولها: «ابني فقد نصف وزنه، كان حوالي عشرة كيلوجرامات، والآن 6 كيلو فقكط، بسبب التلوث أيضا وسوء الأكل».
وأكدت أن القاطنين في البيت، الذي تتخذ منه مأوى لأسرتها الصغيرة، حريصون كل الحرص على النظافة، لكن شح الماء هو السبب الرئيسي في التلوث.
وقالت «أم حامد» أنها هربت وعائلتها من بلدة جباليا، شمال غزة، أواسط أكتوبر الماضي، وتقطن الآن في بيت أحد الأصدقاء مع عشرات العائلات الأخرى.
وأضافت بقولها: «نحن عائلة بخير، لدينا أموال وأملاك، لكننا هربنا تحت القصف من جباليا، ولم نأخذ معنا شيئاً، لا ملابس ولا مال، ولا نستطيع شراء ما يلزمنا من ملابس وطعام صحي وأدوية».
النزلات المعوية والالتهابات الصدرية الأكثر انتشاراً بين أطفال غزةفي قسم الأطفال المزدحم في المستشفى، لم يكن لدى أخصائي الأطفال، الطبيب وائل شحادة، وقتاً للحديث، فهو ينتقل من غرفة لغرفة وبين الأسرّة التي ملأت ممرات المستشفى، وبالكاد اقتنص دقيقة للحديث، وقال إن أكثر الأمراض انتشاراً بين الأطفال في هذه الآونة هي النزلات المعوية والالتهابات الصدرية.
وأضاف أن القسم كان يتعامل يومياً مع زهاء 70 حالة، قبل السابع من أكتوبر، بينما يستقبل في هذه الآونة زهاء 350 حالة.
وكشف أن معظم الحالات من بيوت الإيواء، حيث التزاحم هناك يسبب انتشاراً سريعاً للعدوى، وأيضاً شح الماء يسبب قلة نظافة، ما يخلق بيئة خصبة للبكتيريا والفيروسات، إضافة إلى سوء التغذية والبرد، بحسب الطبيب «شحادة».
أمراض تنهش أجساد الأطفالعلى باب غرفة الطبيب الأخصائي بالمستشفى عدد من النسوة والرجال، جلسوا يحملون أطفالهم في أحضانهم، بانتظار دورهم في الكشف.
أوصل ممرض أنبوب محلول تغذية في ذراع الطفلة «فاطمة وسيم صالح»، ابنة الأربعة أشهر، فيما كانت تبكي لسبب غير مفهوم وهي في حضن والدتها، ويحاول والدها أن يداعبها لكن دون استجابة.
وقال والدها «وسيم» إن طفلته تعاني من إسهال منذ أسبوع على الأقل، وواضح أنها فقدت الكثير من وزنها، وأشار إلى أن الإسهال سبب الجفاف، لاسيما وأنها فطمت نفسها ولم تعد تقبل الرضاعة الطبيعية لسبب غير معروف.
أما «بسنت شنغان»، نازحة من بيت لاهيا شمال غزة، فتقطن في إحدى خيام النزوح في الباحة الأمامية للمستشفى، جاءت بابنها «يوسف»، ابن الست سنوات، الذي لم يستطع الوقوف على قدميه من البرد والتعب.
تحاول «بسنت» مساعدة طفلها في الوقوف على قدميه وهو يرتجف، ويصر على التمدد على البلاط في مدخل المستشفى.
وتقول «بسنت»، أم لـ4 أطفال، إن ابنها «يوسف» يعاني من نزلة معوية، وابنتها «نجمة»، 8 سنوات، تعاني من أمراض جلدية بسبب سكنها في خيمة بجانب كومة من القمامة، وسط شح الغذاء والماء والدفء.
وكان الناطق باسم وزارة الصحة بقطاع غزة، أشرف القدرة، قد طالب المؤسسات الأممية بالعمل على توفير المياه والغذاء الكافي والرعاية الصحية المناسبة في مراكز الإيواء لأكثر من 700 ألف طفل، و50 ألف سيدة حامل، و1100 مريض غسيل كلوي، وآلاف الجرحى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة اطفال غزة
إقرأ أيضاً: