ساحة جامع الفنا بمراكش.. حركة سياحية نشطة تزداد وتيرتها مع اقتراب احتفالات رأس السنة الجديدة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
تشهد ساحة جامع الفنا التاريخية بمراكش خلال دجنبر الجاري حركة سياحية نشطة، بفضل الإقبال المتزايد للسياح من مختلف الجنسيات وكذا المغاربة على الوجهة السياحية الأولى بالمملكة ولاسيما مع اقتراب احتفالات رأس السنة الجديدة.
واستطاعت ساحة جامع الفنا، المدرجة ضمن التراث الثقافي اللامادي لليونسكو منذ 2008 والتراث العالمي منذ 1985، استعادة حيويتها ونشاطها المعهودين على مدار السنة في ظرف قياسي، بعد تأثر المدينة الحمراء بزلزال الثامن من شتنبر الماضي الذي ضرب إقليم الحوز وعددا من المناطق بالمملكة، وهو ما يتجسد من خلال الحركية الدؤوبة التي تعرفها الساحة طيلة اليوم صباحا ومساء حيث تعج بالزوار من مختلف المشارب والأعمار الباحثين عن اقتناص لحظات ممتعة وسط هذا الفضاء الأسطوري.
وغالبا ما تسجل ساحة جامع الفنا بشكل خاص والمدينة الحمراء بشكل عام خلال الأسبوعين الأخيرين من السنة الحالية، زيادة ملموسة في وتيرة توافد السياح الأجانب والمغاربة، لما أضحت تتميز به المدينة الحمراء من إشعاع على المستوى العالمي باعتبارها من الوجهات السياحية المتميزة.
وتعتبر هذه الفترة الممتدة من الأسبوع الثالث من شهر دجنبر إلى غاية الأسبوع الأول من يناير، من بين فترات الذروة من ناحية مستوى إقبال السياح الأجانب والمغاربة على المدينة الحمراء، قاسمهم المشترك قضاء أوقات ممتعة خاصة بساحة جامع الفنا وسط أهازيج ورقصات وموسيقى متنوعة تمثل ألوان فنية عدة منها “الروايس” و”عيساوة” والطرب الشعبي و”الغيوان”، فضلا عن مساهمة الحكواتيين في تنشيط هذا الفضاء المؤثث بمطاعم مفتوحة تقدم أشهر وأشهى الأكلات المغربية التي يهيم المتذوق بين طعمها ونكهاتها المتفردة.
وتعتبر ساحة جامع الفنا من المعالم التاريخية والحضارية المتميزة على الصعيد الوطني وعنوانا لإشعاع الوجهة السياحية الأولى بالمملكة التي أضحت خلال السنوات الأخيرة الوجهة السياحية العالمية المفضلة للعديد من الشخصيات العالمية المرموقة من عوالم المال والأعمال والرياضة والثقافة والفن وغيرها، لقضاء عطلة رأس السنة وسط أجواء من الفرجة التي تملأ فضاءات هذه الساحة التي تعكس غنى وتنوع التراث الثقافي والفني والحضاري للمملكة.
وتستهوي ساحة جامع الفنا بالمدينة القديمة لمراكش بصخبها المعهود الذي تزداد وتيرته كلما دنت الشمس من الغروب، الزائرين لاكتشاف والاستمتاع بما ي قدم بها من عروض شيقة من الفرجة ينتقل عبرها السائح من “حلقة” إلى أخرى ومن نوع فرجوي إلى آخر (ترويض الأفاعي والقردة وفن الحكي، الفلكور)، مما يبرز الدور الذي اضطلعت به هذه الساحة عبر العصور، في حماية والحفاظ على التراث اللامادي والشفوي الغني والمتفرد للمملكة والذي يحمل في طياته أسمى صور التعايش السائد بين مختلف مكونات الشعب المغربي.
ويحرص رواد الساحة على أن تكون جامع الفنا في مستوى هذا الحدث السنوي الذي تتحول فيه مراكش إلى قبلة للسياح، وملاذا للعديد من الشخصيات المرموقة مما يعزز من إشعاع المدينة على المستوى العالمي.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: المدینة الحمراء ساحة جامع الفنا
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. فرص واعدة للاستثمارات السياحية
تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها كوجهة رئيسة للاستثمار السياحي، مستفيدةً من بيئة استثمارية جاذبة، وبنية تحتية متقدمة، وسياسات داعمة لنمو القطاع.
ويشهد القطاع السياحي في الإمارات تنامياً في الفرص الاستثمارية على الصعد كافة، بدءا من البنى التحتية، ومروراً بالفنادق والمنتجعات والمشاريع الترفيهية، وصولاً إلى الاستثمارات في السياحة المستدامة التي تتماشى مع توجه الدولة نحو الاقتصاد الأخضر.
وتواصل الجهات الحكومية المعنية دعم القطاع السياحي من خلال تنفيذ مبادرات نوعية تهدف إلى تطوير الوجهات السياحية ودعم الابتكار، والتعاون مع القطاع الخاص لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة والتميز.
وتسعى الإمارات من خلال الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031 إلى تعزيز موقعها ضمن أفضل الوجهات السياحية العالمية؛ إذ تهدف الاستراتيجية إلى رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم، وجذب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم، واستقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية بحلول عام 2031.
وحققت الإمارات خلال العام الماضي معدلات نمو ملحوظة وإنجازات هامة في القطاع السياحي، حيث بلغت إيرادات المنشآت الفندقية في الدولة قرابة 45 مليار درهم بنسبة نمو 3% مقارنةً بالعام 2023، فيما ارتفع معدل الإشغال الفندقي ليصل إلى 78% وهو من بين أعلى المعدلات على المستويين الإقليمي والعالمي.
وحلت دولة الإمارات في المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمركز الـ18 عالمياً في مؤشر تنمية السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في 2024.
ووفق "آرثر دي ليتل" العالمية للاستشارات، لم تكتف الإمارات ببناء أفخم الفنادق، بل نجحت أيضا في الجمع بين الضيافة والتجارب الثقافية والترفيهية.
وأفاد مسؤولون وخبراء في القطاع السياحي بأن القطاع لا يزال يتضمن الكثير من الفرص، مشيرين إلى أن من شأن المشروعات الكبرى سواء على مستوى القطاع نفسه أو على مستوى القطاعات الأخرى، أن تدفع باتجاه تنمية القطاع السياحي وأن تزيد من جدوى الاستثمار فيه.
وقال محمد الريس، رئيس مجموعة عمل وكلاء السفر والسياحة بدبي، والرئيس التنفيذي لمجموعة الريس للسفريات، إن الإمارات شهدت الكثير من المشروعات الريادية والاستثنائية في القطاع السياحي خلال السنوات الماضية، ما أوصل القطاع إلى المستويات التي بلغها من الصدارة على مستوى المنطقة في التجارب السياحية والريادة العالمية في الكثير من المجالات المرتبطة بالقطاع السياحي.
وأكد أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها كوجهة استثمارية وسياحية عالمية من خلال مشروعات كبرى تشهدها إمارات الدولة، ما يعكس ثقة المستثمرين بآفاق النمو المستدام في قطاع السياحة.
وأوضح أن القطاع السياحي يشمل السياحة الترفيهية، وسياحة الأعمال والمؤتمرات، والسياحة العلاجية، وأن هناك مشروعات في كل إمارة تندرج ضمن إحدى هذه الأنواع أو تغطيها جميعاً، ما يظهر رؤية استراتيجية شاملة لتنوع المنتج السياحي في الدولة.
وأكد أن المشروعات الكبرى الحالية والمستقبلية التي تطلقها الإمارات هي رسالة واضحة للمستثمرين بأن القطاع السياحي في الدولة ما يزال يتيح الكثير من الفرص، ويملك القدرة على تحقيق إيرادات متزايدة، واستيعاب المزيد من الاستثمارات النوعية.
وأضاف أن الزخم في المشروعات السياحية لا يقتصر على إمارة بعينها، بل هو توجه عام على مستوى الدولة، مشيراً إلى أن هذه الطفرة في الاستثمار السياحي تمثل قوة دفع كبيرة لاستقطاب المزيد من السكان والسياح على حد سواء.
من جهته أكد حسني عبد الهادي، الرئيس التنفيذي لفنادق كارلتون الإمارات، أن الزخم الكبير الذي يشهده القطاع السياحي في الدولة يؤكد رؤية قيادية واضحة نحو ترسيخ مكانة الدولة كوجهة سياحية واستثمارية عالمية متكاملة، مشيراً إلى أن التوسعات الجارية في مشروعات البنية التحتية السياحية والفندقية تعزز ثقة المستثمرين وتفتح آفاقاً جديدة للنمو.
وقال إن المشروعات العملاقة التي تشهدها الدولة، سواء في المطارات أو الوجهات السياحية الكبرى مثل الجزر الاصطناعية والمعالم الثقافية، تؤكد أن الإمارات لا تكتفي بالحفاظ على مكتسباتها، بل تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر تطوراً وتنوعاً في قطاع السياحة.
وأضاف: "نشهد اليوم نمواً لافتاً في الطلب على الضيافة من مختلف الأسواق العالمية، مدفوعاً باستقرار الدولة وتنوع أنماط السياحة فيها".