شعبية حماس تفسد مخطط اليوم التالي الأمريكي
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
كأنها الكائن الأسطوري ذو الأرواح التاسعة والتسعين كلما أزهقت آلة الحرب الأمريكية - الإسرائيلية له روحا يبعث من جديد. يبعث من جديد ككابوس مفزع جعل الرئيس بايدن -ما بعد هجوم ٧ أكتوبر المظفر- يمر بأحلك لياليه في البيت الأبيض.
هذا الكائن ذو الألف ذراع هو المقاومة الفلسطينية خاصة في غزة التي أصبحت في الحرب كما في التسوية السياسية العقبة الكأداء أمام المخطط الأمريكي الإسرائيلي الماكر لسيناريو ما بعد الحرب الجارية.
الهدف الذي حددته الاجتماعات الاستراتيجية لمجلس الحرب بين بايدن ونتانياهو وبلينكن وإيلي كوهين، وبيرنز وب ورنياع وسوليفان وتسيبي هنعيبي هو تحويل الهزيمة المذلة لإسرائيل في هجوم ٧ أكتوبر العظيم إلى نصر!!
وفي ظنهم أن الهدف يتحقق بتصفية حماس عسكريا ثم الانتقال بعدها لإنهاء نفوذها السياسي وحذفها تماما من معادلة الصراع وبالتالي من المعادلة الإقليمية وهي المعادلة التي ثبت أنها قادرة في ٧ أكتوبر على قلبها رأسا على عقب حتى على الصعيد الدولي.
ما زلنا بعد ثمانين يوما تقريبا من عدوان أطلسي كامل وليس إسرائيليا فقط بعيدين عن أن نرى -على الأقل في المدى القريب- استئصالا لكتائب القسام فبحسب التقديرات العسكرية المبالغ فيها إسرائيليا وأمريكيا فإن من تمكنت أكبر حرب منفلتة في إجرامها من تصفيته من مقاومي حماس بعد نحو ٣ أشهر لا يزيد على ٨ آلاف من أصل ٢٥ ألفا «أقل من الثلث» وفي التقديرات الأكثر دقة لم يقتل أكثر من خمسة آلاف من نحو ٣٥ إلى ٤٠ ألف مقاتل أي نحو «الخمس» فقط.
بسالة المقاومة الأسطورية التي تصدت بها حماس والجهاد والشعبية وحيدة دون دعم عربي أو إسلامي له قيمة حطمت صورة الجيش الإسرائيلي سواء أمام شعبها في الداخل أو أمام راعيها الأمريكي.
وأدت ثانيا خاصة مع المستويات الإجرامية للمجزرة الإسرائيلية وارتفاع مهول لضحاياه من النساء والأطفال قادا إلى أهم تهديد خطير للمخطط الأمريكي لإخراج المقاومة من اللعبة الإقليمية والفلسطينية.
هذا التهديد تمثل في ارتفاع مذهل في شعبية المقاومة وخيار المقاومة والكفاح المسلح لدى الشعوب العربية والإسلامية وتعاطف دولي غير مسبوق من الشعوب الغربية خاصة أجيالها الجديدة.
تعترف مصادر أمريكية استخباراتية أنها رصدت في الوقت الحالي ارتفاعا غير مسبوق في شعبية حماس في المنطقة وفي الأراضي الفلسطينية كلها وليس في القطاع فقط، وإن حماس باتت في عيون الشعوب العربية والإسلامية باعتبارها المدافع الوحيد عن الحقوق الفلسطينية والعربية والمسجد الأقصى والمقدسات الدينية في القدس الشرقية. ونشر مركز أمريكي رصين استطلاعا أجراه بعد عدة أسابيع على طوفان الأقصى وما أعقبه من جرائم حرب وإبادة جماعية على شعب غزة أبان بوضوح أن هناك تغيرا جوهريا متصاعدا لدى عينات ممثلة للجمهور العربي للانحياز إلى حماس وإلى التعامل معها كحركة تحرر وطني وليس كجماعة أيديولوجية وتجاوز أي خلافات عقائدية سابقة معها وصاحبها تراجع في وعود حل الدولتين وتشجيع الحصول على الحقوق عن طريق المقاومة المسلحة والشعبية.
بأي معيار من معايير الواقعية السياسية التي صدع رؤوسنا بها خمسين سنة كاملة سياسيو ومحللو الغرب وتابعوهم المخلصون من سياسيي ومحللي العرب يكون ممكنا أن تقصي حماس من مستقبل غزة والشرق الأوسط؟ فالجسم الأساسي لقوة المقاومة العسكرية ما زال سليما ومعافى وعداد شعبيتها يقفز بمتوالية هندسية مع كل جندي أو ضابط إسرائيلي تتمكن من اقتناصه. واقع صلب مثل هذا يجعل المخطط الأمريكي وأوراق وزارة الخارجية ٢٠ صفحة لسيناريو ما بعد الحرب نموذجا فاضحا لإنكار الحقائق على الأرض وهم من علمونا أو ادعوا أنهم علمونا أن أي حل يتجاهل القوى الفاعلة ويختار القوى الهامشية فهو يكتب على حله لأي أزمة بالفشل بل وبزيادة وقود اشتعالها مرة أخرى.
يتحدث مخطط واشنطن عن غزة ما بعد الحرب خالية من حماس سواء كمقاومة مسلحة أو كإدارة تحكم وتقدم الخدمات في القطاع. ومن خياراته المطروحة كمرحلة أولى تكوين قوة أو إدارة دولية وعربية ستكون في الغالب في عين العاصفة مع المقاومة بدلا من الجنود الإسرائيليين وتعقبها مرحلة ثانية تحكم فيها السلطة الفلسطينية بعد إعادة تأهيلها وتحسين شعبيتها التي وصلت لأدنى مستوى لها.
لا أحد حتى في عقلاء إسرائيل نفسها يعتقد أن سيناريوهات مثل هذا يمكن أن تعيش ويرجح البعض أن النتيجة ستكون فوضى شاملة وخروجا للقطاع على السيطرة بنحو ٢,١ مليون تم دفعهم في جريمة حرب كاملة الأوصاف إلى حافة المجاعة، أما في اتجاه الحدود مع مصر أو مع إسرائيل لكي يبقوا أنفسهم فقط على قيد الحياة. يعتقد محللون أنه من الممكن أن تسيطر عصابات جريمة منظمة على القطاع أو حركات إرهاب كبح انتشارها وجود حماس على رأس القطاع ومسؤولة عن أمنه سواء في المرحلة الأولى المؤقتة والمرحلة الثانية الدائمة.
حماس زادت العوائق أمام مخطط اليوم التالي الأمريكي عائقا جديا باتباع نهج عملي وواقعي إذ أعلنت بوضوح لا لبس فيه استعدادها لدخول منظمة التحرير والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية بجوار دولة إسرائيل. أي أنها أسقطت حجة واشنطن بأن حماس مقصية مستبعدة من المستقبل بزعم أنها منظمة متطرفة وترفض حل الدولتين وتريد أن تلقي إسرائيل في البحر!!
ربما لهذا كله استطاع إسماعيل هنية أن يقول بثقة «واهم.. واهم من يتصور مستقبلا لغزة وفلسطين دون حماس».
حسين عبد الغني إعلامي وكاتب مصري
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ما بعد
إقرأ أيضاً:
عبد الملك الحوثي: إسرائيل تسعى لتنفيذ مخطط ممر داود في المنطقة
وكالات
تحدث زعيم حركة "أنصار الله" اليمنية، عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، عن "المسار الذي يعمل عليه الإسرائيلي" في سوريا، وذلك في كلمة تناول فيها مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية.
وأكد عبد الملك الحوثي، أن المسار الذي يعمل عليه الإسرائيلي في سوريا يتضمن التوغل باتجاه السويداء والسعي لربطها بمناطق البادية السورية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي.
وأوضح "الحوثي"، أن العدو الإسرائيلي لديه مخطط يطلق عليه "ممر داود"، الذي يهدف إلى التوغل وصولًا إلى نهر الفرات في مناطق سيطرة الأكراد التي يحتلها الأمريكي.
وأشار "الحوثي" إلى أن العدو الإسرائيلي يطمح للوصول إلى نهر الفرات، ورأى أن الفرصة متاحة أمامه في ظل عدم وجود أي عائق أمام توغله في الأراضي السورية.
وأضاف "الحوثي" أن التوغل الإسرائيلي في سوريا يُطلق عليه عملية "سهم باشان"، وهو اسم يرمز إلى خرافة يهودية قديمة تعتبر منطقة جنوب سوريا وشمال الأردن مملكة قديمة لليهود.
وتحدث "الحوثي" عن المنطقة التي يسعى العدو الإسرائيلي للسيطرة عليها، وهي منطقة زراعية خصبة وغنية بالمياه العذبة من جنوب دمشق وحتى حوض اليرموك وسهل حوران، ومن جبل الشيخ غربًا إلى جبل العرب السويداء شرقًا.
وذكر "الحوثي" أن العدو الإسرائيلي يعتبر سيطرته على جبل الشيخ الاستراتيجي غنيمة كبيرة لأنه يتيح له فرصة الإطلالة على كل الشام.
وانتقد "الحوثي" ما وصفه بتدمير العدو الإسرائيلي للقدرات العسكرية السورية، مؤكدًا أن هذا يمثل عدوانًا إجراميًا وانتهاكًا للسيادة السورية، مؤكدا على أن العدو الإسرائيلي يواصل استباحة الأراضي السورية برا وجوا وبحرا، كما يشمل ذلك إنزال فرق عسكرية إلى بعض المصانع والمراكز العلمية للحصول على معلومات أو معدات.
وتابع "الحوثي" في حديثه عن المشروع الصهيوني، موضحًا أن السيطرة على المقدسات هي جزء من الهدف النهائي لهذا المشروع، مشيرًا إلى أن الإسرائيلي يسعى ليكون الوكيل الأمريكي الحصري في المنطقة.
وفي ختام كلمته، تطرق الحوثي إلى إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "حرب القيامة" ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معتبرًا ذلك جزءًا من سعي اليهود الصهاينة لإنشاء ما يُسمى "المملكة الثالثة".
عبد الملك الحوثي العدوان الإسرائيلي على غزة سوريا التوغل الإسرائيلي في سورياتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة الرئيس السيسي يلتقى "ميقاتى" ويؤكد على وحدة لبنان وسيادة وسلامة أراضيه أخبار باحث بالعلاقات الدولية: أمريكا تسعى بكل الطرق للحفاظ على مكاسبها في أخبار الرئيس السيسي: إسرائيل انتهكت سيادة سوريا بالاستيلاء على أراضيها أخبار الرئيس السيسي: سوريا تشهد اعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها أخبار أخبار مصر الرئيس السيسي ونظيره الإيراني يتبادلان وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية منذ 38 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر مصر للطيران تعلن عودة تشغيل رحلاتها المباشرة بين القاهرة وبيروت منذ 45 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وفاة والد الكاتب عمر طاهر.. وعبدالرحيم كمال ينعيه منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر الإفتاء: اجتزاء الكلام على السوشيال ميديا يُعتبر شهادة زور منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر الرئيس السيسي يلتقى "ميقاتى" ويؤكد على وحدة لبنان وسيادة وسلامة أراضيه منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر أستاذ جلدية يوضح أسباب الأكزيما التأتبية منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارعبد الملك الحوثي: إسرائيل تسعى لتنفيذ مخطط "ممر داود" في المنطقة
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك لحظة بلحظة مباراة الزمالك أمام سيراميكا كليوباترا ضمن منافسات الجولة الخامسة(الدوري المصري) في 10 بنوك.. ارتفاع سعر الدولار اليوم بنهاية تعاملات الخميس الرئيس السيسي يضع شرطًا لنجاح تصوّر "اليوم التالي" في غزة للإعلان كامل للإعلان كامل 21القاهرة - مصر
21 13 الرطوبة: 59% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك