لغز مقابر الأرقام.. لماذا يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي لدفن شهداء فلسطين ولبنان؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
لم تكتف دولة الاحتلال الإسرائيلي بقتل الشعب الفلسطيني دون ذنب، وارتكاب مجازر كل يوم في مناطق متعددة، جباليا وجنين وخان يونس التي تشهد قصفا متكررا، لكن فوق كل هذا يسرق الإحتلال الإسرائيلي جثث الشهداء ويحتجزها في مقابر عُرفت بمقابر الأرقام، وبحسب تصريح تلفزيوني للفلسطيني عصام العاروري، ممثل حملة استرداد جثامين الشهداء الفلسطينيين، لا توجد دولة في العالم ولا حتى عصابة تحتجز وتساوم على جثامين الموتى.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» هناك 4 من مقابر الأرقام معروفة حتى الآن، أولها مقبرة الأرقام المجاورة لجسر «بنات يعقوب» وتقع في منطقة عسكرية، عند ملتقى الحدود الإسرائيلية السورية اللبنانية، تحتوي على ما يقرب من 500 قبر، لشهداء فلسطينيين ولبنانيين، غالبيتهم ممن سقطوا في حرب 1982، وما بعد ذلك.
أما مقبرة الأرقام الثانية والمعروفة لدى الوكالة الفلسطينية، فهي تقع في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة أريحا وجسر دامية في غور الأردن، محاطة بجدار فيه بوابة حديدية، ومعلق فوقها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية: «مقبرة لضحايا العدو».
وفي المقبرة التي كتب عليها جيش الاحتلال أنها لضحايا العدو ويقصد هنا الفلسطينيين، يوجد أكثر من 100 قبر، تحمل أرقاماً من «5003 – 5107»، وهي الأرقام التسلسليه لقبور في مقابر أخرى، إلا أن إسرائيل تدعي بأنها مجرد إشارات ورموز إدارية لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في مقابر أخرى.
مقبرة شحيطة في وادي الحماموتقع هذه المقبرة في قرية وادي الحمام، شمال مدينة طبريا الواقعة بين جبل أربيل وبحيرة طبريا، وغالبية الجثامين فيها لشهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965 – 1975.
وفي الجهة الشمالية من هذه المقبرة، تصطف نحو 30 من الأضرحة في صفين طويلين، وفي وسطها نحو 20 ضريحاً، وهذه المقابر عبارة عن مدافن رملية قليلة العمق؛ ما يعرضها للانجراف، فتظهر الجثامين منها، لتصبح عرضة لنهش الكلاب الضالة والوحوش الضارية.
وهناك مقابر أرقام لا يُعرف عنها شيئا غير الاسم فقط، مثل مقبرة ريفيديم التي تقع في غور الأردن، وتواجه اسرائيل اتهامات عدة بسبب هذه المقابر، وعلى رأسها اتهامات بسرقة أعضاء الموتى بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي قال إن الجيش الإسرائيلي يقوم بسرقة أعضاء من الشهداء في قطاع غزة.
ودعا المرصد إلى إجراء تحقيق دولي مستقل ومحايد؛ وأعرب عن «مخاوف» من احتمال سرقة أعضاء من جثث فلسطينيين، وذلك بعد أن وردت تقارير من أطباء في غزة قاموا بفحص بعض الجثث بعد أن أفرج عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مقابر الأرقام فلسطين شهداء فلسطين قطاع غزة مقابر الأرقام
إقرأ أيضاً:
«عائلة أبو نصر».. «حائط الصد» ضد همجية وتنكيل الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين
صباح 31 أكتوبر عام 1948 وفى قرية دير سنيد، الواقعة على بعد 12 كم شمال شرق قطاع غزة، استيقظت فاطمة أبو نصر، الفتاة العشرينية، على صوت الرصاص الذى اخترق سكون الليل، لتجد نفسها مضطرة للهروب، أمسكت بيد زوجها الضرير وجمعت أطفالها على عجل، تاركة كل شيء خلفها، لم تحمل معها سوى مفاتيح بيتها التي دستها داخل ملابسها، مُحدّثة نفسها بأنها مجرد أيام وستعود إليه، لكن الأيام تحوّلت إلى عقود.
سلكت العائلة طريق الهجرة نحو بيت لاهيا ومخيم جباليا شمال القطاع، حيث بدأ فصل جديد من المعاناة، لأن «فاطمة» لم تحمل أمتعة، لكنها حملت معها ما هو أثقل وهو حكاية عائلتها والتهجير الذى ألمّ بها والمعاناة التي باتت تلاحقها لسنوات حتى استيقظوا على مأساة جديدة أعادت إليهم ذكرى التهجير المؤلمة.
عائلات فلسطينية عديدة ارتكبت بحقها مجازر فى هذا اليوم، ما بين القتل والتهجير كان من بينهم عائلة «أبو النصر» العائلة التي شهدت على وحشية المحتل منذ أكثر من 80 عاماً حتى اليوم من خلال مجازر وصلت إلى حد الإبادة ضد العائلة وكان آخرها مجزرة بيت لاهيا فى التاسع والعشرين من أكتوبر 2024، لتمثل عائلة أبو النصر صورة مُصغرة لما يحدث لفلسطين الكبرى.
«الوطن» تقصت عن تاريخ العائلة ووثقت قصص المقاومة والنضال ونقلت حكايات من على لسان أبنائها لأجيال مختلفة لتنكشف الإجابة عن السؤال الصعب وهو «لماذا تحرص إسرائيل على استهداف عائلة أبو نصر؟».