أوراق خريف تحسين كريدي الأحمرفي عيون النقد العراقي
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
ديسمبر 23, 2023آخر تحديث: ديسمبر 23, 2023
المستقلة/-حيدر الحجاج/..احتفى ملتقى ميسان الثقافي بالقاص والروائي تحسين علي كريدي عن روايته الأخيرة “أوراق لخريف احمر ” وذلك في قاعة مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية وبحضور ثقافي وأكاديمي مائز.
وقدم الأمسية القاص محمد كرم الموسوي مستهلا إياها بالحديث عن الرواية العراقية، حيث دار في مناخاتها واشكاليتها لعقود مضت معرجا بمقدمته على منجز كريدي واصدارته القيمة وذات البعد الإنساني ورحلته الطويلة الأمد في الدول الإسكندنافية وكيف استفاد المحتفى به من هذه السلسلة في منجزه الأدبي وتوظيفها على مستوى عال من الدقة.
بعدها اعتلى المنصة السينارست والروائي ضاري الغضبان ليقدم ورقته النقدية ومجموعة من الأوراق النقدية لكتاب ونقاد عراقيين كتبت عن الخريف الأحمر في ايجاز مبسط حيث أشار الغضبان لمرموزات الرواية وامكنتها وشخصياتها الشائكة والتي احبكها كريدي عبر متوالياته السردية في فصول خريفه الأحمر.
بعدها اوجز ما جاء في ورقة الناقد حسن الموسوي التي عرج فيها على المكان المفتوح حسب وصفه إذ شمل أكثر من دولة آسيوية واوربية وكيف استطاع كريدي من وصف كل دولة حسب وضعها السياسي واستخدامه لتقنيات الفلاش باك من أجل اضفاء المتعة وشد القارئ للأحداث.
كما اوجز الغضبان ما جاء في ورقة الناقد حمدي العطار وكيف تمكن الروائي كريدي من تبني اسلوب الكتابة التجريبية لربط الحقائق الاجتماعية بكل وضوحها القاسي وتأثيرها على شخصيات الخريف الأحمر والتي كانت منعطفا اساسيا لأدوات كريدي مشيرا للحبكة واستيعابها في التغييرات الجذرية السياسية،
وتناول أيضا ما جاء في ورقة الناقد علوان السلمان ووصفه لخريف كريدي بأنه نص سردي مشحون بمعاناة الواقع وتشظيات الوجود عبر اثني عشر مشهدا رقميا تجمعها وحدة عضوية الحدث ومنوها للاشتباكات السياسية عبر توظيف تقنيات فنية كالاستباق والاسترجاع.
وتطرق الضاري لورقة القاص والاعلامي الدكتور نزار السامرائي التي أشار فيها الى تناول كريدي لحرب الثمان سنوات مع إيران وما جنته وخلفته من آثار على الشباب العراقي آنذاك معرجا على قضية استمرار الوجود كتعويض مناسب عن الأحزان والهزائم المتكررة، وكيف استفاد كريدي من تعددية المصادفات في خريفه الأحمر والتي أثرت حياة بطل الرواية (حسن) الخاصة، منوها بأن كريدي قدم عملا يستحق الوقوف عليه كونه وثق لمرحلة مهمة وخطيرة في تاريخ العراق.
بعدها تلى الغضبان ايجازا لورقة الكاتب والناقد جمال جاسم أمين والتي أشار فيها الى أن الرواية تنتمي لنوع الكتابة التي تهتم وتحتفي بالمضمون أكثر من اهتمامها بالتجريب الشكلي وما سيتتبع ذلك من تعدد مستويات السرد وتنوع اصواته، وأشار امين الى ان الخريف الأحمر انسابت بخط أفقي يخلو من أية انحناءات شكلية.
كما قرأت أوراق نقدية للناقدين طالب المعموري، والدكتور جبار ماجد البهادلي تناولت تجربة كريدي بفحواها ومكنوناتها الدالة وتفرده في عالم الرواية واستمكانه من توزيع الأحداث وفق رؤى سردية تجانست عبر طبيعة تسلسلها الزمني الشيق.
وقبل ختام الجلسة فتح باب المناقشة للحاضرين الذي طرحوا تعقيبات وملاحظات أثرت الجلسة.
من جانبه تحدث الروائي تحسين علي كريدي عن تجربته في خريفه الأحمر واضفاء المتعة والدخول للأزمنة التي سارت بها الرواية بهذا المنحنى الأحمر.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
عقيدة روسيا النووية الجديدة وما بعدها
حمد الناصري
سأبدأ مقالي بالمثل الإيطالي المأثور باللاتينية "إذا أردت السِّلم فاستعد للحرب" والذي قاله يوليوس قيصر.. ويستخدم هذا المثل كشعار وهدف على نطاق واسع عالميًا، كالبحرية الملكية البريطانية التي ترفعه كشعار رسمي لها.
ومن خِضم التطورات العالمية والتي أصبحت تتفاعل وتتسارع كاشفة عن أحداث مُؤثرة وخطيرة تشكل تحديات ليس فقط لصانعي القرار في الدول الكبرى بل يَمتد تأثيرها إلى العالم كله ومنطقتنا بالذات.
وآخر ما طرأ من تلك الأحداث وبعد تداعيات انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المُتحدة واستحواذ حزبه الجمهوري على مجلسي النواب والشيوخ وبعد إعطاء أمريكا وبعض دول الناتو الضوء الأخضر لأوكرانيا باسْتخدام صواريخ "ستورم شادو" متوسطة المدى في قصف أهداف داخل العُمق الروسي، وأصدر الكرملين بيانَا يُؤكد فيه أنّ سياسات حلف الناتو أصبحت تُشكل تهديدًا رئيسيًا ومُباشرا لروسيا الاتحادية، لذلك أجرت روسيا تغييرًا في عقيدتها النووية وصادق عليها الرئيس الروسي قبل أيام قليلة ونشرتها وسائل الإعلام الروسية والعالمية وكان أول رسالة وجّهتها روسيا لدول الناتو هي استخدام صاروخ روسي مُتطور فرط صوتي ومُتعدد الرؤوس لقصف هدف كبير في أوكرانيا مِمّا أثار هلع المُحللين والسياسيين الأوربيين على حد سواء.
وقصفت القوات الروسية المُجمع الصناعي الأوكراني بمدينة "دينيبروبيتروفسك" لأول مرة، مِمّا أدى إلى تدمير المُجمع الصناعي كاملًا وانقطاع الكهرباء عن العاصمة كييف وثلاث مُدن كبرى في أوكرانيا، واستغرقت رحلة الصاروخ من شرق روسيا إلى العاصمة كييف الأوكرانية وتقدر بأكثر من 1000 كيلومتر 5 دقائق فقط.
ونقلًا عن مدير شبكة أبحاث الجُغرافيا السياسية الجديدة ميخالو ساموس، فإنّ روسيا باستخدامها لهذا الصاروخ لأول مرة فإنها تنقل الحرب لمستوى جديد تمامًا، وتُرسل رسالة غير نووية مُحملة على صاروخ مُصمم لحمل الرؤوس النووية لكل قادة أوروبا، مَفادها أنّ روسيا ستستخدم هذه الصواريخ من الآن فصاعدًا وفي كل مكان بعد انسحاب أمريكا من معاهدة عدم استخدام تلك الصواريخ في عام 2019، وأنّ كافة مدن وعواصم دول الناتو ستكون تحت رحمة الصواريخ الاستراتيجية الروسية، سواءً كانت مُحملة برؤوس تقليدية أو نووية، وإنِّه يجب على قادة أوروبا أن يراجعوا حساباتهم جيدا، وأنه إذا تمادت أوكرانيا مجددًا وقصفت المدن الروسية، فسيتم استبدال رؤوس تلك الصواريخ وفي أي لحظة برؤوس نووية، وسيكون الهجوم الروسي أقوى بكثير وأكثر فتكًا وتدميرًا.
كل تلك الأحداث إضافة إلى تسريب روسيا لتفاصيل عن "عملية اليد الميتة" والتي هي عبارة عن برنامج ردع نووي يعمل دون الحاجة إلى قرار من أي جهة وفي حالة مُبادرة أمريكا والناتو بقصف روسيا وتدمير مُدنها ومقتل كل القيادات الروسية حينها سيتم تفعيل البرنامج وإطلاق أكثر من 4000 صاروخ نووي على مُدن وقواعد دول الناتو والولايات المتحدة مِمّا سيؤدي بالضرورة إلى دمار نصف الكرة الأرضية ودخول ما تبقى من الدول في شتاء نووي مُميت وكالح.
لذلك بادر الرئيس المنتخب ترامب وفي مُحاولة لنزع فتيل حرب عالمية ثالثة لا تُبقي ولا تذر بالتصريح أنّ فترته الرئاسية ستنهي كل الحروب وتفاعل معه بوتين إيجابيًا فيما تسببت تصريحاته بصدمة لحكام دول الناتو.
خلاصة القول.. إننا لسنا بعيدين عمّا يحدث والتطورات المُتلاحقة زادت كثيرًا من حِدة التضخم الاقتصادي العالمي وارتفاع أسعار الذهب والنفط والغذاء والبيتكوين وأنّ مِن الحكمة التهيؤ لأسوأ الاحتمالات في منطقتنا وفي الوطن العربي والاستمرار على سياسة عدم التحيز إلى أي جهة من الأطراف المُتصارعة والنأي بدولنا وشُعوبنا عن تلك الصراعات المدمرة.
ويجب أنْ نتوقع بأنّ العالم سيكون فعلًا على شفير حرب عالمية ثالثة.؛ أو على الأقل عودة الحرب الباردة وقد يكون مطلوبًا من كافة الدول أنْ تتخذ موقفًا مع أو ضِد وهو ما ليس في مصلحة دولنا وسيكون الوقوف على التل ومُراقبة الأحداث هو الموقف الأكثر اعتدالًا وحِكمة.
حفظ الله بلادنا وكافة بلاد المُسلمين والعالم من شرّ الفِتن والحروب.