جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-16@23:50:54 GMT

واحدٌ بألف

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

واحدٌ بألف

 

هند الحمدانية

سبعة وسبعين يومًا، والمواكب الشريفة ترتقي أفواجًا إلى النجوم، سبعة وسبعين يومًا تحالفت عليكم يا أهل غزة الخصوم، اليهود الصهاينة والخونة وقوى الروم، سبعة وسبعين يومًا يا أهل غزة والمعركة ليست اعتيادية، معركة يضرب فيها أهل الأرض بالقلب لا بالكف، ويقاتلون باليقين دون شك أو تأمين، هي معركة محسومة، ينتصر فيها أصحاب الإيمان على أصحاب الكفر والطغيان -لا محالة- حتى وإن طال الزمان.

في هذا المقال اكتب لأسجل موقفي وليسجل الآخرون مواقفهم معي، وسواءً اختلفنا أو اتفقنا، فسيُفسد اختلافنا في الود كل قضية على غير العادة المقضية.

"أعلن بقلبك وسجّل موقفك".. هي رسالة لأولئك الذين ما زالوا يشتهون قطع الدجاج المقرمشة من المطاعم الداعمة، لأولئك الذين يتأنقون من ماركات عالمية مُعينة، لأولئك الذين صعب عليهم أن يتخلوا عن نكهةِ قهوةٍ كانت بالنسبة لهم شهية، رسالة لكم: "سجلوا مواقفكم وأعلنوها صريحة"، لأنَّ الأمر في غزة وفلسطين بكل بقاعها محسوم بإذن الله، فهي مسألة وقت وابتلاء، فيه يرتقي الشهداء، ويمتاز الخبيث من الطيب، وبعدها نصرٌ ورحمةٌ وبركاتٌ وصيب.

يقول المتنبي:

وحيدٌ من الخذلانِ في كلِ بلدةٍ

إذا عَظمَ المطلوب قَل المساعِدُ

عظم المطلوب وكثر المتخاذلون وقلت المساعدة، إنها سنة الله في هذا الكون يا أهل غزة، ساد الصمت في زمن اعتادت فيه الأمة على الهوان والخذلان، وسلمت مفاتيح السيادة، ساد الصمت يا أهل غزة وهنا حققتم القاعدة: "واحدٌ بألف" والقلة السديدة تفوز على الكثرة الفاسدة بقوة العقيدة، ساد الصمت ولم تستجدِ أحدا من الجيران ولم تطلبِ المساعدة، ساد الصمت فاكتفيتِ بأبنائك ودمائك وبخطابات أبي عبيدة.

عزيزي المتابع بصمت.. عزيزي الحُر.. أعلن بقلبك وسجل موقفك، لأنَّ "الثابت الوحيد في هذا الكون هو التغيير"، فلن يدوم الحال وهذه قاعدة، لكن موقفك سيبقى ثابتاً ومخلداً، سجله كيفما تشاء، اختر كيف تريد أن تقابل الله وكيف تذكرك الملائكة، سجل موقفك فهناك معركة ضارية حقيقية وليست افتراضية، وهناك آلاف الشهداء والجثث المتراكمة مجهولة الهوية، هناك الألم والجوع والنوم في البرد والعراء، هناك الصبر والرباط وقلة الماء، هناك أرض الجهاد ومعركة الحق والإباء، سجل موقفك فأنت تملك الكثير من الأسلحة، أعلاها الرباط بالقلب والتهجد والدعاء، ثم المقاطعة لمنتجات وأسواق أعدائنا الداعمين للصهاينة، ثم عبِّر عن صدقك بالصدقة وأنفقها في سبيل الله خالصة لإخوانك المرابطين على أرض فلسطين، واختر من مالك أفضله ومن حلالك أحسنه وسابق فيها مثلما سابق أبوبكر-رضي الله عنه- للجنة بكل ماله وعمر -رضي الله عنه- بنصفه، فمعارك الجهاد فرصة فانتهزها، وليكن لك منها نصيبٌ وحصة.

الواحد من أهل غزة بألفٍ مِنَّا وأكثر، وكل شبر فيها أنقى وأطهر، فوحِّدُوا الصفوف وعزِّزُوا النوايا، ودافعوا عنها مثلما دافع أبو طلحة الأنصاري عن النبي في غزوة أحد وهو يقول: "نحري دون نحرك يا رسول الله"، فنحورنا كلنا دونك يا فلسطين.. يا أرضنا المقدسة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أحدثكم من عالم الصمت.. النيابة تكشف رسالة الضحية للجناة في جريمة ابن السفير

شهدت مرافعة النيابة العامة في جلسة محاكمة المتهمين بقتل ابن سفير سابق كلمات مؤثرة ألقتها النيابة العامة كرسالة من الضحية عمرو جلال بسيوني الى الجناة تعبر عن بشاعة جرمهم بحقه وإزهاق روحه دون أدنى حق منهم مقابل بعض المسروقات ةحفنة من المال. 

وألقى الرسالة المستشار ايهاب العوضي رئيس نيابة أول وثان الشيخ زايد ممثل النيابة العامة خلال مرافعته التي دامت لما يقارب من 40 دقيقة قائلا: 

سيادة الرئيس حضرات السادة المستشارين..

وفي هذا المقام يحضرنا قول المولى عز وجل

"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) " 

ودساها تعني أغواها وأضلها..فإن للمتهمين وأمثالهم وعيد من الله ..بما أغويت نفوسهم بالمال الحرام..وبما ضلت عن سواء السبيل.

وسقناهم إليكم بما اقترفته أيديهم أخيراً قبل أن نستعرض الدليل على المتهمين فـ عمرو جلال يحمل رسالة للمتهمين كأن لسان حاله يقول: 

أحدثكم من عالم الصمت.. حيث لا صرخات ولا دمعات.. أتعلمون كم كنت أطمح في هذه الحياة.. كم كنت أعطيها من وقتي وجهدي، لم أكن أطلب سوى أن أعيش بسلام أن أحقق أحلامي وأزرع الخير لمن حولي سرقتم كل ذلك مني.. سلبتموني سنواتي.. وأحلامي وآمالي.. لماذا لم تطرقوا بابي أقسم لكم لو جئتم لي لمددت يدي لساعدتكم قدر استطاعتي لكنكم سلكتم طريق الشيطان. 

رأيتم فيما حققت عدواً لكم بدلاً من أن تنظروا إليه كمصدر إلهام كان من الممكن أن نحيا جميعاً في سلام، أن نكبر معاً وننجح معاً ولكنكم نشأتم على كراهية دفينة وأتساءل: ماذا ترون حين تغمضوا أعينكم هل ترون وجهي فأي وجه ترونه؟  وجهي الباسم الطامح من عملي أم وجمي المكفهر الكالح من عملكم.. اليوم أقف أمامكم لا لأنني أريد الانتقام، ولا لسماع التبريرات بل لأرى بعين الفضول ما يجري في هذه المحاكمة ولما ستؤول. 

كانت تلك الكلمات رسالة من عمرو جلال بسيوني للمتهمين تحمل بين طياتها أوجاع قلبه الذي طعن بالغدر، عَلَّها توقظ شيئاً في أنفسهم، عَلَّهُم يفهمون معنى الخسارة الحقيقة. 

أجلت محكمة جنايات الجيزة محاكمة المتهمين بقتل ابن سفير سابق لجلسة 12 فبراير المقبل لمرافعة الدفاع.

مقالات مشابهة

  • عدنان الروسان يكتب : لن يكون هناك حماس … ننتظر رد Hماس
  • دلمون تلتقي مجان.. والخنجر العُماني يصافح شقيقه البحريني
  • أحدثكم من عالم الصمت.. النيابة تكشف رسالة الضحية للجناة في جريمة ابن السفير
  • القوى المُعادية تعترف: التحدّي اليمني فريدٌ ومن الصعب التغلُّبُ عليه
  • إسرائيل تخشى سيناريو حزب الله 2006
  • انتصف رجب فعليك بعمل واحد قبل انتهائه.. انتهز الفرصة ولا تضيعها
  • الصمت الحقيقي عند إسرائيل؟
  • بعد سنوات من الصمت السياسي.. نجمة عالمية ستغني في حفل تنصيب ترامب
  • إطلاق سراح ترامب في قضية شراء الصمت
  • هل يجوز صيام يوم واحد من الأيام البيض؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي