الوظائف.. عمود الحماية الاجتماعية
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
راشد بن حميد الراشدي
كل التوظيف بكل أشكاله وألوانه أريد له أن يبقى متموجًا دون حلول جذرية ودون قوانين وضوابط صارمة، فطال أمده رغم الصبر المُر لشبابنا؛ حيث احترقت الأغصان وبقيت الشجرة جافة تصفر من حولها الريح.
الوظيفة اليوم غير الأمس، والحال اليوم غير الأمس، مشاهدات تبكي الرجل الحر وتحرق قلب الوالدين لحال أبنائهم الذين تخرجوا في أفضل جامعات العالم وصرف الوطن عليهم الآلاف ليعودوا باحثين عن عمل لسنوات تنقضي من أعمارهم، وقد تبخرت أحلامهم الوردية في مساعدة والديهم وتكوين أسرة وامتلاك مصدر دخل يكون من كد يديه وعرق جبينه، حتى بات كل ما حوله مجهولًا، وبأمل مفقود أن ينقشع الليل ويأتي الصبح بفجر جديد.
والمُسرَّح من عمله حالته أصعب من حالة الباحث عن عمل؛ فهو مهدد بتفكك أسرته وغياهب السجن وضياع أطفاله.
اليوم وكما نسمع ونشاهد تلك العواقب الوخيمة التي يجنيها البعض، فلا زواج وهناك فراغ وطاقات تُهدر وشباب يضيع في متاهات الحياة، أرقام وإحصائيات تعلن عن من يصابون بالأمراض الجنسية (مثل الإيدز) ومن يتعاطون المخدرات ومن ييأسون من الحياة وتصيبهم الأمراض النفسية ومن يرتكبون جرائم بسبب فاقتهم، كل ذلك أصبح اليوم وبالًا على الأُسرة والمجتمع؛ إذ كثرت حالات الطلاق وزاد عزوف الشباب عن الزواج بسبب عدم التوظيف وضعف الأجور، مع سلبيات أخرى مثل غلاء المعيشة وزيادة الضرائب والرسوم، فكيف لا يستصرخ المواطن.
لا بُد من وجود حلول سريعة لتوظيف الباحثين عن عمل، مثل إلزام الشركات بالتعمين في جميع القطاعات وبنسب عالية ومراقبة التزام الشركات مراقبة صارمة، إلى جانب إنشاء المشاريع الكبيرة وتعزيز الاقتصاد. كما إن وجود وزارة أو هيئة تعنى بهذا الملف الحيوي خاصة بالموظفين العمانيين فقط في القطاع الحكومي والخاص، سوف يُسهم في حل هذا الملف الذي يعد من أهم تحديات المستقبل ورؤية "عُمان 2040".
التوظيف سوف يسهم في استقرار أبناء عُمان وحل العديد من القضايا المرتبطة به كالزواج واستقرار الأبناء وعدم الانجرار إلى الكثير من مسالك السوء، وأيضًا بناء الوطن بسواعد أبنائه بكل اقتدار، مع أهمية القضاء على سلبيات التوظيف العشوائي لآلاف الوافدين ووجودهم في وظائف يمكن أن يشغلها المواطن. أضف إلى ذلك أن تخفيض الرسوم والضرائب ورفع الأجور كل ذلك سيُساهم في وجود حماية اجتماعية آمنة.
اليوم.. أناشد جميع الجهات المعنية من القطاعات الحكومية والخاصة والمعنيين بالأمر لتدارس قضية الشباب الأولى وهي قضية التوظيف وإيجاد الحلول المناسبة لها.
حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها وجعلها واحة للأمن والأمان والازدهار، ومع العام الجديد 2024، سنكون على موعد ومستقبل أفضل بإذن الله وسيتحقق الخير لهذا الوطن.. وكل عام والجميع بخير؛ فبالتوظيف ستتحقق الرعاية والحماية الاجتماعية الشاملة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
برلماني: الدولة تتخذ خطوات جادة لتخفيض معدل البطالة ودعم التوظيف
قال النائب عمرو القطامي عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن الدولة المصرية تتخذ خطوات جادة لتخفيض معدل البطالة ودعم التوظيف.
وأكمل القطامي في تصريحاته لـ صدى البلد أن مصر تسعى بشكل مكثف لتخفيض معدل البطالة من خلال تنفيذ برامج ومبادرات تهدف إلى توفير فرص عمل للشباب ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح أن الدولة قامت بإنشاء برامج تدريبية بالتعاون مع القطاع الخاص لتأهيل الخريجين ومساعدتهم في دخول سوق العمل.
ولفت عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إلى أن الدولة توسعت في إقامة المناطق الصناعية والمشاريع القومية الكبرى التي أسهمت في توفير آلاف الوظائف.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه حينما يحدث نوع من الاستقرار المالي فإن التضخم سيقل وستزيد معدلات النمو.
وأضاف مدبولي، اليوم، خلال مؤتمر صحفي، أن نسبة الدين وخدمته حينما تقل فإن هذا سيفتح لنا أكثر من مجال أهمها استقرار الأسعار، وزيادة نفقات الدولة على المشروعات التي تهم المواطن خلال الفترة القادمة مثلما كان يحدث قبل هذه الأزمة، وسيكون هناك استقرار سعري للسلع ونمو متزايد وخلق فرص عمل الفترة القادمة.
وأكد أن نسب البطالة مقبولة وقليلة جدًا، فهي 6.5%، ونطمح أن تقل عن هذا الرقم خلال الفترة القادمة، موضحًا أن الدولة قادرة على خلق فرص عمل للشباب.
وأشار إلى أنه حينما كانت تتدخل الدولة بمشروعات قومية ليس فقط من أجل إنشاء هذه المشروعات كونها مطلوبة بل لخلق فرص عمل، فلا نريد أن تعود البطالة لنسب عالية وهذا هو التحدي الذي نعمل عليه.