عمان تعلن عن خط بري بحري مع مصر بديلا عن البحر الأحمر وباب المندب
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
عمان: أعلن مدير عام شركة "الجسر العربي" الأردنية، عدنان العبادلة، السبت23ديسمبر2023، تشغيل الخط العربي للنقل البري والبحري بين ميناء العقبة الأردني والموانئ المصرية على البحر المتوسط، كبديل عن البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وقال العبالة، أن الإعلان عن الخط الجديد يأتي بعد إعلان عدد من شركات الشحن الكبرى إيقاف أعمالها في البحر الأحمر وباب المندب، وفق صحيفة "الغد" الأردنية.
وأكد العبادلة أن شركة "الجسر العربي" سارعت إلى إكمال المتطلبات الدولية والفنية اللازمة لتشغيل الخط البديل بين الموانئ الأردنية والمصرية المطلة على المتوسط، وذلك نظرا لأهمية الخط العربي البري البحري البديل للمملكة من حيث توفير مسار بديل لنقل الصادرات الأردنية المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لا سيما صادرات المناطق الصناعية المؤهلة والمنتجات الزراعية وربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط بالطرق البرية ما ينوع طرق المبادلات التجارية ويقلل تكلفة النقل.
وأوضح العبادلة أن زمن الشحن لنقل الحاويات من المناطق الصناعية المؤهلة في المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ترانزيت عن طريق الموانئ المصرية سيتراوح ما بين 18 إلى 20 يوما فقط وبأقل التكاليف وأعلى معدلات الأمان.
وفي وقت سابق، أكدت جماعة "أنصار الله" اليمنية، اليوم السبت، أن "أمريكا تقترف حماقة بتشكيلها التحالف البحري العسكري الدولي".
وقال عضو المكتب السياسي في "أنصار الله"، حزام الأسد، في مقابلة مع وكالة "إرنا" الإيرانية، إن "الجيش اليمني جاهز بالمرصاد وسيكون لديه خيارات مفاجئة للتعامل مع ذلك"، معتبرا أن "الموقف الأمريكي الأخير بتشكيل تحالف دولي لحماية سفن العدو الإسرائيلي ليس مفاجئاً، كون أمريكا تعتبر المتصدر الأبرز في مشهد العدوان على غزة".
وأضاف أن "قيادة أنصار الله وضعت معادلة عادلة وهي أن عمليات قواتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ كيان العدو مرهونة بوقف العدوان وفك الحصار عن أهلنا في غزة".
وتستهدف جماعة "أنصار الله" اليمنية سفنًا تقول إن لها صلة بإسرائيل أو متجهة إليها أو قادمة منها، ردًا على ما يجري من أحداث في قطاع غزة.
وأعلنت الولايات المتحدة، الاثنين الماضي، تشكيل تحالف دولي للتصدي لهجمات "أنصار الله" في البحر الأحمر، يضم 10 بلدان من بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: البحر الأحمر أنصار الله
إقرأ أيضاً:
موقع مركز الأمن البحري الدولي: “أزمة البحر الأحمر فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا”
يمانيون../
خلاف عميق بين ضفتي الأطلسي، عنوانه العريض من يقود، ومن يتبع؟ تقرير أمريكي يكشف كيف وجدت واشنطن نفسها في عزلة بحرية، بعد أن أدارت أوروبا ظهرها لقيادتها العسكرية، مفضّلةً العمل تحت مظلة الاتحاد الأوروبي. انقسام يتجاوز أزمة مؤقتة، ويكشف عن صراع مكتوم يعيد رسم خرائط النفوذ داخل التحالف الغربي.
حيث نشر موقع مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) الأمريكي مقالًا تحليليًا بقلم آنا ماتيلد باسولي بعنوان “تشريح أزمة البحر الأحمر: الناتو في مواجهة الاتحاد الأوروبي”، ضمن أسبوع القوة البحرية لحلف شمال الأطلسي، يكشف بقسوة عن الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويفضح فشل واشنطن في قيادة جهود موحدة لمواجهة أزمة البحر الأحمر، التي تعطل التجارة العالمية منذ أكثر من عام”. المقال، الذي حظي بتعليق واحد، يعري انقسامات عبر الأطلسي تهدد استراتيجية الناتو البحرية وتكشف عن عجز الولايات المتحدة في فرض هيمنتها أو كسب ثقة حلفائها”.
تكشف باسولي أن “الأزمة ليست مجرد اضطراب تجاري، بل فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا، حيث عبر مسؤولون أمريكيون في رسائل مسربة عن إحباطهم من “اضطرار الولايات المتحدة لإنقاذ أوروبا مرة أخرى”. لكن هذه المشاعر تتجاهل السبب الحقيقي: النهج الأمريكي الهجومي المنفصل عن النهج الدفاعي الأوروبي، مما أدى إلى شلل الجهود المشتركة. صعود الاتحاد الأوروبي كفاعل أمني بحري أضعف قبضة واشنطن على الناتو، حيث يرفض الأوروبيون القيادة الأمريكية، معتمدين على “أسبيدس” بدلاً من “حارس الرخاء”، في انقسام غير مسبوق يكشف هشاشة التحالف”.
وقالت الكاتبة : “في ديسمبر 2023، أطلقت واشنطن عملية “حارس الرخاء” لمواجهة هجمات الحوثيين، داعية حلفاء الناتو، بما في ذلك المملكة المتحدة، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، وإسبانيا، للانضمام. لكن المملكة المتحدة، كندا، والنرويج فقط التزمت، بينما انسحبت القوات الأوروبية لدعم “أسبيدس”، مهمة دفاعية بقيادة الاتحاد الأوروبي، رافضةً صراحةً القيادة الأمريكية”.
مؤكدة أن هذا “التمرد أضعف “حارس الرخاء”، حيث خصصت إيطاليا مدمرتين وفرقاطتين، وفرنسا ثلاث فرقاطات لأسبيدس، بينما قدمت مساهمات ضئيلة أو معدومة لحارس الرخاء”. ألمانيا وبلجيكا ساهمتا بفرقاطة لكل منهما، واليونان بفرقاطتين، وهولندا بفرقاطة وسفينة دعم، بينما قصّرت السويد وفنلندا بأفراد محدودين. إسبانيا، بشكل صارخ، لم تقدم شيئًا، رغم استفادة موانئها من الأزمة. في المقابل، قدمت المملكة المتحدة مدمرتين (HMS Diamond وHMS Duncan)، فرقاطتين، ودعمًا جويًا، مُظهرةً التزامًا يفضح تقاعس أوروبا. الدنمارك أرسلت فرقاطة معطلة، مما أدى لإقالة رئيس دفاعها، وأعطت فرنسا الأولوية لمصالحها الوطنية، مما يعكس أنانية أوروبية تعمق الفشل الأمريكي”.
واشار المقال إلى أن هذا الانقسام يكشف سعي أوروبا للاستقلال الاستراتيجي قبل إدارة ترامب الثانية، حيث أكدت إيطاليا، فرنسا، وألمانيا على عملية دفاعية دون ضربات برية، متجاهلةً دعوات واشنطن”…مضيفا بأن “خطاب الأوروبيين عن الوحدة عبر الأطلسي يتناقض مع مشاركتهم في مناورات المحيطين الهندي والهادئ والبحر الأبيض المتوسط كـ”تدريب” دون التزام فعلي، مما يثير تساؤلات عن موثوقيتهم”.
واشار المقال بأن “واشنطن تفشل أيضًا في الاعتراف بالاتحاد الأوروبي كفاعل أمني، حيث يركز محللون مثل مايكل سي. ديسيانا على حارس الرخاء، متجاهلين أسبيدس، بينما يبرر دوغ ليفرمور القوة من منظور أمريكي، غافلين عن أن الأوروبيين يرون أنفسهم يحمون التجارة بنجاح”.
وأن هذا “التحيز يكشف أن واشنطن ترى أوروبا عبر الناتو فقط، بينما تتجه أوروبا نحو الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بـ”عدوانية” أمريكية تدفعها للاستقلال. الولايات المتحدة ترى الأزمة كمنصة للهيمنة البحرية ومواجهة الصين، بينما لا تهتم أوروبا بالصين، مركزةً على التجارة بنهج دفاعي يشبه القوافل، مما يؤدي إلى عمليتين متداخلتين دون هدف مشترك”.
واختتم المقال أن الأزمة، من منظور أمريكي، “ليست لإنقاذ أوروبا، بل لتأكيد الهيمنة البحرية وإرسال رسائل للصين بأن واشنطن ليست “قوة ميتة”. لكن هذا الطموح يصطدم بإجهاد القوات الأمريكية ورفض أوروبي، مما يهدد مبادئ القوة الساحقة والسيطرة البحرية”. مشيرا الى أن “الحوثيين يحققون النصر، وميناء إيلات الإسرائيلي ينهار ماليًا كـ”الضحية الأولى”، بينما تظل واشنطن عاجزة عن فرض قيادة موحدة”.
أكد أن الفهم الأفضل للتوقعات والأهداف في البحر الأحمر قد يُمهد الطريق لإصلاح العلاقات عبر الأطلسي. وفي الوقت الحاضر، لا أحد يمتلك الوصفة المثالية لإنهاء هذه الأزمة، ومن المرجح أن النهج المنقسم قد طال أمده. فيما لم يكتفِ الحوثيون بتولي زمام المبادرة في الوصول إلى النصر، بل إن الضحية الحقيقية الأولى لهذه الأزمة – ميناء إيلات الإسرائيلي – قد وقع تحت ضغط مالي. مضيفا أن الوقت قد نفد أمام الولايات المتحدة للشكوى من أوروبا دون خطة. وبالمثل، أثبت الوقت أن الاتحاد الأوروبي لا يزال غير موثوق به كجهة أمنية فاعلة. مؤكدا أن استراتيجية حلف شمال الأطلسي المتكاملة التي تراعي المنظورين الأمريكي والأوروبي هي الخيار الوحيد لتحقيق النصر. أما الخيار البديل فهو الهزيمة.