نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن المعارضة الباكستانية التي تلجأ إلى أسلوب جديد للتلاعب بالرقابة، فقد استخدم رئيس الوزراء السابق عمران خان الذكاء الاصطناعي لعقد اجتماع من السجن الذي يحتجز فيه منذ آب/أغسطس، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في شباط/فبراير.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في باكستان، تجري الحملة على قدم وساق قبل شهرين فقط من الانتخابات التشريعية التي ستجرى في الثامن من شباط/فبراير 2024.

وصرح عمران خان، زعيم حزب المعارضة الرئيسي، بلهجة مهيبة: "أنا مستعد للتضحية بحياتي. من أجل باكستان ومواطنيها"، في خطاب تم بثه على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الإثنين. ومع ذلك، إذا كانت هذه كلماته، فالصوت الذي سمعه مستخدمو الإنترنت ليس صوته.


وبينت الصحيفة أن رئيس الوزراء الباكستاني السابق المسجون منذ آب/أغسطس استخدم الذكاء الاصطناعي لإسماع صوته خارج قضبان سجنه. ولتحقيق هذه النتيجة الأكثر من واقعية، استخدم حزبه، حركة الإنصاف الباكستانية، قاعدة بيانات من الصور الأرشيفية من أجل استنساخ صوته وبث خطابه على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتمدت شركة "إيلفين لابس" الناشئة، التي أنتجت الفيديو، على خطاب أرسله عمران خان إلى محاميه.

وأوردت الصحيفة أنه تم نشر خطابه على مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب بعد سلسلة من المداخلات الحية من قبل نشطاء حركة الإنصاف الباكستانية. وبُثت الرسالة المصطنعة، مدتها أربع دقائق، على الرغم من انقطاع الإنترنت.

ووفقا لمنظمة "نت بلوكس"، التي تعمل على مراقبة الإنترنت، تم تقييد الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمدة سبع ساعات. وقد لوحظت بالفعل اضطرابات مماثلة خلال عمليات الرقابة السابقة التي استهدفت عمران خان خلال عمليات التعبئة في شهر أيار/مايو.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم انتخاب النجم السابق لفريق الكريكيت الوطني في سنة 2018 حيث وعد بتحسين الوضع الاقتصادي في باكستان ومحاربة الفساد. وكان عمران خان يحظى بشعبية كبيرة في بداية ولايته، وقد تمت إزاحته من السلطة في سنة 2022 عبر تصويت لحجب الثقة، بعد شن حملة غامضة ضد الجنود الذين اعتبرهم مؤثرين للغاية، ويعتقد حزبه أنه محاصر لأن الجيش يكمم المعارضة.

إجراءات قانونية تتبع بعضها البعض
ووفق الصحيفة؛ فمنذ إقالته، تمت محاكمة عمران خان في أكثر من 200 قضية قانونية. وفي أيار/مايو، سُجن للمرة الأولى، مما أثار احتجاجات في جميع أنحاء البلاد. كما أدت عمليات القمع الدموية التي نفذها الجيش وعشيرة شهباز شريف ذات النفوذ إلى وضع حد للحركة. وفي آب/أغسطس، ألقي القبض على عمران خان بتهمة الفساد، ثم حُكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وخمس سنوات من عدم الأهلية، لكن هذه الاتهامات لا تؤدي إلا، حسب قوله، إلى إبعاده عن الانتخابات الوطنية.


من جهتهم، يقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن السياسيين في الدولة الواقعة في جنوب آسيا غالبا ما يتورطون في الإجراءات القانونية التي ينظمها، على حد تعبيرهم، الجيش القوي الذي حكم البلاد في فترات متقطعة منذ استقلالها في سنة 1947 والذي ما زال يتمتع بسلطة هائلة.

وأضافت الصحيفة أن نواز شريف، زعيم الرابطة الإسلامية الباكستانية، قد عانى من عواقب ذلك، على الرغم من قرب عشيرته من المؤسسة العسكرية. فقد تولى رئاسة وزراء باكستان ثلاث مرات، وتم إقالته في سنة 2017 بسبب مزاعم بالفساد ومنعه مدى الحياة من شغل أي منصب سياسي من قبل المحكمة العليا، وهي آلية قانونية مشابهة لتلك التي أدت إلى عدم أهلية عمران خان.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن نواز شريف، الذي نُفِيَ في لندن لمدة أربع سنوات لتجنب السجن، تمكن من العودة بشكل دائم إلى باكستان في تشرين الأول/أكتوبر بعد مفاوضات مع الجيش. في المقابل، يدين حزب عمران خان الاتفاق الضمني مع الجيش الذي يهدف إلى مساعدة حزب الرابطة الإسلامية على الفوز في انتخابات شباط/فبراير.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الباكستانية عمران خان باكستان عمران خان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عمران خان فی سنة

إقرأ أيضاً:

د. محمد عسكر يكتب: سباق الذكاء الاصطناعي وتحذير أخير

الذكاء الإصطناعي هو حديث العالم، خصوصا تطبيقات الدردشة القادرة على التجاوب معك. لكن ألا يمثل هذا خطرا كبيرا؟
الدردشة مع تطبيقات الذكاء الإصطناعي هي الترند حالياً في عالم التكنولوجيا والتقنية، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالنسخة المطورة من "شات جي بي تي- 4" التي تم إطلاقها حديثاً، والتي توفر خصائص جديدة تتعدى بكثير النسخة السابقة. هذا وإن كان التطوّر الكبير في الذكاء الإصطناعي يجذب الإهتمام حاليا لما يتمتع به من مقومات وقدرات فائقه ، وخصوصاً قدرته على تقديم أجوبة فيها نسب عالية من الدقة، كذلك قدرته على القيام بعدد من المهام البشرية في العديد من المهن، ومن ذلك على سبيا المثال لا الحصر مهام الكتابة والترجمة والمحاسبة وجمع المعلومات والتحليل المالي وغير ذلك، ولكنه على الجانب الآخر يثير مخاوف كبيرة تهدّد الكثير من الناس ليس فقط بفقدان وظائفهم ولكن شتى جوانب حياتهم اليومية وقد وصل الأمر لفقدان شخص حياته بالانتحار من أثر تعامله مع أحد هذه البرامج.
خلال العقود الماضية كانت المخاطر التي دأب الكثيرون على التحذير منها هي الانفجار السكاني، التلوث البيئي ونقص الموارد الطبيعية. أما اليوم ومع التطور التكنولوجى الهائل في شتى المجالات ومع تعدد تطبيقاته، فقد تحول الأمر إلى أخطار أخرى تمثل تهديداً وجودياً؛ روبوتات سيصل ذكاؤها إلى درجة تسمح لها بالتفوق على البشر، خاصة مع قدرات الذكاء الإصطناعي اللامحدوده، أو فيروسات حاسوبية مدمرة قد توقف الإنترنت عن العمل. الذكاء الإصطناعي هو الموضة الجديدة التي يدور الحديث حولها الأن في كل المجالات، في أجهزة الهواتف الذكية، في الأجهزة المنزلية، في التلفزيونات، في الأسلحة، وأيضاً في السيارت الذكية، التي يفترض أن تنتشر قريباً في مدن العالم. القلق الحقيقي، وفق بعض الخبراء، هو أنه وبحلول العام 2075، سـتصل آلات مزودة بقدرات خاصة إلى مستويات ذكاء تفوق مستوى الإنسان بكثير مما يمكنها من اتخاذ قرارات بشكل ذاتي، من دون العودة إلى أي مرجعية بشرية.
لذلك وجب التحذير من أن هذا التطور المتسارع بهذه الوتيرة والإفرط فى تطوير برامج وتقنيات الذكاء الإصطناعى دون ضوابط حقيقية أو أنظمة حماية سيؤثر سلبًا على الجنس البشري وسيؤدي في لحظة ما إلى أضرار جسيمة في عدة جوانب حساسة في حياته. فقدرة الأجهزة التقنية على اتخاذ آلاف القرارات المعقدة في الثانية الواحدة يمكن استخدامها إما فى منفعة أو إيذاء الناس، ويعتمد ذلك على الشخص نفسة الذي يقوم بتصميم النظام.
كان مثيراً للإهتمام وجود أسماء مهتمة كثيرة بالتطور التكنولوجي، كـ إيلون ماسك يدعو إلى  التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أنظمة أقوى من روبوت الدردشة (شات جي.بي.تي-4) الذي أطلقته شركة أوبن إيه.آي في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى المخاطر المحتملة لمثل هذه التطبيقات على المجتمع. وفى نفس الوقت فقد طالب كثير من الخبراء فى المجال بوقف موقّت لعمليات تطوير برامج الذكاء الإصطناعي إلى حين إعتماد أنظمة حماية، تتيح تنظيم هذه العمليات ومراقبتها وتحليل المعلومات الواردة إليها، وكذلك معالجة ما قد ينجم عن إستخدامها من إختلالات.
ونحن هنا وإن كنا ندرك أهمية التطور التكنولوجى فإننا فى ذات الوقت نتسأل عن جدوى تطوير "عقول غير بشرية قد تفوقنا عدداً وتتفوق علينا في النهاية وتحل محلنا "؟ وعن خطر المجازفة بفقدان السيطرة على الحضارة البشرية.
هل يجب أن نسمح للآلات بذلك؟

مقالات مشابهة

  • دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية
  • أهم ابتكارات الذكاء الاصطناعي في الصحة عام 2024
  • أسلحة الذكاء الاصطناعي ووهم سيطرة البشر
  • ماذا يحصل لنا بسبب قلة النوم؟.. الذكاء الاصطناعي يجيب
  • كاتب صحفي: ظهور الموبايل أول مدخلات الذكاء الاصطناعي
  • د. محمد عسكر يكتب: سباق الذكاء الاصطناعي وتحذير أخير
  • الذكاء الاصطناعي في الإمارات.. فكر استباقي وبنية متطورة
  • اللغة في عالم الذكاء الاصطناعي
  • ندوة حول مستقبل الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي.. كيف يمكن للصحفيين التأقلم مع التغيرات التكنولوجية؟
  • فتح باب التقديم في منح دراسية لبحوث الذكاء الاصطناعي