جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-05@03:23:01 GMT

صناعة المجد!

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

صناعة المجد!

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

 

أفلس الكثير من الأنظمة الرسمية العربية في كسب قلوب شعوبها؛ بل فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق الحد الأدنى من الوئام والتوافق بين الحاكم والمحكوم، وذلك طوال العقود الماضية، وما ظهور ما يُعرف بـ"الربيع العربي" في نسخته الأولى الذي انطلق من تونس عام 2011، ثم عمَّ كل بلاد العرب إلّا دليل واضح على الواقع المُر الذي يرزح تحته المواطن العربي من المحيط إلى الخليج.

وهذه الثورات التي بقت بعضها تحت رماد القمع والاضطهادات، قد ترجع في أي وقت في قادم الأيام، لأسباب معروفة وكثيرة ولكن يمكن حصرها في نقطتين أساسيتين:

أولًا: تخاذل عدد من الحكومات العربية عن واجبها تجاه قضية العرب الأولى والمتمثلة في تحرير المسجد الأقصى وإقامة الدولة الفلسطينة، والتخلي عن مساندة المقاومة الفلسطينية والسبب في ذلك الخوف من إسرائيل وجيشها الذي لا يقهر الذي قد يقوِّض تلك الأنظمة الفاسدة أصلًا ويستبدلها بغيرها من الموالين. وعلى الرغم من ذلك، تأكد للجميع اليوم أن إسرائيل ليست أكثر من "نمر من ورق" بعد نجاح المقاومة في الكشف عن حقيقتها وضعفها في معارك الشجاعية وخان يونس الأخيرة، فالاحتلال الإسرائيلي غير قادر أصلًا على حماية نفسه، فكيف يحمي بعض الأنظمة الصديقة لهذا الكيان السرطاني الغاشم والمتمثل في دولة إسرائيل؟.

ثانيًا: أنانية عدد من هذه الأنظمة واستئثارها بالثروات والمناصب وحرمان القاعدة العريضة من المجتمع من حقوقها، فعليك أن تتخيل أن ثلث السكان في الوطن العربي تحت خط الفقر؛ أي أكثر من 130 مليون مواطن، وذلك حسب إحصائيات "الأسكوا" للعام الماضي 2022؛ إذ إن موارد البلاد تُقسَّم لقسمين: جزء لشراء الأسلحة وإنشاء الجيوش لقمع المطالبين بحقوقهم من الشعب، والجزء الثاني: تُرسل إلى البنوك الغربية باسم النخب السياسية والقادة.

ووسط هذا الظلام الدامس في الوطن العربي والاحتقان والشعور بالهزيمة والإذلال من الصهاينة والأمريكان، تظهر في الأفق علامات النصر والانتصارات غير المتوقعة وطوق النجاة للأمة الإسلامية من فئة قليل محاصرة، أراد الله لهم أن يرفع بهم شأن العرب ويبدل ضعفهم قوة، إنها الإرادة التي تعمل المعجزات والتجرد من مصالح ومكاسب هذه الدنيا الفانية.          

وبالفعل نجحت المقاومة الإسلامية الفلسطينية بمختلف فصائلها في كسب قلوب أحرار العالم، وعلى وجه الخصوص قادة حماس الذين خططوا ونفذوا "طوفان الأقصى" في 7 من أكتوبر الماضي، وأزعُم أن شعبية يحيى السنوار ومحمد الضيف اليوم، قد تجاوزت شهرة وشعبية "جيفارا" الذي قاد النضال الأممي ضد الإمبريالية الأمريكية والفرنسية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا، وكذلك الرئيس هوشي منه في فيتنام، الذي نجح في دحر الجيوش الغربية في الهند الصينية في القرن الماضي.

عربيًا.. كشفت استطلاعات الرأي التي نفذها "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحيّة" ارتفاعًا كبيرًا لشعبية حماس بين الشعب الفلسطيني؛ إذ ارتفعت شعبية حماس في الضفة الغربية -على سبيل المثال- 3 أضعاف ما كنت عليه قبل الحرب الحالية، وذلك على حساب السلطة الفلسطينية التي طالب بحلها حوالي 70 بالمائة من المبحوثين الذي شملهم الاستطلاع في المدن الفلسطينية. والأهم من ذلك كله هو ما كشفته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) من خلال مصادرها وتقييماتها للأوضاع في المنطقة عن تنامي شعبية حماس ومصداقيتها بين العرب على نطاق واسع، مما أغاظ البيت الأبيض الذي يصنف حماس كمنظمة إرهابية ظلمًا ونفاقًا.

ذلك لا يغير من الأمر شيئًا، فكل المجاهدين والثوّار عبر العالم سبق ان وصفتهم الدول الاستعمارية بـ"الإرهابيين"، كما هو حال شهداء الامة أمثال: عمر المختار في ليبيا، وعبدالقادر الجزائري في الجزائر، وعزالدين القسام واحمد ياسين في فلسطين.

ومن المفارقات العجيبة أن يربط حكام إسرائيل بين "حماس" و"داعش"، والأخيرة كانت من صُنع المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية حسب الوثائق السرية المسربة من هذه البلدان، وكان الهدف من تأسيسها الإساءة إلى الإسلام واختراق المجاهدين في سبيل الله الذين لا يدركون خلفيات تلك التنظيمات الإرهابية التي يتم توجيهها من خلف الكواليس بعيدًا عن الجهاد الحقيقي.

والمُتابع عن قرب للرأي العام العربي يُدرك بكل وضوح كيف استطاعت حماس كسب قلوب وعقول العرب من طنجة إلى مسقط.

ولعل المظاهرات المليونية والوقفات الاحتجاجية التي عمّت الدول العربية والعواصم العالمية تكعس هذا الزخم والتضامن مع الشعب الفلسطيني وعلى وجه الخصوص المقاومة الإسلامية "حماس".

وفي الختام.. إذا كان الصهاينة- بداية من نتنياهو ومن بعده جميع قادة الجيش ونهايةً بالبيت الأبيض في واشنطن- يُكررون جميعًا أسطوانة مشروخة، مفادها القضاء وجوديًا على حماس، فإن الإجابة على ذلك قد أتت من رؤساء حكومات ووزراء دفاع سابقين في هذا الكيان نفسه، مؤكدين بما لا يدع مجالًا للشك أن "هزيمة حماس أو حتى استعادة الأسرى منها، مستحيل وغير قابل للتحقيق"، وهما إيهود أولمرت وإيهود بارك، فهل يفهم مجلس الحرب الإسرائيلي الرسالة، لكي يحافظ على حياة الأسرى والجنود الإسرائيليين الذين ابتعلتهم رمال غزة من المسافة صفر؟!

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من هو روحي مشتهى الذي أعلنت إسرائيل مقتله واثنين آخرين من قادة حماس ؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، مقتل ثلاثة من كبار قادة حركة حماس في غزة، بينهم روحي مشتهى، خلال عملية استخباراتية نُفذت قبل ثلاثة أشهر.

 

وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأن روحي مشتهى، الذي كان يشغل منصب رئيس حكومة حماس في قطاع غزة، يُعد اليد اليمنى لزعيم الحركة يحيى السنوار. وأضاف البيان أن العملية أسفرت أيضًا عن مقتل سامح السراج، وزير الأمن في المكتب السياسي لحماس، وسامي عودة، قائد جهاز الأمن العام للحركة.

 

ووفقًا للبيان، تم استهداف القادة الثلاثة خلال عملية استخباراتية مشتركة نفذها الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك). وأوضح البيان أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي استهدفتهم بينما كانوا يختبئون في مجمع محصن تحت الأرض في شمال قطاع غزة.

 

من هو روحي مشتهى؟

 

بحسب البيان الإسرائيلي، يُعد روحي مشتهى واحدًا من أبرز قادة حركة حماس في غزة، وكان مقربًا من يحيى السنوار، حيث كان له تأثير كبير على القرارات المتعلقة بنشر قوات حماس والعمليات العسكرية. 

 

كما كان مشتهى يشغل منصب رئيس الحكم المدني لحماس في قطاع غزة، ويشرف على شؤون الأسرى. إلى جانب السنوار، كان مشتهى مسؤولًا عن تأسيس جهاز الأمن العام لحماس. وكلاهما قضى فترات طويلة في السجون الإسرائيلية، ما عزز من العلاقة الوثيقة بينهما.

 

وخلال الحرب، لعب مشتهى دورًا مزدوجًا، حيث كان يدير الشؤون المدنية لحماس في القطاع، بينما كان منخرطًا بشكل مباشر في الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل.

 

وسائل إعلام إيرانية: مقتل مستشار في الحرس الثوري الإيراني إثر هجوم إسرائيلي على دمشق

 

أفادت وسائل إعلام إيرانية اليوم بمقتل أحد مستشاري الحرس الثوري الإيراني جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة السورية دمشق قبل ثلاثة أيام. وذكرت التقارير أن المستشار، الذي كان يعمل ضمن الدعم العسكري الإيراني في سوريا، توفي متأثرًا بجراحه التي أصيب بها خلال الهجوم.

 

ووفقًا لمصادر محلية، استهدفت الغارة الإسرائيلية مواقع في محيط دمشق، يُعتقد أنها تضم منشآت عسكرية تابعة لقوات إيرانية أو حلفائها. تأتي هذه الضربة ضمن سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي تهدف إلى منع تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا، وهو ما أكده الجيش الإسرائيلي في تصريحات سابقة، موضحًا أن الضربات الجوية تستهدف القدرات العسكرية الإيرانية والبنية التحتية لحزب الله في المنطقة.

 

الهجمات الإسرائيلية على سوريا تزايدت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك استهداف مواقع حساسة في جنوب لبنان، مما يعزز التكهنات بأن إسرائيل تسعى لتقييد تحركات إيران وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط. وسبق للجيش الإسرائيلي الإعلان عن استهداف عدة مواقع لحزب الله في لبنان، من بينها مراكز عسكرية ومخازن أسلحة. كما تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض طائرات مسيرة حاولت اختراق الحدود الشمالية، مما يشير إلى تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة.

 

يأتي هذا التصعيد بعد تقارير عن قصف مواقع إيرانية قرب دمشق ومناطق أخرى في لبنان، حيث تسعى إسرائيل لتقليص نفوذ إيران العسكري في سوريا ولبنان.

مقالات مشابهة

  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من “طوفان الأقصى”
  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من "طوفان الأقصى"
  • من هو النصف الآخر للسنوار الذي أعلنت إسرائيل مقتله؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • من هو روحي مشتهى الذي أعلنت إسرائيل مقتله واثنين آخرين من قادة حماس ؟
  • معرض الرياض الدولي يناقش إشكالات "الكتاب العربي والحضور العالمي"
  • مركز الدراسات الإستراتيجية: إيران تُزايد على العرب في دعم القضية الفلسطينية
  • ”استحلفكم بالله هذا شكل صاروخ”؟.. الإعلامي الحربي ”محمد العرب” يعلق على صواريخ إيران التي ضربت اسرائيل!
  • محمد بن راشد: نبدأ اليوم استقبال الترشيحات للدورة الثانية من جائزة نوابغ العرب
  • إلهام شاهين من مهرجان المونودراما: "الوطن العربي لن يهدأ إلا بقيام الدولة الفلسطينية"