مدير عام مستشفى غزة: المنظومة الصحية انهارت تمامًا
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
أكد مدير عام مستشفى غزة الأوروبي، الدكتور يوسف العقاد، أن قوات الاحتلال تنفذ مجازر في قطاع غزة، إذ يصلالمئات من الشهداء والمصابين يوميًا جراء العدوان الإسرائيلي.
وتابع “العقاد” خلال تصريحاته عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، اليوم السبت، أن المنظومة الصحية في قطاع غزة انهارت تمامًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف سيارات الإسعاف والأطقم الطبية.
وواصل العقاد أنه "نعاني نقصًا حادًا في المستلزمات الطبية، والاحتلال يمنع وصول شاحنات المساعدات إلى المستشفيات والأهالي".
وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، موقعة آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين، بالإضافة إلى تدمير مبان وطرقات.
ويعانى النظام الصحي في قطاع غزة من وضع صعب للغاية، بداية من جهاز الإسعاف شبه المنهار، حيث قصف الاحتلال الإسرائيلي نحو 108 مركبات إسعاف، وهناك 11 مُستشفىً من أصل 36 تعمل بشكل جزئي.
وسبق أن اقتحمت قوات الاحتلال غالبية المستشفيات في غزة وشمالها، ونكلت بالطواقم الطبية والنازحين والمرضى والمصابين، واعتقلت 34 من الطواقم الطبية
أكد وزير الأوقاف الفلسطيني الدكتور حاتم البكري، أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة نشهد عددا كبيرا من الانتهاكات سواء لمستوطنين أو لجنود إسرائيليين في غزة أو الضفة الغربية للمساجد وعدد من الأماكن المقدسة الإسلامية.
وقال البكري - في مداخلة لقناة (القاهرة الإخبارية) إن الانتهاكات الإسرائيلية تجاه المساجد هي انتهاكات مبرمجة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 ومستمرة حتى يومنا هذا، وتتجلى هذه الانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك الذي هو العنوان الأكبر من البعد الديني الإسلامي في فلسطين، حيث لا يخلو يوم من محاولة التغيير المكاني والزماني في المسجد الأقصى المبارك بالإضافة إلى منع المصلين للصلاة في المسجد".
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يقسم المسجد الأقصى مكانيا وزمنيا، وهذا التقسيم مرفوض جملة وتفصيلا لأن المسجد الأقصى لا يسمح بأن يتم التلاعب به وبالبعد التاريخي والديني له.
وأشار إلى أن المساجد الأخرى في فلسطين لم تسلم من الاعتداءات المستمرة خاصة بعد الحرب العنيفة التي تشنها إسرائيل على فلسطين، حيث تم هدم وقصف مسجد الأنصار في جنين، لافتا إلى أن جنود الاحتلال يدنسون المساجد باعتلاء منابرها، بالإضافة إلى حصار المساجد في الضفة الغربية وفي الحرم الإبراهيمي الشريف، لافتا إلى أن المساجد على المستوى الأممي والعالمي يجب أن تصان ولا يجب التعرض لها.
وأوضح أنه في قطاع غزة فإن هناك هجوما شرسا على المساجد، وهناك مساجد هدمت وتمت إزالتها، تصل إلى 100 مسجد تقريبا، بالإضافة إلى المئات من المساجد الأخرى التي أصيبت وتضررت بنسب متفاوتة وأصبحت في حالة صعبة جدا.
وشدد وزير الأوقاف الفلسطيني على أن الاحتلال الإسرائيلي عندما يهاجم المساجد ويتعرض للمسجد الأقصى الشريف الذي يمثل القبلة الأولى للمسلمين فهو بذلك يستفز مليارا و800 مليون مسلم في العالم، كذلك عندما يقوم بهدم وتدمير المساجد والإساءة إلى الدين فهو يقوم باقتياد المنطقة إلى نقطة لا يمكن أن يحمد عقباها، وقد حذرنا مرارا من خطورة الاعتداءات على المساجد وخاصة المسجد الأقصى المبارك التي ستؤدي إلى اشتعال حرب دينية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستشفى غزة الاحتلال قوات الاحتلال العدوان الإسرائيلي الاحتلال الإسرائیلی المسجد الأقصى بالإضافة إلى فی قطاع غزة مستشفى غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
يمرون بالقطارة.. أصحاب التحويلات الطبية في غزة تحت رحمة المنفذ الإسرائيلي
غزة- بعدما أصاب الحزن قلب المسن الفلسطيني جمال أبو اغبيط بفقد 25 من أفراد عائلته، بينهم زوجته و4 من أبنائه في حصار جباليا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ السرطان ينهش جسده وأعضاءه، متنقّلا من القولون إلى الكبد فالرئتين.
في غزة، حيث لا دواء ولا أمل لمرضى السرطان، حصل أبو اغبيط بصعوبة على تحويل طبي للعلاج خارج القطاع، لكن المعابر المغلقة سدّت معها نوافذ نجاته، ما ضاعف من سوء حالته الصحية بعد تفشي خلايا السرطان إلى أعضاء أخرى من جسده الهزيل.
ويقول السبعيني أبو اغبيط للجزيرة نت "أحتاج وحدتي دم أسبوعيا كي أبقى على قيد الحياة، إذا لم أخرج خلال أيام للعلاج فسأُحمل إلى القبر".
رهينة الشللالحاج جمال ليس وحده الذي ينتظر الخروج للعلاج، فهناك أكثر من 2784 مريض سرطان بانتظار موت محقق ما لم يتمكنوا من الخروج خلال أيام، ويقابل هذا العدد من المرضى عشرات الآلاف من الجرحى الذين كانوا ضحية لحرب مستمرة منذ نحو 560 يوما على غزة.
كانت الفتاة سارة سلمان واحدة منهم، إذ أُصيبت بشظية عند قصف منزل عائلتها في جباليا، حيث استشهد شقيقها الأكبر، وفقدت شقيقتها عينها، بينما بُترت أطراف أخرى، أما سارة فقد كشفت الشظية عظام عمودها الفقري، وأصيبت بالشلل لمدة عام.
إعلانويقول والد سارة، الذي تنقّل بها بين مشافي غزة وحوصر مرات عدة خلال ذلك، للجزيرة نت "في البداية قالوا إن إصابتها مدمرة، وإن مصيرها الشلل".
ومع ذلك لم تستسلم الطفلة التي خضعت لجلسات علاج طبيعي، وتمكنت من الجلوس على كرسي متحرك، ليبزغ أمل جديد لديها.
ويؤكد الأطباء -يضيف الوالد- أن العملية الجراحية خارج غزة ستمكن سارة من المشي على قدميها، لكنها ما زالت رهينة الشلل ودورها في قائمة انتظار ممتدة.
وسُجل، وفق وزارة الصحة بغزة، أكثر من 12 ألف مريض على قوائم الانتظار، وقد أنهوا كافة الإجراءات المتعلقة بالحصول على تحويل علاجي، بينهم 5100 حالة طارئة مهددة بالموت إن لم تتلقَ العلاج، و450 مريضا في نزاعهم الأخير ويحتاجون إلى إجلاء عاجل قد ينقذهم من الموت.
وكشف مدير مركز المعلومات الصحية في وزارة الصحة في غزة زاهر الوحيدي للجزيرة نت، أن 1100 مريض غادروا قطاع غزة من معبر رفح لتلقي العلاج خلال فترة سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لكن منذ استئناف الحرب في 18مارس/آذار الماضي وإغلاق معبر رفح بات معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية المنفذ الوحيد، ولم يغادر عبره سوى أقل من 100 مريض ومرافقيهم.
من جهته كشف مسؤول ملف العلاج في الخارج الدكتور محمد أبو سلمية، للجزيرة نت، أن أعداد المرضى والجرحى الذين يغادرون للعلاج منذ استئناف الحرب "كارثية" مقارنة بالحاجة الحقيقية.
وقال أبو سلمية "كان يخرج من معبر رفح 50 مريضا يوميا، بينما لا يسمح معبر كرم أبو سالم سوى بـ10 إلى 15 حالة كل أسبوعين، نحتاج لإجلاء الآلاف يوميا، وإلا سننتظر سنوات حتى يحصل المرضى على حقهم في العلاج".
وعزا أبو سلمية شح أعداد المغادرين للعلاج إلى عدم استعداد الدول العربية أو الأوروبية لاستقبال مرضى غزة، عدا عن تحكم الاحتلال في أعدادهم من خلال الفحص الأمني المشدد للمرضى ولمرافقيهم، وتعسفه بحرمان المئات منهم العلاج.
إعلانوشدد على عدم قدرة المنظومة الصحية في غزة على علاج ورعاية عشرات الآلاف من المرضى والمصابين خاصة مع استهداف مستشفى المعمداني وخروجه ومعظم مشافي القطاع عن الخدمة.
وبين أنه لم يدخل قطاع غزة أي دواء أو مستلزمات منذ أكثر من 40 يوما، وفاقم ذلك عدم توفر أجهزة أشعة أو رنين مغناطيسي أو قسطرة قلبية أو علاج كيميائي.
وأضاف أبو سلمية "أمام غياب مقومات العلاج هذه، أصبح الموت رديف الآلاف من المرضى"، لافتا إلى أن الوفيات في ازدياد أسبوعي، حيث يفقد بين 10 و20 مريضا حياتهم أسبوعيا بسبب تعذُّر علاجهم، ويتابع "السرطان لا ينتظر، ومريض القلب المفتوح لا يحتمل التأجيل، ومرضى الأعصاب والكلى مهددون بالموت ما لم يتم إجلاؤهم فورا".
وجددت وزارة الصحة مطالبها بالسماح بدخول المستشفيات الميدانية والمختصين كحلول مؤقتة إلى القطاع، إضافة إلى كافة الأجهزة الطبية والأدوية الضرورية، بما في ذلك علاج السرطان والعلاج الكيميائي، فالوضع الصحي لا يحتمل أي تأخير.
أداة للتهجيروبينما يخرج أصحاب التحويلات المرضية بـ"القطَّارة" (بطء كبير) كما يصف المراقبون، فإن الاحتلال سمح بخروج المئات من الرعايا أصحاب الجنسيات المزدوجة وأقاربهم، وهو أمر يراه الكثيرون جزءا من التهجير تحت غطاء إنساني.
ويرفض المستشار القانوني أسامة سعد، وصف مغادرة البعض من معبر كرم أبو سالم بالهجرة الطوعية، فما يحدث -برأيه- هو "تهجير قسري ممنهج"، فقد أجبر الاحتلال الغزيين على العيش في خيام أو منازل مدمرة تفتقد لأدنى شروط الحياة، وجرَّدهم من أبسط مقوماتها، لدفعهم إلى الهروب قسرا بحثا عن الأمان، وهذه جريمة حرب وفق القانون الدولي.
وقال سعد للجزيرة نت إن سيطرة الاحتلال على كل المعابر، بما فيها معبر رفح، حوَّلت غزة إلى سجن كبير، وأضاف "إذا كانت إسرائيل تُصر على احتلال القطاع، فإن القانون الدولي يُلزمها بتحمّل كامل المسؤولية عن حياة السكان فيه، من الصحة والتعليم إلى الأمن والقضاء".
لكن إسرائيل -يتابع سعد- "تتصرف كأنها فوق القانون، وتُشرّع لنفسها ما تُريد من دون حسيب أو رادع، وأمام صمت عربي ودولي مريب".
إعلان