منال الشرقاوي تكتب: ٣٦٥ يوم وداع
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
ما بين كل ٣٦٥ يوم في حياتنا نودع عامًا، نودع معه آمالًا وآلامًا، نودع أشخاصًا وننتظر آخرين.
في هذه اللحظة من الانتقال، نجد أنفسنا واقفين على عتبة الزمن، نُفكِّر في الأيام التي رحلت والأيام الجديدة التي ستلوح في الأفق. إنها ليست مجرد تغييرات في الزمن، بل هي مواقف حياتية تتداخل وتترابط كالخيوط الرفيعة لتنسج حكاية حياتنا.
في هذه اللحظة، نعيش فراقًا مؤلمًا مع أيام رحلت، ونرى صوراً تعلوها الضحكات وتهبط فيها قطرات الدموع. في هذا الوداع، نكون قد اكتسبنا حكمة جديدة أو فهمًا عميقًا لأنفسنا.
في هذه اللحظة، نستقبل أياماً جديدة، نشعر بترقب لما ستحمله من تحديات ومواقف، وقد يتسلل إلينا شعور بالحماس مختلطًا بالقلق.
هذه اللحظة تعكس دورة حياتنا المستمرة، فالأوقات الجيدة والأوقات الصعبة تتلاحق، ولكل فقدان هناك اكتساب جديد. إنها فرصة لمشاهدة فيلم ليس كبقية الأفلام قد ينتهي بعد ساعتين أو أقل ،بل هو الأطول على الإطلاق فمدة عرضه تصل إلى ٣٦٥ يوماً من المشاهدة لمسيرتنا، وتحليل خيوط القدر التي ربطتنا بأحداث عام كامل انقضى.
في هذه اللحظة، تُحكى قصة العام الماضي بألوانها المتعددة. نرى صفحات الحياة تتكشف كأجزاء من رواية، وكل حدث يُلوِّن لوحة الفترة الخاصة بنا. ومهما كانت القصة، فإن لحظة وداع العام تدعونا إلى التأمل والنظر إلى الأمام بتفاؤل وإرادة قوية، ولن ننسى أن ننظر إلى الوراء بابتسامة الشكر والامتنان، فقد كان هذا العام أحد الفصول في رحلة حياتنا، والتي لن تُنسى وستظل معنا ما حيينا .
في تلك اللحظة التي تفصل بين ماضٍ توارى ومستقبل يتسع، يمكننا أن نكوِّن أحلامنا ونُصَوِّر أمنياتنا. ننقش على جدران الزمن لوحة تعكس جمال اللحظات الفريدة والأحداث المهمة.
ما بين وداع عام واستقبال آخر نظل مترقبين، متلهفين، متمنين، وفي هذا الترقب المتلهف، نقترب من بداية سطر جديد في كتاب حياتنا، ونُشرع في كتابة فصوله بأقلامنا الخاصة.
مع اقترابنا من العتبة الزمنية للعام الجديد، تساورنا شكوك وتوقعات مليئة بالتساؤلات. هل ستحمل الأحداث المقبلة مفاجئة سارة أم تحديات ملحمية؟ وفي هذا السؤال، تتشابك خيوط الشك والحماس، فنحن نعلم أن الحياة تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت والتجارب التي تثقلنا بالخبرات.
في هذا الانتقال بين وداع عام واستقبال عام جديد، نجد أن الأفق يتسع أمامنا كلما اقتربنا من بوابة العام الجديد. إنها لحظة تتخللها أمنياتنا وتطلعاتنا لعام أجمل،صفحاته ما زالت بيضاء ككتاب فارغ ننتظر بلهفة ملأه بأحداث نتمناها سعيدة ولحظات تعبق برائحة العوض الجميل لكل لحظة حزن مرت علينا من قبل.
في هذا الانتقال، نلمس ذلك الشغف والحماس اللذين ينبعثان من داخلنا، متسللين إلى زوايا القلب. إنها لحظة الأمل الذي يحمل بين طياته وعدًا ببدايات جديدة وفرص للسعادة التي نستحقها.
في هذا الانتقال، تكون لدينا الفرصة لتحديد أهدافنا ورسم خريطة طريقنا والسعي نحو تحقيقها. يبدأ عامنا الجديد بتداول قصة العام الماضي بكل حلقاتها، لكن هذه المرة نكمل الحكاية بشكل مختلف، بروحٍ جديدة وطاقة متجددة.
في هذا الانتقال، يمكننا أن نستلهم القوة من تحدياتنا السابقة، ونقفز بجرأة إلى مياه الفرص الجديدة، نسبح في أمواجها ،قد نصارع بعض الأمواج لكن بثقة الوصول إلى بر الأمان. إنها لحظة الارتقاء بأنفسنا والنظر إلى المستقبل بثقة وإيمان، فنحن أصحاب القدرة على تغيير مسارات حياتنا وتحويل الأحلام إلى واقع يشع ببريق التحقيق.
هنا ،وفي تلك اللحظات الفارقة بين مضي عام وقدوم آخر، ننظر بعمق وأعيننا على المستقبل حاملين حقيبة آمالنا وطموحاتنا. هنا، يطرح العقل السؤال الجوهري: ما الذي ينتظرنا في هذا الفصل الجديد من رحلتنا؟
قد يكون الجواب مختلفًا لكل فرد منا، ولكن بينما نجلس على أعتاب هذا الفصل الجديد، تتجسد أمامنا تحديات نتعلم منها وفرص نستفيد منها. هل سيكون هذا العام هو العام الذي نحقق فيه أحلامنا ؟
لذا دعونا نكمل السفر بفضول الفنان وشغف الرحال، والتأكيد على أن لحظة وداع هي لحظة تذكرنا بأن الحياة مستمرة وأننا نحمل مفاتيح الأمل والتحديات في آن واحد، وبين كل ٣٦٥ يوما، نعيش رحلة الحياة بكل مكوناتها، متطلعين لغد أفضل ومستعدين لاستقبال ما تحمله لنا صفحات العام الجديد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی هذا الانتقال فی هذه اللحظة
إقرأ أيضاً:
وداعًا لآلام الظهر في الشتاء.. استشارى يقدم نصائح فعّالة للراحة والحماية
نصائح فعالة لعلاج آلام الظهر في الشتاء، مع حلول فصل الشتاء.. يتعرض العديد من الأشخاص إلى آلام الظهر التي تزداد حدتها بسبب البرد والجو القاسي، حيث تؤدي الأجواء الباردة إلى تيبس العضلات والمفاصل، مما يزيد من الشعور بالألم والإجهاد في منطقة الظهر.
نصائح فعالة لعلاج آلام الظهر في الشتاءإذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر في هذا الموسم، فلا داعي للقلق، حيث يمكن التغلب على هذه المشكلة باتباع بعض النصائح الفعّالة التي تساعد على تخفيف الألم وحماية ظهرك من تأثيرات الشتاء.
وكشف الدكتور أشرف إسماعيل استشارى العظام وجراحات العمود الفقري، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، عن أبرز الطرق التي تساعدك على حماية ظهرك من آلام الشتاء وتخفيف الألم بفعالية.
1. ارتداء الملابس الدافئة بطريقة صحيحة
من أولى الطرق لحماية ظهرك من آلام الشتاء هو ارتداء الملابس الدافئة بشكل صحيح، فالبرد يمكن أن يؤدي إلى انقباض العضلات وتقلص الأوعية الدموية في الجسم، مما يزيد من شعورك بالألم في منطقة الظهر. لذلك، ينصح بارتداء ملابس دافئة، مع التركيز على تغطية منطقة الظهر جيدًا.
ويفضل اختيار الملابس المصنوعة من الصوف أو الأنسجة الحرارية التي تساعد على الحفاظ على الحرارة، وتأكد من ارتداء ملابس متعددة الطبقات لتوفير دفء إضافي والوقاية من تأثيرات البرد.
2. ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة
ممارسة التمارين الرياضية تعد من أفضل الطرق لتقوية عضلات الظهر وتحسين مرونتها، ففي الشتاء، قد تتجنب ممارسة الرياضة بسبب الطقس البارد، لكن من الضروري الحفاظ على نشاطك البدني لتقوية عضلات الظهر وتخفيف الألم.
ويمكنك ممارسة تمارين التمدد أو اليوغا التي تساهم في تحسين مرونة العضلات وتهدئة التوتر والشد العضلي، وحتى التمارين الخفيفة مثل المشي أو السباحة تساعد على تقوية الظهر وتحسين تدفق الدم، مما يساهم في تخفيف الألم الناتج عن البرد.
3. استخدام وسادة حرارية أو كمادات دافئة
في حال شعرت بتصلب في ظهرك بسبب البرد، يمكنك استخدام الوسادة الحرارية أو الكمادات الدافئة، الحرارة تساعد على تحسين تدفق الدم إلى العضلات وتخفيف التشنجات العضلية، يمكن وضع وسادة حرارية على المنطقة المتألمة من الظهر لمدة 20 دقيقة عدة مرات في اليوم. إذا لم تكن الوسادة الحرارية متوفرة، يمكن استخدام كمادات دافئة أو أخذ حمام دافئ لترخي عضلاتك وتخفف من الألم.
4. الحفاظ على وضعية الجسم السليمة
في الشتاء، قد يساهم البرد في شعورنا بعدم الراحة، مما يؤدي إلى تغيير في وضعيات الجلوس أو النوم، فالحفاظ على وضعية الجسم السليمة أمر بالغ الأهمية للوقاية من آلام الظهر، تأكد من الجلوس بشكل مستقيم عند العمل على المكتب أو أثناء قيادة السيارة. إذا كنت تجلس لفترات طويلة، احرص على استخدام وسادة تدعم منطقة أسفل الظهر، كما يجب الحرص على النوم بوضعية صحية على فراش متوازن يدعم الانحناءات الطبيعية للعمود الفقري.
5. تدفئة المنزل بشكل مناسب
في الشتاء، تزداد احتمالية الإصابة بآلام الظهر بسبب البرودة داخل المنزل. تأكد من أن درجة حرارة المنزل دافئة ومريحة. استخدام السخانات أو المكيفات بشكل معتدل يساعد على منع الهواء البارد من التأثير على الجسم. بالإضافة إلى ذلك، احرص على الحفاظ على الرطوبة المناسبة داخل المنزل، حيث أن الهواء الجاف يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر في العضلات وزيادة ألم الظهر.
6. تجنب حمل الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة
في فصل الشتاء، يمكن أن يؤدي حمل الأوزان الثقيلة أو ممارسة الأنشطة البدنية بطريقة غير صحيحة إلى زيادة خطر الإصابة بآلام الظهر.
احرص دائمًا على رفع الأشياء بشكل صحيح: استخدم قدميك وليس ظهرك، وركز على الانحناء من الركبتين وليس من الظهر. إذا كان لديك أشياء ثقيلة لنقلها، حاول توزيع الوزن بشكل متساوٍ على جانبي جسمك لتجنب زيادة الضغط على الظهر.
نصائح فعالة لعلاج آلام الظهر في الشتاء7. تناول الأطعمة المضادة للالتهابات
الالتهابات هي أحد الأسباب الرئيسية لآلام الظهر. لذلك، من المهم أن تغذي جسمك بالأطعمة التي تساعد على تقليل الالتهابات. من بين الأطعمة التي يمكن أن تساهم في تخفيف الألم:
الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية التي تعمل كمضاد طبيعي للالتهابات.
الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الكرز، البرتقال، والسبانخ.
المكسرات والبذور التي تحتوي على مضادات الأكسدة والدهون الصحية.
8. استشارة الطبيب عند الحاجة
إذا استمر ألم الظهر أو أصبح أكثر حدة، يجب استشارة الطبيب على الفور. في بعض الحالات، قد يكون الألم ناتجًا عن مشاكل صحية أخرى مثل الانزلاق الغضروفي أو الشد العضلي، والتي تتطلب علاجًا متخصصًا. يمكن للطبيب أن يوصي بالعلاج الطبيعي أو الأدوية لتخفيف الألم ومنع تفاقمه.