جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-23@21:57:46 GMT

على الدرجة السياحية!

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

على الدرجة السياحية!

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"حُسن الصورة جمال ظاهر، وحُسن العقل جمال باطن" ديفيد هيوم.

****

عندما يُقرر أحدٌ ما السفر جوًا، بالطبع سيكون أول إجراءات السفر حجز التذكرة، هنا سيكون الوضع المالي- في غالب الأحوال- هو العنوان الرئيسي، والناس أنواع والاختلافات في إمكانياتهم طبيعي، والدارج أن الكثير ممن يختارون الدرجة السياحية هم من عامة الشعب، ممن لا يفكِّر البتة في موضوع اختيار نوع تذكرة السفر؛ فالأمر محسوم في السياحية أو حتى الدرجة الاقتصادية، كما تكتبها بعض لوائح شركات الطيران، ولا شك أن من يسافر على السياحية أو الاقتصادية ممن ليس لهم لا في الطور ولا الطحين، ولا لهم ناقة ولا جمل في تحديد سياسات أو تقديم خطط إقتصادية، ولاتعتقد إنهم جزء من خطط التنمية المستدامة- إلا من رحم الله- بشر عاديون جدًا.

لذا فالسفر على الدرجة السياحية يمثل إنجازًا جيدًا؛ بل إن السفر لوحده إنجازٌ، ولا تسأل هذا المواطن البسيط عن درجته طائرًا، غير الدرجة السياحية!

ما مميزات الدرجة السياحية؟ سؤال يبدر على شفاة أي مواطن من الطبقة العادية، أول ميزة إنك ستسافر، أساسًا السفر لوحده إنجاز، حتى لو كان الكرسي بجانب صندوق أمتعة الطائرة، وبالطبع لا أعلم هل في الطائرة صندوق أمتعة أم لا. تحدثنا عن أهل الدرجة السياحية أو ما ينطقها البعض كعلامة على الثقافة العالية "Economy Class"، وهم غالبًا من الطيبين الذين لا ناقة لهم في أمور الدنيا ولا جمل، يستلم الراتب وثم يصرفه وبانتظار الراتب القادم، أو قُل يدفع إيجار السكن اليوم وينتظر الشهر القادم ليدفع الإيجار، والمفارقة أنك إن دفعت إيجار السكن اليوم؛ فالأيام تجري بسرعة البرق وبعد ساعتين سيحل إيجار الشهر القادم (طبعًا كمبالغة في الوصف!) تخيل معي لو أن من سيعاني من دفع الإيجار سيركب الدرجة الاولى أو درجة رجال الأعمال، ما الذي سيحدث؟

الطموح للأفضل اعتبره فرضًا على أي إنسان قادر، أما المضطر- يا صاحبي- أعانه الله سيركب الصعب، والإنسان لما يعيش بسجيته وطبيعته، أفضل حالًا ممن يتصنع وضعًا أعلى منه. يا أخي جمالك وروعتك عندما تكن أنت كما أنت، ما أجملك وأنت نائم قرير العين على كرسي الدرجة السياحية، ووجبة من المضيفة المِضيافة كل ثلاث ساعات في رحلة طويلة أمر ممتاز، ولا أن تركب كرسي الدرجة الأولى وطوال الرحلة تفكر في الفاتورة الباهظة التي دفعتها، وممكن أنك دفعتها عبر بطاقة ائتمانية ستبتلع راتبك القادم، وتخيل أنه رغم طقم المنظفات ذات الماركات الفخمة والحلويات الشهية على متن الدرجة الأولى، والوجبات اللذيذة المتنوعة، لكن يشغل تفكيرك سؤال: من سيقرضك مبلغًا يجعلك "تمشِّي حالك" عندما تعود من السفر؟

السفر على الدرجة الاولى كان باهظ السعر، واستنزف مقدراتك، وعلى النقيض ممن ركب السياحية- وأحترم وضعه- ومد الرجل على قد اللحاف كما يقول المثل الشائع.

صدقني كلٌ ومقدرته، في السياسة.. في الاقتصاد.. في الثقافة.. حتى في كرة القدم! لا تضع نفسك في مكان ليس مكانك، ولا تعيب ذلك على نفسك، لك احترامك وقدرك وتقديرك.. اطمح وغيّر حياتك بشكل مشروع، لكن لا تتصنع وضعا ليس بوضعك، وصدقني هناك من يصل لقمة ما، لكنه خسر أمورًا غالية جًدا؛ لأنه ضحّى بأمور اغلى من القمة ذاتها.

صدقني أن تركب الدرجة السياحية ورأسك مرفوع أفضل بمليون مرة من ركوب الدرجة الأولى والتمتع بالبريستيج وأنت لا تملك كرامة، او حتى وأنت مغلوب على أمرك.

قال تعالى: "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" (آل عمران: 8).

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بازار ليما يعكس روح الحرفة وأصالتها ويدعم التنمية السياحية

شهد "بازار ليما" في نسخته الأولى، ضمن فعاليات وبرامج "الشتاء مسندم"، إقبالًا واسعًا من الزوار، حيث جمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تميز المنطقة، وتضمن الحدث مجموعة متنوعة من الفعاليات، شملت عروض الفنون الشعبية الحية، والمسابقات الثقافية، والأنشطة الترفيهية والرياضية، بهدف تعزيز التبادل الثقافي ودعم الحرفيين ورواد الأعمال المحليين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

وضم البازار جدولًا حافلًا بالأنشطة التي تلائم مختلف الأعمار والفئات، متيحًا تجارب تفاعلية حية، من بينها برامج الطهي التي تسلط الضوء على المطبخ المحلي، وحلقات عمل في الصناعات الحرفية التقليدية التي تشتهر بها محافظة مسندم، مثل صناعة عصا الجرز، والسعفيات، والمجامر، كما تميزت الفعالية بمسابقات حماسية، مثل فن اليولة واللعب بالسيف، وهي من الفنون الشعبية التي لا تزال تحظى بمكانة بارزة في المناسبات والاحتفالات، حيث أتيح للزوار فرصة استكشاف العادات والتقاليد القديمة في رحلة تاريخية تحاكي الزمن الماضي.

وتأتي هذه الفعاليات ضمن الجهود المستمرة لتعزيز مكانة محافظة مسندم كوجهة سياحية متميزة، وإيجاد فرص للتواصل الثقافي بين الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وقال سعادة الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الهوم المياس، والي دبا: إن ما شاهدناه من عروض متنوعة وبرامج تراثية ثقافية ومشاركات من مختلف فئات المجتمع دليل على نجاح مثل هذه البرامج والأنشطة في جمع الناس ونشر الثقافة وتأصيل الموروث الحضاري. كما أن "بازار ليما"، وما تضمنه من أركان، يتيح الفرصة للزائر والسائح للتعرف على أهم مفردات الثقافة والعادات والتقاليد التي تتميز بها النيابة، وهذا ما عودنا عليه برنامج "الشتاء مسندم"، الذي يعد من البرامج الترويجية الرائجة للسياحة في المحافظة، والذي يتنقل بفعالياته وبرامجه الجاذبة في مختلف ولايات المحافظة ليكون أكثر شمولًا وتنوعًا.

من جانبه، أكد نائب والي خصب بنيابة ليما أن "بازار ليما" شكّل فرصة لتنمية المشاريع المنزلية التي تميز المنطقة، حيث ضم مجموعة متنوعة من الصناعات الحرفية، والمأكولات المحلية والعالمية، والهدايا، والعطور، واللوحات الفنية وغيرها، كما يُعد البازار واجهة سياحية تعكس تفرد النيابة، مسلطًا الضوء على مقوماتها الاقتصادية والسياحية الواعدة، ومسهمًا في إبراز موروثها التقليدي من الفنون الشعبية والصناعات الحرفية.

احتفاء بالتراث

وأوضح عبدالله بن أحمد الشحي، رئيس المكتب المساعد ورئيس لجنة التنسيق والمتابعة لموسم "الشتاء مسندم"، أن "بازار ليما" يهدف إلى الترويج للثقافة والتراث المحلي الفريد في المحافظة عمومًا، ونيابة ليما خصوصًا، نظرًا لما تحمله من تاريخ عريق، كما يسعى إلى تسليط الضوء على مفردات التراث والهوية الثقافية من خلال عروض حية للحرف اليدوية والفنون التقليدية، إلى جانب تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية ودعم رواد الأعمال من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأكد أن البازار لم يكن مجرد فعالية ترويجية، بل كان منصة لإشراك المجتمع المحلي وأبناء النيابة، عبر دعم المنظمين والمشاركين من الباحثين عن عمل والأسر المنتجة، مضيفًا إن الجهود المبذولة هدفت إلى تقديم تجربة حية ومثرية تلبي تطلعات المواطنين والمقيمين والزوار، للاستمتاع بالأجواء الشتوية والفعاليات المتنوعة.

كما أكد الدكتور يوسف بن عبدالله الشحي أن استضافة إحدى محطات "الشتاء مسندم" في النيابة أدخلت البهجة على الجميع، صغارًا وكبارًا، ورسمت الابتسامة على الوجوه، خاصة لدى الأطفال، كما شكلت الفعالية متنفسًا رائعًا وسط الطبيعة الخلابة، حيث الجبال الشامخة والبحر الممتد، فتحولت النيابة إلى ساحة اجتماعية نابضة بالحياة وسوق مزدهر، مما أتاح للأسر فرصة لعرض منتجاتها وتعليم الأبناء مبادئ البيع والشراء وأهمية التجارة، كما استقطب "بازار ليما" اهتمامًا واسعًا بفضل التغطية الإعلامية عبر الوسائل المرئية والمسموعة ومنصات التواصل الاجتماعي، مسلطًا الضوء على جمال النيابة وتفرد بيئتها الطبيعية.

من جهته، أشاد محمد بن علي العقبي، عضو المجلس البلدي بولاية دبا، بتألق نيابة ليما، الجوهرة الساحلية لمحافظة مسندم، خلال افتتاح "بازار ليما"، الذي جاء في أجواء احتفالية زاخرة بالإبداع والتراث، وأكد أن الحدث لم يكن مجرد سوق تقليدي، بل مهرجان ثقافي يعكس روح الأصالة العُمانية، متناغمًا مع تطلعات "رؤية عُمان 2040"، التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية، ودعم الصناعات الحرفية، وتمكين المجتمعات المحلية من خلال التنمية المستدامة.

وأضاف: إن نجاح البازار يؤكد المكانة المتنامية لمحافظة مسندم على خارطة السياحة والثقافة العُمانية، حيث يجسد هذا الحدث لقاء الماضي بالحاضر في صورة تنموية مشرقة، لافتًا إلى أن الفعالية توفر فرصًا لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعرض منتجاتهم وخدماتهم، مما يسهم في زيادة دخلهم وتوسيع أعمالهم، إضافة إلى إيجاد فرص عمل مؤقتة ودائمة للشباب في قطاعات السياحة والضيافة والتجارة.

تجربة استثنائية

من جانبها، قالت فاطمة بنت سالم بن علي الشحية: إن "بازار ليما" كان تجربة استثنائية تعكس روح الحرفة وأصالتها، ولمسته عن قرب بصفتي حرفية ومنظمة لمجموعة من الحرفيين، ورأيت الجهود تتحول إلى لوحات فنية تنبض بالتراث، حيث تحمل كل قطعة قصة تُروى عبر أنامل مبدعة، ولم يكن الحدث مجرد عرض للفخاريات والسعفيات والمجامر، بل كان لقاءً يجمع الحرفيين بالجمهور، حيث تفاعل الزوار مع الأعمال بإعجاب، وبحثوا عن التفاصيل التي تمنح كل منتج هويته الخاصة، وأكثر ما أسعدني هو رؤية الشغف في عيون الحرفيين والعمل المتقن الذي يعكس إيمانهم بالحرفة كرسالة قبل أن تكون مهنة، ومثل هذه الفعاليات ليست مجرد مناسبات عابرة، بل حاجة ملحة للحفاظ على التراث ودعم الحرفيين ليواصلوا الإبداع ويمنحوا الحرفة حضورًا يليق بها في المستقبل.

وقالت سهيلة القيشية: شاركتُ في "بازار ليما" كصاحبة مشروع "الفخامة للكيك والحلويات"، وكانت التجربة أكثر من رائعة، حيث كان الحدث منظمًا بشكل جيد، واستقطب عددًا كبيرًا من الزوار الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا، وما أعجبني حقًا هو الأجواء والتفاعل المباشر مع رواد البازار، حيث تمكنتُ من تقديم منتجاتي والتعريف بها بشكل أفضل، وتلقيت الكثير من التعليقات الإيجابية، وبكل تأكيد، سأحرص على المشاركة في المهرجانات القادمة، وأوصي أي صاحب مشروع بالحضور والمشاركة، فهي تجربة تضيف الكثير لأي مشروع.

وأكد عدد من أبناء نيابة ليما أن فعاليات وبرامج "الشتاء مسندم"، وخاصة في نيابة ليما، تمثل حدثًا مهمًا يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة المنطقة كوجهة سياحية مميزة، وأشاروا إلى أن هذه الفعاليات تحمل العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث تسهم في تنشيط السياحة والاقتصاد المحلي من خلال استقطاب أعداد كبيرة من الزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها، مما يعزز الحركة السياحية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • موعد مزاد القطن القادم «الأخير خلال الموسم».. ينعقد خلال ساعات قليلة
  • ريانا مطولا تتحدث عن ألبومها القادم
  • اتفاق بين بغداد وطهران بشأن تسهيل السفر الآمن لزوار الأربعين
  • فلكي يمني: السبت القادم أول أيام شهر رمضان المبارك
  • اليوم.. بدء صرف مرتبات شهر فبراير 2025 لـ العاملين بالدولة
  • إجراء جديد لـ«المالية» قبل ساعات من صرف مرتبات فبراير 2025
  • التربية برام الله: تعديل موعد دوام المدارس حتى الثلاثاء القادم
  • بازار ليما يعكس روح الحرفة وأصالتها ويدعم التنمية السياحية
  • باقٍ يومان.. موعد صرف مرتبات شهر فبراير 2025 وقيمة الرواتب
  • تأجيل إطلاق الجيل القادم من سيارة فورد F-150