دراسة بحثية تناقش تحديات الطلبة العمانيين الدارسين في الخارج
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
توصلت دراسة بحثية بعنوان "دور الذكاء الثقافي وأساليب التكيف في مستوى المشكلات التي يواجهها الطلبة العُمانيون المبتعثون للدراسة في الخارج"، إلى أن هناك سلسلة من العلاقات المباشرة وغير المباشرة بين الذكاء الثقافي، وأساليب التكيف، وبين مستوى المشكلات بأنواعها، ومنها على سبيل المثال: ارتفاع مستوى الذكاء الثقافي ودوره المباشر في انخفاض مستوى المشكلات الأكاديمية والثقافية، والمشكلات النفسية لدى الطلبة المبتعثين.
وكشفت الدراسة التي أجرتها الباحثة مروة بنت ناصر الراجحية من مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس عن دور واضح للتفاعل بين جنس الطالب والسنة الدراسية في مستوى المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها الطلبة، إذ أن الإناث بشكل عام يواجهن مستوى أعلى من المشكلات الاقتصادية مقارنة بالذكور، إضافة إلى ذلك فإن مستوى المشكلات الاقتصادية لدى الذكور يرتفع بشكل ملحوظ من السنة الأولى حتى السنة الثانية ولكنه يبدأ بالانخفاض تدريجيا حتى السنة الرابعة، أما بالنسبة للإناث، فإن مستوى المشكلات الاقتصادية ثابت تقريبا مع ارتفاع وانخفاض بسيط جدا بين السنوات الأربع، كذلك لم يظهر أثر لهذا التفاعل في المشكلات الأكاديمية والثقافية والمشكلات النفسية، ولكن اتضح أن الإناث بشكل عام لديهن مستوى أعلى من هذه المشكلات مقارنة بالذكور، واتضح أيضا أن الطلبة في السنة الدراسية الأولى يعانون من مستوى أعلى من المشكلات الأكاديمية والثقافية مقارنة بالطلبة الأكبر سنا.
وقالت الباحثة مروة بنت ناصر الراجحية: إن الدراسة تهدف إلى التعرف على مستوى المشكلات التي يعاني منها الطلبة العمانيون المبتعثون للدراسة في الخارج، حيث ركزت على ثلاثة مجالات من المشكلات، وهي المشكلات الأكاديمية والثقافية (كمجال واحد)، والمشكلات النفسية، والمشكلات الاقتصادية، وقد اهتمت الدراسة بالتحقق من دور الذكاء الثقافي للطالب في تذليل هذه المشكلات بصورة مباشرة وبصورة غير مباشرة من خلال وجود أساليب التكيف (الإيجابية والسلبية) كمتغيرات وسيطة في العلاقة بين الذكاء الثقافي ومستوى المشكلات، وتكونت عينة الدراسة من "3331" طالبا وطالبة من الدارسين في مختلف الجامعات خارج سلطنة عُمان، وكانت النسبة الأكبر من العينة هم من الطلبة الدارسين في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وقد تنوعت المراحل الدراسية لهؤلاء الطلبة بين طلبة البكالوريوس، وطلبة الدراسات العليا، وشملت أيضا مختلف السنوات الدراسية، ابتداء من السنة الأولى وحتى السنة السابعة.
وحول أهمية الدراسة، قالت الباحثة: إن الدراسة لها أهمية كبيرة، حيث إنها ركزت على فئة الطلبة المبتعثين المؤمل منهم إكمال دراستهم، والعودة للمساهمة في بناء الوطن ورفعته، وبالتالي فإن الاقتراب من واقعهم وواقع التحديات التي يمرون بها مهم جدا، وبالأخص أن هناك ندرة شديدة في الدراسات التي تناولت هذا الموضوع من قبل الباحثين العمانيين، والتي ركزت على الطلبة العمانيين المبتعثين دون غيرهم .. مؤكدة أن هذه الدراسة تخدم الجهات ذات الصلة في هذا المجال مثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبعض السفارات والملحقيات الثقافية، كتوفير خلفية معرفية حول المشكلات التي يواجها هؤلاء الطلبة، وكذلك تساعدهم على تنفيذ بعض البرامج والحلقات التدريبية والجلسات الحوارية التي تعزز مهارات التغلب على هذه المشكلات، ومنها مهارات الذكاء الثقافي (والذي يقصد به القدرة على التكيف والتصرف الفاعل في البيئات الثقافية المتنوعة)، وأيضا أساليب التكيف المختلفة (مثل: طلب المساعدة، وتكوين الصداقات، والتأمل، والملاحظة، وغيرها).
توصيات الدراسة
وخرجت الدراسة بجملة من التوصيات، أبرزها تنظيم برامج تدريبية للطلبة المبتعثين قبل مغادرتهم إلى بلد الابتعاث من قبل جهات الاختصاص في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للمساهمة في إعداد الطلبة وتهيئتهم للدراسة في بلد الابتعاث، وكذلك تنظيم برنامج تعريفي متكامل للطلبة بعد وصولهم إلى بلد الابتعاث من قبل الملحقيات الثقافية والذي يسهم في إعداد الطلبة نفسيا، وثقافيا، وأكاديميا وبناء جسر من التواصل مع المسؤولين في تلك الدولة.
كما اقترحت الدراسة إنشاء منصة إلكترونية أو جمعية افتراضية خاصة بالطلبة العمانيين المبتعثين في الدول كافة، بحيث تجمع بين هؤلاء الطلبة وتتيح لهم فرصة المناقشة والاستفسار وتقديم الدعم النفسي لبعضهم البعض على أن تكون تحت إشراف المختصين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتضمين منصة لتقديم جلسات الإرشاد النفسي.
وقد حصدت الورقة البحثية بعنوان "دور الذكاء الثقافي وأساليب التكيف في مستوى المشكلات التي يواجهها الطلبة العمانيون المبتعثون للدراسة في الخارج" جائزة أفضل ورقة علمية منشورة للباحثين الناشئين (حملة الماجستير) بالجائزة الوطنية للبحث العلمي ضمن قطاع التعليم والموارد البشرية لعام 2023م.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المشکلات الاقتصادیة الذکاء الثقافی المشکلات التی للدراسة فی فی الخارج
إقرأ أيضاً:
دراسة..تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعتي كولومبيا الأمريكية وكتالونيا المفتوحة الإسبانية، أن تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة.
وأظهرت الدراسة أن استهلاك أكثر من 45 بالمئة من السعرات الحرارية اليومية بعد هذا الوقت يرتبط بزيادة مستويات الغلوكوز في الدم، ما يسبب آثارا ضارة على الصحة بغض النظر عن وزن الفرد أو نسبة الدهون في الجسم.
وقالت الدكتورة دياز ريزولو، المشرفة على الدراسة، إن “الحفاظ على مستويات عالية من الغلوكوز لفترات طويلة من الزمن يمكن أن تكون له آثار تشمل ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة الالتهاب المزمن، ما يؤدي إلى تفاقم الضرر على القلب”.
وأضافت أن “قدرة الجسم على استقلاب الغلوكوز محدودة في الليل، لأن إفراز الأنسولين ينخفض، وحساسية خلايانا لهذا الهرمون تنخفض بسبب الإيقاع اليومي، الذي تحدده ساعة مركزية في دماغنا يتم تنسيقها مع ساعات النهار والليل”.
وكان الخبراء يعتقدون في السابق أن تناول العشاء في وقت متأخر من الليل يؤدي فقط إلى زيادة الوزن، وأن هذا التوقيت يرتبط عادة باختيارات غذائية غير صحية، إلا أن هذه الدراسة تبرز أهمية توقيت تناول الوجبات وتأثيره المباشر على عملية التمثيل الغذائي للغلوكوز، سواء كان تناول السعرات الحرارية منخفضا أو مرتفعا خلال اليوم.
وتكمن أهمية الدراسة في أنها تظهر أن التوقيت الذي يتم فيه تناول الوجبات له تأثير سلبي على عملية التمثيل الغذائي للغلوكوز، بغض النظر عن كمية السعرات الحرارية المستهلكة طوال اليوم ووزن الفرد ودهون الجسم.