عربي21:
2024-11-17@17:33:25 GMT

مسيحيون في المهجر قلقون على مصير عائلاتهم في قطاع غزة

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

مسيحيون في المهجر قلقون على مصير عائلاتهم في قطاع غزة

لم تعد حياة خليل صايغ تسير بشكل طبيعي، وبات غير قادرا على النوم منذ شهرين نتيجة لشعوره بالخوف والقلق على عائلته في غزة، فقبل أيام من عيد الميلاد، تلقى خبر وفاة والده داخل كنيسة نزح إليها.

ويقول صايغ المقيم في الولايات المتحدة لـ"وكالة فرانس برس" إن والديه وإحدى أخواته ذهبا إلى كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، بينما أخته الأخرى وزوجها ذهبا لكنيسة سانت برفيريوس مع أطفالهما الثلاثة، الأخير ولد خلال أيام الهدنة التي حصلت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي واستمرت أسبوعا.



 انقطاع الأتصال وانعدام مقومات الحياه 
ويروي أنه تلقى "خبر وفاة والدي عن طريق قريب في رام الله (الضفة الغربية) تواصل معه كاهن"، موضحا أن الوفاة حصلت بسبب نقص الرعاية الطبية الملائمة له، بعد إنهيار المنظومة الصحية في غزة،بحسب منظمة الصحة العالمية.

ويشير صايغ (29 عاما) الى أن التواصل نادر للغاية مع أفراد عائلته في ظل انقطاع كبير في الكهرباء والإنترنت والاتصالات منذ بدء الحرب.

ويتابع "لم أتواصل معهم مباشرة منذ أسابيع. ما يحدث عادة هو أن نازحا الى الكنيسة لديه شريحة هاتف إسرائيلية يتواصل مع أحد ما في الخارج، ويتولى هذا الأخير نقل الخبر. ونخبر بعضنا البعض +عائلتك بخير+".

ويصف خليل الذي يعمل باحثا سياسيا في الولايات المتحدة كيف تمرّ "أيام وأيام من دون أن نسمع أي شيء، نعيش في خوف وشعور بعدم اليقين".

ويقول عن خوفه على عائلته:" لا نعرف إن كانوا على قيد الحياة أم لا، إذا كانوا جياعًا أو يأكلون، إذا كان لديهم إمكانية الوصول إلى الماء أم لا".

ويضيف "لا يوجد طعام، ويوجد نقص شديد في المياه ونقص في الغذاء، ونقص في الاحتياجات الأساسية"، واصفا الأمر ب"الصعب للغاية".

وشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هي الأسوأ على الإطلاق منذ النكبة، إذ استشهد على إثرها أكثر من عشرين ألف شخص، معظمهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة في غزة. 

وتسببت الحرب في نزح 1,9 مليون من سكان قطاع غزة، وفق الأمم المتحدة، نتيجة القصف الذي يترافق منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر بهجوم بري ومعارك على الأرض.



"لا صوت للناس في غزة"
يقول خليل إن حياته توقفت بالفعل: "لا أستطيع العمل بنسبة مئة في المئة، الأمر الوحيد الذي يدفعني للاستمرار هو أنني أتحدث عمّا يحدث، أتذكّر أن الناس في غزة لا صوت لهم".

وعلى خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة قرر صايغ وقف دراسته للحصول على شهادة في حقوق الإنسان لأنه لم يعد يرى أي طريقة لتطبيقها في هذا الوقف بحسب وصفه .

بالإضافة إلى الضغوط التي يشعر بها وتمنعه من التركيز. 

ونشأ خليل في غزة، لكنه لم ير عائلته منذ سنوات.

ويروي أن شقيقته أنجبت طفلا "وقت الهدنة وأسمته خضر، لم أر صورته كل ما أعرف عنه أنه موجود".

وله شقيق أصغر في مدينة خان يونس في جنوب القطاع، "هو مريض و يقوم بغسل الكلى هناك".

وتعرضت كنيسة القديس برفيريوس في 19 تشرين الأول/أكتوبر لقصف إسرائيلي، وفق ما ذكرت البطريركية الأورثوذكسية.

مأساة الكنائس 
في 16 كانون الأول/ديسمبر، قتلت امرأتان في كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة بعد قصف إسرائيلي.

وندّد البابا فرنسيس بأن "مدنيين من دون حماية يستهدفون بقصف وإطلاق نار". وادعى الاحتلال يومها إن حركة المقاومة(حماس) كانوا يتواجدون في المنطقة.

ويفيد مسؤولون في كنائس مسيحية في قطاع غزة بأن عدد المسيحيين الذين يعيشون في قطاع غزة اليوم يقارب الألف، بعد أن كانوا سبعة آلاف قبل العام 2007 وسيطرة حماس على القطاع.

وتروي راهبة في القدس طلبت عدم الكشف عن اسمها لوكالة فرانس برس إن راهبتين من رهبنة "الوردية" موجودتان حاليا داخل كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة.

وتقول "التواصل يتم بصعوبة شديدة، كلّ ثلاثة إلى أربعة أيام، كل ما نسمع منهما أنهم (الموجودون في الكنيسة) بخير، وتطلبان منّا أن نصلي لهم".

وتوضح الراهبة أن الاتصال ينقطع في بعض الأحيان "نحصل على رسائل صوتية عبر واتساب. قالتا لنا الإثنين إنه لا توجد مياه، الناس جميعا هناك لم يستحموا منذ أسبوعين، ومياه الشرب بالكاد تكفي".

وتضيف "الوضع تعيس للغاية. الله يساعدهم".

وتتابع "نحن نخجل أمام المعاناة التي يعانيها أهل غزة جميعا مسلمين ومسيحيين".



عيد الميلاد
في القدس، يقول الأب إبراهيم نينو، مسؤول التواصل في البطريركية اللاتينية، لوكالة فرانس برس "يتم التواصل مع أهلنا في كنيسة العائلة المقدسة من خلال الكاهن المساعد المتواجد هناك أو الراهبات أو بعض الأفراد. بعد محاولات كثيرة (..) نتمكن من سماع أخبارهم".

وعن الموجودين حاليا في كنيسة العائلة المقدسة، يقول "هناك طعام وماء وكهرباء لأيام معدودة لذا يعملون على التقليل من استخدامها قدر الإمكان".

واتخذ مسؤولو الكنيسة في القدس وبلدية مدينة بيت لحم قرارا الشهر الماضي بعدم تنظيم "أي احتفال غير ضروري" بعيد الميلاد تضامنا مع سكان غزة.

لكن بحسب الأب نينو، سيحتفل المسيحيون في غزة "بقداس عيد الميلاد".

بالنسبة لصايغ، "عيد الميلاد يجب أن يكون وقتا للأمل، من الصعب جدا الاحتفال أو الشعور بأي بهجة بينما المذبحة مستمرة في غزة للمسلمين والمسيحيين، ومدنيون أبرياء يموتون".

ويضيف "أنا في الواقع مرهق جدًا ومكتئب، ولكنني ما زلت أفرح بحقيقة أننا نعلم أن الله معنا. (..) هو يشعر بألم الناس، كل الناس، ليس المسيحيين فحسب، بل كل الناس في غزة الذين يعانون الألم والجوع والموت والدمار".



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة عيد الميلاد كنيسة الاحتلال المسيحيون غزة الاحتلال كنيسة عيد الميلاد مسيحيون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کنیسة العائلة المقدسة عید المیلاد قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مخاوف في بريطانيا من انتشار فيروس خطير خلال موسم عيد الميلاد.. ماذا يحدث؟

مع اقتراب موسم الأعياد في انجلترا، حذر خبراء الصحة في المملكة المتحدة من ضرورة الاستعداد لتفادي ارتفاع حالات الإصابة بفيروس نوروفيروس القاتل، وذلك بعدما كشفت أرقام جديدة عن ارتفاع معدلات الإصابة بشكل كبير، وفقا لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل».

ونقلت الصحيفة البريطانية توقعات خبراء الصحة بارتفاع  الحالات مرة أخرى، مع اقتراب الاحتفال بعيد الميلاد -الذي يحل بعد حوالي شهر- وبحسب الأرقام التي نشرتها وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، فإن العدد الإجمالي للتقارير هذا العام 2849 حالة، ورغم انخفاض الحالات خلال الأسبوعين الماضيين، حذر العلماء من أن هذا الانخفاض قد يرتفع مرة أخرى.

أعراض نوروفيروس

ويعاني معظم المصابين بنوروفيروس من الغثيان والإسهال والقيء، ويتعافون في المنزل، ولكن يمكن أن يفرض الفيروس بعض الضغوطات على المستشفيات، لأن المرضى المصابين يحتاجون إلى عزل أنفسهم في غرف فردية، أو يجب إغلاق الأجنحة أمام المرضى الجدد لاحتواء انتشار الفيروس. 

تحذير للبراطنيين بشأن نوروفيروس

«إيمي دوجلاس»، عالمة الأوبئة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة، قالت إنه من المرجح ارتفاه الحالات مرة أخرى مع توجهنا نحو عيد الميلاد، مضيفة: «إذا كنت تعاني من الإسهال والقيء، فلا تعود إلى العمل أو المدرسة أو الحضانة إلا بعد مرور 48 ساعة على توقف الأعراض، ولا تقم أيضًا بإعداد الطعام للآخرين في ذلك الوقت، وإذا كنت مريضًا، تجنب زيارة الأشخاص في المستشفيات ودور الرعاية لمنع انتقال العدوى في هذه الأماكن». 

وأكملت عالمة الأوبئة حديثها قائلة: «غسل اليدين بالصابون والماء الدافئ، واستخدام منتجات تنظيف الأسطح، سيساعد أيضًا في منع انتشار العدوى». 

مقالات مشابهة

  • لجنة إسكان الحجاج بالعاصمة المقدسة تواصل إصدار تصاريح إسكان الحجاج لموسم حج 1446هـ
  • وزير قطاع الأعمال: الناس هتشوف علامة نصر في الشوارع.. وتعاقدات على الأتوبيسات
  • ريال مدريد يخوض تسع مباريات قبل عطلة أعياد الميلاد
  • مع اشتداد الضربات الاسرائيلية.. مستشفيات صور خط المواجهة الاول جنوباً
  • تعرف على موعد بدء صوم الميلاد للكنيسة الأرثوذكسية
  • قصة كنيسة السيدة العذراء الأثرية بالمحرق.. احتضنت العائلة المقدسة 6 أشهر
  • الأمم المتحدة: قلقون من الخسائر البشرية بسبب الغارات الإسرائيلية على لبنان
  • تصلها بالمدن القريبة.. الطرق الدائرية تسهل الحركة بين أحياء مكة المكرمة
  • مخاوف في بريطانيا من انتشار فيروس خطير خلال موسم عيد الميلاد.. ماذا يحدث؟
  • إسلام إبراهيم يكشف عن مصير الجزء الثاني من مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة».. فيديو